غزة – أدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأحد، صلاة عيد الفطر فوق أنقاض المساجد المدمرة وفي مراكز إيواء وبجانب منازلهم المدمرة، بينما غابت مظاهر الفرح والاحتفال في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية والمتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

يأتي ذلك فيما واصلت إسرائيل، في ساعات فجر الأحد، شن غارات متفرقة على مناطق مختلفة من القطاع، ما أوقع قتلى وجرحى وفق مراسل الأناضول.

وأفاد المراسل بأن مئات الآلاف أدوا صلاة العيد فوق أنقاض وركام المساجد والمنازل المدمرة، وسط قصف مدفعي واطلاق نار مكثف من الآليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة.

وأوضح أن الفلسطينيين أقاموا صلاة العيد ورددوا التكبيرات، وتبادلوا التهاني، في هذه الشعيرة المعظمة، رغم الحرب القاسية والظروف المعيشية القاهرة وحالة النزوح التي يعاني منها الآلاف في مختلف المناطق.

وفي مدينة غزة، أدى الآلاف صلاة العيد داخل المسجد العمري الكبير في البلدة القديمة، والذي تعرض لدمار جزئي بفعل الاستهداف الإسرائيلي خلال الحرب.

وغابت مظاهر الفرح والاحتفال بتوزيع الحلويات وكعك العيد والهدايا على الأطفال أمام المسجد وغيره من مساجد القطاع وفي الساحات العامة كما جرت العادة في الأعياد التي سبقت الحرب.

أما في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فقد أدى الفلسطينيون صلاة العيد داخل أحد مراكز الإيواء في مدرسة تؤوي نازحين من شرق المدينة.

ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان أن تكبيرات وصلاة العيد أقيمتا على وقع أصوات إطلاق نار مكثف من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة شرق خان يونس.

وفي المحافظة الوسطى، أدّى الآلاف صلاة العيد بجوار أنقاض مسجد القسام في مخيم النصيرات وفي مساجد مدمرة جزئيًا في أنحاء متفرقة من المحافظة.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: صلاة العید

إقرأ أيضاً:

الاستراتيجي والعاطفي في التعامل مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية

بين دعم صريح لإيران ودعم خفي للكيان الصهيوني، تنوعت المواقف الرسمية وحتى الشعبية العربية تجاه الحرب وفقا لخلفيات وحسابات كل دولة أو كيان. بطبيعة الحال لا يجرؤ الداعمون لإسرائيل وهم أقلية على إعلان موقفهم في وسط بيئة عربية وإسلامية رافضة لهذا الكيان، وإن دلت عليهم أفعالهم على مستوى بعض الحكومات التي تتعاون مع الكيان سرا عسكريا ومعلوماتيا، أو على مستوى النشطاء الذين يتباهون بعلاقتهم مع العدو!!

بعيدا عن الموقف الرسمي أو الشعبي المندد بعدوان الكيان (صدقا أو نفاقا) فإن المعضلة الكبرى هي التعامل مع إيران، حيث تتباين المواقف خاصة غير الرسمية بين من يراها عدوا مساويا للكيان الإسرائيلي، في مقابل من يراها دولة مسلمة شقيقة، وهذا التباين في المواقف انتقل إلى داخل التيارات والجماعات السياسية العربية والإسلامية مع اتفاقها على العداء لإسرائيل وإن بدرجات متفاوتة.

بين الحسابات العاطفية والإستراتيجية تتباين المواقف، فالكثيرون ممن يشمتون إيران ويتمنون هزيمتها، لم ينسوا لها ما فعلته بهم وبأوطانهم، وخاصة السوريين، وهم معذورون في موقفهم، ولكننا حين نمسك برؤوسنا، وننظر إلى المستقبل بنظرة إستراتيجية متعقلة فإننا سنصل إلى نتيجة مغايرة، فانتصار الكيان سيكون هزيمة للأمتين العربية والإسلامية وليس لإيران فقط، وسيمنح هذا الفوز للكيان الهيمنة الكاملة على المنطقة، والتحكم فيها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى دينيا، وسيكون الكيان هو القائد المنفرد للمنطقة، ولن يسمح لغيره بمشاركته في هذه القيادة سواء ممن تولوا القيادة سابقا مثل مصر أو تركيا، أو من يطرحون أنفسهم للقيادة الجديدة مثل السعودية، أو من يحاول إعادة بناء وطنه مثل سوريا، وستنتهي القضية الفلسطينية وفقا للرؤية الإسرائيلية بتهجير من تشاء من أهل فلسطين وإلى أي مكان تشاء ولن تجد معارضة في ذلك، وسيفرض الكيان من يشاء من الحكام بإرادة منفردة دون تشاور حتى مع واشنطن، وسيفرض على الشعوب الإسلامية طريقة الحياة التي يراها مناسبة له، وبالمحصلة فرض سايكس بيكو جديدة على المنطقة، وهو ما أشار إليه بالأمس الرئيس التركي أردوغان في كلمته أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية وتعهد بمواجهته..

قد يقول البعض إن إيران ستفعل الشيء ذاته مع المنطقة والعالم السني حال انتصارها، وهو كلام منطقي نسبيا، لكنه يقوم على افتراض صعب إن لم يكن مستحيلا، ذلك أن انتصار الكيان ممكن بحكم ما يتمتع به من أسلحة ومعلومات، وبحكم الدعم الأمريكي المفتوح والدم الغربي عموما الذي لن يسمح بهزيمة الكيان، وبالتالي فإن الطرف الأضعف الذي يحتاج دعما ومساندة هو إيران حتى تظل متماسكة وقادرة على دحر العدوان، ووقف انتصار الكيان، واستنزافه إلى أكبر مستوى ممكن، وساعتها لن يتمكن من تحقيق رؤيته في شرق أوسط جديد كما تعهد نتنياهو، بل سيكون منهمكا في سد الثغرات التي ظهرت خلال الحرب، وكذا في تعمير ما دمرته الحرب.

