إن التاريخ الأسود للصهاينة في الغدر ونقض العهود يشكل عائقا كبيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، ولا يمكن بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا من خلال احترام الحقوق والالتزام بالعهود وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي، وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.

فمنذ بدايات الحركة الصهيونية في فلسطين، اتسمت علاقتها مع الفلسطينيين الأصليين بسلسلة من الغدر ونقض العهود، مما أدى إلى تفاقم الصراع وتعميق جذوره.

ودعوني أستعرض سريعا بعض المحطات التي تجسد هذا التاريخ الأسود للصهاينة في الغدر ونقض العهود:

في مرحلة ما قبل النكبة (1920-1948) كان وعد بلفور (1917)، فقد منح هذا الوعد الصهاينة دعما بريطانيا لإقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، متجاهلا حقوق السكان الفلسطينيين الأصليين الذين كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة، وقد كان هذا الوعد الشرارة التي أشعلت فتيل الصراع، حيث أدرك الفلسطينيون أنهم مهددون بالتهجير والاستبدال.

وشهدتفترة الانتداب البريطاني سلسلة من المجازر والاعتداءات على الفلسطينيين، نفذتها عصابات صهيونية مثل «الهاجاناه» و«شتيرن» و«الإرجون»، وكان الهدف من هذه المجازر هو ترويع الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة أراضيهم، مما مهد الطريق لتهجيرهم القسري عام 1948، فما أشبه الليلة بالبارحة.

وفى مرحلة ما بعد النكبة (1948 - حتى الآن)لم تلتزم إسرائيل بالاتفاقات التي أبرمتها مع الدول العربية في الشأن الفلسطيني، فقد وقعت إسرائيل اتفاقيات هدنة مع الدول العربية المجاورة بعد حرب 1948، لكنها لم تلتزم ببنودها، فهذه الاتفاقيات وقعتها إسرائيل عام 1949 مع مصر في 24 فبراير، ومع لبنان في 23 مارس، ومع الأردن في 3 أبريل، ومع سوريا في 20 يوليو، وهذه الاتفاقيات لم تكن اتفاقيات سلام شاملة، بل كانت اتفاقيات هدنة مؤقتة تهدف إلى وقف إطلاق النار وتحديد خطوط الهدنة بين الأطراف المتنازعة.

نقضت إسرائيل هذه الاتفاقات جميعها بعدة طرق، مما أدى إلى تفاقم الصراع العربي الإسرائيلي، فقد استمرت في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، مما يعتبر انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعلى الرغم من أن الاتفاقيات رسمت خطوطا مؤقتة للهدنة، إلا أن إسرائيل قامت بتوسيع سيطرتها على مناطق إضافية خارج هذه الخطوط، ولم تلتزم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وهو بند أساسي في الاتفاقيات، مما أدى إلى تفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين.

وقامت إسرائيل بضم القدس الشرقية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، مما يعتبر انتهاكا للوضع القانوني للمدينة، واستمر الكيان الصهيونى في تغيير التركيبة الديموغرافية للقدس، من خلال بناء المستوطنات وتهويد المدينة، وسرعان ما شنت إسرائيل عدة حروب واعتداءات عسكرية على الدول العربية المجاورة، وتسببت هذه الاعتداءات في سقوط آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.

ومثل اتفاق أوسلو عام (1993)، بارقة أمل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ بنوده المتعلقة بالانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، واستمرت إسرائيل في بناء المستوطنات، وتوسيع سيطرتها على القدس، وفرض الحصار على قطاع غزة، مما أدى إلى انهيار عملية السلام.

وشنت إسرائيل عدة حروب مدمرة على قطاع غزة، آخرها حرب الإبادة الدائرة الآن ردا على عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر عام 2023، وفى كل حروبها تستهدف إسرائيل المدنيين والبنية التحتية، وترتكب جرائم حرب موثقة، وكلما تعهدت إسرائيل بوقف إطلاق النار، تنقض عهدها وتستأنف القصف، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف.

اللهم عليك باليهود وأعوانهم، فإنهم لا يعجزونك [email protected]

اقرأ أيضاًشهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة

حشود بالآلاف تتجه من المنوفية إلى العريش رفضا لتهجير سكان غزة ودعما للقيادة السياسية

الرئيس السيسي: توافق مصري فرنسي على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل قطاع غزة القدس غزة اللاجئين الفلسطينيين الصهاينة الصراع العربي الإسرائيلي حرب غزة طوفان الأقصى الحركة الصهيونية وعد بلفور أزمة اللاجئين الفلسطينيين الكيان الصهيونى مما أدى إلى لم تلتزم

إقرأ أيضاً:

وفاة 54 شخصا في حوادث المرور والغرق خلال أسبوع!

كشفت حصيلة صادرة عن مصالح الحماية المدنية، اليوم الثلاثاء، عن أرقام مقلقة بخصوص حوادث المرور في الجزائر خلال الأسبوع الممتد من 20 إلى 26 جويلية الجاري.

وحسب ذات الحصيلة، أسفرت هذه الحوادث عن وفاة 35 شخصًا وإصابة 2225 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وذلك نتيجة 2908 تدخلات لوحدات الحماية المدنية عبر مختلف ولايات الوطن.

وسجلت ولاية البيض الحصيلة الأثقل، حيث شهدت 21 حادث مرور أودت بحياة 6 أشخاص وأصابت 77 آخرين بجروح.

كما قام جهاز حراسة الشواطئ، بـ 6895 تدخلاً، نتج عنها إنقاذ 4961 شخصًا من الغرق المحقق، وتقديم الإسعافات الأولية لـ 1568 شخصًا، وتحويل 338 آخرين إلى المراكز الصحية.

فيما سُجلت 17 حالة وفاة غرقًا في البحر وحالتان في المجمعات المائية.

ومن جهة أخرى، نفذت وحدات الحماية المدنية 3910 تدخلا، تمكنت خلالها من إخماد 2553 حريقًا. تنوعت بين حرائق منزلية، صناعية، وحرائق أخرى.

وكانت ولاية الجزائر العاصمة الأكثر تضررًا بـ 253 حريقًا، تليها قسنطينة بـ 180 حريقًا، ثم سطيف بـ 160 حريقًا.

وفي إطار مكافحة حرائق الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية والنخيل، تم إخماد 234 حريقًا من الغطاء النباتي عبر عدة ولايات.

هذا وقامت نفس الوحدات بـ 6288 تدخلاً لـ إنقاذ 521 شخصًا في حالات خطر، بالإضافة إلى تغطية 5478 عملية إسعاف مختلفة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • 11.9 مليار ريال تسوق أسبوع
  • توثيق فلكي غير مسبوق قد يساهم في حل واحدة من أعظم ألغاز الكون
  • الجارحي: الصناعات المعدنية تلتزم بالمشاركة في خفض الأسعار
  • «مسام» ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • خلال أسبوع.. "مسام" ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية
  • وفاة 54 شخصا في حوادث المرور والغرق خلال أسبوع!
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل مهددة بعزلة دولية .. ونرفض تهجير الفلسطينيين
  • ما لا تعرفونه عن الأونروا
  • الاحتلال يسلم حارسين للمسجد الأقصى قرارا بالإبعاد عنه مدة أسبوع
  • الدولار يرتفع إلى أعلى مستوى له في أسبوع مع تراجع التوترات التجارية