دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي السابق، دونالد ترامب  لزيارة أوكرانيا، للاطلاع بنفسه على حجم الدمار الذي خلفته الضربات الروسية.

 هدف دعوة زيلينسكي لـ ترامب لزيارة أوكرانيا 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، إنه في خطوة تحمل أبعادا سياسية وإعلامية معقدة، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي  دونالد ترامب إلى زيارة أوكرانيا لمعاينة حجم الدمار الذي خلفته الحرب الروسية، وذلك قبل اتخاذ أي قرار أو الدخول في مفاوضات.

 

وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الدعوة ليست مجرد دعوة بروتوكولية، بل تحمل رسائل عدة موجهة إلى الداخل الأميركي والخارج الدولي، وخصوصا إلى ترامب نفسه، الذي يتبنى موقفا متحفظا تجاه الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وتابع: "لا شك أن  زيلينسكي يسعى من خلال هذه الدعوة  إلى تحويل المسألة الأوكرانية من ملف جيوسياسي  إلى قضية إنسانية مباشرة، يلمسها ترامب بنفسه من خلال زيارة ميدانية، ويريد زيلينسكي من ترامب أن يرى بعينيه المستشفيات المدمرة، الأطفال الجرحى، الكنائس المحروقة، والجنود المصابين، على أمل أن يؤدي هذا إلى تغيير في موقفه المتحفظ، وربما إلى إعادة النظر في خطة السلام التي يقترحها ترامب، والتي رفضتها كييف لافتقارها إلى ضمانات أمنية".

ووصف يونس- المشهد بأنه دخل حربا غير متكافئة مع دولة كبيرة كروسيا، واللقاء الأخير بين ترامب وزيلنسكي في البيت الأبيض أظهر مدى اشمئزاز الرئيس الأميركي لضيفه لذلك فالمراهنة من قبل كييف على  الاستجابة العاطفية وحدها قد لا تكون كافية لإعادة تموضع ترامب في الملف الأوكراني خاصة في ظل المناخ السياسي الحالي، وخصوصا مع تصاعد التوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن الدعم لأوكرانيا، فإن زيارة ترامب إلى كييف تبدو مستبعدة في المدى القريب. 

واختتم:  "من غير المرجح أن تحدث هذه الدعوة تغييرا جوهريا في موقف ترامب المعروف بسياسته "أميركا أولا"، والذي يعتبر أن دعم أوكرانيا يستنزف الخزانة الأميركية دون فائدة مباشرة، وترامب سبق أن انتقد زيلينسكي علنا، لأن  أي زيارة من هذا النوع قد تفسر بأن هناك تغير في الموقف الأميركي اتجاه الرئيس الأوكراني  والذي لا يتماشى مع صورة  ترامب وحساباته حول العلاقة مع روسيا من جهة وكيفية استعادة الأموال التي هدرت في دعم أوكرانيا في حرب عبثية بحسب تعبيره والتي كلفت الخزينة الأميركية أموال طائلة". 

 مجزرة في مدينة سومي

وأعرب الرئيس الأوكراني عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"مجزرة" ارتكبتها القوات الروسية في مدينة سومي، نتيجة هجوم بصواريخ باليستية استهدف تجمعات مدنية أثناء احتفال السكان المحليين بـ أحد الشعانين.

وقال زيلينسكي في منشور له على منصة "إكس":  "ضربة صاروخية باليستية روسية مروعة على سومي، أصابت الصواريخ الروسية شارعا عاديا في المدينة، حياة عادية: مبان سكنية، مؤسسات تعليمية، سيارات في الشارع... وهذا في يوم ذهاب الناس إلى الكنيسة - أحد الشعانين، عيد دخول الرب إلى القدس".

وأضاف الرئيس الأوكراني:  "وفقا للمعلومات الأولية، قتل وجرح عشرات المدنيين، ولا يمكن إلا للحثالة القذرة أن تتصرف بهذه الطريقة - إزهاق أرواح الناس العاديين، وأتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا وأحبائهم، وعملية الإنقاذ جارية، وجميع الخدمات اللازمة تعمل في موقع الحادث".

وشدد زيلينسكي على ضرورة الرد الدلي الحازم، قائلا: "طعلى العالم أن يرد بحزم، الولايات المتحدة، أوروبا، وكل من يريد إنهاء هذه الحرب وهذه المجازر.. روسيا تسعى إلى هذا النوع من الإرهاب تحديدا، وتطيل أمد الحرب، بدون ضغط فعلي على روسيا، يستحيل تحقيق السلام، والمحادثات لم توقف الصواريخ الباليستية ولا القنابل الجوية، وما نحتاجه هو موقف عالمي ضد روسيا يعكس طبيعتها الإرهابية، وأشكر كل من يقف إلى جانب أوكرانيا ويساعدنا في الدفاع عن الحياة".

وفي السياق نفسه، صرح وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، بأن واشنطن لا تزال تأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه شدد في الوقت نفسه على استعداد الجيش الأمريكي لتوجيه ضربات عسكرية داخل العمق الإيراني إذا فشلت المساعي السياسية.

ترامب: لا أحد سيفلت من العقاب على الاختلالات التجارية غير العادلةترامب: حان وقت اختباء الإرهابيينمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران

وجاءت تصريحات هيجسيث عقب انطلاق محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، يوم السبت، بهدف تخفيف حدة التوتر وطمأنة الغرب بشأن برنامج إيران النووي.

وفي مقابلة مع برنامج "Face the Nation" على قناة "CBS" الأمريكية، قال هيجسيث:  "الاتصالات الأولية في عمان كانت مثمرة ونعتبرها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح، لكننا لن نتردد في استخدام القوة العسكرية إذا دعت الحاجة".

كما أوضح الوزير:  "الرئيس دونالد ترامب لا يرغب في اللجوء إلى الخيار العسكري، لكننا أثبتنا قدرتنا على الذهاب بعيدا، والتوغل في العمق، وبقوة، نحن لا نريد القيام بذلك، لكن إذا اضطررنا، فسنقوم بما يلزم لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية".

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا مباحثات وصفت بأنها بناءة في مسقط، ركزت على البرنامج النووي الإيراني، وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المحادثات.

وقد أعلنت إيران أن الجولة المقبلة من المباحثات، المقررة نهاية الأسبوع المقبل، ستبقى غير مباشرة وستجرى بوساطة عمانية، مع التركيز الحصري على الملف النووي ورفع العقوبات.

أطباء البيت الأبيض يكشفون تفاصيل جديدة بشأن صحة ترامبمستشار بالأمم المتحدة: رسوم ترامب تعكس حالة من الارتباك وعدم التخطيط

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب روسيا زيلينسكى دونالد ترامب كييف المزيد الرئیس الأوکرانی الولایات المتحدة زیارة أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

خبير: "واشنطن تدعم تغيير النظام".. هل يُخطئ وادفول في قراءة المشهد الإيراني؟

أثار وادفول جدلًا جديدًا بتصريحاته حول الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث أبدى ثقته بعدم تدخل أمريكا عسكريًا، ثم أكد أن واشنطن لا تريد تغيير النظام في إيران. يرى الخبير لانج أن أوروبا تخلق خطرًا بمحاولتها فرض دور دبلوماسي دون نفوذ حقيقي. اعلان

يواجه وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول انتقادات واسعة تتعلق بمساره السياسي تجاه منطقة الشرق الأوسط. فقبل يوم واحد فقط من قيام الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية إيرانية، أكد وادفول أن واشنطن لن تتدخل عسكريًا في التوترات بين إسرائيل وإيران.

وفي إطار مبادرة دبلوماسية أوروبية لاحقة، قاد وادفول جهودًا للتوصل إلى محادثات مع إيران حول برنامجها النووي، حيث التقى يوم الجمعة الماضي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش مؤتمر في جنيف. لم تشارك كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في هذه المباحثات.

اتهم خبراء الوزير الألماني بعدم الواقعية في التعامل مع طهران، مشيرين إلى أن إيران تمارس لعبة دبلوماسية مع الجانب الأوروبي دون التزام حقيقي. كما لا تزال هناك انقسامات حادة حول فعالية الاتفاقات النووية الحالية في منع النظام من تطوير أسلحة نووية. وقد انتهت المحادثات في جنيف دون التوصل إلى أي تفاهم، وأعلنت إيران لاحقًا تعليق مشاركتها في المفاوضات.

وأثار وادفول غضبًا جديدًا يوم الاثنين خلال تصريحاته في بروكسل، قبل بدء اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي يبحث اليوم الوضع المتوتر في الشرق الأوسط على مستوى الوزراء.

ظهر يوهان واديفول أمام الكاميرات بعد اجتماع إيران غير الحاسم في جنيف يوم الجمعة.Martial Trezzini/' KEYSTONE / MARTIAL TREZZINI

وقال وادفول إن تغيير النظام في إيران ليس هدفًا للولايات المتحدة، مؤكدًا تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، التي أوضح فيها أن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران. وأضاف وادفول: "رسميًا، صرّح نائب الرئيس الأمريكي بذلك، وقد أعربت إسرائيل أيضًا عن نفس الموقف".

وتأتي هذه التصريحات متناقضة مع ما تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية حول العالم يوم الاثنين، والتي أكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب خلال مقابلة الأحد عن رغبته الصريحة في تغيير النظام الإيراني، مما أثار استغرابًا واسعًا وامتعاضًا لدى العديد من الجهات المحللة والسياسية.

قبل ساعات: تحدث ترامب عن "تغيير النظام" للمرة الأولى

وأوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تدوينات نشرها على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، أنه رغم عدم صواب استخدام مصطلح "تغيير النظام" من الناحية السياسية، إلا أنه أبدى تساؤلًا استفزازيًا بالقول: "إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على إعادة عظمة إيران، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟!!!"

لديهم القدرة على التفاوض على السلام مع إيران: بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.AP/AP

وهنا يكمن التناقض: فلأول مرة، تحدث ترامب بوضوح عن "تغيير النظام" في إيران، بل وتبنى شعار "إجعلوا إيران عظيمة مرة أخرى"، وهو خطاب يحمل دلالات أيديولوجية وسياسية عميقة.

وقد فسرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، بما في ذلك صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذلك على أنه إشارة واضحة إلى رغبة ترامب في تغيير الوضع القائم في طهران.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد تقديم دعم لجهود تغيير السلطة في إيران، ما يُعد تصعيدًا ملحوظًا في لهجة الإدارة الأمريكية تجاه النظام الإيراني.

هل يمكن أن يكون وادفول مخطئًا مرة أخرى؟

في مقابلة مع "يورونيوز"، أكد الخبير الأمني نيكو لانغ بشكل واضح: "نعم، الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد تغيير النظام في إيران".

وأوضح لانغ أن واشنطن تفضل في المقام الأول أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات وتتفق على تسوية جديدة. لكنه أشار إلى تصريحات الرئيس ترامب التي أظهرت بوضوح أنه "إذا لم تنجح الأمور مع الحكومة الحالية، فحينها يجب أن تكون هناك حكومة أخرى".

وأضاف الخبير أن الاستراتيجية المشتركة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة لا ترتكز على خيار التحرك العسكري المباشر لتغيير النظام، "لكن كلا البلدين يؤيدان تغيير النظام في إيران من خلال أدوات سياسية واقتصادية وربما دعم معارضة داخلية".

