Copilot.. كل ما تحتاج معرفته عن أدوات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
احتفالًا بـ50 عامًا من الابتكار، تتصدر مايكروسوفت الآن سباق الذكاء الاصطناعي، وتقدم "Copilot" كمساعد رقمي ذكي مدمج في جميع تطبيقاتها.
ما هو Microsoft Copilot؟"كوبيلوت" هو الاسم الذي أطلقته مايكروسوفت على مجموعة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمضمنة عبر نظامها البيئي، بدءًا من Windows 11 وEdge وBing، وصولًا إلى Microsoft 365، وGitHub، وأدوات الأمان، وحتى تطبيقات الهواتف الذكية.
بفضل شراكتها الاستراتيجية مع OpenAI، تم تزويد Copilot بنماذج لغوية قوية مثل GPT-4o وDALL·E 3، بالإضافة إلى نموذج Prometheus المطوّر داخليًا لدى مايكروسوفت.
في Windows 11، يظهر "كوبيلوت" كمساعد جانبي في شريط المهام، يتيح للمستخدم تنفيذ أوامر مثل تغيير الإعدادات، البحث عن الملفات، أو تفريغ سلة المهملات. أما في Edge، فيساعد في تلخيص المقالات ومقارنة المنتجات أثناء التصفح.
أما داخل Microsoft 365، فيعمل كأداة إنتاجية ذكية، ففي Word يصيغ النصوص ويعدلها ويقوم بتلخيصها، وفي برنامج Excel ينشئ الصيغ، يحلل البيانات، ويرسم المخططات.
اما في PowerPoint فيصنع عروضًا تقديمية انطلاقًا من ملفات نصية أو أوامر صوتية.
كما يستخدم كوبيلوت في Outlook حيث يكتب رسائل البريد الإلكتروني ويختصر المحادثات، كما يستخدم ايضًا في برنامج Teams حيث يلخص الاجتماعات ويوفر سياق المحادثات.
الفرق بين Copilot وباقي روبوتات الذكاء الاصطناعيعلى غرار ChatGPT وGemini من غوغل، يعد "كوبيلوت" روبوت دردشة ذكي. ولكن ما يميّزه هو تكامله العميق داخل التطبيقات، إذ يتفاعل مباشرة مع بيانات المستخدم ومحتواه، ما يقلل من الخطوات ويزيد من الكفاءة.
بالمقارنة، روبوتات مثل ChatGPT وClaude تعمل بشكل منفصل عن تطبيقات الإنتاجية، ما يجعل "Copilot" أكثر تكاملاً لمن يستخدم بيئة مايكروسوفت.
ماذا عن الخصوصية؟ هل يجب أن نقلق؟يشير الدكتور أشيك خضابخش، أستاذ هندسة البرمجيات في معهد روتشستر للتكنولوجيا، إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي ليست بطبيعتها انتهاكية، إذ تم تطوير العديد منها وفقًا لمبادئ "الخصوصية حسب التصميم".
ومع ذلك، يحذر من مخاطر "تسرب البيانات" بين الأنظمة المختلفة، ويشدد على أهمية أن يكون المستخدم واعيًا لما يوافق عليه عند تحميل التطبيقات أو تفعيل المزايا.
خاصية "Recall": الخطوة المثيرة للجدلواحدة من أكثر مزايا "Copilot" إثارة للجدل كانت ميزة Recall، التي تلتقط صورًا (snapshots) للشاشة لمساعدتك في استرجاع ما شاهدته لاحقًا.
رغم أن الميزة تعمل محليًا على الجهاز ولا تُرسل أي بيانات لمايكروسوفت، إلا أن المخاوف من "الرقابة الرقمية" دفعت الشركة إلى سحبها مؤقتًا، على أن تبدأ بإعادة إطلاقها تدريجيًا في نسخة المعاينة.
مزايا وتحديثات جديدة في 2024أعلنت مايكروسوفت مؤخرًا عن مزايا جديدة تشمل، تتبع أسعار المنتجات في الوقت الفعلي للمستخدمين في الولايات المتحدة.
بالاضافة إلى تكامل "كوبيلوت" مع تطبيقات الدردشة مثل WhatsApp وTelegram وViber علاةى على تحديث النموذج إلى OpenAI o3-mini.
علاوة على ودود ميزة Copilot Vision لتحليل الصور على الهاتف مباشرة.
هل تستحق "Copilot" التجربة؟يمثل "كوبيلوت" نقلة نوعية في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي داخل التطبيقات اليومية. فهو لا يهدف فقط إلى تسريع العمل، بل يخفف من أعباء المهام الروتينية، ويمنح المستخدم تجربة إنتاجية أكثر سلاسة.
ورغم أن الأداة ليست مثالية وقد تقع في "الهلوسة" أحيانًا، إلا أنها من أفضل مساعدي الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليًا، خاصةً إذا كنت تعمل ضمن بيئة مايكروسوفت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.
إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.
تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».
انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.
طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».
أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!
حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».
ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».
لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».
الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.
كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.
وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.
في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.