موقع النيلين:
2025-07-29@22:27:27 GMT

ماذا يعني تحرير الخرطوم؟

تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT

ماذا يعني تحرير الخرطوم؟
“هَبَّت الخرطوم في جُنح الدُجى
ضَمَّدت بالعزم هاتيك الجراح
وقَفَت للفجر حتى طَلَعَا
مُشرِقَ الجبهةِ، مخضوبَ الجناح
يَحمل الفكرةَ والوعدَ معًا
والأماني في تباشير الصباح”**
عبد المجيد حاج الأمين
انتهت معركة تحرير الخرطوم بنصرٍ وفتحٍ مُبين… فرَّ الجنجويد فُرادى وأفواجًا، وحيثما ذهبوا سيدركهم الموت.

هذا النصر، الذي نطرب على إيقاعاته المتسارعة اليوم، إنما جاء بفضل تلك الأرواح الطاهرة التي صعدت إلى ربها راضيةً مرضية، وبفضل تلك الدماء التي سُكبت في كل شبرٍ من العاصمة المُثلثة. قبل معركة الخرطوم، كان بالعاصمة نهران، فافترع الشهداء في قلبها وحولها نهرًا ثالثًا فجَّروه بدمائهم. وكما ظل النيل خالدًا فينا، سيظل نهر تلك الدماء يتدفق بذكرى بطولاتهم، خالدين بإذن الله في تاريخ وطنهم الذي فَدَوه بأرواحهم.
الآن، ماذا يعني تحرير الخرطوم؟ يعني أن الحرب لم تنتهِ، لأن عصابات الجنجويد والمرتزقة لم تستهدف الخرطوم وحدها، فلا يزالون يعيثون في الأرض فسادًا في أجزاء من كردفان وغالب دارفور. لذا، فإن تحرير الخرطوم يعني نقلة نوعية وجغرافية للحرب تبدأ منذ الآن، وهي مرحلة جديدة بحاجة إلى خطط جديدة، وتعبئة مختلفة، وإعلام أكثر وعيًا بخطابٍ نوعيٍّ لحواضن الميليشيا، بعيدًا عن خطاب الكراهية. كما أن الحرب الآن بحاجة إلى تكتيكات عسكرية مختلفة تمامًا عن حرب المدن.
تحرير الخرطوم ينقلنا من مواجهةٍ شاملة مع التمرد إلى التعامل مع متمردين في منطقة جغرافية محدودة في بعض أجزاء البلاد. من المعلوم أننا اعتدنا على حركات التمرد في الأقاليم منذ فجر الاستقلال، ولنا خبرة طويلة في التعامل معها حربًا وسلمًا. لقد تجاوزنا مرحلة الحرب الشاملة، أو الحرب في أكثر من عشر ولايات، لتتقلص مساحات الحرب مع تقلص سيطرة التمرد على كثير من المناطق التي كان يحتلها.
يعني تحرير الخرطوم عودة روح الدولة ومنطقة سيادتها، وعنوانها ورمزها الأهم. الخرطوم ليست كأي مدينة، فهي العاصمة السياسية والتجارية، وهي المدينة التي تضم أكبر كثافة سكانية في البلاد، وفيها تمتزج كل أعراق السودانيين.
نعم، نحن أمام تحرير عاصمة محطمة، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تتحطم فيها الخرطوم. في التاريخ أيضًا، تحطمت العاصمة على يد قوات المهدي (1885) التي اجتاحت المدينة، ودمرتها، ونهبتها، وشفشفت كل شيء. (متعودة دائمًا!) ما أشبه الليلة بالبارحة! ، ثم استُبيحت ودُمِّرت مرة أخرى بعد اجتياح كتشنر للعاصمة (1898) وسقوطها بيد قواته الغازية، فاستُبيحت، وفُعِل بها مثلما فعلت الجنجويد الآن.
ولكن في كل مرة، تهب الخرطوم من تحت الدُجى، وتنهض من رُكامها، وتعود مزهرةً، عاصمةَ المدائن جمالًا وفنًّا وثقافة. كلما تهدمت، يعرف أهلها كيف يعيدونها كما كانت وأفضل. ومن يشك، فلينظر إلى مسيرة التعمير الآن في أم درمان وبحري. سينهض ذات الشباب الذين دحروا الجنجويد، بذات الهمة، لبناء العاصمة عبر لجان المقاومة الشعبية التي بدأت تتشكل الآن من المستنفرين الذين ساهموا في تحرير وطنهم من الأوباش.
يعني تحرير الخرطوم أن زحفًا عظيمًا ينتظر القوات المسلحة والمستنفرين باتجاه دارفور. سيكون بداية مواكب الزحف من العاصمة المحررة، وآخرها في الضعين المحتلة. إنه زحفٌ مقدس، لأجل ألا يُسمح للعدو بالتقاط أنفاسه جراء الهروب الكبير. يعني أن مهمة تخليص البلد من دنس آخر متمرد هي المهمة التي ينتظرها الشعب السوداني من قواته المسلحة.
في الخرطوم المحررة، تنتظرنا معركة أشد ضرورةً وأطول، بحاجة إلى فدائيين مقاتلين حقيقيين، وبحاجة إلى عقول وطنيين مخلصين. ليست المسألة تحالفات سياسية فقط، بل تحالفات من أجل الإعمار والتنمية، تضم الجميع: عسكرًا مستنفرين، ورجال أعمال، وإعلاميين، وساسة، وكل أصحاب المهن، لا بد من حضورهم جميعًا في ساحة البناء. تحرير الخرطوم لا يعني أن المعركة انتهت. ومن يظن أننا سنغني ونرقص في شارع النيل الآن، ثم نذهب لننام مطمئنين في بيوتنا المحررة، فهو واهم. لا يزال الطريق طويلًا… طويلًا جدًا، حتى نبلغ نصرنا النهائي.
المهم الآن، في هذه اللحظة:
“انتصرنا يا بلادي
بالدماء،
بجراحات الضحايا،
بالفداء.”
ألف مبروك!
أخيرًا،
“فإن سألوا عنِ الخرطوم،
فقُل قد أمطرت فرحًا،
وولَّى عهدُها المشؤوم،
وذَلَّت كلُّ آلِ دقلو،
وكُسِرَت شوكةُ “المرحوم”،
وعادت تكتسي مجدًا،
لها أبدَ الزمانِ يدوم.
فإن سألوكَ: هل عادت؟
فقُل: عادت…
أجل، عادت!”
عادل الباز عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ماذا فعلت الأصابع الخفية في السودان؟

