العُمانية: تشكل السلامة المرورية قضيّةً مجتمعيّة بالغة الأهمية، تُلامس حياةَ جميع أفراد المجتمع خاصة مع تزايد أعداد المركبات وتوسُّع شبكة الطرق في سلطنة عُمان، مما يتطلب تكثيف وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لترسيخ ثقافة الالتزام بأنظمة المرور، والحدّ من التداعيات الإنسانية والاقتصادية للحوادث.

وفي هذا الشأن تواصل شرطة عُمان السُّلطانية جهودها في حماية الأرواح وتوفير بيئة مرورية آمنة، تُسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية، وتظهر نتائجها بشكل ملموس في انخفاض معدلات الحوادث المرورية خلال السنوات الأخيرة.

وقال العميد مهندس علي بن سليّم الفلاحي، مدير عام المرور بشرطة عُمان السُّلطانية: إنّ معاهد السلامة المرورية في محافظات سلطنة عُمان تؤدي دورًا محوريًّا في تعزيز الثقافة المرورية لدى سائقي المركبات والمتقدمين لطلب الحصول على رخص السياقة، وتعمل المعاهد على تحديث برامجها باستمرار وفق أحدث التقنيات والبرامج والمناهج المتعلقة بمجال السلامة المرورية، مثل أجهزة المحاكاة التي توفر بيئة تدريبية آمنة.

وأكد حرص معاهد السلامة المرورية على ضمان جودة التدريب وفق خطط مدروسة لتطوير الكوادر البشرية والتأهيل المستمر لمدربي معاهد السلامة المرورية بالتعاون مع الجهات المتخصصة من أجل إكسابهم الأساليب الحديثة في التدريب لتغطية كل الجوانب المرورية وتقييم العملية التدريبية.

وأشار العميد مهندس مدير عام المرور إلى أن معاهد السلامة المرورية تقوم بتدريب سائقي الحافلات المدرسية ضمن برنامج السياقة الوقائية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وتتم مراجعة نتائج هذا البرنامج عن طريق متابعة أداء السائقين في نقل الطلبة الأمر الذي انعكس إيجابًا في تحسين أداء السائقين وانخفاض في معدل التجاوزات المرورية لديهم.

وذكر أن معاهد السلامة المرورية في المحافظات تقدم برامج تدريبية تخصصية أهمها منهاج التدريب على السياقة الوقائية، ومنهاج تدريب معلمي سياقة المركبات، ومنهاج تدريب الفاحصين، ومنهاج تدريب سائقي مركبات الأجرة، ومنهاج تدريب سائقي المركبات الثقيلة، ومنهاج تأهيل مرتكبي التجاوزات والحوادث المرورية، إلى جانب منهاج الإسعافات الأولية، ومنهاج إشارات المرور وعلامات الطريق.

وحول التطورات التقنية الجديدة مثل السيارات ذاتية القيادة وتأثيرها على السلامة المرورية، بيّنت شرطة عُمان السُّلطانية أنها أطلقت مؤخرًا أنظمة الرصد الذكي للتجاوزات، وتعمل على مشروعات مستقبلية تتضمن مراقبة حركة المرور بالذّكاء الاصطناعي، ما يمهد للتعامل مع المركبات الذكية من خلال مراقبة التطوُّرات العالمية وتقييم المخاطر.

وأكد على أنّ شرطة عُمان السُّلطانية تعمل على متابعة أحدث التقنيات في مجال المركبات الذكية وذاتية القيادة، وتدرس تجارب الدول الأخرى، لوضع إطار تنظيمي مستقبلي يناسب البيئة العُمانية، ويتمُّ تحليل المخاطر المرتبطة بالتقنيات الجديدة، مثل مدى أمان المركبات ذاتية القيادة، ومن يتحمل المسؤولية القانونية عند وقوع أي نوع من الحوادث.

ولفت إلى أنّ شرطة عُمان السُّلطانية تعمل على تحسين البنية الأساسية للسلامة الذكية، عبر تحديث إشارات المرور لتكون متوافقة مع أنظمة النقل الذكي (ITS)، وتحسين أنظمة الرصد الآلي للتجاوزات باستخدام تقنيات متقدمة، وتركيب كاميرات المراقبة الذكية في الطرق الرئيسة.

وحول دور اللجنة الوطنية للسلامة على الطريق، أوضح العميد مهندس علي بن سليّم الفلاحي مدير عام المرور بشرطة عُمان السُّلطانية أنّ اللجنة تعمل على إنشاء الاستراتيجيات ورسم الخطوط فيما يتعلق بالسلامة المرورية وتطبيقها على أرض الواقع بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات الصلة، ومن أبرز توصياتها وضع استراتيجية وطنية للحدّ من الحوادث المرورية، ووضع خطط للتغطية الإعلامية من أجل نشر الوعي ورفع الثقافة المرورية بين مختلف شرائح المجتمـع.

