الروبوت الهندي المتحرك برغيان يشرع في استكشاف القطب الجنوبي للقمر
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
شرعت الهند الخميس في استكشاف سطح القمر باستخدام روبوتها الذي نجحت في إنزاله الأربعاء قرب قطبه الجنوبي والذي يعتبر غير مستكشف لحد كبير وهي سابقة في تاريخ غزو الفضاء.
وانطلق الروبوت المتحرّك "برغيان" (الحكمة باللغة السنسكريتية) من المركبة بعد ساعات على الاحتفال الواسع النطاق في الهند إثر نجاحها في تحقيق طموحها وبتكلفة منخفضة.
في السياق، أعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية على منصة "إكس" (الاسم الجديد لتويتر) الخميس: "نزل الروبوت المتحرّك من المركبة وقامت الهند بجولة على القمر!".
وسيقوم الروبوت المزود بست عجلات والذي يعمل بالطاقة الشمسية بالتجول في المنطقة التي ما زالت غير محددة الملامح نسبيا، كما سيبث صورا وبيانات علمية خلال مهمته التي ستستمر أسبوعين.
Chandrayaan-3 Mission:
All activities are on schedule.
All systems are normal.
????Lander Module payloads ILSA, RAMBHA and ChaSTE are turned ON today.
????Rover mobility operations have commenced.
????SHAPE payload on the Propulsion Module was turned ON on Sunday.
وكانت "شاندريان-3" (مركبة قمرية) هبطت بنجاح الأربعاء بعد أيام على تحطّم مركبة روسية في نفس المنطقة. جاء ذلك بعد أربع سنوات على فشل المهمة القمرية السابقة في عملية هبوطها الأخيرة، فيما اعتُبرت حينها انتكاسة هائلة لبرنامج الهند الفضائي. إلا أن الهند تحقق بشكل ثابت إنجازات مطابقة لتلك التي تحققها بلدان متقدّمة في مجال الفضاء.
وحظيت "شاندريان-3" باهتمام كبير منذ انطلقت قبل نحو ستة أسابيع أمام أنظار آلاف المشاهدين. وأقام السياسيون صلوات هندوسية من أجل نجاح المهمة بينما تابع طلاب المدارس اللحظات الأخيرة لهبوطها عبر بث حي في الصفوف الدراسية.
تكلفة منخفضة وطموحات كبيرةوأكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي الأربعاء بأن هبوط المركبة بنجاح على القمر، وهو أمر لم تحققه في السابق سوى الولايات المتحدة والصين وروسيا، يعد نجاحا "للبشرية جمعاء". وأشاد إيلون ماسك الذي تعد شركته "سبايس إكس" رائدة في عمليات إطلاق مركبات إلى الفضاء بالهبوط وقال إنه "أمر رائع".
واستغرقت المهمة الهندية وقتا أطول للوصول إلى القمر مقارنة مع مهمّات "أبولو" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي كانت تصله خلال أيام. وأُطلقت "شاندريان-3" على متن صاروخ أقل قوة وتعيّن عليها الدوران حول الأرض عدة مرّات لاكتساب سرعة قبل المضي في رحلتها التي استغرقت شهرا.
وتعتبر الميزانية التي تخصصها الهند لبرنامجها الفضائي منخفضة نسبيا، إلا أنها رفعتها بشكل كبير منذ أرسلت نيودلهي أول مسبار باتجاه القمر في 2008. حيث تبلغ كلفة "شاندريان-3" 74,6 مليون دولار، أي أقل من العديد من مهمات بلدان أخرى وتعد شاهدا على الهندسة الفضائية الهندية منخفضة الكلفة.
وقال خبراء إن بإمكان الهند إبقاء التكاليف منخفضة عبر استنساخ التكنولوجيا القائمة ودفعها للتأقلم وبفضل توافر المهندسين الحرفيين الذي لا يتلقون غير جزء من أجور نظرائهم الغربيين.
