كيفية صلاة العيد.. الدليل الشامل لأحكامها وسننها ووقتها
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
يستعد المسلمون خلال ساعات لاستقبال عيد الفطر المبارك، وتُعد صلاة العيد من السنن المؤكدة التي حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي رمز للفرح والسرور والتجمع على الطاعة.
وتتشابه صلاة العيد مع غيرها من السنن النافلة في الكيفية، لكنها تتميز بعدد تكبيراتها الإضافية التي تميزها عن بقية الصلوات.
حكم صلاة العيدصلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويُستحب أداؤها للرجال والنساء، فهي تجمع المسلمين في أجواء من البهجة والتقوى.
وقد ورد عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيَّض وذوات الخدور، فأما الحيَّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين" (متفق عليه).
ومن السنة أن تُؤدى صلاة العيد في جماعة، وهو ما نقله الخلف عن السلف، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يحرصون على أدائها في المصلى مع المسلمين.
تتميز صلاة العيد بتكبيراتها الإضافية التي تختلف بين الركعتين، ففي الركعة الأولى يُكبِّر الإمام سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، أما في الركعة الثانية فيكبر خمسًا بعد تكبيرة الانتقال.
ويُستحب أن يُقال بين التكبيرات: "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا"، أو أن يسكت المصلي بين التكبيرات دون قول شيء. كما يمكن رفع اليدين أثناء كل تكبيرة وقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
أما عن القراءة في الصلاة، فمن السنة أن يُقرأ بعد الفاتحة بسورة "الأعلى" في الركعة الأولى، وسورة "الغاشية" في الثانية، أو أن يُقرأ بسورة "ق" في الأولى و**"اقتربت الساعة"** في الثانية، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم.
كيفية أداء صلاة العيدصلاة العيد ركعتان تُصلَّى كسائر الصلوات، مع نية صلاة العيد، ولكن الأكمل في صفتها أن يبدأ الإمام الركعة الأولى بسبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، ثم يشرع في القراءة، وفي الركعة الثانية يُكبر خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام ثم يكمل الصلاة كالمعتاد.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر في صلاة العيد سبع تكبيرات في الأولى وخمسًا في الثانية، كما روى الدارقطني والبيهقي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعًا في الأولى وخمسًا في الآخرة، سوى تكبيرة الصلاة".
عدد ركعات صلاة العيد وخطبتهابعد أداء الركعتين، يُلقي الإمام خطبة العيد، وهي خطبتان يُفصل بينهما بجلسة قصيرة، ومن المستحب أن يبدأ الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والخطبة الثانية بسبع تكبيرات.
وتتناول الخطبة تذكير الناس بتقوى الله وقراءة القرآن، بالإضافة إلى بيان أحكام زكاة الفطر، والدعوة إلى التراحم والتسامح بين المسلمين.
كيفية صلاة العيد في المنزل للنساءصلاة العيد سُنَّة مؤكدة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء بالخروج لأدائها، حتى الحُيَّض منهنّ لحضور الخير وشهود الدعوة.
أما إذا تعذر على النساء الذهاب إلى المصلى، فيمكنهن أداء صلاة العيد في المنزل دون خطبة، ويُستحب أن تُصلَّى بنفس الكيفية التي تُؤدَّى بها في المسجد، أي بركعتين مع التكبيرات الزائدة.
يبدأ وقت صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح، أي بعد حوالي 15 إلى 20 دقيقة من شروق الشمس، ويستمر وقتها حتى قبيل أذان الظهر.
واتفق جمهور الفقهاء على أن أفضل وقت لأدائها هو في الصباح الباكر، حتى يتفرغ المسلمون بعدها للتهنئة وزيارة الأهل والأحباب.
بهذه الكيفية، يجتمع المسلمون في أجواء من البهجة والعبادة، محتفلين بعيد الفطر بالصلاة والتكبير والفرح، مستحضرين معاني الوحدة والتكافل التي يُجسدها هذا اليوم المبارك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كيفية صلاة العيد صلاة العيد تكبيرات صلاة العيد المزيد النبی صلى الله علیه وسلم صلاة العید فی بعد تکبیرة فی الرکعة
إقرأ أيضاً:
حكم من يخفى عيوب السلع عند البيع.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه ما حكم إخفاء عيب في السلعة عند البيع؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة أن الأصل في البيْع حِلّهُ وإباحته؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة: 275].
أمَّا إذا اشتمل البيعُ على محظورٍ كالغش والمخادعة؛ فإنَّ حكم البيع يتحول إلى الحرمة.
وأشارت إلى أن الله سبحانه وتعالى نهى ورسوله عن الغش خاصة في البيع والشراء؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟» قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي».
كما استشهدت بما ورد عن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».
وروى الإمام ابن حبان في "صحيحه" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ».
وبينت الإفتاء بناء على ذلك ان كتمان عيوب السلع والبضائع وعدم إظهارها للمشتري وقت البيع أمرٌ محرَّم شرعًا، وهو من الكبائر، ويستحقّ مَنْ يفعل ذلك اللعن والمقت والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى.
وذكرت رأي عدد من الفقهاء حول تلك المسألة ومنهم:
اعتبر الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي، أن كتمان عيب السلعة عند البيع هو من الكبائر في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (1/ 393، ط. دار الفكر): [الكبيرة الموفية المائتين: الغش في البيع وغيره] اهـ.
والغش والكذب وكتمان العيب من الأمور التي يستحق بها صاحبها اللعن والمقت والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى؛ فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللهِ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ» أخرجه الإمام ابن ماجه في "سننه".
وهو من الأمور التي يترتب عليها أيضًا محق البركة؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، -أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا- فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» متفق عليه.
قال العلامة ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (6/ 213، ط. مكتبة الرشد): [قال ابن المنذر: فكتمان العيوب في السلع حرام، ومن فعل ذلك فهو مُتوَّعد بمحق بركة بيعه في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة] اهـ