وفقا للخبرة التاريخية فهذه معركة لن تنتهي غالبا بانتصار كاسح لطرف، أو هزيمة ساحقة لطرف (وهو ما حدث من قبل في حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق)، فكل طرف فيها يتمتع بمصادر قوة وميزات نسبية لا يملكها الطرف الآخر، وإذا كان الكيان يمتلك من الأسلحة أحدثها بما فيها النووية فإن إيران لم تعدم الأسلحة بدورها، وهي قادرة على تحويل مشروعها النووي السلمي إلى عسكري فورا، وقد تمكنت تحت الحصار الطويل من تطوير منظومة صاروخية أثبتت كفاءة عالية خلال الأيام الماضية، وإن ظلت نقطة ضعفها هي الاختراق المخابراتي الصهيوني في أعلى مستوياتها، وهو ما مكن الكيان من قتل عدد كبير من قادتها العسكريين وعلمائها النوويين. لكنها ليست صفرا في هذا المجال أيضا، فدقة تصويبات صواريخها ووصولها إلى أهدافها يعني امتلاكها معلومات دقيقة عن هذه الأماكن. وقد ذكرت قبيل أيام من الحرب أنها تمتلك معلومات كاملة عن المواقع العسكرية والنووية الإسرائيلية، كما يتمتع الطرفان بعقيدة قتالية صلبة، والأهم هو قناعة كل طرف أن الهزيمة تعني نهاية مشروعه سواء المشروع الصهيوني أو المشروع الإيراني، وبالتالي سيقاتل كل طرف بكل جسارة وحتى آخر نفس تجنبا لهذه الهزيمة، وستنتهي المعركة بما يشبه التعادل في المباريات الرياضية.

وبما أن الكيان هو من بدأ الحرب وحدد أهدافه منها، فإن عجزه عن تحقيق تلك الأهداف، مثل محو المشروع النووي الإيراني وإسقاط النظام الإيراني، سيعني انتصارا معنويا لإيران، لكنه ليس الانتصار الذي يدفعها للتغول على جيرانها، والانتقام منهم، بل ربما يدفعها لتصحيح أخطائها السابقة تجاه المنطقة.. أما الكيان فهو يدعي كذبا منذ اليوم الأول للحرب انتصاره ونجاحه في تحقيق أهدافه!!

من سوء حظ نتنياهو أن عدوانه على إيران تم في لحظة هدوء وتحسن للعلاقات الخليجية الإيرانية، وكان نتنياهو يراهن على دعم خليجي لهذا العدوان، بل إنه صرح علنا بأنه شن هذه الحرب دفاعا عن كيانه وعن بعض الدول في المنطقة، محاولا استغلال مخاوف خليجية تقليدية قديمة من إيران، لكن دول الخليج انتهجت مؤخرا سياسة التصالح وتطبيع العلاقات مع إيران، بدلا من العداء معها والخوف منها وانتظار الحماية الأمريكية المكلفة جدا. وأصدر وزراء الخارجية الخليجيون عقب اجتماع استثنائي بيانا أدانوا فيه العدوان الإسرائيلي، وانتهاك القانون الدولي.

ومن جهة أخرى، أدانت 21 دولة عربية وإسلامية بينها مصر وتركيا وباكستان ودول الخليج، في بيان مشترك لوزراء خارجيتها، العدوان الإسرائيلي على إيران، وأعربت عن "قلقها البالغ حيال هذا التصعيد الخطير، والذي ينذر بتداعيات جسيمة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها". كما عبرت الدول العربية والإسلامية الرئيسية، بشكل منفرد في رسائل أو اتصالات أو حتى مقابلات مباشرة مع كبار المسئولين الإيرانيين، عن رفضها للعدوان.

يدرك حكام المنطقة إذن خطورة هذه الحرب حتى وإن دعم بعضهم العدو سرا، فنيران الحرب ستطال دولا أخرى في المنطقة، وستؤثر على أمنها واقتصادها، والشرق الأوسط الجديد الذي يريد نتنياهو تدشينه سيكون على حساب سيادة وأمن كثير من هذه الدول. ورغم التوترات السابقة لهذه الدول العربية والإسلامية مع إيران إلا أن حساباتها الاستراتيجية تدفعها لرفض الحرب، بل يفترض أن تدفعها إلى العمل بكل ما تستطيع لمنع انتصار الكيان، فهذه الدول العربية والإسلامية قادرة على إدارة علاقاتها بشكل متوازن مع إيران، بينما لا تستطيع فعل الشيء نفسه مع الكيان في وضعه الحالي فما بالك لو خرج من المعركة منتصرا.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن انتهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية عبر اتفاق
  • القناة 7 الإسرائيلية: 36 ألف طلب تعويض عن الحرب مع إيران
  • السلام على أنقاض الحرب: أطروحة ترامب المقلوبة
  • الاستراتيجي والعاطفي في التعامل مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • أمراء ومسؤولون يؤدون صلاة الميت على مشعل بن عبدالله
  • تحذير أممي من أزمة لاجئين جديدة بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • مئات الآلاف يتظاهرون في لندن نصرة لفلسطين.. دعوا لوقف الحرب على غزة وإيران (شاهد)
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في لندن نصرة لفلسطين.. دعوا لوقف الحرب على غزة وإيران (شاهد)
  • صراع الحياد والولاء في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. هل ينزلق لبنان لحرب جديدة؟
  • الحرب الإيرانية الإسرائيلية .. حكايا وعبر كتب حاتم الكسواني