لجريدة عمان:
2025-07-03@08:59:17 GMT

هكذا عرفتُ الصين... مُشاهدات أول طالب مغربي

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

هكذا عرفتُ الصين... مُشاهدات أول طالب مغربي

القاهرة "د.ب.ا": في كتابه "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، يحكي لنا الكاتب والطبيب المغربي الدكتور محمد خليل، عن الصين التي لا نعرفها... الناس وطقوس حياتهم اليومية... وحركة تنقلهم في الشوارع.. ومدن ومعالم كأننا نقرأ عنها للمرة الأولي، حيث سرد المؤلف فصول ومحطات رحلته بلغة تشم فيها رائحة الأماكن، وعبق التاريخ.

يقول الدكتور محمد خليل وهو يروي لنا يومياته ومشاهداته في الصين: "الملفت للنظر حين تمر بالطرقات هو اللباس الموحد للناس رجالاً ونساء كلهم يرتدون لباس "ماو" ذا لون أزرق أو رمادي، وعلى رؤوسهم قبعات من لون البدل نفسه، ويتنقل معظمهم على دراجات هوائية".

ويسرد لنا "خليل" كيف شعر بالرهبة حين زار ضريح الزعيم ماو وحين شاهد موميائه المجنطة فيقول: "يظهر الزعيم ماو محنطا، وكأنه نائم بلباسه المعروف. لا يُسمح بالوقوف أو أخذ الصور، والحقيقة أن هذه الزيارة ما زالت محفورة بذاكرتي، نظرا للرهبة التي يشعر بها المرء حين دخوله الضريح خصوصا عندما يشاهد لأول مرة إنسانا محنطاً.

ويحكي مؤلف الكتاب عن الجامع الكبير في شيان، الذي يُعد أول مسجد في الصين، شُيّد على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً على شكل قصر إمبراطوري، بناه الإمبراطور شیان رونغ من سلالة تانغ سنة 742م. في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وأهدى الإمبراطور هذا الصرح الإسلامي للتجار المسلمين الذين تزوجوا من الصينيين.

وهكذا تتنوّع الموضوعات وتتعدد الحكايات في كتاب "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، لمؤلفه الدكتور محمد خليل، الذي كان أول طالب مغربي تطأ أقدامه أرض الصين، تلك البلاد البعيدة عن عالمنا العربي.

أفكار وذكريات

الكتاب الذي صدر عن دارة السويدي بأبوظبي، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، حمل نصوصاً لافته أهّلته للفوز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، في دورتها الثانية والعشرين لعام 2024، في فرع الرحلة المعاصرة.

وقد دوّن الكاتب المغربي الدكتور محمد خليل، مشاهداته باعتباره أول طالب مغربي في الصين، وأول طبيب مغربي جمع بين الطب الغربي والطب التقليدي الصيني؛ بهدف الإجابة على الكثير من الأسئلة التي كانت تُطرح حول رحلته إلى الصين، مثل: كيف فكرت في الذهاب إلى أقصى مكان في العالم بقصد الدراسة؟ وكيف قضيت حياتك الدراسية هناك؟ وكيف كان تعامل الصينيين معك؟ وكيف كانت معيشتك في الصين؟.. ولماذا لم تكتب معايشتك لتلك الأحداث؟ وغير ذلك من الأسئلة، ومن هنا جاءت فكرة الكتاب الذي سعى فيه مؤلفه لتجميع أفكاره وسرد ذكرياته في الصين وتوثيقها في كتاب يسرد فيه المؤلف تفاصيل ما شاهده وعايشه في الصين وفي الدول المجاورة التي تمكن من زيارتها.

نبش الذاكرة

وحين بدأ الدكتور محمد خليل، في نبش ذاكرته واسترجاع ذكرياته ومشاهداته خلال فترة دراسته في الصين، ليبدأ في تدوين كتابه الذي بين أيدينا، بدأ بالنظر فيما لديه من البومات صور التقطت خلال تلك الفترة، والصور التي تحمل تواريخ التقاطها، كما قام بمراجعة الرسائل التي أرسلها لعائلته، والتي كان يقص فيها بعضاً من جوانب حياته اليومية في الغربة، لكن المدهش كما يؤكد لنا "خليل" عبر صفحات كتابه، هو أنه ما أن بدأ الكتابة في أولى صفحات كتابه، حتى بدأت مخيلته تستحضر أسماء الأماكن التي زارها والأشخاص الذين التقاهم طوال فترة إقامته في الصين، حيث استحضر مواقف ومشاهد لم يكن يتوقع أن تبقى عالقة بذاكرته.

الإصلاح والانفتاح

وتطرق الدكتور محمد خليل في كتابه "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، إلى مسيرته الدراسية في الصين، وإلى حال المجتمع الصيني آنذاك، وإلى الحالة السياسية والثقافية بالصين في ثمانينيات القرن الماضي، وبداية الإصلاح والانفتاح خلال فترة دينج شياو بينج.

وسرد المؤلف مشاهداته للأماكن التي تجول بها في الصين، والدول التي زارها أثناء العطل الدراسية، كما تناول المؤلف في كتابه فترة ما بعد الدراسة ورجوعه إلى وطنه المغرب، ثم عودته إلى الصين مُجدداً بعد اثنتي عشرة سنة من مغادرتها، وحكى للقارىء عن التغيير الكبير الذي طرأ في الصين وكان شاهدا على تفاصيله.

كما تحدث عن ارتباطه بالصين، ورئاسته لجمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وهي التجربة التي تكللت بحصوله على جائزة المساهمات المميزة للصداقة الصينية العربية، وهي الجائزة التي تسلمها من الرئيس الصيني شي جين بينج.

وبحسب المقدمة التي تصدرت صفحات الكتاب، والتي كتبها المستعرب الصيني الدكتور وانع يويونغ، فإن كتاب "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، يأتي ليكون بمثابة فيلم وثائقي يعج بتفاصيل تستعرض مسيرة الكاتب العلمية في الصين، وتتناول دقائق حياته اليومية في معهد اللغات الأجنبية تم في كلية الطب التقليدي الصيني، وتصف التغيرات الكبيرة والتطورات، التي شهدها المجتمع الصيني طوال العقود التي قضاها المؤلف في علاقته بالصين، طالبا مقيماً تارة، وتارة أخرى سائحاً متجولاً.

وهكذا كان مؤلف الكتاب الدكتور محمد خليل - الذي فاز بجائزة المساهمات المميّزة للصداقة الصينية العربية، بفضل أدواره الفعّالة في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين، وإسهاماته في تعميم الطب التقليدي الصيني في وطنه المغرب - شاهداً على التطوّرات التي مرت بها الصين منذ بداية الانفتاح في سبعينيات القرن الماضي وعلى مدار عقود تالية.

بين صينين

ووصف المؤلف الدكتور محمد خليل الفترة التي قضاها كطالب في الصين، بأنها جاءت متزامنة مع بداية مرحلة الإصلاح والانفتاح التي أعلن عنها الرئيس دينج شياو بينج، مُعتبراً رحلته أنها كانت " رحلة بين صينين غير صنوين، هما صين الأمس وصين اليوم".

وخلص "خليل" إلى ضرورة التواصل والتعايش بين بني البشر بمختلف مللهم ونحلهم وألسنتهم وألوانهم، والإيمان بشرعية الاختلاف واحترام الآخر. وكذلك ضرورة السعي المشترك لدعم التعددية والوصول لعالم أكثر انسجامًا وتقاربًا، واحترام تنوّع حضارات العالم وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومنح مزيد من الإهتمام للميراث الحضاري الإنساني، وتعزيز التبادلات، وتجاوز الحواجز بين الحضارات عن طريق تعزيز التبادل الحضاري وتجاوز صراع الحضارات.

وأورد الكتاب بعضاً من تاريخ الصين، واستحضر جانبا من رحلة الرحّالة العربي ابن بطوطة إليها، والتي دوّن تفاصيلها في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار "، و ونقل ما قاله ابن طوطة عن حرص الصينيّين عبر التاريخ على الزائر والتاجر الأجنبي، وسجّل مظاهر رعايتهم للفقراء والمساكين، واهتمام المسلمين الصينيين ودعمهم لأشقائهم من المسلمين القادمين إلى الصين من بلدان العالم العربي والإسلامي، ولفت إلى أن الصين من أكثر البلاد أمناً وأحسنها حالاً للمسافرين، وأنّ أهل الصين أعظم الأمم إحكاما للصناعات، وأشدهم إتقانا فيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدکتور محمد خلیل فی کتابه فی الصین الصین م

إقرأ أيضاً:

انتظام 64 ألف 320 طالب وطالبة لبدء امتتحان الكيمياء للشعبة العلمية والجغرافيا الشعبة الأدبية في الدقهلية

انتظم  اليوم الخميس  طلاب وطالبات الثانوية العامة بمحافظة الدقهلية والبالغ عددهم  64 ألف 320 طالب وطالبة لاداء   امتتحان الكيمياء للشعبة العلمية والجغرافيا الشعبة الأدبية   في 3 ساعات، 

وأكد المهندس محمد فؤاد الرشيدي وكيل أول وزارة تعليم الدقهلية، تجهيز 68 استراحة بكافة التجهيزات المطلوبة لاستقبال مراقبي ورؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة 2025

وكان  عقد المهندس محمد الرشيدي وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالدقهلية اجتماع مع رؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة بالدقهلية بحضور بسيوني محمد بسيوني وكيل المديرية والدكتور عصام عمارة مدير عام التعليم العام والدكتور حازم الألفي مدير عام الأنشطة والخدمات تنفيذًا لتوجيهات الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني  وتناول الاجتماع عدة نقاط خاصة بتنظيم امتحانات الثانوية العامة من أهمها:

دعم الوزارة الكامل للمديريات التعليمية لتيسير أداء المهام المكلفة بها بكفاءة

إجراءات مشدده لضمان إنتظام سير الإمتحانات وتحقيق الإنضباط

التفتيش الدقيق للطلاب قبل دخول اللجان

لا تهاون في عمليات الغش وتطبيق القانون الخاص بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات تجاه المخالف

-التاكيد علي وصول ورق الاسئله في المعاد المحدد للجان

-التاكيد علي عدم اصطحاب التليفون المحمول داخل اللجنة

وفي ختام توجيهاته أكد  الرشيدي أن الوزارة تثق ثقة كبيرة في قياداتها التعليمية وتقدم كافة سبل الدعم كي تتم امتحانات الثانوية العامة بصورة منضبطة ومؤمنة وبما يحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص لجميع الطلاب.

مقالات مشابهة

  • انتظام 64 ألف 320 طالب وطالبة لبدء امتتحان الكيمياء للشعبة العلمية والجغرافيا الشعبة الأدبية في الدقهلية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • محمد بن راشد: بلادنا في أيدي جيل يحب التعلم ويعشق القراءة
  • محمد بن راشد: نحتفي بالمشاركين في «تحدي القراءة».. ونبارك لريم الزرعوني تفوقها على 800 ألف طالب
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • تعلن محكمة بني مطر الإبتدائية أنه تقدمت اليها الاخت سعدية خليل بطلب انحصار وراثه
  • مجلس القضاء الأعلى يكلّف القاضي إبراهيم خليل الحسون عميداً للمعهد العالي للقضاء
  • رئيس الوزراء يعزِّي في وفاة الدكتور محمد باعلوي
  • محاكمة مغربي في فرنسا بتهمة قتل زوجته وشقيقتها
  • الدكتور محمد لطفي رئيساً للإذاعة المصرية