الجزيرة:
2025-08-12@09:02:19 GMT

لماذا تمد إيران جسور التعاون مع دول الخليج الآن؟

تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT

لماذا تمد إيران جسور التعاون مع دول الخليج الآن؟

طهران- أكدت إيران، وعبر سلسلة اتصالات هاتفية أجراها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع قادة دول الخليج، استعدادها لتعزيز التعاون مع جيرانها وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، وشددت على أهمية الحوار لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

جاءت هذه التحركات في وقت حساس، تواجه فيه إيران ضغوطا أميركية متزايدة، إضافة للتوترات المستمرة بالمنطقة، تشمل العدوان على غزة واليمن ولبنان وسوريا، ما يجعل هذه المبادرات فرصة لإعادة صياغة العلاقات بين طهران ودول الخليج.

وفي الاتصال مع ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أكد بزشكيان أن إيران "لم تسعَ قط للحرب أو الصراعات"، وأنه "لا مكان للاستخدام غير السلمي للطاقة النووية في عقيدتنا الأمنية والدفاعية". كما أن إيران "مستعدة للانخراط والتفاوض لحل بعض التوترات مع دول الجوار على أساس المصالح المتبادلة والاحترام".

خريطة إيران ودول الخليج العربي (الجزيرة) آفاق التعاون

وفي محادثته مع أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد، أكد بزشكيان استعداده للتعاون "لتوسيع العلاقات بمختلف المجالات مع الكويت وغيرها من الدول المجاورة لتعميق وتعزيز روابط الأخوة والجوار".

من جانبه، أشاد أمير الكويت بتوجهات إيران "البناءة والإيجابية"، وبارك مساعيها لتعميق العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد أن "الكويت تدعم وترحب بحل النزاعات عبر الحوار ودون القوة".

والمضمون ذاته جاء باتصال بزشكيان مع رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأكد "سعي إيران لتعزيز علاقاتها مع الدول الإسلامية وجاراتها بشكل أكبر"، وكشف عن تطلعه لزيارة الإمارات وفتح قنوات الحوار لمناقشة سبل التعاون بين البلدين.

إعلان

بدوره، أكد الشيخ آل نهيان "أهمية تعزيز الجسور بين البلدين وفق المصالح المشتركة ومستقبل مشرق للمنطقة".

وخلال اتصاله بالعاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أظهر بزشكيان حرص إيران على "تطوير العلاقات مع البحرين بشكل أكبر"، وإيلائها "أهمية كبيرة لتعزيز وتوسيع العلاقات مع جيرانها". وأشار الملك بدوره "للعلاقات الطيبة" والدائمة بين البحرين وإيران، وأكد رغبة البحرين "بتوسيع هذه العلاقات بشكل أكبر".

وتشير هذه الاتصالات لرغبة إيران بالانفتاح على جيرانها الخليجيين وتخفيف التوترات الإقليمية، بوقت تشهد فيه المنطقة تحديات معقدة تتطلب مزيدا من التعاون والحوار.

ويرى محللون أن ثمة فرصة حقيقية لفتح صفحة وعلاقات جديدة بين إيران ودول الخليج، إذا ما تم الالتزام بجملة من المبادئ الأساسية وتفعيل مسارات التعاون المشترك.

يرى محللون أن قدرات إيران "الهائلة" وأموال الخليج "الضخمة" يمكنها تعزيز التقارب بينهما (الصحافة الإيرانية) ركائز التقارب

ويقول محلل الشؤون الإقليمية محمد بيات، إن من أهم العوامل لفتح حوار بنّاء بين إيران ودول الخليج "العودة للمبادئ الواردة بميثاق الأمم المتحدة، والتفاهمات التي أُبرمت مؤخرا، مثل اتفاق بكين بين إيران والسعودية".

ويضيف للجزيرة نت أن "الركائز الأساسية لأي تقارب وانفتاح حقيقي بين الجانبين تكمن باحترام السيادة، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وتنظيم العلاقات على أساس المساواة".

ويشير بيات إلى أن المشهد الإقليمي لا يخلو من تعقيدات قد تعيق هذا الحوار، وأن هناك "مؤشرات تدفع العلاقات نحو التوتر، كسعي الإدارة الأميركية الحالية لإحياء سياسة "الضغط الأقصى"، وهو ما قد يُعيد إيران إلى الفصل السابع ويؤثر سلبا على فرص التقارب"، إلا أنه استدرك قائلا "مع ذلك، فإن الإرادة الإقليمية لتقليص التوتر تبقى عاملا مهما يمكن البناء عليه".