(في كمبالا سلّمت السفارة الإسرائيلية رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول، هنأته فيها وحكومته وشعب الله المختار وأطفال إسرائيل على الانتصار على العرب في حرب 1967)،
من مذكرات الفريق جوزيف لاقو أحد مؤسسي حركة التمرد في جنوب السودان.

في السياسة، يحتاج قادة الدول إلى امتلاك فكر إستراتيجي يحيط بطبيعة التحديات التي يواجهونها، ومعرفة البيئة الدولية والداخلية التي تُبنى على أساسها الخطط.

وبهذا المعنى، ينطبق عليها تعريف الفيلسوف الألماني أرنست هيجل بأن "السياسة هي علم الأحياء التطبيقي". ولأن علم الأحياء يساعد على فهم البيئة ودورها في نمو الكائنات الحية، فإن فهم البيئة السياسية بصورة واقعية يساعد على إنتاج الأفكار التي تمكّن القادة من التعامل مع الظواهر السياسية بواقعية وعقلانية.

ومن الظواهر التي غشيت العقل العربي وسيطرت عليه لعقود طويلة، نظرية المؤامرة التي تفترض وجود جهة ما تكيد للدول العربية بانتظام. وخطورة سيطرة ذلك النوع من التفكير أنه أفضى إلى إعفاء الذات من تحمّل نتائج التقصير والفشل من ناحية، كما أفقد العقل العربي ميزة التفكير الموضوعي لمعالجة الظواهر السياسية بعقلانية دون "تهويل أو تهوين"، كما يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي.

