رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة فرصة فريدة لحشد الدعم
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة المقرر عقده قريبًا في القاهرة هو أمر ضروري لحشد الدعم لإعادة الإعمار، كما أن المؤتمر الدولي رفيع المستوى في يونيو، الذي ترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية، يُمثل فرصة فريدة لاتخاذ خطوات جماعية وفردية عاجلة لإنقاذ حل الدولتين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن ذلك جاء خلال كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال مؤتمر صحفي مع مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط دوبرافكا شوشيتشا، بعد انتهاء الحوار الأوروبي الفلسطيني الأول عالي المستوى، اليوم الاثنين، في لوكسمبورغ، الذي حضره وزراء خارجية 27 دولة عضوا في الاتحاد.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "لطالما ناصرت أوروبا حل الدولتين، واليوم يجب أن يُترجم ذلك إلى خطوات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، ونشكر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين، وندعو الآخرين إلى أن يحذوا حذوها، فلا يمكن لدولتين أن توجدا إذا استمرت إحداهما في احتلال الأخرى".
وأضاف: " إن المحاولات المستمرة من إسرائيل لإضعاف السلطة الفلسطينية ماليًا أو سياسيًا أو غير ذلك لا تُهددنا نحن فحسب، بل تُهدد الاستقرار الإقليمي ككل، وأيضا وكالة الأونروا تعد شريان حياة للشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة".
وتابع: "في غزة، قتلت إسرائيل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتحولت أحياء في قطاع غزة بأكملها إلى أنقاض، وفي الضفة الغربية، تتسارع وتيرة النزوح الجماعي والاستيلاء على الأراضي، وما نشهده ليس مجرد حرب، بل محاولة لمحو شعب وقضية".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "لم نأتِ إلى هنا لإلقاء اللوم، بل للمطالبة بالوضوح بأنه لا سلاما دائما دون محاسبة، ويجب محاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة في غزة، وعلى انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي في كل من غزة والضفة الغربية، فالصمت أو التأخير لا يؤدي إلا إلى الإفلات من العقاب".
وأضاف: "لم نأتِ إلى هنا اليوم للحديث عن المأساة فحسب، بل للعمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار، ليس كمطلب سياسي، بل كمسألة حياة أو موت، حيث يجب إنقاذ الأرواح، ويجب أن تتدفق المساعدات".
وأشار إلى أنه تم النقاش للحاجة الملحة لإعادة إعمار غزة، حيث تقدم خطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية، وحظيت بدعم الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي مسارًا واضحًا لإعادة إعمار غزة دون اقتلاع سكانها.
وشدد على أن "أول حوار سياسي عالي المستوى اليوم هو أكثر من مجرد اجتماع، ولتأكيد التزامنا ليس فقط بالسلام والإصلاح، بل لبناء شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، في إطار الميثاق الجديد من أجل المتوسط، وللنهوض ببرنامج الاتحاد الأوروبي للتعافي والصمود".
وبحث رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال الاجتماع، أهمية إنجاز اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي على غرار التي عقدت مع شركاء آخرين.
وشدد على أن "إسرائيل تحاول تغيير ديموغرافيتنا من خلال التهجير القسري، وتستولي على الأراضي من خلال الضم، حيث منذ أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل أكثر من 50 ألف فلسطيني في غزة، وشردت قسراً 50 ألف آخرين في الضفة الغربية منذ فبراير 2025، وفي غزة وفي العديد من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع متطلبات الحياة".
وأكد على أنه يجب وقف إطلاق النار بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2735، لإنقاذ الأرواح، وإيصال المساعدات الإنسانية الى الشعب الفلسطيني في غزة، وبدء تنفيذ خطة الإعمار، وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من تحمل المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة بعد فترة انتقالية.
ودعا محمد مصطفى الإتحاد الأوروبي إلى بذل كل جهد ممكن لتحويل مسار الصراع من سفك الدماء إلى وقف إطلاق النار، ومن الدمار إلى إعادة الإعمار، ومن الاحتلال إلى الحرية، ومن الحرب إلى السلام.
وكان الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية قد أعلن، في وقت سابق، أن مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار في غزة سيكون مهما للغاية، ولن يركز على إعادة الإعمار فقط، بل سيركز على التعافي المبكر بما يمكن الشعب الفلسطيني من البقاء على أرضه.
