شاهد.. جدار من الرمل يضرب خنشلة الجزائرية ويُربك موسم الفلاحين
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
ضربت عاصفة رملية ضخمة منطقة النمامشة جنوب ولاية خنشلة شرقي الجزائر أمس الاثنين، متسببة في خسائر فادحة في الحقول الزراعية، وحالة من الذعر بين المزارعين الذين هرعوا لمغادرة الأراضي قبل وصول موجات الغبار الكثيف.
مشهد رهيب لحظة دخول العاصفة الغبارية صحراء النمامشة جنوب ولاية خنشلة #الجزائر ????????????
14-4-2025
سبحان ربي العظيم و بحمده
Algeria ????????- Namacha desert pic.
— طقس_العالم ⚡️ (@Arab_Storms) April 15, 2025
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة توثّق لحظة زحف "جدار رملي" هائل على المنطقة الزراعية، إذ أظهرت المقاطع سحبا كثيفة من الغبار تتحرك بسرعة مذهلة نحو الحقول، مخلفة وراءها رمالا غطت المنطقة بالكامل، وخلّفت انعداما شبه كلي في الرؤية.
هنا ايضا مشهد من العاصفة الغبارية الحمراء التي ضربت منطقة جنوب ولاية خنشلة في #الجزائر تحديدا صحراء النمامشة ????????????
14-4-2025
Algeria ???????? pic.twitter.com/Q3mrAlXWyZ
— طقس_العالم ⚡️ (@Arab_Storms) April 15, 2025
خبراء الأرصاد يطلقون على هذه الظاهرة النادرة اسم "العاصفة الجدارية الرملية"، وهي نوع من العواصف التي تتشكل فيها جدران ضخمة من الرمال نتيجة الرياح القوية والمفاجئة، وتشكل تهديدا على الصحة العامة، لاسيما من حيث تأثيرها على الجهاز التنفسي، فضلا عن أضرارها المادية.
إعلانوأفادت مصادر إعلامية محلية بأن العاصفة تسببت في تلف محاصيل واسعة من الخضر والفواكه، خصوصا المزروعات التي كانت في مرحلة الإزهار أو بداية النضج، كما اقتُلعت العديد من الأشجار الصغيرة بفعل شدة الرياح.
وتعرضت قنوات الري للردم، مما أدى إلى خنق جذور النباتات بفعل تراكم الرمال، في حين سُجلت حالات نفوق لبعض رؤوس الماشية جراء الاختناق بالغبار الكثيف.
وإلى جانب الأضرار الطبيعية، توقفت أعمال الفلاحة في عدد من المناطق بعد تضرر المعدات الزراعية من الرمال المتنقلة، مما يزيد من التحديات التي تواجهها هذه الشريحة الحيوية من المجتمع في ذروة الموسم الزراعي.
وفي ظل استمرار تقلبات الطقس، أطلقت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية تحذيرات جديدة بشأن احتمال تسجيل عواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة خلال الأيام المقبلة، مما يُنذر بتفاقم الأوضاع في المناطق الزراعية المتضررة.
ودعت السلطات السكان والفلاحين إلى توخي الحيطة والحذر، وتفادي العمل في الحقول خلال الفترات التي يُتوقع فيها هبوب رياح قوية أو ظهور اضطرابات جوية، مؤكدة أنها تتابع التطورات عن كثب لتقديم الدعم اللازم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف يتم تسمية العواصف؟ من أبيجيل إلى برام بين البشر والحيوانات
شهدت المملكة المتحدة قبل 10سنوات نقطة تحول في تاريخ رصد العواصف، حين ضربت العاصفة «أبيجيل» شمال غرب اسكتلندا بين 12 و13 نوفمبر عام 2015، مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى 135 كيلومترا في الساعة.
ومنذ ذلك الحين، تغير نظام تسمية العواصف والطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع التحذيرات الجوية.