وفي هذا المقال، الذي نعالج فيه أسباب استمرار الحروب في السودان بصورة حيّرت المراقبين، سنحاول تلمّس الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة، مع التركيز على أصابع خفية ظلّت تحتفظ بدور بارز وكبير في تحريك الأحداث. وإذ نفعل ذلك، سنحاول تجنّب التفسيرات الباطنية التي تُعظّم نظرية المؤامرة وتستسهل من خلالها الوصول إلى النتائج.

ما نعنيه بالأصابع الخفية في حروب السودان، التي امتدت منذ العام 1955 قبل سنة من إعلان استقلال السودان وإلى الآن، هي التدخلات الخارجية التي يُمثّل فيها الكيان الإسرائيلي رأس الرمح والماكينة التي تُحرّك الأحداث من وراء المشهد، وذلك دون إغفال الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها النخبة السودانية بجميع توجهاتها الفكرية وانحيازاتها السياسية.

إعلان

واحدة من هذه الأخطاء هي عدم الإدراك الصحيح للدور الإسرائيلي في حروب السودان، وعدم إيجاد المقاربات الناجعة للتعامل معه. فقد حرصت إسرائيل باكرًا على فهم السودان وتعقيداته، وبلورت إستراتيجية للتعامل معه، مدفوعة بمخاوف أمنية وتفسيرات أسطورية قديمة، تعتقد أن تابوت نبي الله موسى، عليه السلام، دُفن في كنيسة أكسوم الحبشية، وأن الملوك الإثيوبيين الذين حكموا السودان في زمان غابر تجري فيهم دماء يهودية من نسل نبي الله سليمان، عليه السلام، وأن هناك سبطًا من بني إسرائيل ضاع في منطقة البحيرات وجنوب السودان ولا بد من العثور عليه.

أما النص الحاكم للسياسة الإسرائيلية تجاه السودان، فيتلخص في التصريح الشهير لديفيد بن غوريون الذي يقول فيه:

"نحن شعب صغير وإمكاناتنا محدودة، ولا بد من اختزال هذه المحدودية في مواجهة أعدائنا من الدول العربية من خلال تشخيص ومعرفة نقاط الضعف لديها، وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات الإثنية والطائفية، حتى نضخّم هذه النقاط إلى درجة التحول إلى معضلة يصعب حلها أو احتواؤها".

يؤسس هذا "النص الحاكم" للنهج الإسرائيلي في التعامل مع الدول العربية، حيث صاغت من خلاله الدولة العبرية نظرية "شد الأطراف" للدول العربية أو "بترها" إذا لزم الأمر، كما حدث في جنوب السودان.

وتقوم تلك النظرية على إحداث القلاقل في أطراف البلدان العربية، إما استثمارًا للخلافات العرقية، أو تحريكًا للنزاعات الحدودية، وهو ما يحقق الهدف المركزي بإشغال هذه الدول بأنفسها حتى لا تكون جيوشها عامل دعم لدول المقاومة التي تقاتل إسرائيل.

وللتأكيد على قِدم المخطط الإسرائيلي، نستعين بمحاضرة رئيس الموساد مائير عاميت عام 1959 والتي قدمها بمناسبة تخريج دفعة جديدة، حيث يقول:

"لِمحاصرة التهديد الذي جسدته حركة المد القومي، كان لا بد أن ننجح في إثارة النوازع النفسية لدى الجماعات غير العربية داخل الدول العربية، وخاصة في العراق، وسوريا، ولبنان، والسودان".

ولتتبّع حجم الخراب الذي قامت به "الأصابع الخفية" في السودان، نحتاج إلى دراسة عدد من الوثائق على النحو التالي:

وثيقة "كيفونيم" التي قدّمها آرييل شارون 1983 لاجتماع وزراء حلف الناتو، والتي لخّصت إستراتيجيات إسرائيل في التعامل مع دول العالم العربي والإسلامي.
وفيما يتعلق بالسودان، ورد ما يلي: "السودان أكثر دول العالم العربي والإسلامي تفككًا، فإنه يتكوّن من أربع مجموعات سكانية كلٌّ منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سُنيّة تسيطر على أغلبية غير عربية، إلى وثنيين، إلى مسيحيين." وتقرّر تلك الوثيقة في خاتمتها مؤكدة: "إن دولًا مثل ليبيا والسودان لن يكون لها حضور بصورتها الحالية".

