تغلغلت تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة اليومية عبر مجموعة متنوعة من الاستخدامات الفريدة والمميزة رغم كون روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي هما أبرز الاستخدامات وأكثرها شيوعًا.

مؤخرًا، بدأت شركات الهواتف المحمولة تتسابق لتضيف مزايا الذكاء الاصطناعي في هواتفها، بدءًا من الاتصال المباشر مع روبوتات الذكاء الاصطناعي أو نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وحتى دمج هذه التقنيات في الاستخدام اليومي.

وتعد إمكانات تعديل الصور من ضمن استخدامات الذكاء الاصطناعي التي برزت بشكل كبير في الهواتف والحواسيب مؤخرًا، إذ قامت أكثر من شركة بإضافتها مباشرةً في هواتفها فضلا عن دمج هذه التقنيات في تطبيقات تعديل الصور الشهيرة.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل الصورة تبدو احترافية وأنيقة للغاية فضلا عن إمكانية تعديل الصور وحذف أشياء من داخلها أو حتى إضافة أشياء أخرى، وبشكل عام يمكنك استخدام هذه الأدوات لتعديل الصور عبر الذكاء الاصطناعي:

تطبيق "مايكروسوفت" للصور

تدمج "مايكروسوفت" تطبيق الصور الخاص بها بشكل افتراضي ضمن نظام "ويندوز 10" و"ويندوز 11″، ومؤخرًا أصبح التطبيق مدعمًا بالذكاء الاصطناعي بشكل يتيح لك بعض التعديلات على الصور، وذلك إلى جانب تطبيق "ديزاينر" (Designer) الذي تطرحه الشركة لتعديل الصور بشكل منفصل عبر الموقع الخاص به.

إعلان

يمكنك الوصول إلى مزايا تعديل الصور عبر الذكاء الاصطناعي من خلال الضغط على خيار "تعديل مع ديزاينر" (Edit With Designer)، وهو موجود في أقصى يمين النافذة من الأعلى بين مجموعة الأيقونات العلوية، وهو الأيقونة الثانية من اليسار.

يوفر التطبيق مجموعة من الخيارات المفيدة حقًّا، مثل خيار التحسين التلقائي الذي يعمل على تحسين ألوان وإضاءة الصورة عبر الذكاء الاصطناعي لتبدو أكثر احترافية.

كما يوجد خيار لتعديل أسلوب الصورة بشكل عام وتحويلها إلى شكل كرتوني أو غيره، فضلًا عن ذلك، يمكنك إضافة نصوص أو حتى توليد صور ودمجها مع الصورة الأساسية، كما يتيح لك التطبيق حذف الخلفيات بشكل كامل وحذف أشياء بعينها من داخل الصورة.

تطبيق "غوغل" السحري لتعديل الصور

تمايزت هواتف "بيكسل" (Pixel) مع تطبيق تعديل الصور الخاص بشركة "غوغل"، وهو تطبيق يتيح لك حذف الأشياء من الصور وتعديلها بشكل مميز وسريع للغاية، ويوفر ميزات مماثلة لتطبيقات تعديل الصور المعتادة.

ويمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي عبر التطبيق لحذف الأشياء من الصورة وإضافة أشياء أخرى أو حتى لتعديل الصورة وتحسين مواصفاتها المختلفة لتخرج في نتيجة مثالية تحاكي الصور الاحترافية الملتقطة من قبل المحترفين.

يتوفر التطبيق مجانًا عبر متجر تطبيقات "غوغل"، وتعد هذه من أهم المزايا الموجودة في التطبيق التي تجعله خيارا مثاليا لكل محبي تعديل الصور، كما يتوفر لمالكي أنظمة "آي أو إس" سواءً كانت هواتف "آيفون" أو حواسيب لوحية "آيباد".

تطبيق "كريا إيه آي" (Krea AI) تطبيق "كريا إيه آي" (الجزيرة)

ربما لم يذع صيت "كريا إيه آي" كونه أحد أحدث التطبيقات في عالم تعديل الصور، ولكن الميزات التي يقدمها من أجل تعديل الصور تكفي لجعله أحد أبرز وأقوى المنافسين في هذا المجال، إذ يوفر التطبيق مزايا لتعديل الصور عبر الذكاء الاصطناعي بشكل كامل.

بشكل عام، يتيح لك التطبيق تحديد منطقة في الصورة ثم إضافة أوامر نصية إلى حتى يقوم بتعديل الصورة وإضافة اللمسات التي ترغب بها، ويشمل هذا تغير محتوى الصورة أو توليد جزء جديد للصورة عبر الأوامر النصية.

إعلان

يمكنك مثلًا أن تقوم بتحديد الجزء الذي تمسك فيه بأي شيء داخل الصورة ثم تطلب من التطبيق أن يضيف ما تبحث عنه داخل الصورة، فمثلًا يمكنك أن تطلب منه إضافة هاتف أو قطعة مجوهرات ليقوم التطبيق باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل تنفيذ الأمر.

كما يتيح لك التطبيق تكبير حجم الصور ورفع دقتها بشكل كبير عبر الميزة الموجودة به، وهو ما يجعله تطبيقًا مميزًا لكل من يعمل مع الصور ويحتاج إلى زيادة حجمها بشكل سهل ودقيق.

تطبيق "بيكسلر إكسبرس" (Pixlr Express) تطبيق "بيكسلر إكسبرس" (الجزيرة)

يعد "بيكسلر" أحد أبرز الأسماء في عالم تعديل الصور قبل طرح مزايا الذكاء الاصطناعي منذ زمن كبير، وهي المكانة التي تعززت بشكل كبير عندما طرحت الشركة مزايا الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور بشكل مجاني داخل التطبيق.

وبشكل عام، يتيح لك تطبيق "بيكسلر" مجموعة من المزايا التي تحاكي مزايا الذكاء الاصطناعي في "أدوبي فوتوشوب"، ولكن بشكل مجاني تمامًا، ومن ضمنها توليد الصور من النصوص لملء الفراغات أو زيادة حجم الصورة ودقتها عبر الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن إمكانية توسيع زاوية الصورة عبر توليد جزء إضافي بها.

ويوفر التطبيق أيضًا مجموعة من مزايا تغيير الأوجه وتعديل الصور بشكل كامل عبر الذكاء الاصطناعي، وهي جميعًا متوفرة في النسخة المجانية رغم أن استخدامها يحتاج إلى رصيد داخل التطبيق.

ورغم أن المستخدم يحصل على رصيد مجاني عند تحميل التطبيق والاشتراك فيه، فإن الاستخدام المتكرر للتطبيق قد يتطلب اشتراكًا احترافيًّا، وهو الذي يأتي بسعر مخفض للغاية.

تطبيق "لينسا" (Lensa) تطبيق "لينسا" (الجزيرة)

يأتي التطبيق ليكون ضمن تشكيلة تطبيقات تعديل الصور المميزة والفريدة التي تطرحها شركة "بريسما" (Prisma)، وهو موجه لتعديل الصور بكل سهولة ويسر عبر ضغطة زر واحدة في الهاتف أو الحاسوب على حد سواء.

ويمكن عبر ضغطة واحدة في التطبيق تحويل الصور إلى قطع فنية تم تعديلها على أيدي محترفين في تعديل الصور، ويوفر التطبيق مجموعة كبيرة من المزايا المختلفة مثل إمكانية تعديل الأخطاء في الصور وتفتيحها وإضافة لمسات جمالية عليها.

إعلان

يتوفر التطبيق بشكل مجاني عبر جميع متاجر التطبيقات سواء في "أندرويد" أو "آيفون"، وتوجد نسخة مدفوعة أيضًا من التطبيق تتيح للمستخدم الوصول إلى مزايا إضافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مزایا الذکاء الاصطناعی عبر الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی ا لتعدیل الصور تعدیل الصور بشکل عام یتیح لک

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ريلمي تراهن على الذكاء الاصطناعي لمواصلة النمو وسط ضغوط الأسعار والمنافسة
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • تعزيز مهارات موظفي البريمي في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية العمل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • جوجل: تطبيق القانون الأسترالي بشأن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي صعب للغاية
  • وزير الاتصالات: تعاون مع «الري» لتوظيف الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد المائية و استخدام المياه الجوفية