التناقض الطبقي والبركاوي داخل إدارة ترمب
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
التناقض الطبقي والبركاوي داخل إدارة ترمب:
كما ذكرنا سابقا عن غرابة تحالف طرمب الذي يضم الطبقة العاملة البيضاء وسوبر مليارديرات، فان التناقضات داخل هذا التحالف لا بد أن تنفجر في مرحلة ما.
بدات الخلافات مع سياسة ترامب المعادية للهجرة والمهاجرين التي يحبها فقراء العمال لإعتقادهم أن المهاجرين يزاحمونهم علي عدد محدود من الوظائف المتاحة في سوق العمل ويقود وجودهم إلي تخفيض قدرة العامل الأمريكي علي العثور علي وظيفة أو التفاوض علي شروط عمل أفضل.
ثم أعلن ترمب الحرب التجارية العالمية واقنع الطبقة العاملة البيضاء بان التضييق علي الواردات من الخارج سيزيد من إنتاج بدائلها داخل الولايت المتحدة وبالتالي ستتوفر فرص العمل ولكن الحرب التجارية أضرت بالاغنياء الترمبيين ضرا بليغا مع أنهيار أسواق المال وعرقلة التجارة التي يربحون منها. فقد خسر مسك مليارات الدولارات في الأيام السابقة وانخفضت القيمة السوقية لشركاته.
ايلون مسك رغم أنه مسؤول كبير في حكومة ترمب إلا أنه رفض السياسة التجارية. ونتيجة لتضرره من السياسة الجديدة صرف إيلون مسك بركاوي تقيل لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي التجاريين ومهندس السياسة الجديدة، بيتر نافارو. غرد مسك وقال أن بيتر نافارو “أحمق و”أكثر غباء من شوال الطوب”.
هذا التناقضات داخل هردبيس تحالف ترمب ستتفاقم فلا أحد يستطيع أن يسعد الأغنياء السوبر وفي نفس الوقت يسعد ضحاياهم من صنف أبجيقة.
هات فشار صالح لاربعة سنين.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟
مع اشتداد الضغوط، من كل حدب وصوب، على حكومة الكيان، في استفاقة دولية أوروبية متأخرة، تبدو كأنها نوعٌ من تبرئة الذمة، تتجه الضغوط الأمريكية الناعمة، بعد أن ظلت لأشهر تواطؤا و”مشاركة نائمة”، قاسية وفعالة، كان الهدف منها تدمير غزة وترحيل شعبها، بعنوان تحرير الرهائن وهزيمة حماس.
بداية الضغوط الأمريكية على نتنياهو، بدأت مع الملف النووي، عندما استدعاه ترامب إلى البيت الأبيض على عجل، ليشركه في رغبة الإدارة الأمريكية في إجراء مفاوضات شبه مباشرة مع إيران، وأن على الكيان ألا يفسد هذا التوجُّه بأيِّ حماقة أو تصعيد. بالمقابل، أعطاه مهلة للتوصل إلى حل سريع في غزة يبدو أن كان إلى حدود بداية شهر جوان.
عاد رئيس وزراء الكيان مضغوطا نفسيا، غير مرتاح كليا لنهج ترامب في الملف النووي الإيراني، وتظاهر أن يسمع لترمب، لكنه فعليا كان يفعل عكس ذلك تماما، سواء في غزة أم سورية أم إعلاميا وداخليا مع الملف الإيراني. النتيجة، كانت أن أوقف ترامب حربه على اليمن بطلب منه وبوساطة عمانية، وترك الكيان وحده في مواجهة صواريخ والطائرات المسيَّرة لأنصار الله في اليمن، كرسالة أولية مفادها أننا قد نتخلى عن دعمك جزئيا وبشكل تدريجي إذا تماديت في عدم الخضوع لولي نعمتك، من تبناك ودعمك بشكل غير مسبوق.
كما كان واضحا، ضغط ترمب الناعم على نتنياهو في الملف السوري، لكن رئيس وزراء الكيان مضى في تجاهل نصائح ترمب، حتى ولو بدا أنه يتعامل مع تركيا كما أوصاه بها ترمب: تعاملات تكتيكية على الأرض السورية، تفاديا لوقوع احتكاك مباشر بينه وبين تركيا، لكن العدوان استمر على سورية حتى وإن خفّت حدّته مؤخرا.
ربما لأنه وجد أن دمّر كل شيء ولم يبق شيء قابلا للتدمير في سورية. في هذا الملف بالذات، رأينا ترمب، في أثناء جولته الخليجية، التي جمع فيها آلاف المليارات من الدولارات في شكل استثمارات على مدى السنوات المقبلة، يعلن رفع العقوبات عن دمشق ما فاجأ حتى المقرّبين منه في إدارته، وبدأ في تسريع إجراءات ذلك، تمهيدا لعلاقات ثنائية تدرّ استثمارات كبرى على الولايات المتحدة، في محاولة منه إخراج سورية من تحت عباءة روسيا سابقا، وإدخالها العهد الإبراهيمي المبشَّر به في المنطقة ككل.
هذا ما تحاول فعله أيضا مع إيران، بعد التوصل إلى حل تفاوضي لملفها النووي: إنها تبحث عن إدماج إيران الطيّعة المطبّعة، الشغوفة بالاستثمارات الأمريكية ورفع العقوبات وازدهار اقتصادها.
تصورات ترامب، التي تتصادم مع طموحات العدو الصهيوني وتصورات حكومة اليمين
هذه هي تصورات ترامب، التي تتصادم مع طموحات العدو الصهيوني وتصورات حكومة اليمين الديني في الكيان، الطامعة في الهيمنة على المنطقة انطلاقا من جغرافيا وتاريخ توراتي، بما في ذلك الاستيلاء على القدس والضفة بأكملها، ونهاية تاريخ الوجود الفلسطيني على أرضه.
تصادمٌ لا يمكن تفاديه، وقد بدأنا نرى تجليات ذلك ووقعه على الصراع الداخلي، داخل البينية الاجتماعية في الكيان، والذي قد ينبِّئ بانهيار داخلي على مراحل، إن لم يسارع ترامب إلى إنقاذ الكيان من الزوال على يد عصابة الإجرام المشهود الذي فضحها أمام الرأي العامّ العالمي الأوربي والأمريكي، وهو أمر لا يمكن ترقيعه وتجميله ببساطة.
ما يعمل عليه الضغط الأمريكي مؤخرا، هو الوصول إلى صفقة مع حماس لوقف الحرب وليس مجرّد وقف إطلاق نار مؤقت لأخذ مزيد من الأسرى ثم العودة إلى الحرب كما يريد نتنياهو، الذي لم يعد يملك من الأوراق إلا الانتحار السياسي أو نحر شعب برمّته مع أسراه.
الشروق الجزائرية