موقع 24:
2025-12-14@03:04:42 GMT

«رعد صيني» حول تايوان

تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT

«رعد صيني» حول تايوان

أطلقت الصين مناورات واسعة النطاق حول تايوان، اختارت لها من الأسماء «رعد المضيق 2025 إيه» وتجري في ممر بحري استراتيجي للتجارة العالمية، بالتزامن مع توتر كبير أحدثته حروب الرسوم التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دول عدة، أولها الصين، القوة الاقتصادية الصاعدة والمهددة لمكانة الولايات المتحدة.

المناورات الصينية، ليست روتينية أو تقليدية، بل يبدو أنها مدروسة وتتضمن رسائل حازمة من بكين إلى تايوان، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولا تفوت مناسبة دون وعيد باسترجاعها ولو بالقوة، وإلى واشنطن التي تنتهج سياسة صدامية مع الصين، تتعلق بالمنافسة التجارية الحامية بين القوتين وكذلك بشأن الأمن الإقليمي في شرقي آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، إضافة إلى بحر الصين الجنوبي الذي يشهد عسكرة غير مسبوقة وتوتراً متصاعداً وتراشقاً عنيفاً بالتهديدات من بكين وواشنطن ومانيلا وطوكيو وحتى كانبيرا.
في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بدأت نبرة التصعيد تتعالي في تلك المنطقة ومع تنامي لهفة إدارة ترامب للسيطرة على المعادن النادرة، ترجح دوائر أمريكية بأن تفاجئ الصين العالم وتقوم بعمل عسكري واسع النطاق في تايوان قد يصل إلى الغزو الشامل، رغم ما يكتنفه ذلك من مخاطر وتداعيات تتجاوز تأثيرات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وهذه المناورات، التي تثير كثيراً من التكهنات والسجالات، لم تأتِ من فراغ وجاءت بُعَيْد أيام من قيام وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بجولة آسيوية أكّد خلالها أنّ بلاده ستضمن «الردع» في مضيق تايوان، لكنه لم يوضح طبيعة هذا الردع، لكن بكين يبدو أنها ملّت من سياسة «ضبط النفس» الطويلة التي انتهجتها في العقود الماضية، وامتصت خلالها كثيراً من الاستفزازات الأمريكية والغربية ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لم يتغير شيء في نهج واشنطن، بل إن كثيراً من قراراته تدفع الوضع إلى التصعيد أكثر من التهدئة.
بعض المحللين يعتبر أن هذه المناورات الضخمة بدأتها الصين لاختبار قوة الدعم الأمريكي لتايوان ولقياس مدى قدرة واشنطن على التحرك، إضافة إلى أنها ورقة ضغط ترفعها بكين للحصول على تنازلات من إدارة ترامب في الحرب التجارية القائمة بينهما وفي قضايا الأمن الدولي والنظام العالمي الجديد الذي ترفع الصين لواءه مع روسيا. ومن المثير للانتباه أيضاً أن بدء المناورات ترافق مع تصريحات متزامنة من بكين وموسكو تؤكد عمق التحالف بين الدولتين، اللتين تعززان تحالفهما وتتبنيان رؤية مشتركة إزاء التعامل مع الوضع المعقد الذي تشهده الساحة الدولية حالياً، كما تتفقان صراحة وضمناً بأنهما لا تثقان في السياسة الأمريكية التي تحاول تخفيف التوتر مع روسيا وتصعيده مع الصين.
مناورات «رعد المضيق» تضيف عقدة إضافية في مسار العلاقة بين الصين والولايات المتحدة وربما تكون هذه التدريبات الأخطر على الإطلاق بالنظر إلى السياق الذي يتسم بلهجة عدائية غير معتادة في العلاقات الدولية وهو ما يدفع إلى التفكير طويلاً في عواقب هذه السياسات ومخاطرها على مستقبل الأمن العالمي الذي يمر بمرحلة قاتمة من الضبابية وعدم اليقين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين تايوان

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن تحالف «باكس سيليكا» لمواجهة الصين!

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق تحالف دولي جديد تحت اسم “باكس سيليكا”، بهدف تعزيز الاستقلال التكنولوجي للولايات المتحدة وحلفائها، وتقليل الاعتماد على الصين في القطاعات الحيوية مثل أشباه الموصلات والمواد الأرضية النادرة المستخدمة في التطبيقات العسكرية والمدنية على حد سواء.

ويضم التحالف اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهولندا والمملكة المتحدة وإسرائيل والإمارات وأستراليا، ويشمل أبرز الشركات والمستثمرين المؤثرين في سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي حول العالم.

وأشار جاكوب هيلبرغ، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية، إلى أن “باكس سيليكا” سيوفر منصة للتعاون البحثي والتطويري المشترك، ويساعد في بناء بنية تحتية قوية للتكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على منافسة المشاريع الصينية مثل مبادرة الحزام والطريق.

ويأتي هذا التحرك بعد الهيمنة شبه الكاملة للصين على المعادن الأرضية النادرة، والتي تعتبر مكوّنًا أساسيًا للتقنيات الحديثة والابتكار الصناعي، فضلاً عن استثماراتها الكبيرة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، ما يمنحها ميزة تنافسية واضحة في السوق العالمي.

ويؤكد خبراء أن تحالف “باكس سيليكا” سيسهم في تعزيز ريادة الولايات المتحدة وحلفائها في الابتكار، وضمان استقرار سلاسل التوريد العالمية، وتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على دولة واحدة في الموارد الحيوية.

وتُعتبر المواد الأرضية النادرة عنصرًا أساسيًا في صناعة الهواتف الذكية وأشباه الموصلات والمعدات العسكرية، وقد هيمنت الصين على إنتاج هذه المواد منذ عقود، ما منحها قوة اقتصادية واستراتيجية كبيرة.

وتهدف واشنطن من خلال تحالف “باكس سيليكا” إلى تعزيز استقلالها التكنولوجي، وضمان ريادة مشتركة مع حلفائها في القطاعات الحيوية، ومواجهة التحديات العالمية الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي والابتكار الصناعي.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بـ رد شديد بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني
  • ترامب يعلن عن تحالف «باكس سيليكا» لمواجهة الصين!
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • فرصة مقيدة: هل تستفيد الصين من تراجع القوة الناعمة الأمريكية؟
  • وثيقة سرية تكشف تعرض واشنطن لهزيمة كبيرة من الصين في حال غزو بكين لتايوان
  • الصين تنتقد اتصالات إسرائيل مع تايوان
  • بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال مناورات مشتركة مع البحرية الأميركية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوان
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها