كيف قلبت الصين موازين الحرب التجارية؟
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
19 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لم تعد المواجهة مقتصرة على الرسوم الجمركية والبيانات الرسمية، بل امتدت لتغزو هواتف الأمريكيين عبر تطبيقات مثل تيك توك، حيث يروج موردون صينيون لمنتجاتهم بأسعار “مُغرية”، مطالبين المستهلك الأمريكي بالتحايل على قرارات رئيسه، كما أصبحت المعادن النادرة ورقة رابحة جديدة في يد الحكومة الصينية.
وظهر أحد الموردين، المعروف باسم وانغ سين، في مقطع فيديو يقف أمام أكوام من حقائب “بيركين” الفاخرة، مدّعيًا أنه المصنع الأصلي لهذه العلامات التجارية العالمية.
قال ببساطة: “لماذا لا تتواصلون معنا وتشترون منا مباشرة؟”، لكن الفيديو اختفى لاحقًا من تيك توك، ربما بسبب مخالفته للسياسات أو لتضليله.
إلى جانب هذه المقاطع، صعد تطبيق DHgate -المعروف ببيع السلع المقلدة- إلى المرتبة الثانية في متجر أبل الأمريكي، في حين حل تطبيق Taobao الصيني في المرتبة السابعة، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلك الأمريكي بالتسوق من الصين مباشرة، رغم القيود والرسوم الجمركية المفروضة.
وخلف هذه المشاهد، يكمن واقع آخر: العديد من هذه المنتجات قد تكون مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات، خصوصًا أن العلامات التجارية الكبرى مثل Lululemon نفت أي علاقة لها بالمصانع التي تظهر في هذه المقاطع، وأكدت أنها لا تتعامل مع الموردين المذكورين.
وبحسب تقرير لـ”سي إن إن” شكك الخبراء في صدق هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن المصنعين الرسميين يخضعون لاتفاقيات عدم الإفصاح ولا يمكنهم البيع مباشرة.
ورغم ذلك، تبدو الرسالة واضحة: السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية تصل إلى 145 بالمئة، لا تعزل الصين بقدر ما تضغط على المستهلك الأمريكي نفسه، الذي يجد نفسه إما مضطرًا لدفع المزيد، أو التوجه نحو أسواق “الظل” المليئة بالمجهول والمقلد.
لكن الرد الصيني لم يتوقف عند حدود التجارة الإلكترونية، بل اتخذ منعطفًا استراتيجيًا أكثر خطورة، في خطوة وُصفت بأنها “موجعة”، أعلنت بكين عن فرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة – وهي عناصر ضرورية لصناعة الإلكترونيات، ومحركات السيارات الكهربائية، والطائرات، وحتى المعدات العسكرية.
هذه المعادن – وعددها 17 عنصراً مثل النيوديميوم والإيتريوم – تُعد شريانًا حيويًا لصناعات التقنية الفائقة، ومع أن بعضها موجود في الولايات المتحدة، فإن عملية استخراجه وتنقيته باهظة التكلفة ومعقدة بيئيًا، ما جعل أمريكا تعتمد بشكل شبه كلي على الصين، التي تسيطر على ما يصل إلى 80% من السوق العالمي لهذه المعادن.
ردًا على هذا الضغط، وجّه ترامب وزارة التجارة للبحث عن حلول لتقليل الاعتماد على بكين، لكن بحسب المراقبين، فإن تعويض هذا النقص ليس بالأمر السهل، وقد يستغرق سنوات، ويكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرًا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن التوصل لاتفاق مبدئي مع الصين
11 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، “التوصل لاتفاق مبدئي مع الصين، سيتم بموجبه استيراد المعادن النادرة من بكين”.
وقال ترامب إن “الاتفاق مع الصين يشمل وضع الطلاب الصينيين في الجامعات الأمريكية”، مؤكدا أن بلاده ستحصل على رسوم جمركية إجمالية تبلغ 55%، فيما تحصل الصين على 10%.
واتفقت الصين وأمريكا، أخيرا، على إلغاء الرسوم الجمركية على سلع كل منهما بشكل جذري، لفترة أولية مدتها 90 يوما، في إنجاز مفاجئ عزز الأسواق العالمية.
وبموجب الاتفاق، ستخفض أمريكا مؤقتا تعريفاتها الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، في حين ستخفض الصين رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%، بحسب البيان المشترك.
وأعلنت الحكومتان في بيان مشترك، التزامهما باتخاذ هذه الخطوات بحلول 14 مايو/ أيار 2025، إدراكًا لأهمية العلاقات الاقتصادية الثنائية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وسعيًا نحو إقامة علاقة طويلة الأمد ومستدامة تعود بالنفع المتبادل، وفقا لبيان من البيت الأبيض.
ويأتي هذا الإعلان، بعد عطلة نهاية أسبوع من مفاوضات تجارية ماراثونية في جنيف، سويسرا، بين مسؤولين من أكبر اقتصاديين في العالم، أشاد خلالها الجانبان بـ”تقدم ملموس”.
كما اتفق الطرفان الصيني والأمريكي على إنشاء آلية لمواصلة المحادثات الاقتصادية والتجارية، إذ سيمثل الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة، هي ليفنغ، فيما سيمثل الجانب الأمريكي كل من وزير الخزانة، سكوت بيسنت، والممثل التجاري، جيميسون جرير.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts