كونجرس عمان للصيدلة يناقش أحدث الممارسات واقتصاديات وسلامة الدواء
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
انطلقت اليوم بفندق ماندارين أورينتال مسقط أعمال الملتقى الإقليمي لكونجرس ومعرض عمان للصيدلة الدولي تحت شعار "من التكلفة إلى الرعاية الصحية المبنية على القيمة دمج التدقيق السريري واقتصاديات الدواء" الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 800 ممارس صحي، و46 متحدثا دوليا وخليجيا ومحليا.
ويستعرض الملتقى 43 ورقة عمل، منها 13 ورقة من سلطنة عمان، تتناول أحدث التطورات في الممارسة الصيدلانية والبحوث الدوائية، إلى جانب 5 حلقات عمل عامة، و4 حلقات عمل تخصصية في اقتصاديات الصحة.
رعى حفل افتتاح الملتقى معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة بحضور عدد من المسؤولين.
وقال إبراهيم بن ناصر الراشدي، مدير عام مركز سلامة الدواء، رئيس الملتقى الإقليمي لكونجرس ومعرض عمان للصيدلة الدولي في كلمته: يُعد هذا الحدث من أبرز الفعاليات العلمية في المنطقة، حيث يجمع نخبة من الخبراء والمتحدثين في مختلف المجالات؛ مما يسهم في تطوير مهنة الصيدلة وتعزيز تبادل الخبرات بين دول المنطقة، دعمًا لمساعي وزارة الصحة في تحقيق التنمية الشاملة للقطاع الصحي وفق رؤية عمان 2040.
وأضاف: تشهد النسخة الحالية من الكونجرس توسعًا في محاوره، ليشمل مجالات حيوية مثل: استخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسات الصيدلانية، والتحول الرقمي لخدمات الرعاية الصيدلانية، واقتصاديات الدواء وتقييم التقنيات الصحية، والتدقيق السريري والصيدلة الإكلينيكية، وتطوير التعليم الصيدلاني، وتعزيز السلامة الدوائية خاصة في الحالات الحرجة لضمان سلامة المرضى.
وأوضح: من المحاور المهمة في الملتقى تبادل الخبرات في مجال اقتصاديات الصحة، حيث سيستعرض تجارب عربية وخليجية في بناء أسس اقتصاديات الصحة وبرامجها، منها: تجربة سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة في المبادئ التوجيهية المنهجية لتقييم التكنولوجيا الصحية وعملية تقييم طلبات اعتماد الأدوية ذات التكلفة العالية، وتجربة المملكة العربية السعودية في إدارة أدوية الأمراض النادرة وتطبيق الرعاية الصحية المبنية على القيمة، وتجربة المملكة الأردنية الهاشمية في تقييم التكنولوجيا الصحية في المستشفيات، مثل مركز الملك حسين للسرطان".
وكشف الراشدي عن إطلاق عدد من المبادرات والتوصيات حيث سيتم تدشين مشروع جديد تم العمل عليه خلال السنتين الماضيتين وهو "مشروع تقييم التقنيات الصحية لأدوية السمنة وطرق علاجها" وقدم عدد من الصيادلة مبادرات تطويرية وتحسينية تخدم القطاع وهناك 14 تمت دراستها مبدئيا وبالفعل تم تطبيق عدد منها في المحافظات على أمل تعميمها.
قدرات وطنية
من جانب آخر قدم البروفيسور زولتان كالو، مستشار سياسات لشركات الرعاية الصحية وصناع القرار والمفوضية الأوروبية، أستاذ اقتصاديات الصحة بمركز تقييم التكنولوجيا الصحية، في جامعة سيميلويس، معهد سيريون للأبحاث عرضا مرئيا حول تأثير اتجاهات البحث والتطوير في الأسعار وإمكانية تحمّل التكاليف، ومكونات السياسة الصحية القائمة على الأدلة، ومعايير الوصول إلى السوق للأدوية، وضمان عبء عمل مستدام لنظام تقييم التكنولوجيا الصحية، ومتخصصي تقييم التكنولوجيا الصحية المحليين، ومستشاري تقييم التكنولوجيا الصحية الدوليين.
وأكد البروفيسور خلال محاضرته على أهمية بناء القدرات الوطنية في سلطنة عمان وإيجاد تشريعات تخدم تقييم التكنولوجيا الصحية والبدء في تقييم الأدوية المبتكرة التي تؤثر على الميزانية.
كما أوصى بضرورة العمل على ضمان استدامة نظام تقييم التكنولوجيا الصحية والاستثمار في موارد تحليل التكنولوجيا الصحية وبناء قدرات وطنية متخصصة.
تبادل الخبرات
وعبَّر عدد من المختصين المشاركين في الملتقى الإقليمي عن أهمية المواضيع المطروحة في فعالياته، حيث أشاد الدكتور سعيد عبدالله، رئيس قسم الصيدلية السريرية في مركز إرادة لعلاج الإدمان والتأهيل في مدينة دبي بتنوع القضايا المرتبطة بمجال الصيدلة وحضور الخبراء من المنطقة ودول العالم. وأكد أن مشاركته في الملتقى تأتي لطرح ورقة عمل تركز على إدمان المخدرات وتسليط الضوء على التوازن بين علاج الآلام وعلاج أمراض الأفيونيات.
ولفت إلى أهمية التركيز على تطوير أدوية جديدة تساهم في الحد من الإدمان بوصفه آفة ومشكلة تؤثر وتضر الشباب والمجتمعات. وحول اقتصاديات الدواء أشار الدكتور إلى أن النقاش حول تكلفة الإنفاق لا يعني النظر في السعر وإنما يجب التركيز على الفائدة المرجوة من العلاج. وأعرب عن تطلعه لتحقيق فوائد الملتقى التي تعود بالنفع على القطاع الصحي في سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبها أوضحت سارة البلوشية، مديرة دائرة الرعاية الصيدلانية بالمديرية العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة، رئيسة اللجنة المنظمة أن النسخة الثانية عشرة من الملتقى استقطبت أعدادا كبيرة من الصيادلة من مختلف دول العالم والخليج. وقالت: الملتقى العلمي يهدف إلى تبادل الخبرات وإبراز دور الصيدلي في المنظومة الصحية حيث تنوعت المواضيع بين اقتصاديات الدواء والتدقيق السريري.
وأكدت البلوشية على أهمية الاستثمار في الصيدلي فهو جزء أساسي من الفريق الطبي وتقديم الرعاية الصحية الفعالة. ويساعد الصيدلي في تحقيق نتائج علاجية أفضل ويزيد من القدرة على تحديد البدائل الدوائية التي تحقق وفورات للمؤسسات الصحية.
وأوضحت الصيدلانية بأن الأدوية الأقل تكلفة يطلق عليها "الأدوية الجنيسة" وكلها أدوية مدروسة مخبريا لتكون مماثلة بالدواء الأصلي، ويقوم مختبر مركز سلامة الدواء بتحليل كافة الأدوية المستوردة وتمر بمرحلة دقيقة من التقييم والتحليل بعدها يتم تسويقها وتوزيعها في المستشفيات ويتم استخدامها في بلد المنشأ، كذلك هناك وفق معايير كثيرة تخضع لها قبل شراء واستيرادها في سلطنة عمان.
وتحدث الصيدلاني رائد بن محمود الصابري، مدير عام التموين الطبي الملتقى مشيرا إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على مواضيع حيوية تتعلق بتقييم التقنيات الصحية والرعاية الصيدلانية، والأدوية الجديدة بما في ذلك أدوية علاج الأمراض المزمنة. وأوضح أن هذه الفعالية تسهم في توعية المشاركين حول طرق تقييم الأدوية الجديدة والباهظة الثمن وضمان سلامة استخدامها للمرضى لتحقيق نوع من الاستدامة في سلطنة عمان.
تكريم المبادرات التطويرية
تضمن الملتقى تكريم عدد من أصحاب المبادرات التطويرية في المجالات الصيدلانية حيث قامت المديرية العامة للتموين الطبي بدعوة الصيادلة في مختلف مستويات مؤسسات الرعاية الصحية لتقديم مبادرات تسهم في تطوير الممارسة الصحية، وقد تمت مشاركة 111 مبادرة وبعد تقييمها من قبل اللجنة العلمية للملتقى تميزت 14 مبادرة، وفازت 3 مبادرات؛ ففي فئة تطوير الخدمات تم تكريم الصيدلاني طارق بن أحمد اليعقوبي من دائرة الرعاية الصيدلانية والمستودعات الطبية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة عن مبادرة (استحداث نظام إدارة المخزون لمؤسسات الرعاية الصحية الأولية)، وتكريم الصيدلانية مروة القاسمية من دائرة الرعاية الصيدلانية والمستودعات الطبية بالمديرية العامة لمستشفى خولة عن مبادرة "تحسين التكلفة في تجارب حقن الباكلوفين من خلال وحدة المستحضرات المعقمة"، أما في فئة سلامة المرضى فتم تكريم الصيدلانية حنان بنت سعيد العنبورية من مركز العوابي الصحي من دائرة الرعاية الصيدلانية والمستودعات الطبية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة عن مبادرة (برنامج المدارس الصديقة للربو).
وفي الختام تجول راعي الحفل والحضور في أرجاء المعرض المصاحب الذي نظمته الشركات العالمية المصنّعة للأدوية والأجهزة الطبية والصيدليات الرائدة في سلطنة عمان، إضافة إلى شركات قطاع التصنيع الدوائي.
جلسات نقاشية
ناقش الملتقى في يومه الأول عدة مواضيع وعقد جلسات مهمة منها إدارة مضادات الميكروبات والاستفادة من بيانات استخدام المضادات الحيوية لتعزيز الإشراف وتحديد الأهداف، وإدارة العلاج الدوائي في صيدليات المجتمع مرتكزا على الرعاية الصيدلانية المرتكزة على المريض، وخطوات إجراء التدقيق السريري الفعّال: من التخطيط إلى التنفيذ، والإشراف على مضادات التخثر وعرض حالات واقعية من الممارسة، والسلامة الدوائية وإدارة العلاج الدوائي في الحالات الحرجة.
وستعقد غدا عدة جلسات حول مواضيع أهمها العبء الاقتصادي للأمراض على نظام الرعاية الصحية مثل الأمراض النادرة والسمنة والتعدد الدوائي، وأحدث الاتجاهات والممارسات الفضلى في السلامة الدوائية المستهدفة للمنظمات العالمية، والقيمة المضافة للتداخلات السريرية خاصة لمرضى السرطان، والتطوير في التعليم الطبي والتعلم القائم على الفريق في التعليم الصيدلي وتعزيز الكفاءة العلاجية بالتعاون.
وستختتم جلسات الملتقى في يومه الأخير بعدة مواضيع أهمها دور التدقيق السريري في تعزيز الجودة والسلامة في خدمات الرعاية الصحية ومنع الأخطاء الطبية وتعزيز سلامة المرضى، والمعايير الدولية والممارسات الفضلى في السلامة الدوائية والممارسة الدوائية الآمنة في الحالات الخطرة وفي فئة الأطفال، ودليل التدقيق السريري للأدوية في وزارة الصحة العمانية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسات الصيدلانية والتحول الرقمي لخدمات الرعاية الصيدلانية، والذكاء الاصطناعي في اقتصاديات الصحة وتقييم التكنولوجيا الصحية: الفرص والتحديات والتوجه المستقبلي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تقییم التکنولوجیا الصحیة بالمدیریة العامة اقتصادیات الدواء اقتصادیات الصحة الرعایة الصحیة فی سلطنة عمان عدد من
إقرأ أيضاً:
الليزر والإبر الصينية.. أحدث طرق الإقلاع عن التدخين
40 جنيها تكلفة الجلسة بالليزر.. وتصل إلى 800 جنيه في الإبر الصينية
عيادات الصحة: دعم مجاني للإقلاع عن التدخين في 44 مركزًا
مفاجأة: الأسر الفقيرة تُنفق أكثر على السجائر بمتوسط 12 ألف جنيه سنويا
18 مليون مدخن في مصر.. و 26 مليون مواطن معرضون للتدخين السلبي
الصحة العالمية تحذر من 16 ألف نوع من السجائر الإلكترونية ذات النكهات
شعر محمد، الذي لا يتجاوز عمره الأربعين عامًا، بأزمة قلبية حادة، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات، وأثناء الكشف عليه، طلب الطبيب المعالج ضرورة تحضير غرفة العمليات لإجراء عملية قسطرة في القلب.
عقب إجراء العملية، نصحه الطبيب بضرورة الإقلاع عن التدخين، وإلا سيضطر إلى إجراء عمليات قلب مفتوح أو تغيير دعامات في القلب.
محمد يدخن في اليوم أكثر من علبة سجائر، حتى إنه يدخن السجائر فور استيقاظه من النوم، قبل تناول وجبة الإفطار. وفي شهر رمضان الكريم، فإنه يفطر على تمرة، وبعد ذلك يقوم بالتدخين.
محمد يمثل أكثر من 18 مليون مدخن في مصر، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الذي أكد أن ما يعادل 16.8% من إجمالي السكان الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا يدخنون، وذلك وفقًا لتقديرات السكان لعام 2020.
وبحسب الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب، فإن التدخين يُحدث اضطرابًا واضحًا في كهرباء القلب، وهو ما يُعد عاملًا مباشرًا في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والمضاعفات المرتبطة به.
بعد نصيحة الطبيب المعالج، أخذ محمد يبحث عن مكان للإقلاع عن التدخين، ولفت نظره أحد الإعلانات المتداولة على مواقع التواصل، وهي لعيادة إقلاع عن التدخين باستخدام الليزر والإبر الصينية.
الليزر للإقلاع عن التدخين:يقول الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة ورئيس اللجنة الدولية لعلاج إدمان التبغ: إن تقنية الليزر للإقلاع عن التدخين، المعروفة أيضًا بالعلاج بالليزر الأذني، هي أسلوب غير تقليدي يعتمد على تحفيز مناطق معينة في الأذن باستخدام الليزر الخفيف، بهدف تقليل الرغبة في النيكوتين، وتستند هذه التقنية إلى مفهوم العلاج الأذني المستمد من الوخز بالإبر.
لم تُقر وزارة الصحة والسكان في مصر رسميًا تقنية الليزر كأحد الأساليب المعتمدة للإقلاع عن التدخين ضمن برامجها العلاجية الرسمية، التي يتم اتباعها عن طريق مراكز الإقلاع عن التدخين التابعة لها.
لكن هناك بعض المراكز البحثية تستخدم هذه التقنية في إطار تجريبي، ومنها عيادة الإقلاع عن التدخين بالمركز القومي للبحوث، حيث تُستخدم جلسات علاج بالليزر على نقاط محددة في الوجه والأذن واليد لتخفيف أعراض انسحاب النيكوتين، مما يساعد المدخنين على التوقف عن التدخين.
وبالبحث، تبين أن بعض الدول أبدت تحفظات على هذه التقنية مثل فرنسا وكندا، حيث أعلنت الصحة الفرنسية عن عدم وجود أي دراسة علمية تثبت فاعلية هذه التقنية في الإقلاع عن التدخين، وكذلك الجمعية الكندية المعنية بالسرطان حيث حذرت منذ عام 2007 من استخدام هذه التقنية، مشيرة إلى أنها ليست مدعومة بأدلة علمية قوية.
تعليقًا على ذلك، أعلن الدكتور وائل صفوت، رئيس اللجنة الدولية لعلاج إدمان التبغ، أن هذه التقنية تُعد أكثر فاعلية عندما يكون المدخن ملتزمًا ولديه رغبة قوية في الإقلاع عن التدخين، ولكن لا يوجد أي أساس علمي أو دراسة تثبت فاعليتها، وإن كانت بعض الشواهد تبشر بأن استخدامها قد يؤدي إلى نتائج مرضية.
وتتراوح تكلفة العلاج من 200 إلى 400 جنيه للجلسة الواحدة، بينما تتفاوت أسعارها في المركز القومي للبحوث، حيث تصل تكلفة الجلسة الواحدة إلى ما بين 200 و250 جنيهًا.
وللحصول على نتائج فعالة، يجب أن يحصل المدخن على أكثر من 6 جلسات، وذلك حسب كل حالة، تبدأ عادةً بثلاث جلسات في الأسبوع الأول، ثم جلستين أسبوعيًا حتى الوصول إلى العدد المطلوب.
استخدام الإبر الصينية:على جانب آخر تُستخدم الإبر الصينية (الوخز بالإبر) كأحد الأساليب غير التقليدية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وتستند هذه التقنية إلى الطب الصيني التقليدي، حيث يُعتقد أن تحفيز نقاط معينة في الجسم يُسهم في تقليل أعراض الانسحاب والرغبة في التدخين.
ويشير الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة ورئيس اللجنة الدولية لمكافحة إدمان التبغ، إلى أن جلسات الوخز بالإبر الصينية تستهدف نقاطًا محددة في الأذن والجسم، وتحفز إفراز مادة الإندورفين الطبيعية التي تُقلل من الرغبة في التدخين، وتساعد في تقليل أعراض الانسحاب، وتُسهم أيضًا في تهدئة التوتر والقلق المرتبطين بالإقلاع عن التدخين.
لافتًا إلى أن الإندورفين هو أحد النواقل العصبية في المخ المرتبطة بالتدخين والنيكوتين، والإبر الصينية تقوم بتسكين اللهفة للتدخين مثلها مثل الليزر البارد.فالتحفيز الكهربائي لنقاط الإبر الصينية له نفس التأثير، ويحتاج إلى جرعات وعدد جلسات محددة من الليزر أو الاستثارة الكهربائية تتوافق مع حاجة الجسم.
مؤكدًا أنه لا توجد دراسات كافية على كفاءة هذه الجلسات، لكن الشواهد تؤكد أنه أسلوب علاجي جيد في حال وجود موانع لاستخدام الأدوية أو بدائل النيكوتين.
معلنًا أنه حتى الآن، لا تُعد الإبر الصينية (الوخز بالإبر) من الأساليب المعتمدة رسميًا من قبل وزارة الصحة والسكان لعلاج الإقلاع عن التدخين.
موضحًا أن الوزارة تركز على أساليب علاجية مثبتة علميًا، مثل بدائل النيكوتين (اللصقات والعلكة والبخاخات)، العلاج السلوكي، الدعم النفسي، والبرامج التوعوية.
ومع ذلك، تُستخدم الإبر الصينية في بعض المراكز الخاصة كعلاج تكميلي للإقلاع عن التدخين.
وتتفاوت أسعار جلسات الإقلاع عن التدخين باستخدام الإبر الصينية حسب سمعة المعالج وعدد الجلسات، وتتراوح بين 300 إلى 800 جنيه للجلسة الواحدة، وللحصول على نتائج فعالة، يجب أن يحصل المدخن على عدة جلسات تتراوح من 5 إلى 8 جلسات.
عيادات الصحة للإقلاع عن التدخين:تقدم وزارة الصحة والسكان خدمات الإقلاع عن التدخين من خلال 14 مركزًا وعيادة متخصصة على مستوى الجمهورية، تتوزع بين مستشفيات الصحة النفسية ومراكز علاج الإدمان، حيث تقدم خدمات طبية واستشارات نفسية لمساعدة المدخنين على الإقلاع تدريجيًا عن التدخين.
وطبقًا لآخر إحصائية، فإنه خلال خمسة أشهر، استفاد أكثر من 1000 شخص من هذه الخدمات.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت وزارة الصحة مبادرة «100 مليون صحة» التي تشمل 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة في مختلف المحافظات، وتعمل هذه العيادات يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا، وتقدم خدمات التوعية بأضرار التدخين، والكشف على إصابات الرئة، وتقديم الدعم النفسي للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
بدائل النيكوتين:
من خلال عيادات الإقلاع عن التدخين التابعة لوزارة الصحة والسكان، تُقدم مجموعة من بدائل النيكوتين المدروسة والمعتمدة للاستخدام الطبي، وذلك لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي وآمن.
وتُقدم هذه البدائل مجانًا ضمن جهود الوزارة لمكافحة التدخين وتحسين الصحة العامة، وللحصول على هذه الخدمات، يُنصح بالتوجه إلى أقرب عيادة متخصصة أو الاتصال بالخط الساخن 16522 للحصول على مزيد من المعلومات.
وتشمل هذه البدائل:
- لصقات النيكوتين: توضع على الجلد لإطلاق جرعات ثابتة من النيكوتين على مدار اليوم.
- علكة النيكوتين: تُمتص عن طريق الفم وتتوفر بتركيزات مختلفة.
- بخاخات النيكوتين: تُستخدم لرش النيكوتين في الفم وتُعد وسيلة سريعة للتخفيف من أعراض الانسحاب.
- أقراص النيكوتين: تذوب في الفم ببطء لتوفير جرعة ثابتة من النيكوتين.
التعبئة العامة والإحصاء ومتوسط الإنفاق على التدخين:وفقًا للنتائج الأولية لمسح الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2021/2022 الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن نسبة المدخنين في مصر تبلغ 16.8% من إجمالي السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر، أي حوالي 18 مليون شخص.
وأشارت الإحصائية إلى أن أعلى نسبة بين فئة 35-44 سنة (19.2%)، تليها فئة 45-54 سنة (18.5%)، ثم فئة 25-34 سنة (17%).
أما نسبة الأسر التي تضم مدخنًا واحدًا على الأقل، فبلغت 33.5%، مما يعني أن حوالي 26 مليون فرد غير مدخن معرضون للتدخين السلبي.
وكانت المفاجأة أن أكثر الأسر فقرًا هي الأكثر إنفاقًا على التدخين.
وبلغ المتوسط العام للأسرة المصرية في الإنفاق على التدخين: 12.9 ألف جنيه سنويًا، فيما تنفق الشريحة الأعلى (الخامسة) 16.2 ألف جنيه، بينما تنفق الشريحة الأدنى (الأولى) 8.5 ألف جنيه سنويًا.
أما نسبة الإنفاق على التدخين من إجمالي الإنفاق الكلي فكانت كالتالي:
- الشريحة الأولى (الأفقر): 10.2%.الشريحة الثانية: 10.5% الشريحة الخامسة (الأعلى إنفاقًا): 9.2%.
- الصحة العالمية واليوم العالمي للإقلاع عن التبغ.
وبمناسبة اليوم العالمي للإقلاع عن التبغ، رفعت منظمة الصحة العالمية شعار «فضح زيف المغريات».
وأوضحت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط يُسجل أعلى نسب التدخين بين جميع أنحاء العالم، وتشمل دولًا مثل الأردن ولبنان ومصر، المصنفة عالميًا ضمن البلدان ذات أعلى تصنيفات لهذه الظاهرة.
وأدى ذلك إلى انتشار منتجات النيكوتين الجديدة، مثل التبغ الإلكتروني ومنتجات التبغ المُسخن، مما ساعد على انتشار الإدمان بين الفئات الأصغر سنًا.
وأعلنت أنه على الصعيد العالمي، يوجد 37 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا يتعاطون التبغ، وفي بعض المناطق وصلت النسبة إلى 43% بين الجامعات و20% بين المراهقين.
وفي فلسطين المحتلة (الضفة الغربية)، تبلغ النسبة 43.3%، تليها الأردن 33.9%، ثم سوريا 31.6%.
ما يثير القلق هو ترويج منتجات النيكوتين الجديدة بنكهات وأشكال ملونة تجذب النساء والأطفال.
وأوضحت المنظمة أنه مع وجود أكثر من 16.000 نوع من السجائر الإلكترونية، فلا غرابة في أن 9 من كل 10 مستخدمين ينجذبون إلى المنتجات المُنكهة.
وأعربت عن القلق من تزايد تعاطي التبغ بين النساء، ما يعرّضهن لمخاطر صحية مثل سرطان عنق الرحم، هشاشة العظام، ومشكلات الخصوبة.
ودعت الدكتورة حنان حسن بلخي إلى حظر نكهات دخان التبغ، ووضع تحذيرات صحية مصورة، وزيادة الضرائب على هذه المنتجات.
وأعلن الدكتور نعمة عابد عن ارتفاع معدلات التدخين في مصر، خاصة بين الشباب، مؤكدًا ضرورة التحرك لتعزيز مفاهيم الصحة العامة، والتصدي للحملات الدعائية المضللة.
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة فاطمة العوا أن شركات التبغ تستخدم أساليب دعائية مضللة، مثل النكهات الجذابة، ما يُعد تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة.
اقرأ أيضاً«الصحة»: إغلاق 10 مراكز لعلاج الإدمان تعمل بدون ترخيص بالإسكندرية وأسوان وأسيوط
كجوك: زيادة دعم قطاعات الصحة والتعليم يالموازنة في إطار الحماية الاجتماعية