في دمشق.. أجواء روحانية في قداس أحد الشعانين بكاتدرائية مار جرجس
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والرجاء، ترأس المطران مار يوسف بالي، المعاون البطريركي، صباح اليوم، القداس الإلهي احتفالًا بأحد الشعانين، وذلك في كاتدرائية مار جرجس البطريركية بدمشق، وسط حضور شعبي كبير من أبناء الطائفة، إلى جانب شمامسة وكهنة وشخصيات كنسية واجتماعية بارزة.
انطلاق زياح الشعانين التقليدي
وشهد الاحتفال انطلاق زياح الشعانين التقليدي، حيث رفع الأطفال أغصان الزيتون وسعف النخل، مردّدين التراتيل الخاصة بهذه المناسبة التي تُخلّد دخول السيد المسيح إلى أورشليم كملكٍ ومخلّص، وسط هتافات: “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب!”
وخلال عظته، شدد المطران بالي على معاني أحد الشعانين، مؤكدًا أن العيد يمثل دعوة للتواضع والرجاء، وقال: “كما دخل الرب إلى أورشليم باتضاع وسلام، هكذا يرغب أن يدخل قلوبنا لا كملك أرضي، بل كمخلّص يهب الحياة الأبدية.
ودعا إلى التحضير الروحي لأسبوع الآلام من خلال التأمل في محبة المسيح، والانفتاح على النعمة الإلهية عبر الصلاة والمصالحة.
وتخلل القداس تراتيل طقسية قدّمها جوق الكاتدرائية، ما أضفى على الأجواء طابعًا روحانيًا مميزًا، تفاعل معه الحاضرون بخشوع وفرح. واختُتم الاحتفال بزياح داخل الكنيسة، تبادل خلاله المؤمنون التهاني بهذه المناسبة المقدسة.
ويُعد أحد الشعانين من أبرز الأعياد في التقويم المسيحي، ويمهد للدخول في الأسبوع المقدس الذي تتجلى فيه أسمى معاني الفداء والمحبة الإلهية.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إقبال جماهيري كبير على مسرحية الربان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة
في الدورة 37 من مهرجان الدوحة المسرحي، ووسط إقبال جماهيري كبير، أسدل الستار على أحد أكثر العروض إثارةً للجدل والانبهار مسرحية "الربّان"، التي اجتاحت الخشبة بلغة درامية غير تقليدية، وبأداء بصري وفكري صادم خرج عن النسق السائد، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث الجوهر كذلك.
العرض، الذي كتبه الدكتور خالد الجابر وأخرجه علي ميرزا محمود، لم يكتفِ بكسر الجدار الرابع، بل حطّمه تمامًا، وحوّل الخشبة إلى بحرٍ متلاطم، دفع بالمتفرج إلى قلب العاصفة، لا كمتلقٍ سلبي، بل كراكبٍ على متن سفينة تائهة لا يملك ترف الانسحاب أو الاستسلام.
في حديثٍ أعقب العرض، أوضح الكاتب الدكتور خالد الجابر أن مسرحية "الربّان" ليست مجرد نص درامي، بل رؤية فلسفية مغلّفة بمأساة، عن مصير الجماعة في غياب القائد، مشيرًا إلى ان الإشكالية الكبرى في كتابة هذا العمل كانت تلاحقه كظل، لا تكفّ عن طرح تساؤلاتها المقلقة، من يقرر مصير الجماعة حين يسقط القائد؟ هل القوة وحدها تكفي؟ أم تُجدي الثورة؟ أم أن الحكمة وحدها من تنقذ السفينة؟ أم أن الانقسام مصير لا مفر منه؟
المسرحية لا تمنح إجابات جاهزة، بل تضع المتفرج أمام مرآة مضطربة، تعكس بحركتها الفوضوية ذات العواصف التي تضرب الخشبة. كل شخصية في العمل تجسد توجهًا أيديولوجيًا معينًا، لا كتنويع درامي فحسب، بل كمحاولة لتجسيد الصراع الداخلي في المجتمعات حين يفقد التوازن.
قاد المخرج علي ميرزا محمود العمل برؤية بصرية مشحونة بالرمز والاضطراب، حيث لم يكن هدفه تجسيد سفينة تتأرجح وسط البحر وحسب، بل ترجمة ما يدور داخل الشخصيات إلى الخارج، ليصبح المشهد المسرحي امتدادًا لقلقها الداخلي. يقول المخرج: اعتمدنا في التصميم على الانكسارات، التكرار، والصوت المتداخل، بحيث يشعر المشاهد أن الشخصيات لا تغرق في البحر، بل في أعماق ذواتها.
اختار المؤلف الدكتور خالد الجابر والمخرج علي ميرزا محمود أن يُسدل الستار على الربّان بمشهد غرق السفينة، دون تفسير أو خاتمة واضحة، دون إعلان عن من نجا أو من ابتلعته الأمواج. لم يكن الغرق نهاية سردية بقدر ما كان نهاية مفتوحة، محمّلة بالرمز. غرق السفينة جسّد انهيار المجتمعات حين تفقد بوصلتها، حين يختفي العقل وتعلو أصوات الصراع.
قال الدكتور الجابر عن هذا المشهد: الغرق ليس خاتمة... بل سؤال. كم مرة يجب أن نغرق حتى نعيد التفكير؟.. وبهذا الختام، غادر الجمهور القاعة مثقلاً بالتساؤلات. لا تصفيق عفوي، لا ابتسامات خفيفة، بل لحظات صمت وتأمل كثيف، وكأن كل متفرج خرج يبحث عن موقعه داخل تلك السفينة الغارقة.
نال العرض إعجابًا واسعًا من النقاد، الذين وصفوه بأنه تجربة "عقلية-شعورية"، تتجاوز حدود المتعة البصرية لتوقظ الفكر والحس. رأى كثيرون في الربّان عودة للمسرح إلى وظيفته الأصيلة: أن يكون ساحة للتساؤل والمساءلة، لا مجرد وسيلة للهروب. وقد أثنوا على تماسك النص، وجرأة الرؤية الإخراجية التي لم تتردد في طرح مواقف معقدة، ومشاهد تهزّ المشاهد بدل أن تريحَه.