الخبير العسكري نيكو لانجNico Lange كيف تستغل إيران الأوروبيين؟

ُيشير الخبير العسكري نيكو لانغ إلى وجود مشكلة أعمق في المقاربة الحالية التي تتبناها الدول الأوروبية، وخاصةً ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ككل.

ويقول لانغ: "بغض النظر عن شخصية وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول، فإن السؤال الجوهري هو إلى أي مدى قد تشكل السياسات الأوروبية الحالية خطرًا عكسياً على مصالح كل من الولايات المتحدة وإسرائيل".

ويستطرد الخبير موضحًا أن "الأوروبيين يتصرفون وكأنهم يمارسون دبلوماسية التفاوض بالوكالة عن الأمريكيين، في حين أن الرئيس ترامب يؤكد باستمرار أنه الوحيد القادر على إبرام صفقة حقيقية مع إيران".

كما يلفت لانغ الانتباه إلى أن "الاجتماع الذي عقد في جنيف يُصوَّر من قبل الأوروبيين بطريقة مختلفة تمامًا عمّا كانت عليه مخرجاته الواقعية"، مشددًا على أن "الدول الأوروبية لا يمكنها بأي حال التحدث باسم الولايات المتحدة أو إسرائيل، وهو ما يثير التساؤلات حول جدوى وفعالية هذه الجهود المنفصلة".

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ووزير الخارجية الألماني يوهان وادفول، ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.Fabrice Coffrini/AP

وحذر نيكو لانج من أن اللاعبين الإيرانيين يتعاملون بذكاء استراتيجي مع الموقف الأوروبي، ويصف سلوك طهران بأنه "ماكر للغاية"، وشددعلى ضرورة أن يكون الأوروبيون حذرين، موضحًا: "لو كنت مكان إيران، لدرست بجدية إمكانية التلاعب بالأوروبيين ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. هناك خطر حقيقي لأن تنجح إيران في استغلال هذا الانقسام".

وأشار الخبير إلى أن الأوروبيين يمثلون شريكًا أكثر ليونة ولطفًا في الحوار مع إيران، ولفترة طويلة اعتمدوا سياسة ناعمة لم تحقق أي نتائج ملموسة. ويضيف: "إيران تستغل تمامًا رغبة الأوروبيين في الاعتراف بهم كقوة دبلوماسية مؤثرة، بينما في الحقيقة، لا تمتلك هذه الدول الوسائل اللازمة لتحقيق أي تأثير حقيقي على الأرض".

وأكد لانغ أن "الضغط الحقيقي والتأثير الفعلي يقعان على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس لدى ألمانيا أو فرنسا أو الاتحاد الأوروبي عمومًا أدوات للعب دور فاعل في هذا الملف".

وحذر في الوقت نفسه من أن "استمرار الأوروبيين في السماح باستغلالهم من قبل إيران قد يتحول إلى خطر مشترك يهدد الجميع".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب يدعو لإلغاء جميع القضايا بحق نتنياهو
  • ترامب يدعو بوتين لإنهاء الحرب ويتحدث عن تزويد أوكرانيا بمنظومات باتريوت
  • الرئيس الروسي يتواصل هاتفيا مع نظيره البيلاروسي
  • مصر تُرحّب بإعلان الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • عاجل | الديوان الأميري القطري: أمير قطر تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي يؤكد تضامنه وإدانته للهجوم على قاعدة العديد
  • وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق هرمز
  • ترامب يصف الرد الإيراني على القصف الأميركي بـ"الضعيف جدًا" ويشكر طهران على الإخطار المسبق
  • ترامب ينتقد دعوة الرئيس الروسي السابق بإرسال سلاح نووي لإيران من دولة ما
  • رئيس الأركان الإيراني يتوعد بـ"رد حازم" على "الخطأ الأميركي"
  • خبير: "واشنطن تدعم تغيير النظام".. هل يُخطئ وادفول في قراءة المشهد الإيراني؟