ألقت السلطات الهندية القبض على سائح أمريكي بعد أن تسلل بشكل غير قانوني إلى جزيرة نورث سينتينل، وهي واحدة من أكثر الأماكن عزلة في العالم، وتقطنها قبيلة معروفة بعدم رغبتها في التواصل مع العالم الخارجي.

وبحسب صحيفة "تليغراف"، وصل شاب يدعى ميخايلو فيكتوروفيتش بولياكوف، عمره 24 عاماً، إلى ميناء بليير، عاصمة جزر أندمان ونيكوبار، في 26 مارس (أذار) الماضي، وبدأ رحلته الاستكشافية نحو الجزيرة المحظورة بعد أيام قليلة.

تفاصيل الرحلة الخطيرة

في الساعات الأولى من 29 مارس، غادر الشاب شاطئ كورما ديرا في قارب مطاطي مزود بمحرك، حاملًا معه جوزة هند وعلب مشروبات غازية (كولا) كنوع من "القرابين" لسكان الجزيرة.

وبحلول الساعة 10 صباحاً، وصل بولياكوف إلى الشاطئ الشمالي الشرقي للجزيرة، حيث استخدم المنظار لمسح المنطقة، لكنه لم يرَ أياً من أفراد قبيلة السينتينليز، فحاول لفت الانتباه باستخدام صفارة، لكنه لم يلقَ أي استجابة.

وبعد ساعة من الانتظار، قرّر النزول إلى الشاطئ، حيث ترك القرابين (جوزة الهند والكولا)، وجمع بعض عينات الرمال، وقام بتسجيل فيديو باستخدام كاميرا خاصة به، قبل أن يعود إلى قاربه ويغادر الجزيرة.

وعاد الشاب إلى كورما ديرا في تمام الساعة 7 مساءً، حيث رصده بعض الصيادين المحليين الذين أبلغوا الشرطة، فألقي القبض عليه لاحقاً، وصادرت السلطات القارب والكاميرا التي كانت تحتوي على تسجيلات لرحلته.

North Sentinel island

(u/SailKey836) Managed to capture a quick video of the North sentinel island while travelling to Port Blair.

Date - 09 March 2025 pic.twitter.com/11z8Ain99f

— Curious6T9 (@Curious6T9) March 14, 2025 محاولات سابقة.. ومخاوف صحية

لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها بولياكوف التسلل إلى المناطق المحظورة. فقد سبق له في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن حاول الاقتراب من الجزيرة باستخدام زورق، لكن تم منعه من قبل موظفي الفندق. وفي يناير (كانون الثاني) 2024، سعى إلى شراء محرك لقاربه، وقيل إنه قام بتصوير أفراد من قبيلة الجاراوا، وهي مجموعة قبلية أخرى تعيش في المنطقة.

وبناءً على هذه الحوادث، وُجهت إليه تهم بموجب قانون حماية القبائل الأصلية الهندي لعام 1946، وتعديل قانون حماية القبائل في جزر أندمان ونيكوبار لعام 2012. وقد تم إبلاغ السفارة الأمريكية ووزارة الخارجية الهندية بالقضية.

وأدانت منظمات حقوق السكان الأصليين، بما في ذلك Survival International، محاولة تسلل بولياكوف، ووصفتها بأنها "غير مسؤولة ومتهورة".

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة كارولين بيرس: "من الصعب تصديق أن شخصاً قد يكون بهذا القدر من التهور.. هذا التصرف لا يهدد فقط حياة الشخص نفسه، بل يعرض حياة أفراد قبيلة السينتينليز للخطر".

كما أضافت أن القبائل غير المتصلة بالعالم لا تمتلك مناعة ضد الأمراض الشائعة مثل الإنفلونزا والحصبة، مما يجعل أي اتصال معهم تهديداً وجودياً يمكن أن يؤدي إلى إبادتهم بالكامل.

ما هي قبيلة السينتينليز؟

قبيلة السينتينليز تعد آخر القبائل غير المتصلة بالعالم، وقد عاشت في عزلة تامة لآلاف السنين. وبسبب هذه العزلة الطويلة، يعتقد العلماء أن أفراد القبيلة يفتقرون إلى المناعة ضد الأمراض الحديثة، ما يجعل أي تواصل معهم يشكل خطراً على حياتهم.

لهذا السبب، فرضت الحكومة الهندية منذ عام 1956 حظراً صارماً على أي اقتراب من الجزيرة، معلنةً إياها منطقة محمية، وحظرت السفر على مسافة ثلاثة أميال بحرية من شواطئها. كما يتم تسيير دوريات بحرية لمنع أي اختراق للقوانين، بالإضافة إلى حظر التصوير الفوتوغرافي وأي تفاعل مباشر مع السكان الأصليين.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أجانب اختراق الجزيرة، ففي عام 2018، قُتل الأمريكي جون تشاو على يد أفراد القبيلة بعد أن حاول الاتصال بهم بغرض نشر تعاليم دينية.

