صحيفة البلاد:
2025-07-30@18:05:12 GMT

الهلال.. مجد تحول لأطلال

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

الهلال.. مجد تحول لأطلال

ما يحدث في نادي الهلال حاليًا يدعو للحيرة والقلق، بل ويستوجب التوقف طويلًا أمام مشهد لم يعتد عليه جمهور الزعيم، ولا حتى المتابعين المحايدين لمسيرة هذا الكيان الكبير. فمن كان يتوقع أن يتحول الفريق، الذي كان يضرب به المثل في الاستقرار والتميز، إلى كومة من الإحباطات ونسخة باهتة عن تاريخه الزاخر؟ لقد مرت على الهلال محطات صعبة، بل وحتى في ما يعرف بـ”السنة الكبيسة” عام 2019، التي شهدت ضياع أربع بطولات كبرى؛ بسبب التخبط الفني، كان الفريق لا يزال يقدم أداءً مقبولاً، وكان قادراً على الوصول لمراحل متقدمة محليًا وخارجيًا، لكن الوضع اليوم مختلف تمامًا.


الهلال اليوم لا يشبه الهلال. فريق تائه داخل الملعب، فاقد للهوية، هش في الدفاع، متباعد في الخطوط، ضعيف الشخصية في المواجهات الكبيرة. نتائج الفريق أمام فرق المقدمة لا تحتاج إلى محلل، بل يكفي النظر إلى حجم الخسائر والأداء الهزيل؛ لنعرف أن الخلل عميق، وأن الأزمة أكبر من أن تُختزل في انخفاض مستوى لاعب أو غياب عنصر مؤثر. فالهلال خسر من معظم منافسيه المباشرين، وبنتائج كبيرة، دون أن نرى أي ردة فعل توازي حجم النادي وتاريخه. المدرب الحالي، الذي ظهرت بوادر ضعفه منذ مباراة العين في الموسم الماضي، يبدو وكأنه غير قادر على إدارة منظومة بحجم الهلال، لا تكتيكيًا ولا نفسيًا. ملامح التخبط واضحة، والخيارات الفنية لا تليق بفريق ينافس على البطولات. ومع ذلك، فالأغرب من كل هذا أن إدارة النادي لا تزال تُجدد فيه الثقة، وكأنها تبارك هذا الانهيار التدريجي الذي يعصف بالنادي، لقد بات من المؤلم أن نرى الهلال بكل ما يمثله من قيمة كروية وتاريخية، يظهر بهذا الشكل الباهت، بلا روح، وبلا طموح، وكأن ما يجري لا يعني أحدًا.
ما يحدث الآن يتجاوز مرحلة العثرة المؤقتة. فالهلال دخل في نفق مظلم، وكلما مر الوقت دون تدخل حازم وعقلاني، زادت الكلفة، الإدارة مطالبة اليوم بمواجهة الحقيقة: الفريق في أسوأ حالاته، والمدرب لا يملك أدوات النهوض به، والمجاملة على حساب الكيان مؤلمة في حق التاريخ والجماهير، الهلال لا يحتاج لمسكنات، بل لصدمة تصحيحية تعيد الأمور إلى نصابها؛ لأن استمرار الوضع بهذا الشكل، قد يُخرج الهلال من مشهد المنافسة لسنوات قادمة، ويجعله مجرد ذكرى جميلة في ذاكرة عشاقه.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان

إقرأ أيضاً:

صُوَر سِياحيَّة للأبيضِ المُتوسط

سالم الرحبي

(في فبراير الماضي كنتُ في بيروت، ورأيتُ الأبيض المتوسط لأول مرةٍ في حياتي)

(1)

أين التقيتُ بهذا البحرِ؟

زرقتُه

هُويَّةٌ لكتابي...

كنتُ أكتبُ ما

يمحو،

وأكتشفُ الدنيا

لأول يومٍ...

كنتُ أكتشف الدنيا

وأرجعُ

من موتي

وأنتحرُ

(2)

كعاشقٍ خطَّ سطرًا،

كالنبي إذا تأخر الوحيُّ

في بيروت...

ربي كما خلقتني

فتخلَّق

في يدي لغةً

جديدةً

وتكلم...

باسم من وُلدوا

كي يقتلوا

وتكلم...

باسم من خرجوا

شعبًا تشعَّب في الوديان،

من حفروا

أصواتهم بأياديهِم

على جُدرِ الزنانةِ القبو،

من ضاعوا،

ومن دَفنوا

أسماءَهم معهم

في نجمةٍ لم يصبها

القصفُ...

واعتذروا

عن الحياةِ...

تكلم...

باسم من صرختْ

في نومها: البحرُ...

موجُ البحر يسرقُ أعضائي،

ويشربُ من جرحي،

وينتشر!