في العام 2008، ألقى آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، محاضرة لكبار القادة الأمنيين، وورد فيها ما يلي:

"السودان شكّل عمقًا إستراتيجيًا لمصر في حربها حيث تحوّل إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري وللقوات البرية، وأرسل قواته لمنطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف. لذلك، كان لا بد أن نعمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه، ومنعه من بناء دولة قوية موحدة، فهذا ضروري لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي".

إعلان

في كتابي (مهمة الموساد في جنوب السودان) لعميل الموساد ديفيد بن عوزيل، والمعروف باسمه الحركي "الجنرال جون"، وكتاب (إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان) للكاتب الإسرائيلي والعميد المتقاعد من جهاز الموساد موشيه فرجي، ترد تفاصيل مخيفة عن حجم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي قدّمته إسرائيل لحركة التمرد في جنوب السودان، حيث شمل إرسال شحنات السلاح، وإرسال الخبراء، وتدريب عشرات الآلاف من الجنود، والمساهمة في تفجير الكباري واحتلال بعض المدن، وتعطيل مشاريع التنمية. يقول موشيه فرجي في كتابه إن التحرك الإسرائيلي نجح في جنوب السودان لعدة عوامل، أبرزها:

إحباط الدعم العربي للحكومة السودانية.

توقيف العمل في قناة جونقلي التي كان من المؤمل أن توفر 5 مليارات متر مكعب من المياه تتقاسمها مصر والسودان، حيث حذّرت إسرائيل الجنوبيين من أن ذلك المشروع سيكون وبالًا عليهم.

كما أن إسرائيل نجحت في تنمية المشاعر القومية لدى الجنوبيين، مما ساعدهم على حسم خيار الانفصال عن الشمال.

نستخلص من هذه الوثائق أن إسرائيل صنّفت السودان منذ البداية باعتباره عدوًا إستراتيجيًا، ولذلك تعاملت معه على هذا الأساس في مخططاتها التي هدفت إلى إشغاله طوال الوقت بالنزاعات الداخلية.

يقول وزير الأمن الإسرائيلي السابق، آفي ديختر:
"أقدمنا على إنتاج وتصعيد بؤرة دارفور لمنع السودان من إيجاد الوقت لتعظيم قدراته. إستراتيجيتنا، التي تُرجمت على أرض الجنوب سابقًا وفي غربه حاليًا، نجحت في تغيير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزّم والانقسام. الصراعات الحالية في السودان ستنتهي عاجلًا أو آجلًا بتقسيمه إلى عدة دول أو كيانات".

ونستطيع تلخيص الرؤية الإسرائيلية تجاه السودان في النقاط التالية:

استهداف مصر عبر جارها الجنوبي، والعمل الجاد على تعطيل استفادتها من جهود هذا الجار. إشغال السودان بإشعال النزاعات فيه، وتأجيج روح الخلاف بين المكونات المختلفة. السعي لعدم استفادة السودان من موارده الهائلة حتى لا يتحول إلى دولة مركزية. إضعاف السودان عبر سياسة شد الأطراف أو بترها، وهو ما يؤكده آفي ديختر: "سودان هش ومجزأ خير من سودان قوي وفاعل".

ولم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي للسودان على إشعال النزاعات وإشغاله بالحروب فقط، بل تواصلت المساعي الإسرائيلية في المجالات الدبلوماسية والمنظمات الدولية لخنق السودان وتشديد الحصار عليه.

ففي أوج أزمة دارفور، أنشأت المنظمات اليهودية تحالفًا ضم أكثر من 180 منظمة حول العالم للترويج لفكرة الإبادة الجماعية في دارفور، وانطلقت أنشطة تلك المنظمات من متحف الهولوكوست بواشنطن تحت رعاية منظمة "أنقذوا دارفور" والوكالة اليهودية للخدمة الدولية، وتوجت تلك الجهود بإحالة ملف السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية.

