جريدة الوطن:
2025-07-31@04:03:56 GMT

الإمارات وأزمة السودان

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

الإمارات وأزمة السودان

 

يقول المثل السوداني الشائع “الضلع المكسور ما بيتصلّح، لكن بيجبر”، في إشارة إلى أن الجراح العميقة قد لا تعود كما كانت عليه في الأول، لكنها تجد طريقها إلى الالتئام حتى ولو تركت أثرا لا يُمحى مهما مرت السنون.

وهكذا يمكن وصف حال السودان اليوم، ذلك البلد الذي يعاني من كسر عميق في نسيجه السياسي والاجتماعي والعسكري، لكنه في الوقت نفسه يتشبث بالأمل وسط صرخات الألم، ينتظر تلك اللحظة التي يفوق من كبوته وينهض مرة أخرى نافضا من عليه غبار الصراع والانشقاق ليمضي قدما في طريق السلام والاستقرار، بعدما يلفظ المتآمرين والمتكالبين على السلطة “من السلطة” غير العابئين بالشعب التواق للحياة في أبسط صورها.

فمنذ اندلاع الصراع العسكري في أبريل/نيسان 2023، بعدما فقد قادة الجيش السوداني زمام الأمور وفشلوا في تجنيب البلاد هول الاقتتال، تحول السودان إلى مسرح لواحدة من أكبر المآسي الإنسانية على مستوى العالم، حيث باتت البلاد تئن تحت وطأة حرب دامية تمزق أوصالها وتهدد استقرار المنطقة بأسرها، تلك الحرب التي أجبرت نحو 12.4 مليون شخص على النزوح، وجعلت أكثر من 30 مليونا آخرين – ثلثا الشعب السوداني- بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بينما تلوح المجاعة في الأفق مهددة ملايين الأرواح.

حاضر أليم يعود بنا عقودا وعقودا، حيث لم يكن السودان يوما بمعزل عن الأزمات، فقد عانى لسنوات من دوامات سياسية، منذ استقلاله عام 1956، لم تتركه انقسامات عرقية وسياسية واقتصادية إلا وجعلته عرضة لاضطرابات كانت دوما سيفا مصلتا على رقاب شعبه، إلا أن اشتباكات 2023 فاقت كل التوقعات بوحشيتها، بعدما ألقى الطموح إلى السلطة بظلاله القاتمة على المشهد، فانشق الصف، واندلع القتال، وغرقت البلاد في أتون حرب مفتوحة، حصدت آلاف الأرواح ودفعت بملايين النازحين إلى المجهول.

من هنا تأتي التساؤلات التي تسبق إلقاء الاتهامات يمينا ويسارا ضد دول أخرى لصرف الأنظار عن الوضع الداخلي، تساؤلات بحاجة إلى إجابات ما زالت تائهة في دهاليز السياسة وكواليس السلطة، تساؤلات تحمل علامات التعجب قبل أن تتزيّل بعلامات الاستفهام، كيف لحليفين كانا يستظلان تحت عباءة واحدة أن يتحاربا بعدما كانا معا في وقت ما؟ هل كان ذلك نتاجا طبيعيا لانهيار العملية الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بعمر البشير في 2019، وما أعقبه انهيار الاتفاق الإطاري الذي رعته قوى دولية وإقليمية واعتبر حينها “طوق نجاة” عبر تشكيل “حكومة مدنية”، اتفاق لم يصمد طويلا أمام خلافات قادة الجيش، لتشتعل المواجهات في الخرطوم وتمتد إلى دارفور وكردفان، مخلفة دمارا شاملا، دمار لم يقتصر تداعياته على الحدود السودانية، بل امتد ليهدد المنطقة بأسرها، لِمَ لا وللسودان موقع استراتيجي على البحر الأحمر يجعله نقطة حيوية للأمن البحري والتجارة الدولية، ما يجعل الفراغ الأمني فيه أمرا لا يُحتمل قبل أن يتحول لبيئة خصبة للإرهاب والتطرف.