إعلان

وحول مجالات التعاون القائم والممكنة مستقبلا، أكد بيات أن "إيران تملك قدرات طبيعية وبشرية هائلة مقابل رؤوس أموال ضخمة تملكها دول الخليج"، وأنه إذا تم تجاوز "المخاوف الأمنية"، يمكن "للطرفين الدخول بشراكات إستراتيجية بمجالات الطاقة، والتعدين، والصناعة، والزراعة، بل وتأسيس مصانع خليجية بإيران واستخدام العمالة المحلية والطاقة الرخيصة، ما يوفر مكاسب متبادلة للطرفين".

كما أن الجغرافيا -حسب بيات- تمنح الطرفين فرصا كبيرة للتكامل، خاصة بمنطقتي أوراسيا وشمال المحيط الهندي، داعيا لمزيد من التنسيق بين غرف التجارة، وتوقيع اتفاقيات إستراتيجية بين وزارات الاقتصاد والمالية، ورسم خطة تعاون مشترك لـ5 أو 10 سنوات، بعيدا عن "منطق العداء والصراعات".

الأمن أولا

من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا، أن العوامل التي فتحت حوار بنَّاء بين إيران ودول الخليج تعود "لتغييرات جيوسياسية كبيرة" بالمنطقة، بما فيها تراجع الاهتمام الأميركي بمنطقة الخليج نتيجة التركيز على مواجهة تحديات أخرى مثل صعود الصين.

ويقول حيران نيا للجزيرة نت، إن دول الخليج، كالسعودية والإمارات، بدأت تدرك أن الاستقرار الإقليمي ليس فقط مهما للأمن الإقليمي، بل لتحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية أيضا، خاصة بظل الرؤى الطموحة كرؤية 2030 التي "تتطلب بيئة مستقرة وآمنة".

وأوضح حيران نيا أن الاهتمام المتزايد بتعزيز الاستقرار الإقليمي دفع دول الخليج لتبني سياسات تقلل التوترات مع إيران، خاصة بسياق ملفات مثل حرب اليمن، حيث تسعى الرياض لإنهاء الصراع وتحقيق استقرار دائم.

وهذا التوجه -وفق حيران نيا- لا يعني تجاهل الخلافات، بل يركز على تخفيف التصعيد وإيجاد حلول تدعم الاستقرار الإقليمي بعيدا عن التدخلات الخارجية.

ولفت إلى أن "التغييرات الاقتصادية في الخليج، مثل تقليص الاعتماد على النفط وتحسين القدرة على تأمين احتياجات الطاقة بشكل مستقل، جعلت دول المنطقة أكثر حرصا على أن تكون قادرة على تشكيل سياساتها الأمنية والإقليمية".

"المصالح المشتركة"

وفيما يتعلق بالآفاق المستقبلية لهذا التعاون، أكد حيران نيا أن إيران تتطلع لتعزيز التعاون مع دول الخليج عبر آليات مشتركة تحسن الأمن الإقليمي وتحل النزاعات العالقة، مبينا أن هناك فرصا لتطوير تعاون بمجالات متعددة، بينها الأمن البحري، والطاقات المتجددة، والتبادل التجاري، "شريطة أن تكون هذه السياسات محكومة بمبادئ الاستقرار والتفاهم المتبادل".

إعلان

وبرأي حيران نيا، تدرك دول الخليج أهمية الحفاظ على "علاقات متوازنة" مع إيران، خاصة بظل التوترات المستمرة مع القوى الكبرى كأميركا وإسرائيل. ويشير إلى أن الهدف من أي تقارب مع إيران لا يتمثل فقط بحل القضايا الثنائية، بل بضمان أن يكون ذلك جزءا من منظومة أوسع من الاستقرار الإقليمي الذي يخدم مصالح الجميع.

