الجارديان: إعدام مسعفين فلسطينيين مجزرة بحق الإنسانية
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
كشف طبيب شرعي قام بفحص جثث بعض من 15 مسعفًا وعامل إغاثة فلسطينيًا استشهدوا برصاص القوات الإسرائيلية ودُفنوا في مقبرة جماعية بجنوب غزة، عن وجود أدلة تشير إلى عمليات إعدام ميدانية، مستندًا إلى "المواضع المحددة والمتعمدة" للرصاصات التي أُطلقت عن قرب، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء.
وفقًا للأمم المتحدة، كان العاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والدفاع المدني الفلسطيني، وموظفون تابعون للأمم المتحدة، في مهمة إنسانية لجمع جثث الجرحى والقتلى خارج مدينة رفح الجنوبية صباح يوم 23 مارس عندما تم استهدافهم ودفنهم في الرمال بواسطة جرافة، بجوار مركباتهم التي دمرت بالكامل.
يأتي هذا الحادث في وقت كثفت فيه إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في غزة، بعد إنهاء وقف إطلاق النار الشهر الماضي. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تعتزم "تقسيم" القطاع.
وأثار استشهاد المسعفين وعاملي الإغاثة موجة غضب دولية ومطالب بمحاسبة المسؤولين. ووصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، غزة بأنها أخطر مكان على وجه الأرض للعاملين في المجال الإنساني. وقال: "مقتل العاملين في مجال الإغاثة مؤخرًا تذكير صارخ بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".
وقال أحمد ظاهر، الطبيب الشرعي الذي فحص خمس جثث في مستشفى ناصر بخان يونس بعد استخراجها من المقبرة الجماعية، إن جميع الضحايا تم اغتيالهم جراء إصابات بالرصاص. وأوضح: "كل الحالات التي فحصتها تعرضت لإطلاق عدة رصاصات، باستثناء حالة واحدة تعذر تحديد سبب الوفاة فيها نظرًا لكون الجثة قد تحللت وتعرضت لنهش الحيوانات مثل الكلاب، ما تركها مجرد هيكل عظمي تقريبًا".
وأضاف ظاهر أن التحليل الأولي يشير إلى أن الضحايا أُعدموا من مسافة قريبة، نظرًا لمواضع الرصاصات الدقيقة والمقصودة. وأشار إلى أن بعض الضحايا أصيبوا برصاصات مباشرة في الرأس أو القلب، بينما أُطلقت ست أو سبع رصاصات على منطقة الصدر لشخص آخر.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة "الجارديان" في فبراير أن أكثر من 1,000 من الكوادر الطبية استشهدوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير العديد من المستشفيات، وهي هجمات وصفتها لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأنها جرائم حرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة مجزرة الجارديان المزيد
إقرأ أيضاً:
تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات
نددت الأمم المتحدة، الجمعة، بأداء "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، ووصفتها بأنها فشلت في أداء دورها الإنساني في قطاع غزة، الذي يشهد أوضاعاً كارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرين شهراً.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، ينس لاركه، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف: "أعتقد أنه يمكننا القول إن مؤسسة غزة الإنسانية فشلت من حيث المبادئ الإنسانية. فهي لا تقوم بما يجب أن تقوم به أي عملية إنسانية، أي تقديم المساعدات للناس حيثما كانوا، بشكل آمن ومحايد".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الانتقادات لطبيعة عمل المؤسسة، التي أنشئت مؤخراً وتعمل خارج منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، وتتسم أساليبها بالغموض وعدم الشفافية.
كما تُتهم المؤسسة بـعسكرة المساعدات، وتوزيعها على أسس غير عادلة، ما يفاقم حالة الفوضى ويقوض الثقة في العملية الإنسانية برمتها.
وترفض وكالات الأمم المتحدة ومعظم المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في قطاع غزة التعاون مع هذه المؤسسة، في ظل تزايد التقارير عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين قرب نقاط توزيع المساعدات، نتيجة إطلاق نار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مجازر متكررة خلال توزيع المساعدات
ومنذ انطلاق عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" فعلياً في 26 أيار/مايو الماضي، أدت آلية توزيع المساعدات في بعض الحالات إلى مجازر بحق المدنيين.
ففي أوائل حزيران/يونيو الجاري، قُتل نحو ثلاثين فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني في غزة. وقد برر الاحتلال الأمر بأنها أطلق طلقات تحذيرية، وهو ما نفته شهادات ميدانية.
وأكد لاركه أن الأمم المتحدة مستعدة لاستئناف عمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة في القطاع، بشرط أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي بمرور عدد كاف من شاحنات المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.
وفي سياق متصل، ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسلة مجازر جديدة، الجمعة، أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً على الأقل في قصف وغارات استهدفت مناطق مختلفة في قطاع غزة، لا سيما خلال تجمعات لتلقي المساعدات الغذائية.
وفي شمال القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين في قصف استهدف نقاط انتظار للمساعدات، أبرزها عند دوار النابلسي جنوب مدينة غزة، وقرب المدرسة الأمريكية شمال غرب المدينة. كما استُشهد فلسطيني آخر في قصف استهدف منطقة الجامع العمري في جباليا البلد.
أما في وسط القطاع، فقد أفاد مصدر طبي استشهاد تسعة فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات قرب منطقة المطاحن بدير البلح، إثر قصف إسرائيلي مباشر.
كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب 12 آخرون في قصف قرب ما يعرف بـحاجز نتساريم، واستشهد أربعة آخرون في دوار مكيبمخيم المغازي.
وفي جنوب القطاع، أصيب عدد من النازحين جراء قصف طال خيمة كانوا يقطنونها في مواصي خانيونس، بينما واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف والنسف شرقي مدينة حمد بخان يونس، وطالت الغارات المنطقتين الغربية والشرقية من رفح وخان يونس على التوالي، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية وقصف مدفعي متواصل.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة بحق سكان قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية ونداءات الأمم المتحدة بوقف العدوان.
وأسفرت هذه الحملة عن سقوط أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دمار هائل طال البنية التحتية، ومجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين، بينهم أطفال رُضع.
ويُعد الوضع الإنساني في غزة من الأسوأ في العالم حالياً، حيث يعيش مئات الآلاف من السكان في ظروف نزوح قسري، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، وتدهور كامل في النظام الصحي.