نفذت الطائرات الأمريكية، مساء الأحد، غارة دقيقة استهدفت تجمعاً لقيادات ميدانية كبار في المليشيات الحوثية بمحور التحيتا بمحافظة الحديدة غربي اليمن، ما أسفر عن مقتل العشرات من العناصر والقيادات الحساسة. بحسب ما أفادته مصادر ميدانية.

وأكدت المصادر أن الاجتماع الذي استهدفته الغارة كان يضم قادة ميدانيين بارزين في المليشيا، بينهم مسؤولون عن الملفات الأمنية والتمويل، مما تسبب في إرباك كبير في صفوف الجماعة.

ضربة دقيقة واختراق عميق

تشير دقة الضربة إلى وجود معلومات استخبارية دقيقة، بلغت حد اختراق الدوائر الداخلية للحوثيين، حيث تم تحديد موقع التجمع بدقة متناهية. ووفقاً للمصادر، فإن عدد القتلى تجاوز 70 عنصراً، بينهم قيادات ميدانية ذات أدوار حساسة في إدارة المعارك وتنظيم الاتصالات والتمويل.

وخلفت الغارة حالة من التوجس بين صفوف الميليشيا، خاصة مع فقدان مسؤولين كبار في مجالي المعلومات والتمويل، مما قد يعوق عملياتها في المدى القريب. كما أثارت الضربة مخاوف لدى القيادات الحوثية من تعرض تحركاتها للمزيد من الرصد والمتابعة الأمريكية.

يأتي هذا الاستهداف في إطار التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين بعد استمرار هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث تواصل واشنطن تنفيذ ضربات انتقائية ضد قادة المليشيا في محاولة لزعزعة استقرارها العسكري واللوجستي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

أرحب تمهل الحوثيين وتُلوّح بالثأر لمقتل أحد وجهائها واختطاف أبنته

تشهد مناطق شمال صنعاء حالة من التوتر الشديد، عقب انتفاضة قبلية غاضبة قادتها قبائل أرحب، في أعقاب جريمة قتل وصفت بأنها "متعمّدة وبدم بارد"، راح ضحيتها الشيخ حميد ردمان، أحد وجاهات أرحب، على يد القيادي الحوثي المدعو أبو عذر فليتة، في تصعيد خطير يعكس مدى استفحال انتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المكونات القبلية في مناطق سيطرتها.

وتُعد هذه الحادثة – بكل ما تحمله من دلالات – حلقة جديدة في سلسلة استهداف الجماعة للقبائل، سواء عبر القتل أو الإهانة أو تفكيك الروابط الاجتماعية، ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى إضعاف البُنى التقليدية المقاومة للظلم والاستبداد، والتي تمثل القبيلة اليمنية عمودها الفقري.

وفي تطور غير مسبوق، احتشد آلاف من أبناء قبائل أرحب، صباح اليوم الثلاثاء، في نكف قبلي واسع أمام بوابة محافظة عمران شمال صنعاء، موجهين تحذيرات شديدة اللهجة لميليشيا الحوثي بشأن ما وصفوه بـ"التمادي في سفك دماء أرحب والتطاول على حرماتها".

وطالبت القبائل بالإفراج الفوري عن ابنة الشيخ ردمان، المعتقلة منذ أيام على يد الجماعة، وتسليم الجاني (أبو عذر فليتة)، القيادي الحوثي وصهر القتيل، للعدالة، وتنفيذ القصاص العادل، دون مماطلة أو تسويف.

وأكد المحتشدون أن كل الخيارات مفتوحة، ممهلين سلطات الحوثيين ساعات معدودة قبل أن تتخذ القبيلة خطواتها، محذرين من أن "التهاون بكرامة أرحب سيُقابل بما لا تُحمد عقباه".

تعود تفاصيل الجريمة إلى خروج الشيخ حميد ردمان من منزله قبل أيام، حيث قام صهره "أبو عذر فليتة"، والذي يشغل منصب مدير أحد أقسام الشرطة في صنعاء، بملاحقته وإطلاق النار عليه مباشرة، ما أدى إلى مقتله على الفور أمام مرأى من السكان.

وعقب الحادثة، تم اعتقال ابنة القتيل – زوجة الجاني – في خطوة وصفتها القبائل بأنها إهانة مزدوجة، ووسيلة للضغط عليها وإجبارها على التنازل عن دم والدها، الأمر الذي أشعل غضبًا واسعًا اعتُبر بمثابة استفزاز صارخ للأعراف القبلية والقيم الإنسانية.

اتهمت قبائل أرحب بشكل مباشر قيادات في الجماعة الحوثية بمحاولة طمس القضية والتستر على القاتل، في حين أكدت أن أي محاولة لانتزاع أقوال أو توقيع تنازل بالإكراه، ستكون بمثابة إعلان عداء شامل لأرحب ومحيطها القبلي.

مصادر محلية أشارت إلى أن الوساطات التي حاولت تهدئة الموقف اصطدمت بتعنت حوثي وعدم جدية في التعاطي مع القضية، ما زاد من احتقان الشارع القبلي ودفع إلى تصعيد الاحتجاجات، التي قد تتخذ طابعًا ميدانيًا خلال الساعات القادمة إذا لم تتم الاستجابة الفورية للمطالب.

ويرى مراقبون أن هذه الانتفاضة ليست سوى إنذار مبكر لثورة قبلية أوسع، قد تتفجر في أي لحظة مع تزايد الاستفزازات الحوثية للمجتمع القبلي، الذي كان ولا يزال أحد العوائق الرئيسية أمام مشروع الجماعة القائم على التفكيك والتسلط. موضحين أن القبيلة اليمنية، على الرغم من محاولات الحوثي إخضاعها، ما زالت تحتفظ بقدرتها على الضغط وفرض الكلمة، مشيرين إلى أن "أرحب ليست وحدها"، وأن ما يحدث اليوم في عمران قد يُفتح على سيناريوهات تصعيد تتجاوز البُعد المحلي.

مقالات مشابهة

  • سيارة تعبر الطريق وتطيح بأخرى بمحور شنزو آبي في القاهرة.. صور
  • أرحب تمهل الحوثيين وتُلوّح بالثأر لمقتل أحد وجهائها واختطاف أبنته
  • كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات
  • جنح الإسكندرية تقضي ببراءة المتهمين قضية سفاح الإسكندرية
  • محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
  • الأمم المتحدة تحذر من خطورة الألغام الحوثية في طرق ومزارع الحديدة
  • هل يبني الحوثيون دولة بوليسية بتقنيات تجسس إسرائيلية؟ أدلة تفضح المليشيا
  • «الشارقة مراعية للسن» يعرّف بآليات تمكين كبار المواطنين
  • مجموعة “حسبو” داخل المليشيا تقود تياراً احتجاجياً ضد تشكيلة حكومة “تأسيس”
  • توحّش الميليشيات الحوثية يتجاوز الخطوط.. مؤيدوها تحت سيف القمع بعد الخصوم