(3)

بيروتُ ليستْ كما قد خِلتْ:

نافذةً للبحرِ علَّقها رحالةٌ

وظلالًا من قصائدِ روَّادِ الحداثةِ في المقهى

وذاكرةَ العُشاق في السينما

أو شارعًا لجواسيسِ التعقُّبِ،

أو منفى العواصمِ في الحانات...

تخدعني

بيروتُ،

تخذلني،

في نظرةٍ لبعيدٍ

وهي تنحدرُ

(4)

فُكَّ العناصرَ في التكوين

فكَّ من العصور طائركَ المسجون يا حجرُ

وكن ترابًا، وكن ماءً، وكن بلدًا

للخارجين من البلدان...

كم عبروا لبنان كي يصلوا

صوبَ الجليل

إلى الأرض التي اقتُطعت

من جلدهم،

من أغانيهم،

من الورقِ المختوم في حاجز التفتيشِ،

من حجرٍ دقوا عليه عناد الروح

وانصهروا فيه

فكن بلدًا... من أجل غربتهم

وكن عنيدًا...

تحجَّر أيها الحجرُ!

(5)

مدينةٌ لاغترابِ الشرق...

يسحرني هذا التناقضُ في المعنى،

أدور، أرى

مدينةً لالتباس الفرق:

هل وطنٌ

هذا المؤقتُ، أم منفى؟

وهل حلمٌ

حُلوليَ الآن في بيروتَ...

أم سهرُ؟

(6)

نامَ الفدائي في المقهى

نمتْ مدنٌ حول المخيمِ

أغرتنا المدينة بالمشي السريع

نسينا الحربَ،

أعجبنا تكاثرُ الأبِ في الأبناء،

هاجرتِ الرفيقةُ،

انصرف العشاقُ

أفلستِ الجريدةُ

احترق المقهى

تبدّلت الرايات فوق

طريق الجسر

والصورُ

(7)

أين اشتبهتُ بهذا البحر؟

صورتُه

خلفيةٌ لغيابي...

كنتُ أحلمُ باسم الآخرين،

بلا قصدٍ،

أضيِّعُ في وجهي ملامحهم

وأنتمي، وأغني،

أحتمي بهمُ

من عُزلتي

فأسميهمْ...

وأستترُ

(8)

أقول لامرأتي:

بيروتُ قنبلةٌ تحت الوسادةِ...

ضاق الوقتُ،

لا لغتي هنا يديَّ

لأبني من حجارتها

قصيدتي...

فتواضعتُ، احترمتُ دمًا

في وردةٍ جرحتني،

جئتُ أغسِلُها

على ضريحِ ضحاياها

وأعتذرُ

(9)

ماذا تبقى لأبقى؟

ظلُ أغنيةٍ

مهجورةٍ...

قصفوها،

شردوا دمها

بين الطوائفِ

رشوها على عجلٍ

في ليلة

برذاذِ الكِلسِ

وانصرفوا

كي لا يفوح دخان الروح من فمها...

أخفوا الأدلة

واغتالوا المغني في الأحراشِ

والشجرُ

كان الشهيدَ

وكان الشاهدَ الشجرُ...

ماذا سيغسلُ من تاريخنا المطرُ؟!

(10)

أين احتلمتُ بهذا البحر؟

رغوتُه

بريئة في ثيابي...

كنتُ أعطش من رواسب الملحِ

في الساقين...

ثمة ما يكفيك مني

ويكفيني إلى سنتين

ولا أقول وداعًا

لا أقول غدًا

قد نلتقي غرباء بين مرحلتين...

والبحرُ يسرقُ أعضائي

ويشربُ من جرحي

وينتشرُ...

يزرقُّ

يخضرُّ

في جسمي...

وينحسرُ!

سالم الرحبي شاعر عُماني

مقالات مشابهة

  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • شنايدر إلكتريك تطلق العلامة التجارية "لوريتز نودسون" في السعودية لدعم تحول المملكة في مجالي إدارة الطاقة والتحول الرقمي
  • سليمان الهتلان يقترب من الترشح لرئاسة الهلال خلفًا لفهد بن نافل
  • صُوَر سِياحيَّة للأبيضِ المُتوسط
  • صحفي الديلي فوتبول يزور متجر الهلال وينبهر بأطقم الفريق.. فيديو
  • القادسية يحسم صفقة الجوير بعد اتفاق نهائي مع الهلال
  • تفاصيل اليوم الأول من المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن
  • قرار عاجل من إدارة الأهلي تجاه نجم الفريق بعد مفاوضات الزمالك
  • وزارة التنمية المحلية تؤكد أهمية الدور المحوري الذي يلعبه جهاز تنظيم إدارة المخلفات
  • الهلال يُترك اليوم وسط صمت إعلامي مريب بينما تُعلن صفقات الآخرين في لحظتها