وباتت الهند في 2014 أول دولة آسيوية ترسل مركبة إلى مدار المريخ وتخطط لإرسال مسبار باتجاه الشمس في سبتمبر/أيلول. ومن المقرر أن تطلق منظمة أبحاث الفضاء الهندية مهمة مأهولة مدتها ثلاثة أيام إلى مدار الأرض العام المقبل. كما تخطط لمهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار آخر إلى القمر بحلول 2025 ومهمة إلى مدار الزهرة في غضون العامين المقبلين.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مجموعة بريكس ريبورتاج الهند القمر غزو القمر فضاء فلك
إقرأ أيضاً:
الذكاء الإصطناعي يتجاوز البشر في التعلم
في تطور لافت بمجال الذكاء الاصطناعي التفاعلي، لم يعد البشر يحتكرون تدريب الروبوتات الاجتماعية على التفاعل بفعالية. حيث أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتي سري البريطانية وهامبورغ في ألمانيا عن ابتكار آلية جديدة ماتزال في المراحل الأولية تمكّن الروبوتات الاجتماعية من التعلم والتفاعل دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
وقد طورت الدراسة، التي ستعرض في المؤتمر الدولي حول الروبوتات والأتمتة الذي ينظمه معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الولايات المتحدة لعام 2025، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الأكاديمية في هذا المجال على مستوى العالم، طريقة محاكاة جديدة تسمح بتدريب الروبوتات الاجتماعية واختبار أدائها دون الحاجة إلى تدخل بشري، ما يسرع من وتيرة الأبحاث ويخفض التكاليف، مع المحافظة على دقة النتائج.
وقد استخدم الباحثون روبوتا بشري الشكل لتطوير نموذج ديناميكي قادر على توقع مسار نظرة الإنسان في السياقات الاجتماعية، وهو ما يُعرف بتنبؤ مسار النظرة «Scanpath Prediction».
محاكاة حركات العين
اختبر الباحثون النموذج باستخدام مجموعتين من البيانات المفتوحة، وأظهر الروبوت قدرة عالية على محاكاة حركات العين البشرية بدقة وواقعية، ما يعد مؤشرا على تطور الذكاء الاجتماعي في هذه الأنظمة.
من جانبها، قالت الدكتورة دي فو، المشاركة الرئيسة في الدراسة والمحاضرة في علم الأعصاب المعرفي والمتخصصة في التفاعل بين الإنسان والروبوت في جامعة سري: «تتيح طريقتنا للروبوت أن يركز على ما ينبغي أن يجذب انتباه الإنسان، دون الحاجة إلى مراقبة بشرية مباشرة. والأمر الأكثر إثارة هو أن النموذج يحافظ على دقته حتى في بيئات غير متوقعة ومليئة بالضوضاء، مما يجعله أداة قوية وواعدة للتطبيقات العملية في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة العملاء».
وتُعد الروبوتات الاجتماعية نوعًا خاصًا من الروبوتات المصممة للتفاعل مع البشر من خلال الكلام، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، مما يجعلها ملائمة لبيئات مثل الفصول الدراسية، العيادات الطبية، والمتاجر. من الأمثلة الشهيرة: روبوت «Pepper»، الذي يُستخدم كمساعد بيع في المتاجر، و«Paro»، الروبوت العلاجي المخصص لمرضى الخرف.
تقييم للنموذج
في مرحلة التطبيق، أجرى الفريق البحثي مقارنة بعرض خرائط تبين أولويات نظرات الإنسان على شاشة، بتوقعات الروبوت داخل بيئة محاكاة. هذا التوافق سمح بتقييم مباشر للنموذج في ظروف تحاكي الواقع، دون الحاجة إلى إجراء تجارب فعلية مكلفة أو طويلة الأمد بين البشر والروبوتات.
وأضافت الدكتورة دي فو: «استخدام المحاكاة بدلاً من التجارب البشرية المبكرة يُعد خطوة محورية في مجال الروبوتات الاجتماعية. أصبح بإمكاننا الآن اختبار قدرة الروبوت على فهم الإنسان والاستجابة له بدقة وسرعة. طموحنا القادم هو تطبيق هذا النموذج في مواقف اجتماعية أكثر تعقيدًا، ومع روبوتات من أنواع متعددة».
ويبرز هذا البحث التوجه المتصاعد نحو الاستقلالية في الذكاء الاصطناعي الاجتماعي، بحيث يصبح الروبوت قادرا على التعلم والفهم في بيئات واقعية دون الاعتماد الكلي على الإنسان في كل مرحلة من مراحل التطوير.
مع توسع هذه الابتكارات، يبدو أن العلاقة بين الإنسان والآلة تتهيأ لمرحلة جديدة، تحاكي التفاعل البشري بشكل غير مسبوق، وتفتح آفاقا لتطبيقات أوسع في حياتنا اليومية.
أسامة عثمان (أبوظبي)