في قلب محافظة سوهاج، وعلى بُعد نحو 11 كيلومترًا غرب نهر النيل، تقع مدينة أبيدوس الأثرية، إحدى أقدم وأهم المواقع الأثرية في مصر، والتي كانت مركزًا دينيًا وسياسيًا منذ فجر التاريخ، وموطنًا للعبادة والملوك.

تُعد أبيدوس العاصمة الروحية لعبادة الإله أوزيريس، رب البعث والخلود في المعتقدات المصرية القديمة، وكان المصريون يعتقدون أن رأس أوزيريس دُفنت في أبيدوس.

ولذلك كانت المدينة محجًا دينيًا لملايين الحجاج من جميع أنحاء البلاد، يُقيمون فيها الطقوس الجنائزية ويطلبون الحياة الأبدية بجانب الإله.

ما سبب التسمية ومن هو مؤسسها؟

يُعتقد أن اسم "أبيدوس" مأخوذ من الاسم المصري القديم "عبدجو" أو "أبدجو"، والذي كان يشير إلى مكان دفن الإله أوزيريس، رب العالم الآخر في الديانة المصرية القديمة، ومع مرور الزمن، تحوّل الاسم إلى "أبيدوس" في اليونانية.

المدينة لم يُعرف لها مؤسس محدد، إذ تعود أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، لكن أهميتها بدأت تتزايد في عصر الدولة القديمة، حيث اتخذها ملوك الأسرات الأولى مقرًا لدفنهم، ما جعلها من أقدم العواصم الدينية والسياسية في مصر القديمة.

الاسم الحديث الحالي

الاسم الحديث للمنطقة التي تقع فيها مدينة أبيدوس الأثرية هو "العربات"، وهي قرية تابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، وعلى الرغم من تغير الاسم، إلا أن الطابع الأثري والتاريخي ما زال حاضرًا بقوة.

وتحتوي المنطقة على آثار عظيمة تشهد على حضارة خالدة، وتُعد مركزًا هامًا للبعثات الأثرية والسياحة الثقافية.

محافظ سوهاج: توصيل الصرف الصحي بجميع القرى بنهاية العام الحالي |فيديومحافظ سوهاج يضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء المحافظةمحافظ سوهاج: المحافظة تمتلك كنوزًا سياحية وأثرية تؤهلها لتكون على خريطة السياحة العالميةسلسلة من الحوادث المأساوية تهز محافظة سوهاج في 24 ساعةما هي العرابة المدفونة؟

وتعرف أيضا بـ العرابة المدفونة، وهو الاسم الحديث الذي يُطلق على المنطقة الأثرية التي كانت تُعرف قديمًا باسم "أبيدوس"، تقع هذه المنطقة ضمن قرية العربات التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج.

ويرجع سبب التسمية إلى أن كثيرًا من آثارها كانت مدفونة تحت الرمال لقرون طويلة، حتى تم الكشف عنها تدريجيًا على يد علماء الآثار، وتُعد العرابة المدفونة اليوم من أهم المواقع الأثرية في صعيد مصر.

وتضم معابد ومقابر ملكية تعود لأقدم العصور، ولا تزال البعثات الأثرية تعمل فيها بشكل مستمر لاكتشاف المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة.

معالم أبيدوس الأثرية

أبرز معالم المدينة هو معبد الملك سيتي الأول، الذي يُعد من أعظم المعابد المصرية، سواء من حيث الهندسة المعمارية أو الدقة الفنية للنقوش. بُني على شكل حرف (L).

ويحتوي على قائمة ملوك أبيدوس، وهي سجل فريد من نوعه لأسماء ملوك مصر من بداياتها وحتى عهد الملك سيتي.

يضم المعبد سبع مقصورات مخصصة للآلهة وأخرى للملك، بالإضافة إلى صالات ذات أعمدة ضخمة وجدران مغطاة بنقوش ملونة تحكي أساطير ومشاهد طقسية، وذلك إلى جوار معبد سيتي الأول.

يقع معبد رمسيس الثاني، الذي بُني لاحقًا على يد ابنه تكريمًا له، رغم تعرضه لعوامل التعرية، إلا أن بقاياه ما زالت تنطق بجمال الفن المصري القديم.

مشاجرة دامية بين أبناء عمومة بالمنشأة في سوهاجبعمق 5 أمتار .. انهيار جزئي بطريق أسيوط - سوهاج الزراعيمحافظ سوهاج يعقد اجتماعًا لزيادة عوامل الجذب السياحي وتسويق المزارات الأثريةالنعماني يفتتح فعاليات المؤتمر الطلابي الخامس لكلية التمريض بجامعة سوهاجالمقابر الملكية:

تضم أبيدوس أيضًا مجموعة من المقابر تعود إلى الأسرات الأولى، ومنها مقبرة يُعتقد أنها للملك نعرمر، أول موحد لمصر العليا والسفلى.

كما كشفت البعثات الأثرية في السنوات الأخيرة عن مقابر ضخمة من الطوب اللبن ومكتشفات فخارية وأدوات جنائزية تعود لأكثر من 3600 عام.

السحر المعماري:

الزائر لأبيدوس ينبهر بجمال التفاصيل الدقيقة داخل المعبد، من الأعمدة المزخرفة برسوم ملونة، إلى الممرات التي ما زالت تحتفظ بجو من الغموض والرهبة.

كل حجر يحكي قصة، وكل جدارية تخلّد مشهدًا من الطقوس أو من الحياة الملكية.

أبيدوس اليوم

لا تزال أبيدوس محط أنظار الباحثين والسياح، حيث تُجرى حفريات أثرية مستمرة تزيح الستار عن المزيد من أسرار المدينة الخالدة.

وهي واحدة من أبرز المحطات السياحية في صعيد مصر، تجمع بين التاريخ والعقيدة والأسطورة في آنٍ واحد.

أبيدوس ليست مجرد موقع أثري، بل هي سجل حي لحضارة عمرها آلاف السنين. مدينة قدّستها قلوب المصريين القدماء.

وظلت إلى يومنا هذا رمزًا للخلود والغموض، ومفتاحًا لفهم أعمق لما كانت عليه مصر القديمة من قوة وإبداع وروحانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج معبد أبيدوس أبيدوس آثار سوهاج المزيد المصریة القدیمة

إقرأ أيضاً:

موسكو ودمشق تبحثان الأمن والاتفاقيات القديمة وسط حضور عسكري روسي لافت

كشف مراسل "القاهرة الإخبارية" في موسكو، حسين مشيك، عن حضور شخصية عسكرية روسية بارزة لاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره السوري، في سابقة تُبرز الأهمية المتزايدة للملف الأمني والعسكري في العلاقات الثنائية.

موسكو تتهم كييف باتباع أساليب "إرهابية" ضد المدنيين داخل الأراضي الروسيةموسكو وبيلاروسيا تستعدان لأكبر المناورات العسكرية.. والعالم يراقب التطوراتلافروف: ملتزمون بدعم سوريا بغض النظر عن ظروفها السياسية

أكد لافروف، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، على متانة العلاقات التاريخية بين موسكو ودمشق، مشددًا على استمرار دعم روسيا للشعب السوري في مختلف المجالات، بغض النظر عن تطورات الوضع السياسي الداخلي في سوريا.

لفت لافروف إلى دعم موسكو لبقاء قوات حفظ السلام في منطقة الجولان، مشيرًا إلى أن روسيا ستطرح هذا الملف للنقاش في مجلس الأمن الدولي قريبًا، في إطار جهودها لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

الحقوق السياسية والاتفاقيات القديمة قيد المراجعة

دعا لافروف إلى حماية حقوق جميع الأقليات السورية وضمان تمثيلها العادل في المؤسسات الرسمية. كما أشار إلى وجود اتفاقيات قديمة مع النظام السوري السابق سيتم مراجعتها في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن لجنة روسية–سورية مشتركة ستُشكل قريبًا بتكليف مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع موسكو في مختلف المجالات. وعلّق على تطورات الأوضاع في محافظة السويداء، معتبراً أن ما شهدته المنطقة جاء نتيجة تحركات جماعات مسلحة خارجة عن القانون، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن التدخل الإسرائيلي أجبر قوات الأمن السوري على الانسحاب من بعض المواقع هناك.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

مقالات مشابهة

  • موسكو ودمشق تبحثان الأمن والاتفاقيات القديمة وسط حضور عسكري روسي لافت
  • تعلن وزارة الاقتصاد أن بدر الأسد صاحب الاسم التجاري البدر للسياحة تقدم بطلب تعديل نقل عنوان
  • في مؤتمر جماهيري حاشد بسوهاج لدعم العادلي.. “الجبهة الوطنية”: مصر درع الأمة
  • أسماء بنات تناسب برج الأسد
  • انطلاق المؤتمر الجماهيري لحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لدعم المرشح أحمد العادلي
  • العمل تعلن تحويل 5 آلاف مستفيد من الرعاية لحماية المواقع الأثرية
  • مصرع طفل غرقًا أثناء الاستحمام في ترعة هربًا من حرارة الجو بسوهاج
  • تغييرات جذرية مرتقبة في تشكيلة Galaxy S26.. انتهاء عصر النسخة الأساسية وPlus
  • 200 منزل .. أهالي برخيل بسوهاج: الحرائق متواصلة من شهرين
  • الدور السابع