وأضاف عبد العاطي، خلال كلمته عقب اجتماع مجموعة الاتصال العربية الإسلامية حول غزة، : «المؤتمر سيشهد مشاركة كبيرة من كل الأطراف المعنية بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني والشركات من مختلف دول العالم للمساهمة في هذا الحدث شديد الأهمية الذي يستهدف تنفيذ الخطة الخاصة بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة والتعامل مع مسائل أخرى».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القاهرة إعادة الإعمار رئيس الوزراء الفلسطيني رئیس الوزراء الفلسطینی الاتحاد الأوروبی إعادة الإعمار إعادة إعمار فی غزة
إقرأ أيضاً:
لا مبرر للاحتلال.. الاتحاد الأوروبي يدين استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة
أدان الاتحاد الأوروبي مقتل ستة صحفيين في غارة إسرائيلية على قطاع غزة، بحسب ما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كلاس .
وقالت كايا كلاس بعد أن ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الحرب في محادثات افتراضية: "يدين الاتحاد الأوروبي مقتل خمسة صحفيين من قناة الجزيرة في غارة جوية (عسكرية إسرائيلية) خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بما في ذلك مراسل الجزيرة أنس الشريف".
واتهم بيان عسكري إسرائيلي الشريف بتزعم "خلية إرهابية" تابعة لحماس و"المسؤولية عن إطلاق هجمات صاروخية" ضد الإسرائيليين.
وقالت كلاس إن الاتحاد الأوروبي أخذ علماً بادعاء إسرائيل، "ولكن هناك حاجة في هذه الحالات إلى تقديم أدلة واضحة، مع احترام سيادة القانون، لتجنب استهداف الصحفيين".
ويواجه الاتحاد الذي يضم 27 دولة صعوبة في اتخاذ إجراء بشأن الصراع في غزة بسبب انقسامه بين مؤيدين متعصبين لإسرائيل والذين يدافعون عن الفلسطينيين.
توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق الشهر الماضي لزيادة وصول المساعدات إلى غزة، لكن كبار المسؤولين قالوا إن الاتفاق لم يتم تنفيذه إلا جزئيا.
ودعت كلاس إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وقالت “رغم تزايد المساعدات الواردة، لا تزال الاحتياجات أكبر بكثير. نحث إسرائيل على السماح بدخول المزيد من الشاحنات وتوزيع المساعدات بشكل أفضل”.
أضافت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الحرب في غزة أصبحت أكثر خطورة كل ساعة، وأضافت أن الحرب ليست هي الحل : "لو كان الحل العسكري ممكنا، لكانت الحرب قد انتهت بالفعل".
وأضافت أن أولويات الاتحاد الأوروبي تظل تقديم الدعم الإنساني، بما في ذلك تمكين المنظمات غير الحكومية من الوصول، مع وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وتدفقت الإدانات من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإعلام يوم الاثنين بعد أن أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل فريق إخباري في غزة ، فيما نعى الفلسطينيون الصحفيين.
ووقف العشرات من سكان غزة وسط المباني التي تعرضت للقصف في ساحة مستشفى الشفاء في مدينة غزة لتقديم واجب العزاء في أنس الشريف، البالغ من العمر 28 عاما، وأربعة من زملائه الذين قتلوا يوم الأحد.
وقال مدير المستشفى محمد أبو سلمية إن صحفيا سادساً، وهو المراسل المستقل محمد الخالدي، قتل في الغارة التي استهدفت فريق الجزيرة.
وحمل المشيعون، بمن فيهم رجال يرتدون سترات الصحفيين الزرقاء، جثث الضحايا ملفوفة بأكفان بيضاء مع وجوه مكشوفة، عبر الأزقة الضيقة إلى قبورهم.
وكان الشريف واحدا من أبرز الصحفيين العاملين على الأرض في غزة، حيث كان يقدم تقارير يومية عن الحرب المستمرة منذ 22 شهرا.
وأدانت جماعات حرية الإعلام الهجوم الإسرائيلي على الصحفيين، والذي وصفته وكالة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنه "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي".
ونشرت رسالة كتبها الشريف بعد وفاته (وهو الذي كتبها في أبريل الماضي على الإنترنت) قال فيها إنه إذا تم إسكاته فيجب على الناس عدم السكوت و"عدم نسيان غزة".
وتقول منظمة مراسلون بلا حدود إن نحو 200 صحفي قتلوا في الحرب منذ أكتوبر 2023.