ويُعرف أفراد القبيلة بعدائهم الشديد للغرباء، حيث يستخدمون السهام والرماح ضد أي شخص يقترب من سواحلهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهند

إقرأ أيضاً:

مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة

غزةـ من قلب الجوع وتحت وابل القصف وتحت رحمة النزوح، يروي لنا مراسل الجزيرة نت رائد موسى تجربته الشخصية المريرة، لا بصفته ناقلا للأخبار فقط، بل كأحد ضحاياها، حيث لم يسلم جسده ولا عائلته من الجوع والتشريد.

وفي هذه الشهادة الصادمة، يكتب موسى من بين الركام والخيام، بأنامل "ترتجف من شدة الجوع"، حكايته الخامسة مع النزوح، والتجويع الممنهج، والخوف الذي صار ظلا دائما له ولسكان قطاع غزة، هذه ليست فقط شهادة صحفية، بل صرخة من داخل المجاعة.

حكايتي مع الجوع

هذه كلمات خطتها أنامل ترتجف من شدة الجوع، لا خوفا، فقد تماهينا مع الخوف في غزة، وبات بالنسبة لنا نمط حياة، حتى إنه يرافقنا كظلنا، ويشاركنا أماكن نومنا، ويزاحمنا في شوارعنا وخيامنا وأفكارنا، منذ أن اندلعت هذه الحرب المجنونة التي تقترب من إتمام عامها الثاني تواليا.

لست على يقين من بقائي على قيد الحياة لأقرأ ما كتبت بعد نشره على موقع الجزيرة نت، فاحتمالات الموت هنا، قصفا أو جوعا، أعلى بكثير من فرص النجاة.

الجوع وحده قاس، ويفترس مع جسد الإنسان كرامته وإنسانيته، فكيف لو رافقته تجربة نزوح قاسية هي الخامسة لي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، لكنها هذه المرة كانت أكثر قسوة وقد فرقت بيني وبين زوجتي وبناتي.

في مطلع يونيو/حزيران الماضي وقع ما كنا نخشاه، وشملت أوامر الإخلاء الإسرائيلية المنطقة التي كنا ننزح بها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وكان علينا أن ننزح، ولكن إلى أين؟

كان الناس يهيمون على وجوههم، يسيرون إلى حيث "اللامكان"، وقد حشر الاحتلال زهاء 900 ألف نسمة في شريط ساحلي ضيق ومحدود يعرف بمنطقة المواصي غرب المدينة، ولم يعد فيها موضع لقدم.

قررت وزوجتي الصحفية أحلام حماد أن لا مكان لنا في هذه المدينة، وهي مسقط رأسها، ولا بد من النزوح خارجها، فكان أن وجدت لها ولابنتينا صبا (15 عاما) وصدف (13 عاما) مكانا في شقة تستأجرها مؤسسة "فلسطينيات" في مدينة دير البلح من أجل عمل ومبيت الصحفيات ممن تقطعت بهن السبل، وتقتضي ظروف عملهن البقاء بعيدا عن أسرهن.

العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ قرابة عامين دمر قطاع غزة بالكامل (مواقع التواصل) دمار شقتي

ونزحت أنا، أو ربما يجدر بي القول إنني عدت إلى مدينتي غزة، التي غادرتها نازحا نحو مدينة رفح في الأسبوع الأول من الحرب، ولكني لم أعد إلى شقتي السكنية في برج مكون من 14 طابقا وبات أثرا من بعد عين، نتيجة غارة جوية إسرائيلية.

إعلان

للشهر الثاني أقيم لدى صديق يعيش رفقة نجله البكر في شقته السكنية بحي النصر شمال مدينة غزة، بينما زوجته غادرت إلى مصر في رحلة علاج من مرض سرطان الثدي، رفقة بقية أبنائها، قبيل الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح في مايو/أيار الماضي.

نمازح بعضنا كثيرا ونحن نفكر يوميا فيما سنأكل، وغالبا ما يكون عدسا بلا خبز، لم نكن نعلم طريقة طهوه، واستعنت بزوجتي لإرشادنا من أجل إعداد "شوربة العدس"، التي تستدعي أن نشعل نارا في وسط الشقة باستخدام خشب من قطع أثاث حطمها صديقي محمد من غرفة نومه، حيث لا يتوفر غاز الطهي في القطاع منذ ما يزيد عن 4 أشهر.

اليوم فقط تناولت رغيفا من الخبز، وشعرت بشبع لم ألمسه منذ نحو أسبوع، إذ لم يكن الخبز أو الطحين متوفرا لدينا. اتصلت بي الزميلة نور النجار وقالت لي "سأرسل لك كنزا"، وهي تعلم أن الخبز حاليا هو كنز حقيقي وحلم بالنسبة لأكثر من مليوني إنسان مجوع في غزة، وقد أدركت مقصدها "هل تعنين خبزا؟"، وضحكنا قهرا، وهي تشرح لي كيف أنها كابدت من أجل تدبير كمية طحين بأسعار باهظة، حيث وصل سعر الكيس الواحد زنة 25 كيلوغراما إلى أكثر من 250 ضعف ثمنه الطبيعي.