وسط هذا الظلام الدامس، برزت العديد من الجهود الإقليمية والدولية لرأب الصدع والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى سلام يحفظ أرواح السودانيين، وهنا ظهر جليا دور دولة الإمارات المحوري للسعي لإعادة الأمل إلى السودان، إذ تبنت مسؤولية دبلوماسية وإنسانية كبيرة رغم التحديات والاتهامات التي وُجّهت إليها بدعم أحد أطراف الصراع، اتهامات نفاها القاصي والداني بل نفيت من مصدرها نفسه، وتصريحات وزير المعادن محمد بشير أبونمو -أحد حلفاء الجيش السوداني- لدليل على ذلك لمن يريد أن يتقصى الحقيقة ويكشف زيف وكذب الأبواق المأجورة وتلك الأخرى المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي التي لم يمنعها ذلك من الاستمرار في ترديد مزاعم مردود عليها فعلا لا قولا.

فنهج دولة الإمارات دائما هو دعم الاستقرار والسلام واحترام القانون الدولي وقبل ذلك كله هو احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بل تضع دائما الإنسان وحياته في سلم أولوياتها في أي نزاع كان، ومن هنا تدخلت إنسانيا لتقديم المساعدات لإنقاذ البشر من قلوب تحولت لحجر، يرتكب أصحابها جرائم حرب ضد بني وطنهم بشهادات أممية ودولية تنوعت أشكالها من القتل الجماعي والهجمات العشوائية على المدنيين والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال.

وبالإضافة إلى جهودها الإنسانية التي وصلت قيمتها إلى أكثر من 3.5 مليار دولار على مدار عقد من الزمان منها 600 مليون دولار منذ بدء الأزمة، لم تكل دولة الإمارات ولم تمل من المساعي الدبلوماسية، حيث قادت جهودا حثيثة للوساطة، وتبنت مؤتمرات دولية، وعقدت لقاءات على أعلى المستويات، ولم تترك منبرا إقليميا أو دوليا أو أمميا إلا وكان صوتها عاليا وداعيا للهدنة وإيقاف النيران وإيصال المساعدات، لكن كان يقابل ذلك بالرفض من قادة القوات المسلحة السودانية وفي مقدمتهم عبدالفتاح البرهان.

مخطئ من يظن أن وشائج الأخوة العميقة بين الشعبين الإماراتي والسوداني يمكن أن تهتز بفعل عارض أو بتصريح ممن هم في السلطة حاليا، فهذه العلاقة لا تستند إلى اعتبارات سياسية عابرة، ولا إلى تقاطع مصالح مرحلي، بل تنبع من جذور ضاربة في تاريخ طويل من المودة والمواقف الأصيلة، فقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من أوائل من آمنوا بخيرات السودان وبنبل شعبه، وعبر مرارا عن إعجابه بهذا الشعب، قائلا إن “السوداني رجل طيب وصاحب وفاء”، ومنذ اللحظات الأولى لتأسيس الاتحاد، كان للسودانيين دور محوري في النهضة التعليمية والطبية والهندسية والتربوية في الإمارات، حيث ساهموا بجهدهم وعلمهم في بناء الإنسان قبل البنيان، وبقيت بصماتهم حاضرة في الذاكرة والوجدان.

وفي كل لحظة ضيق مرت على السودان، لم تتأخر دولة الإمارات يوما في تلبية نداء الواجب، فحين اجتاحت السيول والفيضانات المدن، كانت طائرات الإغاثة الإماراتية تهبط تباعا محملة بالعون، وحين تصاعدت النزاعات، كانت أبواب الإمارات مفتوحة لضحايا الأزمات والنازحين، وفاء لعلاقة تتجاوز حدود الجغرافيا وتستند إلى تاريخ من التآزر والمساندة.

واليوم، مع تعقد المشهد السوداني واحتدام الصراع الداخلي، تواصل دولة الإمارات التزامها بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وتضاعف جهودها لتكون صوتا للسلام ومنبرا للعقل، وسندا للشعب لا لمن هم في السلطة ممن أعمتهم أطماعهم عن مشاغل بني وطنهم، وفي الوقت الذي ينشغل فيه قادة الجيش بتقاذف الاتهامات وتجاهل الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، تبقى الإمارات متمسكة بثوابتها، تمد يدها للمنكوبين، وتحاول انتشال ما تبقى من وطن يعبث به قادته العسكريين.

دولة الإمارات، بنهجها البناء، لا تسعى فقط لإسكات فوهات البنادق، بل لبناء جسور سلام تعبر بها الأمة السودانية إلى بر الأمان، تاركة للآخرين الإجابة عن الأسئلة المعلقة: مَن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأحداث في السودان؟ من يتحمل مسؤولية عرقلة الحلول وإخراس صوت العقل والإنسانية؟ مَن يتحمل ذنب كل هذه الأرواح التي فاضت إلى خالقها؟.. الإجابات معلومة، والواقع خير دليل، وإن غدا لناظره قريب.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان.. لماذا؟

الرباعية في خبر كان.. لماذا؟

كتب – عادل الباز

1

بالأمس، وبينما كنا نلهث وراء أي معلومة حول انعقاد اجتماعات الرباعية في واشنطن، بعد الزخم الإعلامي والتكهنات السياسية، وفي وقت سارعت فيه المعارضة برفع سقف التوقعات لما يمكن أن تنجزه اجتماعات واشنطن، إذا بصحيفة “الشرق الأوسط” (لاحظوا: الشرق الأوسط، وليس غيرها) تدفع مساء الأمس بخبر عاجل للوسائط، تعلن فيه الآتي:

“أكدت مصادر موثوقة بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية بشأن السودان، الذي كان من المقرر أن يستضيفه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، غداً الأربعاء، دون تحديد الأسباب أو موعد جديد للاجتماع.”

مؤكد أن اختيار صحيفة الشرق الأوسط – دون غيرها – لنشر خبر الإلغاء لم يكن اعتباطيًا، بل رسالة موجّهة من الرياض نفسها بأن الرباعية لا يمكن أن تُدار بخيارات منفردة.

من جهة أخرى، أشار السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، إلى احتمال تأجيل المؤتمر إلى سبتمبر المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» اهتمام “الرباعية” بمتابعة الضغوط الدولية للتوصل إلى تسوية للأزمة في السودان.

2

إذن، وقد تم العصف بالرباعية. لماذا؟

من المؤكد أن السبب أو الأسباب لا تتعلق بعدم مشاركة طرفي الحرب، ولا بعدم تمثيل المدنيين، ولا في الإخفاق أو عدم الاتفاق حول توسعة الرباعية، الأمر الذي طرحه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.. ولا لأن أميركا أدركت مؤخرًا خطورة محاولة فرض تسوية على السودانيين، وهي التي لا يهمها شيء، وليس لديها مصالح كبرى في السودان تخشى عليها. إذن، لماذا التأجيل – بحسب وزير الخارجية المصري – أو الإلغاء بحسب المصدر الموثوق من الخارجية الأميركية، الذي استندت إليه “الشرق الأوسط” (السعودية) في خبرها؟

عدة أسباب وراء التأجيل/والإلغاء:

أولها: الموقف الإماراتي.

رغم أن الإمارات تمّت دعوتها تحت ضغط السعودية، في محاولة لجر الإمارات بالتزام بما سيتمخض عنه الاجتماع، إلا أنها اتخذت موقفين غريبين يفترقان كلياً عن مواقف الأطراف الثلاثة الأخرى في اجتماع واشنطن (الولايات المتحدة، مصر، السعودية).

أصرّت الإمارات على أن يتضمن البيان الختامي نصًا يشير إلى إبعاد الدعم السريع والجيش من مشهد الفترة الانتقالية، وأن يقود المدنيون السودان دون تعريف مَن هم المدنيون. وهو ذات الموقف الذي عبّر عنه أنور قرقاش في تغريدة بالأمس.

وهذا الموقف، الذي يسعى لإبعاد قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع، يجد تفسيراً له في رغبة الإمارات في إقصاء حميدتي وتنصيب عبد الرحيم مكانه. ومفهوم أيضاً أنها تسعى لإعادة تموضع عملائها في “صمود” و”تأسيس” في المشهد السوداني مجدداً، وهكذا تسعى أبوظبي لاصطياد أربعة عصافير بحجر: تُبعد حميدتي، الجيش، وتمكّن عملاءها عبد الرحيم، وصمود، وتأسيس في الحكم!!

الموقف الثاني الغريب

محاولة الإمارات “حشر” أو الإشارة إلى “تأسيس” في البيان الختامي، باعتبار حكومة (نيالا) حكومة قائمة موازية لحكومة بورتسودان ولو قامت في الأسافير. (هل عرفتم لماذا أعلنوا حكومة عويش “تأسيس” قبل 72 ساعة من اجتماعات الرباعية الملغاة الآن؟)

المدهش في موقف أبوظبي أنها تعلم مواقف الأطراف الثلاثة الأخرى من الحكومة الموازية. السعودية، قبل يوم واحد، أعلنت – وعلى صدر صحيفة الوطن – بقلم سليمان العقيلي بعنوان: “حكومة موازية… مشروع تقسيم بائس!”

قال فيه إن: تحالف تأسيس سيظل خطوة استعراضية، أقرب إلى مغامرة سياسية خاسرة، ستسقط مع أول اختبار حقيقي على الأرض، لأن وحدة السودان أكبر من رهانات الميليشيات وأوهام السلطة السريعة.”

كما أصدرت الخارجية السعودية بيانًا أمس، الثلاثاء 29 يوليو – أي في اليوم الذي كان من المفترض أن تُعقد فيه الرباعية – أعلنت فيه رفضها التام للاعتراف بما يُعرف بـ”حكومة التأسيس” التي أعلنتها قوات الدعم السريع، ووصفت الخطوة بأنها تمثل تهديداً مباشراً للشرعية ووحدة السودان، في ظل ما يشهده البلد من صراع مسلح منذ أكثر من عام. وأضافت الخارجية السعودية في البيان: إن تشكيل حكومة موازية خارج إطار الشرعية المعترف بها دولياً، من شأنه أن يزيد من تعقيد الأزمة، ويقوّض الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل يُنهي الحرب الدائرة في البلاد.

3

أما الموقف المصري، فقد اتخذ ذات الموقف، حين أصدرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صدر يوم 2 مارس 2025، أكدت فيه أن مصر ترفض أي محاولات لتشكيل حكومة موازية تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان. واعتبر البيان أن هذه الخطوة “تعقّد المشهد”، و”تعرقل جهود توحيد القوى السياسية السودانية”، كما أنها “تفاقم الأوضاع الإنسانية” في البلاد.

4

موقف الحكومة الأميركية من محاولات الإمارات لتأسيس حكومة موازية في السودان، فقد أُعلن منذ إعلان نيروبي، حين أصدرت وزارة الخارجية الأميركية – مكتب الشؤون الأفريقية، بالشراكة مع سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم – في 5 مارس 2024 بياناً قالت فيه:

“الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع والجهات المتحالفة معها قد وقّعت على ما يُسمى بـ’دستور انتقالي’ للسودان. إن محاولات إنشاء حكومة موازية لا تخدم السلام والأمن في البلاد، وتعرض السودان لمزيد من عدم الاستقرار، وتخاطر بتقسيم فعلي للبلاد.”

ورغم هذه المواقف المعلنة والواضحة من ثلاثة أطراف من أطراف الرباعية، إلا أن الإمارات وحدها أصرت على أن يتضمن البيان الإشارة إلى حكومة “تأسيس” اللقيطة التي لا يتجاوز عمرها ثلاثة أيام فقط

الاكثر غرابة أن حكومة أبوظبي تتمسك بهذه اللقيطة التي رفضها العالم كله ولم تجد اعترافا واحد وبالامس اتخذ الاتحاد الأفريقي عبر مجلس السلم موقف ناصعا من الحكومة المزازيه هذه وقال ( أدان المجلس بشدة ورفض الإعلان الصادر في 26 يوليو 2025 بشأن تشكيل حكومة موازية في السودان من قِبل ما يُعرف بتحالف تأسيس بقيادة قوات الدعم السريع.)

 

5

 

الان عجزت أمريكا عن توحيد حتى حلفائها، وسقطت الرباعية في واشنطن مثلما سقطت محطات جدة، أديس، لندن، وجنيف كما تهاوت أوهام “تأسيس”، ولم تصمد أماني “صمود” طويلًا، وجاء الحصرم سريعًا.

ولا يزال “الحل في البل” يتصدر المشهد

السؤال الذي خطر ببالي وانا اختم هذا المقال هو لماذا تفعل ابوظبى ذلك ما مصلحتها؟

نواصل

الرباعية الدوليةالسودانعادل الباز

مقالات مشابهة

  • خطوة غير مسبوقة.. دول عربية تدعو حماس لنزع سلاحها والتخلي عن السلطة
  • عادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان.. لماذا؟
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية بلاتو بنيجيريا
  • الإمارات تُعطّل اجتماع الرباعية في واشنطن.. تعرف على الأسباب!
  • إنهاء سيطرة حماس على غزة.. بيان مؤتمر حل الدولتين: 15 شهرًا الإطار الزمني لتحقيق دولة فلسطينية
  • الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد في حكومته