مفاوضات بين طهران وواشنطن برعاية سلطنة عمان
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خضم التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، برزت سلطنة عمان مجددًا كلاعب دبلوماسي محتمل لإعادة تحريك عجلة المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الإثنين.
أكد بقائي أن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بدور الوساطة في حال استئناف المفاوضات، مشيرًا إلى أن للسلطنة تاريخاً حافلاً في تسهيل الحوار بين الجانبين، حيث أدت أدوارًا مماثلة في مراحل سابقة من الأزمة النووية.
كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لعب دورًا مماثلاً سابقًا، لا سيما عبر جهوده في سياق الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أن الواقع السياسي الحالي يفتح المجال أمام دور إقليمي أكثر فاعلية تقوده سلطنة عمان.
في موازاة ذلك، أعلن بقائي عن تواصل تم بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حيث تم التعبير عن مخاوف إيران من التطورات الأخيرة، والتذكير بالتزامات الوكالة تجاه حماية المنشآت النووية الإيرانية من التهديدات.
كما تم منح الموافقة الأولية على زيارة غروسي إلى طهران، على أن يُحدد موعدها لاحقًا، في خطوة توحي بمحاولة إعادة قنوات التعاون التقني بين إيران والوكالة، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة.
ورداً على تقارير إعلامية نُسبت إلى مسؤولين أميركيين حول رغبة واشنطن في مفاوضات مباشرة، أكدت طهران عبر بقائي تمسكها بخيار المفاوضات غير المباشرة، معتبرة المقترح الإيراني "منطقيًا وسخيًا"، مشيرة إلى أنها ما زالت بانتظار الرد الأميركي الرسمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سلطنة عمان النووية سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
الأفغاني جمال عزيزي يتوج ببطولة سبارك للفنون القتالية
كتب - خالد البلوشي
شهدت فعاليات "سبورت سبارك" بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض إقامة بطولة دولية في رياضتي الملاكمة والكيك بوكسينج، وذلك بالتعاون مع سابكو للرياضة وأكاديمية سكوربيان للفنون القتالية، وتعد الملاكمة من أقدم الرياضات القتالية وأكثرها شهرة، وتعتمد على تبادل اللكمات بين المنافسين ضمن حلبة مخصصة، مع التركيز على القوة والسرعة والدفاع، أما الكيك بوكسينج فهي رياضة قتالية تمزج بين تقنيات اللكم والركل، وتتميز بطابعها الحركي السريع واعتمادها على اللياقة البدنية العالية وردة الفعل السريعة.
وجمعت البطولة نخبة من المحترفين والمواهب الصاعدة بلغ عددهم ٢٠ ملاكمًا من سلطنة عمان ومختلف الدول العربية والأجنبية، وذلك في ١٠ جولات تنافسية حماسية عكست المستوى المتطور لرياضات الفنون القتالية في المنطقة، حيث تنافس اللاعبون في عدد من الفئات والأوزان كالخفيف والمتوسط ووزن الريشة، بحضور ما يقارب ٢٠٠٠ متفرج من مختلف الأعمار والجنسيات.
واختُتمت البطولة بتتويج جمال عزيزي بلقب النزال الرئيسي في رياضة الكيك بوكسينج، فيما حقق الفوز في نزالات الملاكمة كل من محمد الرسبي، وسيف العياش، وأحمد المرهوبي، والشيخ سامر الأشقر، ومنير راشد، وفي نزالات الكيك بوكسينج أحرز الانتصار كل من بدر الفارسي وحسام الهنائي، بينما تألق في منافسات الملاكمة المطلقة كل من عمار بشار البلوشي وعامر محمد عرابي، وسط تشجيع جماهيري، حيث ارتفعت هتافات الجماهير مع كل لكمة وركلة حاسمة، واهتزت القاعة بالتصفيق الحار عند كل لكمة يوجهها بطلهم الذي جاؤوا لتشجيعه، ناهيك عن لحظات إعلان الفائزين، لتتحول كراسي البطولة إلى لوحة نابضة بالحماس والحيوية.
وأعرب البطل جمال عزيزي الفائز في النزال الرئيسي عن سعادته وشكره العميق لسلطنة عمان وشعبها، لاستضافتهم هذا الحدث وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة، موجهًا الامتنان لكل من دعمه في مسيرته من مدربين ومنظمين وكل من وقف بجانبه، مهديًا هذا الفوز إلى شعب أفغانستان الذي يمر بظروف صعبة ويعاني من نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية، وأراد أن يكون هذا الانتصار رسالة أمل لهم وسط هذه المعاناة.
وأوضح الملاكم عزان البلوشي أنه قرر المشاركة في البطولة بعد توقف دام أربع إلى خمس سنوات عن النزالات، موضحًا أنه رأى في هذه الفعالية فرصة مناسبة لمواجهة خصم قوي، وشعر البلوشي أنه قدم أداء جيدًا وأنه كان قريبًا من الفوز، لكنه يرى أن قرارات الحكم أثرت على النتيجة، حيث تم خصم نقطتين منه، إحداهما لا يعرف سببها، والأخرى بسبب ما اعتُبر مسكًا، في حين أن خصمه قام بحركة الركبة مرتين أثناء الإمساك، وهو أمر يسمح به القانون لمرة واحدة فقط، ولم تُخصم منه نقاط في تلك الحالات، معتقدًا أن هاتين النقطتين كانتا سببًا في خسارته.