معاناة سكان غزة للحصول على الفتات في ظل سياسة التجويع المستمرة (الجزيرة) هندسة التجويع

قبل نحو أسبوعين دمر الاحتلال مكانا في خان يونس تستخدمه النجار كتكية خيرية والقيام بمبادراتها الإغاثية، ويندرج هذا الاستهداف في سياق سياسة ممنهجة إسرائيلية تقوم على "هندسة التجويع"، ليس فقط بالحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع إدخال الإمدادات الإنسانية منذ الثاني مارس/آذار الماضي، وإنما كذلك باستهداف ما تبقى من تكايا خيرية، حيث تشير البيانات الرسمية إلى استهداف نحو 100 تكية خيرية ومركز توزيع طعام، فضلا عن ارتكاب جرائم اغتيال لعاملين في المجال الإنساني.

كنت قد قضيت أسبوعا أو أكثر من غير خبز، وكان استحضاري لتجربتي المؤلمة مع مرض الغضروف "طوق نجاة" ساعدني كثيرا على الصبر والتحمل، وقد اعتمدت نظام الصيام المتقطع، الذي خضته لخفض وزني بعد إصابتي بالغضروف، ووفق هذا النظام أقضي ما بين 20 إلى 24 ساعة متواصلة على وجبة طعام واحدة.

ليست إلا صحنا من "شوربة العدس"، في حين أسكن معدتي طوال هذه الساعات بالماء فقط، ولست واثقا من كونه نظيفا تماما وصالحا للشرب، فمع التجويع نعاني في غزة من تعطيش أيضا، وقد منع الاحتلال إمدادات المياه، واستهدف الآبار والشبكات، وقطع الكهرباء عن محطات التحلية.

أخبرتني زوجتي أنها وصبا وصدف يتغلبن على الجوع وعدم توفر الطعام بالصيام من الفجر وحتى مغيب الشمس، ويتقاسمن على موعد الإفطار رغيفا واحدا مع القليل من الدقة المصنوعة من العدس المطحون، وحبة بندورة واحدة، لا تقوى الأغلبية في غزة على شرائها، لشح الخضروات في الأسواق، وارتفاع أسعارها بصورة غير مسبوقة.

الوجبات البسيطة أصبحت من الماضي بعد إحكام جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار على غزة (الجزيرة) غزة الأغلى على وجه الأرض

ومثلما أخبرني صديق مقيم في كندا "الأسعار في غزة حاليا هي الأعلى على وجه الأرض"، وأجريت معه مقارنة أسعار، وكانت في غزة أعلى بمتوسط يتراوح ما بين 10 إلى 500 ضعف عنها في كندا بالنسبة لسلع مختلفة.

إعلان

الناس في غزة تموت حرفيا من الجوع، وقد انهارت العبارة الشائعة لدينا "ما في حدا بيموت من الجوع"، حيث أودت المجاعة بأرواح ما يزيد عن 100 من أعمار مختلفة، أغلبيتهم رضع وأطفال.

وبات الحصول على الطعام "مهمة انتحارية"، قضى في سبيله أكثر من ألف شهيد في "مصايد الموت"، وما يزيد عن 6 آلاف جريح و45 مفقودا، منذ 27 مايو/أيار الماضي، استهدفتهم نيران قوات الاحتلال على أعتاب مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة أميركيا وإسرائيليا، والمرفوضة من هيئات محلية ودولية.

قال لي صديق كان ميسور الحال قبل الحرب، وقد خسر عمله وكل مدخراته، ويعيل أسرة من 6 أفراد، إن زوجته تودعه بالدموع كلما ذهب للحصول على هذه المساعدات لإطعام أطفاله وكأنه ذاهب إلى الموت بلا عودة، لكن لا خيار أمامه "لن أكون شاهدا على موت أطفالي من الجوع".

مقالات مشابهة

  • “إليبس” تبرم عقد جديد لتوريد أنابيب معزولة لمشروع ضخم في دولة الكويت
  • القبيلة والدولة.. الموالي بين منطق الفتح ومأزق التمييز في المشروع الأموي.. كتاب
  • عبر التزوير والتلاعب.. النزاهة تحذر من تسلل الفاسدين إلى قبة البرلمان
  • حملة حوثية في الجوف.. تفتيش النساء واقتحام منازل يثير غضب القبائل
  • علاء مبارك يسخر من مصطفى بكري بعد نفي لقاء شيخ الأزهر بتركي آل الشيخ
  • إدارة شبيبة القبائل تواصل تدعيم صفوف الفريق
  • مرشح القائمة الوطنية من أجل مصر.. الحمامصي يزور القبائل والعائلات المصرية بالجيزة
  • مختص: ضغط أمريكي دفع إسرائيل لفتح ممرات إنسانية في غزة
  • مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة
  • تسلل ثلاث طائرات مسيّرة إلى محطة نووية يابانية