ظهور زعيم طالبان باكستان بعد مزاعم باغتياله
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
ظهر زعيم حركة طالبان باكستان نور والي محسود في تسجيل مصور اليوم الخميس ليثبت أنه لا يزال على قيد الحياة، وذلك بعد أسبوع من محاولة كانت تهدف -فيما يبدو- لاغتياله بغارة جوية في أفغانستان، وأشعل هذا فتيل أخطر اشتباكات بين الجارتين منذ عقود.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولي أمن باكستانيين، قولهم: أصابت الضربة الجوية في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي سيارة "تويوتا لاند كروزر" مدرعة يُعتقد أنها كانت تقل محسود في العاصمة الأفغانية كابل.
وقال محسود في المقطع المصور إنه سجله لدحض التقارير التي تحدثت عن مقتله، مضيفا أن "الجهاد يجلب للأمم الحرية والكرامة، وإلا فإنهم يظلون عبيدا".
اشتباكات واتفاق
وكانت الاشتباكات قد اندلعت قبل نحو أسبوع، على خلفية هجمات وتفجيرات شهدتها أفغانستان، بينها اثنتان في كابل، وقد اتهمت إسلام آباد بالضلوع فيها.
وردت الحكومة الأفغانية السبت الماضي بهجمات على عدة مواقع باكستانية عبر الحدود الجنوبية، وهذا دفع باكستان إلى التهديد برد قوي، وتصعيد الوضع العسكري على طول الحدود.
وتتهم باكستان جارتها أفغانستان بإيواء مجموعات مسلحة بقيادة طالبان الباكستانية، وهو ما تنفيه كابل بشدة.
وشددت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على ضرورة احتواء التصعيد العسكري، والعمل على حلول دبلوماسية طويلة الأمد، مطالبة الطرفين بضمان حماية المدنيين والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تجدد المواجهات.
وقد عاد الهدوء إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان اليوم الخميس إثر التزام البلدين بوقف لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه الليلة الماضية، بعد أيام من مواجهات دامية خلّفت عشرات القتلى والمصابين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
زعيم تيغراي غيتاتشو رضا.. من الاتهام إلى التحالف مع آبي أحمد
في حوار مطوّل مع برنامج "وجها لوجه" على قناة الجزيرة الإنجليزية، واجه الصحفي مهدي حسن السياسي البارز في إقليم تيغراي، غيتاتشو رضا، بأسئلة صعبة حول تحالفه الأخير مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بعد أن كان أحد أبرز معارضيه خلال الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
كان غيتاتشو رضا، الذي شغل منصب المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي خلال الحرب، ثم تولى رئاسة الحكومة المؤقتة للإقليم، من أشد المنتقدين لآبي أحمد، بل اتهمه في السابق بارتكاب "إبادة جماعية" بحق سكان تيغراي.
ومع ذلك، وبعد خلافات داخلية واتهامات بالفساد ضد قيادة الجبهة، وجد نفسه خارج صفوفها لينضم إلى الحكومة الفدرالية التي كان يصفها بـ"المجرمة".
واليوم، يشغل رضا منصب مستشار لرئيس الوزراء لشؤون شرق أفريقيا، في خطوة يعتبرها "ضرورة سياسية لحماية مصالح شعب تيغراي"، رغم الانتقادات التي تصفه بـ"الخيانة".
أكد رضا في الحوار، أن "جرائم حرب وإبادة جماعية ارتُكبت في تيغراي"، لكنه تجنّب تحميل المسؤولية المباشرة لآبي أحمد، مكتفيا بالقول إن "الحرب قادها رئيس الوزراء نفسه".
وقد أثار هذا الموقف تساؤلات حول مدى التزامه بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، خاصة وأن اتفاق بريتوريا للسلام عام 2022 لم يحقق وعوده بالعدالة للضحايا.
من جهة أخرى، اعترف رضا بأن قوات تيغراي ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين، بعد أن كان ينفي ذلك سابقا، قائلا إنه "مستعد لتحمل نصيبه من المسؤولية".
وكان أحد أبرز تصريحات رضا كشفه عن تحقيق داخلي يتهم أكثر من 200 من قيادات وأعضاء الجبهة بارتكاب جرائم، بينها الاتجار بالبشر وتهريب الذهب والسلاح.
إعلانلكنه أقر بأنه "تسامح" مع هذه الانتهاكات لفترة حفاظا على وحدة الجبهة، قبل أن يقرر فضحها لاحقا، وهو ما زاد من حدة الاتهامات ضده بالانتقائية.
كما تطرق الحوار إلى التوتر المتصاعد بين إثيوبيا وإريتريا، وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة بسبب ملف الوصول إلى البحر الأحمر.
وقد حاول رضا التخفيف من هذه المخاوف، معتبرا أن "الحرب ليست حتمية"، لكن خبراء شاركوا في النقاش حذروا من أن الخطاب الرسمي في أديس أبابا يوحي بالاستعداد لمواجهة عسكرية.
صورة متناقضةبين دعواته السابقة لتعبئة شباب تيغراي في الحرب، وظهوره اليوم كحليف لرئيس الوزراء الذي اتهمه بارتكاب جرائم ضد شعبه، يقدم غيتاتشو رضا صورة متناقضة تثير جدلا واسعا داخل تيغراي وخارجها.
البعض يرى في خطوته "براغماتية سياسية" قد تفتح بابا لإصلاح النظام، فيما يعتبرها آخرون "انهيارا أخلاقيا" يضاعف جراح الضحايا.