ورجَّح أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودا مستمرة للحد من التوترات، مع وجود فرص لتوسيع مجالات التعاون، شريطة أن تظل "المصالح المشتركة" هي أساس التفاهم بين الأطراف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الاستقرار الإقلیمی إیران ودول الخلیج دول الخلیج بین إیران مع دول

إقرأ أيضاً:

علي لاريجاني يزور بغداد.. اتفاق أمني جديد يعزز التعاون بين إيران والعراق

بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الإثنين، أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، متوجهاً إلى العراق بهدف توقيع اتفاقية أمنية ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن وضبط الحدود بين البلدين.

وتأتي هذه الخطوة في ظل ملفات إقليمية معقدة ورغبة طهران في توثيق علاقاتها مع بغداد على صعيد مكافحة التهديدات المشتركة.

وتشمل جولة لاريجاني أيضاً زيارة إلى لبنان، حيث يعتزم بحث الأوضاع الراهنة وتنمية العلاقات التجارية مع المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى مناقشة التطورات الأمنية في المنطقة.

وبحث لاريجاني مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية والسياسية.

ويعتبر علي لاريجاني من أبرز الشخصيات السياسية الإيرانية، شغل عدة مناصب رفيعة مثل رئاسة البرلمان الإيراني بين عامي 2008 و2020، ورئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، فضلاً عن عمله مستشاراً للمرشد الأعلى للشؤون الاستراتيجية، كما كان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي في الفترة بين 2005 و2007 قبل أن يعود إلى المنصب مؤخراً.

وأكد لاريجاني خلال تصريحاته على أهمية أمن المواطنين الإيرانيين باعتباره محوراً أساسياً في العلاقات مع دول الجوار، مشدداً على ضرورة مراعاة أمن الدول المجاورة وعدم الإضرار بها.

وأضاف أن العراق يُعد “بلداً صديقاً وجاراً” تربطه بإيران علاقات تعاون وثيقة ومتينة.

وتأتي هذه الجولة في وقت تشهد المنطقة توترات أمنية متزايدة، حيث تسعى إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية وتأمين حدودها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

إيران تكشف نتائج عملية استخباراتية ناجحة قبالة سواحل هرمزغان

أعلنت قوات حرس الحدود الإيرانية عن توقيف ناقلة نفط تحمل اسم “فونكس” وترفع علم دولة أجنبية، كانت على متنها أكثر من مليوني لتر من الديزل المهرب، وذلك على بعد 23 ميلاً من سواحل منطقة جبل مبارك بمحافظة هرمزغان.

وقال قائد حرس الحدود في الشرطة الإيرانية، أحمد علي غودرزي، إن العملية تمت بالتعاون بين قوات حرس الحدود في ميناء جاسك والقوات البحرية للجيش، بعد رصد مخطط لتهريب كميات كبيرة من الوقود خارج المياه الإقليمية.

وأضاف أن عملية التفتيش أسفرت عن ضبط 2 مليون و30 ألف و755 لتراً من الديزل، وتم اعتقال 17 شخصاً من جنسيات أجنبية مختلفة، حيث نُقلوا إلى ميناء جاسك للتحقيق معهم وإحالتهم للجهات القضائية المختصة.

وأوضح غودرزي أن القيمة المالية للشحنة المضبوطة تُقدر بنحو 759 مليار ريال، مشيراً إلى استمرار التنسيق بين حرس الحدود والقوات المسلحة على الحدود البرية والبحرية لمكافحة عمليات التهريب.

مقالات مشابهة

  • الكويت.. قرار جديد لدخول المقيمين بدول الخليج بتأشيرة من المنفذ مباشرة
  • علي لاريجاني يزور بغداد.. اتفاق أمني جديد يعزز التعاون بين إيران والعراق
  • تعاون مرتقب بين مصر وكوت ديفوار فى قطاع الزراعة والبنية التحتية
  • “اللافي” يبحث مع السفير الإندونيسي تعزيز التعاون المشترك المجلس الرئاسي
  • جعجع: لماذا يُصرّ النظام الحالي في إيران على تخريب العلاقات مع لبنان؟
  • الكويت تصدر قرارا هاما بشأن دخول الأجانب المقيمين بدول الخليج إلى أراضيها
  • لماذا يُستهدف الفكر الإباضي الآن؟
  • 15 مليار دولار.. قفزة اقتصادية مرتقبة في التبادل التجاري بين مصر وتركيا
  • تركيا: خطط إسرائيل لاحتلال قطاع غزة تهدد الاستقرار الإقليمي |تفاصيل
  • توافق مصري تركي لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة