استعراض أحدث الابتكارات والتوجهات في إدارة الموارد المائية بافتتاح فعاليات "أسبوع عمان للمياه"
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
بدأت بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، الإثنين، أعمال مؤتمر أسبوع عمان للمياه، تحت رعاية صاحب السمو الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين والمختصين في قطاع المياه من داخل سلطنة عمان وخارجها، إلى جانب عدد من المختصين من المنظمات والهيئات العالمية المختصة بقطاع المياه.
وتقام فعاليات الأسبوع -التي انطلقت الأحد بزيارات ميدانية للمشاركين لاستكشاف أبرز مشاريع البنية الأساسية للمياه في السلطنة- باستضافة من نماء لخدمات المياه وبدعم من هيئة تنظيم الخدمات العامة، ورعاية من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، إذ إنه من المتوقع أن يستقطب الحدث أكثر من 2,500 مشارك، من بينهم أكثر من 100 متحدث دولي وإقليمي، وما يزيد عن 60 عارضًا يمثلون أكثر من 25 دولة، مما يجعله أحد أبرز الفعاليات المتخصصة في قطاع المياه على مستوى المنطقة.
بدأ حفل افتتاح المؤتمر والمعرض المصاحب بكلمة ترحيبية ألقاها قيس بن سعود الزكواني الرئيس التنفيذي لنماء لخدمات المياه، موضحا: "في إطار التزامنا الراسخ بتعزيز الاستدامة في قطاع المياه، نحرص على رفع موثوقية منظومة المياه من خلال استكشاف وتطوير مصادر مائية بديلة وتعظيم الاستفادة من مختلف مصادر المياه المتاحة، ويعد مشروع إنشاء محطة تنقية مياه سد وادي ضيقة بولاية قريات أحد المشاريع النوعية والمتفردة في سلطنة عمان، من حيث استغلال المياه السطحية والعمل على تنقيتها وفقا لأفضل المعايير الفنية العالمية المعتمدة".
وأضاف: "تعد المياه المُجددة التي يتم معالجتها من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية ركيزة أساسية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد المائية والإسهام في تحقيق التوازن البيئي من خلال زيادة رقعة المساحات الخضراء في سلطنة عمان، كما توفر المياه المُجددة حلولًا مستدامة لدعم قطاعات حيوية مثل الصناعة والتطوير الحضري، ويعتبر مشروع الشخاخيط أحد المشاريع الرائدة الذي يجسد رؤيتنا في تعظيم الاستفادة من المياه المُجددة، وهذا المشروع الذي شهد إقبالا كبيرا من المزارعين سيسهم في إحياء المزارع المهجورة غير الصالحة للزراعة إثر تملّح التربة الناتج عن استنزاف المياه الجوفية، وزيادة الإنتاج الزراعي مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي لسلطنة عُمان".
كما شهد الحفل جولة شاملة في المعرض المصاحب، حيث التقى صاحب السمو راعي الحفل وكبار المسؤولين بممثلي أكثر من 60 شركة تعرض أحدث التقنيات والحلول المتقدمة في قطاع المياه.
ويقدم أسبوع عُمان للمياه 2025 مجموعة متنوعة من المسارات والجلسات التخصصية التي تستهدف إدارة المياه والتقنيات المبتكرة، وأحدث التوجهات البحثية في هذا المجال. ويشمل البرنامج عروضًا تقديمية وحلقات نقاشية ودراسات حالة وورش عمل متخصصة بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين.
ويشارك في الحدث ممثلون عن أبرز المؤسسات البحثية والهيئات الحكومية، والمنظمات الدولية، حيث يستعرضون أحدث الابتكارات والتوجهات في إدارة الموارد المائية، ما يتيح منصة متكاملة لتبادل المعرفة وصياغة حلول مستدامة تتناسب مع التحديات الإقليمية والعالمية.
ويُعد المعرض المصاحب لفعاليات أسبوع عُمان للمياه 2025 من أبرز مكونات الحدث، حيث يضم أكثر من 60 شركة عارضة من مختلف أنحاء العالم، تعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال المياه.
ومن بين العارضين الرئيسيين شركة مجيس للخدمات الصناعية، فيوليا، مرافق، سويس، جي إس إنيما، وصناعات الأنابيب المستقبلية (FPI)، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير حلول المياه المستدامة، إذ يتيح المعرض فرصة فريدة للمهتمين بالقطاع للتفاعل مع الشركات الرائدة، الاطلاع على أحدث الحلول التقنية، وتطوير شراكات استراتيجية تدعم التحول نحو إدارة مياه أكثر كفاءة واستدامة.
ويقام أسبوع عُمان للمياه 2025 في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ويفتح المعرض أبوابه للزوار يوميًا من الساعة 9:00 صباحًا حتى 5:00 مساءً، حيث يمكن للمشاركين الاستفادة من الجلسات الحوارية، حضور العروض التقديمية، والتفاعل المباشر مع رواد القطاع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الموارد البشرية بين الإدارة والتنمية
إنَّ العمل في ديننا الإسلامي له أهمية كبيرة، في فهم أساس بناء وإعمار هذه الأرض، ويكتمل هذا البناء والإعمار، بوجود قوى عاملة يديرها صاحب عِلم ومعرفة من المهارات، والخبرات، والقدرات الفكرية والجسدية، لتحقيق الهدف من الإعمار والبناء.
وفي زمننا الحاضر تطورت هذه الإدارة للقوى العاملة، بأن أصبحت تتبع تنظيمات تتطور للسمو بالقوى العاملة، حتى بدأ الكثير من المنظمات ترى أن القوى العاملة هو جزء من رأس المال الاستثماري لها، مما سُميّت الإدارة التي تُشّرف على موظفيها، إدارة الرأس المال البشري.
وأصبح من ذلك الاهتمام وجود فنون للتعامل مع الرأس المال البشري داخل المنظمة، يسمو بشريانها (الموظفين)، للابتكار، والإبداع، والإنتاج، والنمو، والرضا، والولاء، والجودة المستدامة.
فالموكل بإدارة الموظفين، متمثل في إدارة الموارد البشرية، أو إدارة الرأس المال البشري أيًا كان مُسمّاهم، هم الداعم الأول وأحد الركائز الأساسية في المنظمة؛ للاهتمام بالرأس المال البشري، فدورهم محوري ذا أثر على المنظمة في تطوير بيئة العمل، وتحفيز الموظفين وتعزيز الإنتاجية، وتحقيق جودة الحياة المستدامة، فدورهم لا يتوقف على التوظيف وإدارة الحضور، والانصراف، أو إدارة الرواتب، والتسجيل بالتأمينات فقط.
وهنا وقفه ليتحقق الهدف السامي من إدارة الرأس المال البشري، فبعض من مديرو وموظفي هذه الإدارة قد يعلمون، ولكن لا يعرفون، فيظن بأن العلم بحصوله على شهادة أكاديمية تخصص إدارة الموارد البشرية، وهذا ليس كافيًا ليقوم بمهام وأدوار عمله، وإنما لابد من المعرفة بالحصول على العديد من المجالات والمواضيع في بحر المعرفة لتنمية وإدارة الرأس المال البشري.
فيختلط على الموظف في أداء مهام عملة عندما يتعامل أو يدير الراس المال البشري، فتنشاء المشكلة في تحقيق المخرجات المطلوب منه.
من أول الدرجات للسمو، هو العلم والمعرفة بالفرق بين إدارة الموارد البشرية وبين تنمية الموارد البشرية، ستنمو وتنجح وتتطور المنظمات بهذا العلم والمعرفة؛ لأن هذا التخصصين معًا جنبًا إلى جنب، فلا إدارة بدون تنمية ولا تنمية بلا إدارة.
فما لدى مدير الموارد البشرية وموظفيه من العلم والمعرفة، سينهجون نحو تحفيز وإستقلالية الموظف ولتحقيق جودة حياته المهنية والشخصية وسعادته، وإن لم يكن ذلك سيكونون حاجزًا أمامه ليسير في رحلة الدوران والاحتراق الوظيفي.
نعي بأن مديرو الموارد البشرية وموظفيهم، يلعبون دورًا حاسمًا وذا أثر في تشكيل الرأس المال البشري، ليكون قوة عاملة متمكنة، كما يعد الرأس المال البشري حجر الزاوية لأيّ منظمة مزدهرة.
العلم والمعرفة الاستراتيجية لأدوار ومهام الرأس المال البشري من قبل المدير وموظفيه، بأن القوى العاملة تدار بجانبين لا يستغنيان عن بعضهما ويعتبران مكملان ولا ينفصلان وهما:
الأول الذي يكتمل بالثاني، هي إدارة الموارد البشرية:
هي إدارة الرأس المال البشري (القوى العاملة)، في إدارة التوظيف، والعقود، والرواتب، والحضور، والانصراف، وتقييم أداء، وحل مشكلات العمل، بالمختصر هي سير العمليات اليومية للرأس المال البشري بكفاءة.
الثاني الذي يكتمل بالأول، هي تنمية الموارد البشرية:
هي إدارة الرأس المال البشري (القوى العاملة)، في تطوير قدرات الموظفين ومهاراتهم من خلال التدريب والتأهيل وبناء المسار الوظيفي وتخطيط التعاقب الوظيفي، وهي الهدف لرفع كفاءة الأفراد على المدى البعيد.
الخلاصة:
الإدارة = تشغيل الموظف بكفاءة.
التنمية = تطوير الموظف باستدامة.
بِعلم ومعرفة من إدارة الموارد البشرية بين الإدارة والتنمية، سنصل إلى أعلى معايير جودة حياة الموظف داخل بيئة عمله.