من «عاصفة يوم بيرنز» إلى «العاصفة فلوريس»قبل اعتماد نظام الأسماء، كانت العواصف تعرف عادة باليوم الذي وقعت فيه، مثل «عاصفة يوم بيرنز» عام 1990 أو «عاصفة سانت جود» عام 2013.
لكن تخصيص اسم مميز لكل عاصفة أثبت فعاليته في جعل التحذيرات أكثر وضوحا وتفاعلا لدى الجمهور.
يقول ويل لانج، كبير خبراء الأرصاد الجوية في المكتب البريطاني: "تسمية العواصف ليست مجرد تصنيف، بل وسيلة لحماية الأرواح والممتلكات من خلال تسهيل التعرف على التحذيرات ومتابعتها."
وبحسب بيانات المكتب، فإن تسمية العواصف رفعت مستوى الوعي الشعبي، إذ أظهرت الإحصاءات أن 93% من سكان المناطق المتأثرة بالعاصفة «فلوريس» عام 2025 كانوا على دراية بتحذيرات الطقس قبل وقوعها.
متى وكيف تُسمى العواصف؟تطلق الأسماء على العواصف وفقا لتأثيرها المتوقع، وليس فقط بناءا على سرعة الرياح.
ويتم تحديد الاسم بعد دراسة حجم الأضرار المحتملة ومدى الاضطراب الذي قد تسببه، وغالبا ما يصاحب ذلك تحذيرات صفراء أو حمراء بحسب شدة الحالة الجوية.
حيث كانت العواصف «بيرت» و«داراغ» (2024) و«بابيت» (2023) معروفة بفيضاناتها الغزيرة، بينما تميزت العاصفة ديزموند (2015) بتسجيلها أعلى معدل لهطول الأمطار اليومية بواقع 267 ملم في يوم واحد.
وفي عام 2022، صدرت تحذيرات حمراء نادرة بسبب العاصفة يونيس، التي وصفت بأنها أعنف عاصفة تضرب إنجلترا وويلز منذ 2014.
اختيار الأسماء بين الأشخاص والحيواناتتبدأ قوائم الأسماء الجديدة من الحرف A وتنتهي بـ W، ويتم الإعلان عنها كل شهر سبتمبر إيذانا ببداية موسم جديد.
كما يمكن أن تأتي الأسماء من اقتراحات عامة الناس أو تُستلهم من شخصيات تاريخية وحيوانات أليفة.
فالعاصفة «برام» سميت تيمنا بالكاتب برام ستوكر مؤلف رواية دراكولا.
وتحتفظ العواصف بأسمائها التي أطلقتها وكالات أرصاد أخرى حول العالم مثل العاصفة «أوفيليا» (2017)
وايضا العاصفة «هيرمينيا» (2025) التى اجتاحت المملكة المتحدة قادمة من إسبانيا.
أما أول عاصفة ضمن قائمة هذا الموسم، فكانت «آمي» في أكتوبر، تلتها «بنيامين» المسماة من قبل هيئة الأرصاد الفرنسية.
هل لتغير المناخ دور في تزايد العواصف؟رغم التغيرات المناخية الملحوظة، لا يوجد حتى الآن دليل علمي قاطع على أن عدد العواصف أو شدتها يتزايد لكن العلماء يُجمعون على أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيزيد من حدة تأثيرات العواصف الساحلية في المستقبل.
ويؤكد خبراء الأرصاد أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى طقس أكثر تطرفا، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد غزارة الأمطار وخطر الفيضانات.
العواصف بأسماء ووعي بحياة الناسمن «أبيجيل» إلى «برام»، لم تعد العواصف مجرد ظواهر جوية عابرة، بل رسائل تحذيرية بأسماء مألوفة تسهم في حماية المجتمعات من الأخطار فالأسماء لم تعد مجرد تفاصيل لغوية، بل أدوات تواصل وإنذار تجمع بين العلم والإعلام، وتذكرنا بأن الوعي هو أول خطوط الدفاع أمام الطبيعة.