إحتفاء كبير من جنود المليشيا بالمرتزق الجنوب سوداني “وليام” ، الذي سمّوه بالجنرال و هتفوا له لدرجة أنهم حملوه على الأكتاف.

وليام استطاع العبور من داخل الخرطوم إلى غرب الجبل ، فاستقبله جنود المليشيا المهزومون استقبال الأبطال و هم يسألون أنفسهم : لماذا هربنا كالجرذان بينما استطاع وليام أن يقاتل ؟
لماذا لم يحاولوا المحافظة على الأرض و القتال من داخل الخرطوم و الدفاع عن المدينة التي خبروها و أقاموا عليها الارتكازات و رفعوا القناصين في كل مبانيها ؟

أزمة الإنسحاب المذل و صور الهروب التي نشرتها الشاشات أدت إلى إنتقاد عنيف لقيادة المليشيا العسكرية من الحواضن الخائفة و سلطة “الحّكامات” التي تأخذ شرعيتها من التحريض على الثبات و الإقدام بما يناقض صورة “الفرار الأخير” الذي سيخلده التاريخ و القصائد و مناهج التعليم .

هذا الفِرار ؛ أنتج شعوراً شبيهاً باليُتْم عند الذين هتفوا ل “وليام” قاهر الفلول ، مع أن وليام يعلم جيداً أنهم هربوا و لم يتكبدوا عناء إخباره. و أن مواصلة القتال معهم هو نصف الطريق للهلاك.

المليشيا تتعطش إلى صورة القائد الذي يتوسط الجنود و يعزيهم إذا انكسروا و “يونّسهم” بغرض النصر كما كان يفعل القائد البرهان و سنار محاصرة. لذلك تضطر إلى الإحتفال مع وليام إذا غاب عنها دقلو أو عثمان عمليات.

هذه الواقعة تلقي الضوء على تحديات التحرير ، و أن جيوب المليشيا المسلحة و الإنتحارية منتشرة في أﻻجاء المدينة و في أطرافها و بين سكانها خاصة في مناطق الكثافة السكانية العالية. و أن ثمناً غاليا قد نضطر الى دفعه لإكمال تحرير الخرطوم من هذه الجيوب.

خبر الكمين الذي أوقعه جنود الهجانة بالجنود المنسحبين من الخرطوم صباح اليوم غرب مدينة الأبيض ، هو الجزء الثاني من معركة التحرير و هو إهلاك كل الذين ما زالوا يحملون السلاح و يتحركون كتشكيلات عسكرية ، و أن تعقبهم في دروب الصحراء هو إكمال للمهمة . و على “وليام” و المحتفلين معه من الهاربين أن يفكروا ماذا عساهم يفعلون ، و كيف سيصلون إلى مأمنهم ، و قد خرجوا من المناطق المبنية و العمارات الشاهقة إلى فضاء السهول المنبسطة التي تتوقع فيها الموت من كل مكان و في أية لحظة.

يبدو أن الهجانة عادت إلى مرابضها في الأبيض اليوم بصيد ثمين ثأراً للمدنيين الذي قتلتهم المليشيا في الخرطوم.

د. عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الإعدام لمتهم تعاون مع المليشيا المتمردة بالدندر

قضت محكمة جنايات الدندر بولاية سنار، اليوم، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت تعزيراً على المتهم (ح. ع. ح)، وذلك بعد إدانته بالتعاون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة.
وجاء الحكم بناءً على البيِّنات المقدمة من الشهود وفي وجود محامي الدفاع وممثل الاتهام، حيث أدانت المحكمة المتهم بموجب المواد 26، 50، و51 من القانون الجنائي للعام 1991 بعد ثبوت الأدلة ضده.

صحيفة السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يكشف مصير أهالي عزبة الهجانة ومخطط التطوير - خاص
  • قصف عنيف بالكاتيوشا يستهدف تجمعات للحوثيين في قعطبة الضالع
  • أكشن في شارع فيصل.. لص يدهس 3 أشخاص وينهي حياة أجنبية أثناء الهروب
  • عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم 12 أغسطس 2025
  • الإعدام لمتهم تعاون مع المليشيا المتمردة بالدندر
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م
  • زلزال عنيف يهز تركيا
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الأحد
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 10 أغسطس 2025.. «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء»
  • شاهد بالفيديو.. أيقونة الثورة السودانية “دسيس مان” يظهر حزيناً بعد إصابته بكسور في يديه ويلمح لإنفصاله عن الدعم السريع والجمهور يكشف بالأدلة: (سبب الكسور التعذيب الذي تعرض له من المليشيا)