اعتبرها مراقبون ممارسة لإستراتيجية الضغط قبيل التفاوض.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
البلاد- جدة
قبل يومين من انطلاق محادثات نووية مرتقبة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة، استهدفت مؤسسات إيرانية متهمة بدعم البرنامج النووي لطهران، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا محسوبًا من واشنطن قبيل بدء التفاوض.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية- في بيان صدر أمس الأربعاء- أن العقوبات الجديدة تستهدف خمسة كيانات وشخصًا واحدًا في إيران؛ لدعمهم البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي.
تأتي هذه العقوبات بعد يومين فقط من إعلان الرئيس دونالد ترامب، أن بلاده ستجري محادثات مباشرة مع إيران يوم السبت في سلطنة عمان، ضمن محاولة لإحياء مسار التفاوض حول الملف النووي الإيراني، الذي شهد تعثرًا طويلًا منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سارع إلى نفي الطابع المباشر للمحادثات، مؤكدًا أنها ستكون غير مباشرة، وهو ما يعكس استمرار التباين في مواقف الطرفين، رغم موافقتهما على اللقاء في توقيت بالغ الحساسية.
ورغم إعلانه التفاوض، وجّه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى طهران، مؤكدًا أن “إيران ستكون في خطر كبير” إذا فشلت المحادثات المرتقبة، في إشارة إلى احتمال اتخاذ إجراءات عسكرية.
إلى ذلك، أصدرت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، الأربعاء، بيانًا بمناسبة يوم “التكنولوجيا النووية”، حذرت فيه من أن”أي محاولة للمساس أو تهديد للصناعة النووية السلمية ستُقابل برد قاطع ومدمر”، وأشارت إلى أن الاستخدامات النووية الإيرانية تهدف إلى توليد الكهرباء.
وفي السياق، كتب الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني، في حسابه على منصة “إكس”: إن “القدرات النووية السلمية لإيران أصبحت راسخة، لا يمكن التراجع عنها أو القضاء عليها”.
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي في هذا التوقيت يندرج ضمن إستراتيجية للضغط قبيل التفاوض، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر 2023، والأعمال القتالية في لبنان، والغارات في اليمن، وتبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والإطاحة بالنظام السابق في سوريا.
من جانبهم، أكد مسؤولون إيرانيون أن واشنطن تسعى لطرح ملفات إضافية خلال المحادثات، بينها النفوذ الإيراني في المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية، مشددين على أن هذه القضايا “غير قابلة للنقاش”، وأن تهديدات ترامب “لن تخيف طهران أو تغيّر مواقفها.
وشهدت جهود تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني تذبذبًا على مدى أكثر من 20 عامًا من دون التوصل إلى حل. وتقول طهران: إن البرنامج للاستخدام المدني فقط، بينما تعتبره الولايات المتحدة ودول غربية تمهيدًا لصنع قنبلة ذرية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
قالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني سيزور العراق اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى لبنان حيث وافقت الحكومة على خطة لنزع سلاح حزب الله حليف طهران.
ذكر التلفزيون الرسمي إن "علي لاريجاني يغادر اليوم (الاثنين) إلى العراق ثم لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام وهي أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي".
ومن المقرر أن يوقع لاريجاني اتفاقية أمنية ثنائية في العراق قبل أن يتوجه إلى لبنان، حيث سيلتقي كبار المسؤولين والشخصيات اللبنانية.
وتأتي زيارته إلى لبنان بعد أن أعربت طهران عن معارضتها الشديدة لخطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله حليف طهران، وهو الموقف الذي أدانته بيروت ووصفته بأنه "تدخل صارخ وغير مقبول".
قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي قبل مغادرته: "تعاوننا مع الحكومة اللبنانية طويل وعميق. نتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية. وفي هذا السياق تحديدًا، نجري محادثات مع مسؤولين لبنانيين وشخصيات نافذة في لبنان".
في لبنان، مواقفنا واضحة. الوحدة الوطنية اللبنانية مهمة ويجب الحفاظ عليها في جميع الظروف. استقلال لبنان لا يزال مهمًا لنا، وسنساهم في تحقيقه.
ووصف علي أكبر ولايتي، المستشار الكبير للمرشد الإيراني، السبت، خطة نزع سلاح حزب الله بأنها امتثال "لإرادة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وجاءت حملة نزع السلاح في أعقاب الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله .
ويأتي ذلك أيضًا وسط ضغوط من الولايات المتحدة والأحزاب المناهضة لحزب الله في لبنان، فضلاً عن المخاوف من أن إسرائيل قد تصعد ضرباتها إذا ظلت الجماعة مسلحة.
عيّنت إيران لاريجاني، البالغ من العمر 68 عامًا، رئيسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، المسؤول عن وضع استراتيجية الدفاع والأمن الإيرانية. وتتطلب قراراته موافقة المرشد للبلاد، علي خامنئي.
ويأتي هذا التعيين بعد حرب استمرت 12 يوما مع إسرائيل، التي بدأت الصراع بهجوم غير مسبوق على إيران في منتصف يونيو الماضي، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية وسكنية.