وعن استعداده للبطولة، أشار البلوشي إلى أن حالته البدنية والنفسية كانت ممتازة، مضيفًا إنه عادة يكون أسرع وأشرس، لكن التوقف الطويل أثر قليلًا على أدائه، ورغم ذلك لم يشعر بوجود لحظة صعبة في النزال.
وبشأن تحضيراته لمواجهة خصمه، أوضح أنه اكتفى بمشاهدة بعض المقاطع القليلة له، مبينًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها خصمًا دوليًا، حيث سبق له اللعب أمام منافسين من البحرين والفلبين وسريلانكا، وتمنى البلوشي الاحتراف، وأن تتبنى جهة معينة دعمهم في هذه الرياضة، ليس هو فقط بل كل الشباب العمانيين الموهوبين، لأنه إذا حصلوا على الفرصة يمكنهم الوصول إلى العالمية، موضحًا أنهم بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، ومعسكرات تدريب داخلية وخارجية، وفرص احتكاك على مستوى المنتخبات.
وختم البلوشي بتوجيه الشكر لجمهوره الذي حضر لمساندته، مؤكدًا أن هدفه هو رفع اسم سلطنة عمان عاليًا في المحافل الرياضية الدولية.
بينما أكد خالد عودة غنام رئيس الحكام والقضاة، أن تنظيم البطولة جاء بمستوى عالٍ، واصفًا إياه بـ"عشرة على عشرة"، مشيرًا إلى أن الفعالية حققت أهدافها وتسير في المسار الصحيح، مثمنًا جهود جميع الجهات الداعمة، مؤكدًا أن البطولة كشفت عن جيل جديد مؤهل لتمثيل سلطنة عمان في المحافل والمنظمات العالمية.
وعن تقييمه للنزال الرئيسي، أوضح غنام أنه كان بمثابة "عملية قلب مفتوح" نظرًا لتكافؤ الأداء وارتفاع المستوى الفني والتقني، مبينًا أن تفاصيل صغيرة هي التي حسمت النتيجة لصالح الفائز، ومشيدًا بأداء عزان البلوشي الذي خاض أربع جولات قوية أمام منافس من خارج سلطنة عمان بعد غياب دام ثلاث سنوات عن الحلبة.
وتحدث غنام عن المعايير التي اعتمد عليها الحكام في تقييم النزالات، مشيرًا إلى أن السيطرة على الحلبة، ودقة اللكمات، وأساليب الدفاع، من أبرز العوامل المؤثرة في احتساب النقاط، مضيفًا إنه في النزالات المتقاربة تُحسم النتيجة بناء على تفاصيل مثل سرعة الإيقاع أو الانخفاض فيه بين اللاعبين، مشيرًا إلى أن مستويات اللاعبين كانت محترمة ومتقاربة، مؤكدًا أن رياضة الملاكمة في سلطنة عمان بخير، وأن البلاد ما زالت "ولادة للأبطال"، معربًا عن ثقته بأن المسار الحالي سيؤدي إلى تحقيق إنجازات أكبر في المستقبل.
وأكد غنام أن من استراتيجيات النجاح الجمع بين اللياقة البدنية العالية والتقنيات المتقدمة وإدارة النزال بذكاء، موضحًا أنه في بعض النزالات كان اللاعب متفوقًا في الجولة الأولى، لكن انخفاض لياقته في الجولة الثانية أدى لخسارته، فمن المهم أن يعرف المقاتل كيف يوفر جهده ويستخدمه في الوقت المناسب، وهناك شباب استنفدوا كامل طاقتهم في الجولة الأولى، فلم يتمكنوا من إكمال النزال بالقوة نفسها، وهذه الخبرة تأتي مع تراكم المشاركات والبطولات.
وأوضح غنام أن الاعتراضات جزء من اللعبة، فهم يتعاملون مع أي ملاحظات أو انتقادات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، برحابة صدر، ووجّه غنام رسالة مباشرة للشركات الخاصة في سلطنة عمان، متمنيًا منها أن تضع يدها بيد الرياضيين العمانيين وتدعمهم، مؤمنًا أن الشباب العماني طموح ولديه القدرة على الوصول، لكنه يحتاج إلى الدعم، فبدونه لن نصل للعالمية.
أما المهندس سعيد الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، فأوضح أن تنظيم هذه البطولة يهدف إلى ترسيخ مكانة سلطنة عمان على خريطة الرياضات الدولية واستضافتها، وإتاحة منصة للجمهور للتفاعل مع البطولات الرياضية المختلفة، وتوفير بيئة احترافية لاحتضان الفعاليات الكبرى، مشيرًا إلى أن بطولة سبارك للفنون القتالية تمثل إضافة نوعية، ليس على صعيد الترفيه فقط، بل في صقل مهارات الشباب العماني وتمكينهم من تحقيق إنجازات رياضية بارزة، إلى جانب دعم السياحة الرياضية واستقطاب الفعاليات الكبرى إلى سلطنة عمان.