وأضاف: إن من بين التوصيات إشراك أفراد المجتمع المدني ومنظماته والجهات الحكومية والخاصة في جهود التوعية المروريــة، وتضمين مقـررات للسلامة المرورية في مدارس سلطنة عُمان، إلى جانب إبراز دور معاهد السلامة المرورية في نشر التوعية المرورية بين مستخدمي الطريق، وحصر نقاط تكرار الحوادث ووضع الحلول المناسبة لها.

وأكد العميد مهندس مدير عام المرور أهمية إدراج مقررات تُعنى بالسلامة المرورية في المناهج الدراسية لتأثيرها المباشر على تقليل الحوادث المرورية وتعزيز ثقافة الالتزام بآداب وقواعد المرور منذ الصغر، فهو يُعدُّ ضرورة حتمية لحماية الأرواح والممتلكات.

ولفت إلى أنّ الدراسات تُشير إلى أنّ التوعية المبكرة للطلبة من شأنها أن تُقلل من الحوادث الناتجة عن الجهل بالقواعد المرورية وتساعد في غرس سلوكات إيجابية لدى طلبة وطالبات المدارس والجامعات.

وأشاد بالتعاون القائم بين شرطة عُمان السُّلطانية ووزارة التربية والتعليم الذي يهدف إلى نشر الوعي المروري وغرس الثقافة المرورية لدى طلبة المدارس، حيث بدأت المبادرة الأولى بتطبيق برنامج تجريبي «أصدقاء الطريق» (VIA) في العام الدراسي 2022 / 2023م، وبعد النجاح الذي حققته هذه المبادرة حرص الفريق على توسيع نطاق البرنامج ليشمل 33 مدرسة في مختلف محافظات سلطنة عُمان ليختم البرنامج نجاحه بنهاية 2024م مُخرجًا جيلًا مثقفًا واعيًا بالقواعد المرورية ليستفيد منهم أقرانهم في المدارس وأسرهم والمناطق المحيطة بهم.

وقال: إنّ شرطة عُمان السُّلطانية تعمل حاليًّا وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم على تصميم وإنتاج محتوى رقمي في السلامة المرورية بمستوى تخصُّصي، يستهدف مرحلة التعليم المبكر ومرحلة الحلقة الأولى في المدارس وغرس العديد من المفاهيم والسلوكات المتعلقة بالسلامة المرورية.

ولفت إلى أنّ الإدارة العامة للمرور تنفذ عدّة حملات توعوية على مدار العام بالتعاون مع الجهات المعنية لمختلف شرائح المجتمع، أبرزها معرض خريف ظفار، الذي يستهدف زوار الخريف في كل عام ويتم من خلاله توعية السائقين سواءً في طريقهم إلى محافظة ظفار أو المقيمين فيها.

وأفاد بأنّ تنظيم مسابقة السلامة المرورية يأتي انطلاقًا من إيمان شرطة عُمان السُّلطانية بأهمية الدور الفاعل الذي تؤديه الجهات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع بمختلف فئاتهم في التوعية المرورية ونشر ثقافة السلامة على الطريق، لما لذلك من تأثير مباشر على سلوك مستخدمي الطريق والإسهام في الحدّ من الحوادث.

وبيّن أنّ من أهم الأسباب التي أدت إلى انخفاض الحوادث المرورية التزام ووعي مرتادي الطريق وسائقي المركبات، وتهيئة الطرق الآمنة للمركبات، إلى جانب جهود الإدارة العامة للمرور في رفع مستوى السلامة المرورية والتوعية المستمرة لكافة شرائح المجتمع.

وحول أبرز التحدّيات التي تُعيق استمرار انخفاض الحوادث المرورية في المستقبل، قال العميد مهندس مدير عام المرور إنّ ارتفاع عدد المركبات يُعدُّ من أهم التحدّيات مع النمو السكاني والتوسّع العمراني، وهو ما يضع عبئًا متزايدًا على شبكات الطرق والبنية الأساسية الحالية، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث المرورية.

وذكر أنّ من بين التحدّيات كذلك نقص وسائل النقل العام والاعتماد الكبير على المركبات الخاصة ما يؤدي إلى ازدحام شديد على الطرق، وزيادة احتمالات وقوع الحوادث المرورية، خاصة في ساعات الذروة.

وذكر أنّ من بين السلوكيات المرورية الخاطئة استخدام الهاتف المحمول، والسرعة الزائدة، وعدم استخدام الإشارة الدالة عند التحول من مسار إلى آخر، وعدم ترك مسافة الأمان، والتجاوز، وعدم الالتزام بالمعابر المخصصة للمشاة، وكلها تسهم في الحوادث المرورية.

ووضح أنّ عدم صيانة المركبات بشكل دوري من قبل بعض مستخدمي الطريق يؤدي إلى أعطال مفاجئة قد تتسبب في وقوع حوادث مرورية، أو تسهم في وقوع حوادث مرورية أخرى.