في الحرب الحالية التي اندلعت بعدما شنّت مليشيا الدعم السريع هجومًا مباغتًا على القوات المسلحة، قبل أن توسّع تكتيكاتها الحربية إلى استهداف البنية التحتية وتدمير المؤسسات العامة والخاصة بغرض إعادة السودان قرونًا إلى الوراء، كانت إسرائيل الحاضر الخفي الأبرز في المشهد.

فقد اندلعت الحرب بعد نشاط إسرائيلي محموم في البلاد بعيد تطبيع العلاقات مع السودان وتوقيع حكومة الفترة الانتقالية برئاسة حمدوك على "الاتفاقيات الأبراهامية"، حيث انخرطت إسرائيل في نشاط دبلوماسي مكثف تجاه الخرطوم، ركّز على الانشغالات الإسرائيلية الخاصة بجمع معلومات حول منظومة الصناعات الدفاعية السودانية و"تجنيب السودان مخاطر الخلايا الإيرانية"، كما صرّح مسؤول إسرائيلي بعد زيارة للعاصمة الخرطوم 2020. ولإخفاء نواياها الحقيقية بإطالة أمد الحرب، عرضت إسرائيل وساطة بين الجيش والدعم السريع.

وفقًا لبيان أصدره وزير الخارجية وقتها إيلي كوهين، الذي أكّد أن إسرائيل تعمل عبر عدة قنوات من أجل التوصّل إلى وقف إطلاق النار، لكن لم يرد أيّ ذكر لتلك الوساطة مرة أخرى، مما يشير إلى أن الدولة العبرية تساهم في إطالة أمد الحرب لإضعاف الطرفين، تنفيذًا لنظرية الأكاديمي الصهيوني إدوارد لوتواك "امنحوا الحرب فرصة".

إعلان

كما أن المعلومات بدأت تتكشّف عن حجم العلاقات الكبيرة بين إسرائيل وحميدتي، الذي حرص على فتح قنوات تواصل مستقلة عن الجيش والدولة منذ فترة مبكرة. ففي تقرير نشره موقع "واللا" الإخباري، قيل إن طائرة رئيس الموساد حطّت في الخرطوم في يونيو/ حزيران 2021، وكان على متنها قيادات من الموساد التقت بحميدتي وقادة من الدعم السريع.

بعد نشوب الحرب، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالًا بعنوان "كيف ستكسب إسرائيل الحرب في السودان؟"، أكّد فيه أن إسرائيل حريصة على كسب الدعم السريع للحرب، بالنظر إلى الخدمات التي قدّمها حميدتي في ليبيا بمحاربة الإسلاميين هناك، وتعهّده بـ"تفكيك الإسلاميين داخل الجيش السوداني".

وفي الفترة الأخيرة، وبعد أن مالت كفة الانتصار لصالح الجيش، وبدا أن الجيش قادر على حسم المعركة، تعالت أصوات إسرائيلية تتهم السودان بالتعاون مع إيران، وتنادي بالتدخل الإسرائيلي المباشر، لأن الجيش السوداني أصبح "حماس أفريقيا" حسب تلك المزاعم.

تحتاج القيادة السودانية إلى إعادة تكييف علاقاتها الخارجية بما يضمن محاصرة المخططات الآثمة ووأدها قبل أن تواصل تدمير المقدرات السودانية.

وفي هذا الخصوص، فإن السودان بحاجة إلى جهود أصدقائه للمساهمة في دعم الشرعية التي يمثلها الجيش السوداني والحكومة المدنية برئاسة الدكتور كامل إدريس، كما أن القيادة السودانية بحاجة إلى مجهودات تعزز تماسك الجبهة الداخلية وتُفوّت على المتربصين مخططاتهم الآثمة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • “المصورات” تعود.. وتضيء دروب الخرطوم بعد أن أنهكتها الحرب
  • “خرطوم 2” نظيفة من مقذوفات الحرب
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • والي الخرطوم في حكومة “تأسيس” يصدر أولى قراراته
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • من بشريات حكومة المليشيا المزعومة أن على رأسها التعايشي
  • ماذا فعلت الأصابع الخفية في السودان؟
  • 15.6 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة 100 يوم صحة حتى الآن؟
  • أبرز عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم الأحد 27 يوليو 2025
  • عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد