صودا البريبايوتيك.. فوائد حقيقية أم موضة صحية؟
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
يشهد سوق المشروبات الصحية توسعًا، ومن أبرزها صودا البريبايوتيك التي تُسوَّق كبديل مفيد للصودا التقليدية، بزعم دعمها لصحة الأمعاء وفقدان الوزن. لكن يبقى السؤال: هل فوائدها حقيقية أم مجرد دعاية بلا أساس علمي؟
ما صودا البريبايوتيك؟تُعد صودا البريبايوتيك من المشروبات الغازية المدعّمة بالألياف التي تُغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء، والمعروفة باسم البريبايوتيك.
وعلى عكس البروبيوتيك التي تحتوي على بكتيريا حية نافعة، فإن البريبايوتيك هي ألياف غذائية غير قابلة للهضم تعمل على تحفيز نمو هذه البكتيريا وتعزز توازن الميكروبيوم في الجهاز الهضمي.
وأشارت دراسة أُجريت في جامعة باريس ساكلاي بفرنسا عام 2022 إلى أن للبريبايوتيك تأثيرا إيجابيا على صحة المعدة، حيث تساعد في مقاومة الحموضة وتقاوم التحلل بفعل إنزيمات الجهاز الهضمي، كما تدعم عملية التخمير التي تقوم بها البكتيريا المعويّة. كما تُسهم في تنشيط نمو هذه البكتيريا، مما يعزز الصحة العامة والشعور بالرفاه.
عادة ما تحتوي هذه المشروبات على الإينولين، وهو نوع من الألياف الذائبة يُستخرج من جذور الهندباء، بالإضافة إلى مكونات طبيعية مثل مستخلصات الفواكه، النكهات النباتية، والمحلَّيات الطبيعية مثل الستيفيا، مما يجعلها خيارًا منخفض السعرات مقارنة بالصودا التقليدية المُحلاة بالسكر أو بشراب الذرة عالي الفركتوز.
بحسب أخصائية التغذية المعتمدة آمي شابيرو، في حديثها لمجلة "هيلث" الأميركية المتخصصة في صحة المرأة، فإن مشروبات الصودا التي تحتوي على البريبايوتيك تُعد خيارا صحيا بالمقارنة مع المشروبات الغازية العادية، نظرًا لاحتوائها على كمية أقل من السكر، بالإضافة إلى احتوائها على الألياف.
إعلانفعلى سبيل المثال، تحتوي العبوة الواحدة من صودا البريبايوتيك في المتوسط على نحو غرامين من الألياف و4 إلى 5 غرامات من السكر المضاف، بينما تتراوح كمية السكر المضاف في الصودا التقليدية بين 35 إلى 40 غراما. وهي كمية تقترب من الحد الأقصى الموصى به يوميا للرجال، وتفوق بكثير الحد الموصى به للنساء البالغ 25 غرامًا، وفقًا لجمعية القلب الأميركية.
ونظرًا لانخفاض كمية السكر، فإن صودا البريبايوتيك تحتوي أيضًا على سعرات حرارية أقل. فمثلًا، تحتوي عبوة من الكولا على حوالي 150 سعرة حرارية، في حين أن عبوة صودا البريبايوتيك لا تتجاوز 35 سعرة حرارية.
وتتميز هذه المشروبات كذلك بخلوّها من شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو من المحلَّيات الشائعة في الصودا التقليدية، والذي ارتبط بعدة مشكلات صحية مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة. ويرى الخبراء أن الاستغناء عنه يعد خطوة إيجابية تدعم صحة القلب وتحسين وظائف الأيض.
ما فائدة صودا البريبايوتيك؟تلعب البريبايوتيك دورا رئيسيا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث تساعد في زيادة البكتيريا النافعة ، مما يحسن الهضم، يقلل الإمساك، ويحد من اضطرابات الأمعاء مثل متلازمة القولون العصبي. كما أن صحة الأمعاء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجهاز المناعة، حيث يعزز توازن الميكروبيوم (مجموعة من الميكروبات التي تعيش بشكل طبيعي في اجسادنا منها المفيد و منها الضار )، مقاومة الالتهابات ويقوي الحاجز المعوي ضد العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم البريبايوتيك في تنظيم مستويات السكر في الدم عبر تحسين حساسية الإنسولين، كما تساعد في إدارة الوزن من خلال تعزيز الشعور بالشبع وتقليل الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.
مع ذلك، تؤكد أخصائية التغذية كامبيرلي جومر أن البريبايوتيك وحدها لا تكفي لتعويض نقص التغذية الصحية، مشيرة إلى أهمية اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف، الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة. كما أوضحت أن تناول هذه الأطعمة بانتظام يمكن أن يقلل من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الإمساك، بشكل طبيعي.
تُعد الألياف عنصرا أساسيا لصحة الجهاز الهضمي، لكنها قد تتحول إلى سلاح ذي حدين عند استهلاكها بكميات زائدة، مما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الانتفاخ، الإسهال، الغازات، وآلام البطن.
إعلانقد يسبب صودا البريبايوتيك هذه الأعراض، خاصة لمن لم يعتادوا على تناول كميات كبيرة من الألياف. وفقًا لأخصائية التغذية جوليا زومبانو من مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، فإن بعض الأشخاص لا يحصلون إلا على 10 غرامات من الألياف يوميا، لذا فإن مضاعفة الكمية فجأة قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية واضحة.
لذلك، يُنصح بزيادة استهلاك الألياف تدريجيًا، وإذا كنت تفكر في تجربة صودا البريبايوتيك، فمن الأفضل البدء بنصف علبة لمساعدة الجسم على التكيف. كما يجب على من يعانون من حساسية الجهاز الهضمي أو أمراض مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب الأمعاء توخي الحذر، إذ قد تسبب بعض مكونات البريبايوتيك اضطرابات معوية.
صودا البريبايوتيك: خيار صحي ولكن ليس بديلا كاملاتعتبر صودا البريبايوتيك بديلًا واعدًا للمشروبات الغازية التقليدية، حيث تساعد في تحسين صحة الأمعاء، دعم المناعة، والتحكم في الوزن، مع تقليل السكر والسعرات الحرارية. ومع ذلك، لا ينبغي الاعتماد عليها كمصدر أساسي للألياف، بل يجب استهلاكها باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن يحتوي على مكونات طبيعية وألياف من مصادر غذائية كاملة.
بدائل طبيعية لصودا البريبايوتيكرغم فوائد هذه المشروبات، فإن الأطعمة الكاملة تبقى الخيار الأفضل لدعم صحة الجهاز الهضمي. وفقًا لأخصائية التغذية غورمر، فإن تناول الألياف الطبيعية من مصادر نباتية يوفر فائدة أكبر من الألياف المضافة إلى الصودا.
تشمل أفضل المصادر الطبيعية للبريبايوتيك:
الفواكه: الموز، التفاح، الكرز.
الخضراوات: الهليون، الخرشوف، الثوم، الخضراوات الورقية.
البقوليات: البازلاء، الفاصوليا، فول الصويا.
الحبوب الكاملة: الشوفان، القمح الكامل.
المكسرات والبذور: بذور الكتان.
الاعتماد على هذه الأطعمة يضمن فوائد غذائية شاملة أكثر من استهلاك صودا البريبايوتيك وحدها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجهاز الهضمی حیث تساعد فی صحة الأمعاء من الألیاف الألیاف ا التی ت
إقرأ أيضاً:
5 أضرار صحية للإفراط في تناول العنب
أميرة خالد
كشف تقرير حديث نشره موقع “هيلثي” الطبي عن مجموعة من الأضرار الصحية المحتملة للإفراط في تناول العنب، رغم فوائده المعروفة كمصدر غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة.
وأشار التقرير إلى أن تناول العنب بكميات معتدلة مفيد للصحة، إلا أن الإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات، أبرزها:
اولاً زيادة الوزن: يحتوي العنب على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، مما قد يؤدي إلى زيادة في السعرات الحرارية وبالتالي زيادة الوزن، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة دون توازن غذائي.
ثانيا : ارتفاع مستوى السكر في الدم: بسبب غناه بالسكر الطبيعي، قد يتسبب العنب في رفع مستويات الجلوكوز في الدم، ما يجعله خيارًا غير مثالي لمرضى السكري عند تناوله بإفراط.
ثالثا : مشاكل في الأسنان: تُعد حموضة العنب عاملاً مضرًا بصحة الأسنان، حيث يمكن أن تُضعف مينا الأسنان وتزيد من خطر التسوس مع مرور الوقت.
رابعاً : الحساسية: قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه العنب، تشمل أعراضها الحكة، الطفح الجلدي، التورم، وقد تصل في بعض الحالات إلى صعوبة في التنفس، مما يتطلب استشارة طبية فورية.
خامساً : مشكلات كلوية: يحتوي العنب على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم والماء، وقد يُشكل تناوله بكثرة عبئًا على الكلى، خاصة لدى المصابين بأمراض كلوية مزمنة أو من يعانون من ضعف في وظائف الكلى.