وأكد العميد مهندس علي بن سليّم الفلاحي مدير عام المرور بشرطة عُمان السُّلطانية أنّ السلامة المرورية مسؤولية مشتركة تتطلب من الأفراد والمجتمع بمختلف قطاعاته جهودًا كبيرة للحدّ من الحوادث المرورية والحفاظ على الأرواح والممتلكات، وعلى الأفراد الالتزام بقواعد المرور وتجنُّب استخدام الهاتف، والمشاركة في الحملات التوعوية، كما أنّ على المجتمع والقطاع الخاص التعاون مع المؤسسات التعليمية والجهات المعنية لتعزيز الوعي المروري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلامة المروریة فی الحوادث المروریة مدیر عام المرور العمید مهندس من الحوادث تعمل على إلى أن جهود ا

إقرأ أيضاً:

السكة الحديد تنظم ندوة توعوية لتعزيز السلامة المهنية والانضباط للعاملين

نظمت الهيئة القومية لسكك حديد مصر ندوة موسعة بعنوان: "التوعية بالسلامة المهنية وواجبات العمل والانضباط المؤسسي"، وذلك بمقر الورش الانتاجية للسكك الحديد بأبوزعبل وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة والنقابة العامة للعاملين بسكك حديد مصر ومترو الأنفاق ، وجمع كبير من المهندسين والفنيين والعاملين بالورش.


شملت الندوة الجهود التي تبذلها الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية في حماية الدولة وتأمين جبهتها الداخلية واستمرار مسيرة التطوير والتحديث في كافة القطاعات خاصة فى ظل تطورات الاوضاع علي الساحتين الاقليمية والدولية وانعكاساتها علي الامن القومي المصري ، والتوعية بالمخططات التي تستهدف الدولة المصرية ودورها الوطني في دعم ومساندة القضية الفلسطينية  ومجابهة الازمات الاقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة .

واستعرضت الندوة محاور التطوير والتحديث التى يجري تنفيذها بقطاع السكك الحديدية من حيث الوحدات المتحركة والمحطات ونظم الإشارات والورش، والعنصر البشري والذى يعد  الأساس الحقيقي في ضمان استدامة التطوير وذلك عبر التدريب المستمر والتقييم الموضوعي وتحفيز المتميزين ومعالجة المشكلات وبناء بيئة عمل تقوم على التعاون والمسئولية المؤسسية وتحقيق مصالح العاملين وتطوير أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية المقدمة لهم.

كذلك ترسيخ مفهوم السلامة المهنية والالتزام بقواعد السلامة داخل الورش وأثناء التشغيل خاصة في ظل تحديات ضغوط التشغيل والحفاظ على جودة الخدمة ، في ظل الدعم الكبير الذى توليه القيادة السياسية لتطوير هذا القطاع ، والتأكيد على أن الانضباط في العمل والتحلي بالمسؤولية هما أساس ثقة المواطنين ، وأن بناء صورة مشرفة لهيئة السكك الحديدية يبدأ من سلوك كل فرد داخلها ، كذلك التوعية بمخاطر تناول العقاقير والمواد المخدرة علي الفرد والمجتمع ، والتشديد علي تكثيف الحملات المفاجئة والدورية للتأكد من سلامة العاملين بالهيئة وتوقيع أقصى العقوبات على المخالفين.

كما تضمنت الندوة محاضرة دينية لأحد علماء وزارة الاوقاف تناولت إذكاء قيمة العمل وبذل الجهد من أجل صلاح الفرد والمجتمع، كذلك تأثير تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يتم ترويجها للتأثيرعلي الروح المعنوية للمواطنين ، والتأكيد  على عدم نشر وتداول أى معلومات أو بيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكذلك الاستماع إلى أسئلة واستفسارات العاملين والاجابة عليها وتلبية بعض مطالبهم في اطار القواعد المنظمة لذلك . 

وفي نهاية الندوة تم توزيع بعض المطبوعات الخاصة بالتعليمات والقواعد المنظمة للأداء داخل الهيئة، وتكريم عدد من العاملين بالورش الانتاجية تقديراً لتميزهم في اداء المهام والواجبات المكلفين بها بكل كفاءة واقتدار.

طباعة شارك الهيئة القومية لسكك حديد مصر الانضباط المؤسسي بأبوزعبل

مقالات مشابهة

  • موارد.. استثمار مستدام للتنوع الأحيائي والموارد الوراثية في سلطنة عُمان
  • المرور: التصرف الصحيح لحظة انفجار الإطار المفاجئ يساهم بالحفاظ على السلامة
  • الأفغاني جمال عزيزي يتوج ببطولة سبارك للفنون القتالية
  • 980 مليون ريال القيمة المضافة للاقتصاد من أنشطة الكهرباء والمياه في سلطنة عمان
  • أول سيارة بدون دريكسيون أو دواسات تستعد للانطلاق
  • خطوات التظلم على المخالفات المرورية أون لاين.. التفاصيل
  • إعادة تدوير نفايات الأسماك رافعة للتنويع الاقتصادي في سلطنة عمان
  • محافظ المنيا: خطة متكاملة لتطوير وتوسعة شارع كورنيش النيل لرفع كفاءته المرورية
  • السكة الحديد تنظم ندوة توعوية لتعزيز السلامة المهنية والانضباط للعاملين