الإصلاح والنهضة: علاقات مصر وأمريكا تمثل أحد محاور التوازن في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بالاتصال الهاتفي الذي تلقاه اليوم، الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن هذا التواصل يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، والتي تمثل أحد محاور التوازن في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها المنطقة.
وأشار عبد العزيز، إلى أن حرص الجانبين على تبادل الرؤى بشأن سبل تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر في استعادة الاستقرار الإقليمي، سواء من خلال جهود الوساطة المستمرة، أو عبر الحفاظ على أمن الممرات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر، والتي تشكل شريانًا اقتصاديًا عالميًا لا يحتمل استمرار التهديد أو التصعيد.
وأضاف أن الرئيس السيسي، أكد في جميع المناسبات على أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتم دون شراكات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو ما بدا جليًا في مضمون هذا الاتصال الذي تناول التعاون الثنائي، وانعكاسات الوضع الإقليمي على الأمن الاقتصادي الدولي.
واختتم عبد العزيز تصريحه، بالتأكيد على أن حزب الإصلاح والنهضة يدعم كافة الجهود التي تبذلها الدولة المصرية على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، ويثمن إدراك القيادة السياسية لأهمية التوازن في العلاقات الخارجية، بما يخدم المصالح الوطنية ويحمي الأمن القومي المصري في مواجهة التحديات المتغيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمن القومي القيادة السياسية
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على صفيح ساخن
أنيسة الهوتية
الشرق الأوسط ليس مُجرد جغرافيا؛ بل هو مسرح ملتهب لتاريخ طويل من الحروب، والصراعات، والتنافس على السلطة والثروات. منذ فجر الحضارة، وهذه الأرض لا تهدأ، وكأنها قد كُتبت عليها الفوضى بمداد النفط والدم.
هنا، اندلعت أولى الحروب في التاريخ بين الممالك السومرية والأكادية، ومرّت جيوش الفرس والرومان، ثم الفتوحات الإسلامية، فالحملات الصليبية، فالحروب العثمانية الصفوية، فالاستعمار الأوروبي، حتى وصلنا إلى الحروب الحديثة.
في القرن العشرين وحده، شهدت المنطقة أكثر من 30 حربًا كبرى، منها:
النكبة الفلسطينية (1948)، ثم النكسة (1967)، وحرب أكتوبر (1973)، وسلسلة من الحروب الإسرائيلية على غزة، خلفت مجتمعة أكثر من 400,000 قتيل وملايين اللاجئين. الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، استمرت 8 سنوات، وأودت بحياة نحو مليون شخص. غزو العراق للكويت (1990)، وما تبعه من حرب الخليج، ثم الغزو الأمريكي للعراق (2003)، الذي خلّف أكثر من 650,000 قتيل حتى عام 2011.4 - الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)، أسفرت عن 150,000 قتيل.
الحرب الأهلية السورية (منذ 2011)، قتلت ما لا يقل عن 500,000 إنسان، وهجّرت أكثر من نصف الشعب. الحرب في اليمن، دخلت عامها العاشر، وأنتجت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، مع أكثر من 370,000 قتيل.إضافة إلى نزاعات في السودان، ليبيا، أفغانستان، والاحتلال المستمر في فلسطين.
هذا الصفيح الساخن تغذّيه عوامل متشابكة: جغرافيًا، تتحكم المنطقة بمضائق بحرية حيوية وتربض على أكبر احتياطي نفطي في العالم. تاريخيًا، هي مهد الديانات السماوية، ومركز تقاطع حضارات قديمة. سياسيًا، أصبحت ملعبًا لصراعات إقليمية ودولية، حيث تتحارب القوى الكبرى بالوكالة على أراضٍ لا تخصها.
والنفط، بدلًا من أن يكون نعمة، أصبح لعنة، وكلما اشتد الصراع على الموارد، ازداد نزيف الدم.
أما الدين، فقد استُخدم كثيرًا كذريعة للحروب الطائفية والسياسية. ما يفترض أن يكون وسيلة للوحدة والسلام، تحوّل إلى أداة للتمزيق، من خلال تأجيج الصراع السني الشيعي، واستغلال الخطاب الديني لتبرير العنف.
لكن خلف كل هذه المعادلات، يظل الضحايا هم الشعوب.. هم الأطفال الذين ماتوا جوعًا أو تحت الأنقاض، والنساء اللاتي شُرّدن، والملايين الذين وُلدوا لاجئين، وكأن الحرب قدرهم الأبدي.
الشرق الأوسط سيبقى على صفيح ساخن ما دامت العدالة غائبة، والثروات محل صراع، والقرارات مرهونة بقوى لا ترى في الإنسان سوى رقم في معادلة سياسية، ولعل السلام الحقيقي يبدأ حين يُعاد للإنسان حقه في الحياة، لا الموت.
على حكماء العالم أن يهبوا لنجدة الإنسانية، ونزع فتيل الحرب التي توشك أن تأكل الأخضر واليابس، وعندئذٍ لن تستطيع قوة- كائنة من تكون- مواجهة التداعيات الخطيرة، ولن تنعم دولة في العالم بالأمن والأمان، الذي ربما كان البعض يتندر به، لكنه أصبح اليوم نقطة ارتكاز أساسية، وحجر الزاوية في حياة ملايين البشر، إن لم يكن المليارات. والحديث عن السلام لن يكون من خلال التهديد بالقوة العسكرية الغاشمة، ولكن من خلال أولًا: وقف أي عمل عسكري عدواني، وثانيًا: إتاحة المجال أمام الدبلوماسية لطرح الحلول، وثالثًا: إبرام اتفاقيات مُلزمة للجميع، دون استثناء، لإحلال السلام، ورابعًا: عودة الحقوق لأصحابها وإقامة العدل في الأرض. وغير ذلك فلا أفق مطلقًا أمام سلام حقيقي تنعم به شعوب المنطقة التي تكتوي بنيران الحروب منذ عقود طويلة، وتحلم باليوم التي تجد فيه نفسها ودولها تعيش في أمن وسلام واستقرار.
رابط مختصر