بروح وطنية وعقلية منفتحة... طلاب قناة السويس يعبرون حدود التأثير المحلي
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت جامعة قناة السويس خلال الأسبوع الماضي زخماً طلابياً لافتاً، حمل توقيع أسرة "طلاب من أجل مصر"، التي نجحت في تقديم نموذج طلابي متقدّم، يتجاوز حدود الأنشطة الروتينية إلى دور حقيقي في دعم القضايا المجتمعية والثقافية والدولية، بروح شبابية قيادية تُعبّر عن وعي الجيل الجديد.
وأشاد الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، بما قدمته الأسرة من أداء نوعي، واصفاً إياها بـ"النموذج الذي يُحتذى به في العمل الطلابي الفاعل". كما عبّر الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، عن فخره بمستوى المشاركة والتمثيل، مؤكداً أن الأنشطة الطلابية أصبحت انعكاساً حقيقياً لقيم الانفتاح والحوار والريادة المجتمعية.
حوار حضاري يتجاوز الحدود
وفي نقلة نوعية على الصعيد الدولي، شاركت أسرة "طلاب من أجل مصر" في تنظيم ورعاية المؤتمر الرابع للحوار الحضاري بين الصين وأفريقيا، الذي انعقد لأول مرة خارج الصين، مستضيفاً جامعة قناة السويس تحت عنوان: "القيمة المعاصرة للحكمة الكلاسيكية".
الحدث الدولي شهد حضور شخصيات بارزة مثل السفير الصيني بالقاهرة "لياو لي تشيانغ"، والدكتور قاو شيانغ، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، والسفير عزت سعد، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى جانب كوكبة من المفكرين والدبلوماسيين.
وعكس الحضور الطلابي المميز من جامعة قناة السويس مدى انخراط الشباب في القضايا الدولية، وقدرتهم على التفاعل مع مشاهد ثقافية متنوعة، بما يعزز من صورة الجامعة كمنصة للحوار والانفتاح الحضاري.
أنشطة ميدانية وزيارات وطنية... الشباب يصنع التأثير
ولم تقتصر مساهمات الأسرة على الجانب الأكاديمي والثقافي فحسب، بل امتدت إلى عمق المجتمع المحلي، حيث شاركت في قافلة توعوية وتأهيلية شاملة نُفذت بمركز شباب "أبو صوير المحطة"، بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة وجامعة قناة السويس، وقدمت خلالها الأسرة خدمات تعليمية وصحية وثقافية لأهالي المنطقة، في نموذج يعكس روح المبادرة والمسؤولية الاجتماعية.
كما شارك أعضاء الأسرة في زيارة إلى الكنائس بمحافظة الإسماعيلية لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد، في مشهد يعكس قيم التلاحم الوطني وروح المواطنة، وذلك بحضور اللواء طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، وقيادات الجامعة والمحافظة، في رسالة واضحة على وحدة الصف الوطني داخل وخارج الحرم الجامعي.
منصة لصناعة القادةجاءت هذه المشاركات تحت إشراف الدكتور محمود شعيب، المنسق العام للأنشطة الطلابية، والدكتور محمد الباز، منسق أسرة "طلاب من أجل مصر"، وبقيادة الطالب محمد شريف، رائد الأسرة، وبحضور داعم من الدكتور أحمد كمال، مستشار اللجنة الرياضية، وبتنسيق مباشر مع الإدارة العامة لرعاية الشباب.
وتُمثّل هذه التحركات النشطة تجسيداً واقعياً لرؤية الجامعة في إعداد جيل من القادة الشباب، المؤمنين بدورهم في التغيير والبناء، ويمتلكون الأدوات اللازمة للتفاعل مع قضايا مجتمعهم والعالم من حولهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اسرة طلاب من أجل مصر التعليم والطلاب الدكتور محمد الباز العلاقات الدولية ترجمة حقيقية قناة السویس
إقرأ أيضاً:
البروفيسور المجاهد.. الرئيس المؤسس
ارتبط اسمه بجامعة ذمار، كيف لا وهو المؤسس لها، وأول رئيس تولى مهام رئاستها، لذا لا أبالغ إن قلت: إنه الأب الروحي لهذه الجامعة العريقة التي وضع مداميك أساساتها، وجذر قواعدها، واجتهد كثيرا في تسوير حرمها الجامعي، رغم كل العقبات والعراقيل التي اعترضت مساره، والتي فرضت عليه الدخول في أتون صراعات مع قوى النفوذ والتسلط ومافيا الأراضي، انتصر عليهم في نهاية المطاف، ليبدأ بعد مرحلة التسوير، المرحلة الأهم المتمثلة في تنفيذ المخطط المعماري الخاص بكليات ومنشآت ومرافق الجامعة المختلفة، لتبدأ ذمار الجامعة انطلاقتها الوثابة بعد أن ظلت لسنوات عبارة عن كلية للتربية تابعة لجامعة صنعاء.
سخَّر كل وقته وجهده وعلاقاته من أجل أن تكون جامعة منارة للعلم والعلماء، وقبلة للباحثين عن التعليم الجامعي النوعي، ومن أجل ذلك عمل على استقدام نخبة من الأكاديميين العرب للقيام بمهمة تدريس الطلاب والطالبات في مختلف كليات الجامعة وأقسامها، بالإضافة إلى الكادر الأكاديمي اليمني، وهو الأمر الذي انعكس على نوعية وجودة المخرجات التعليمية للجامعة، حيث شكلت هذه المخرجات البذرة والنواة لتأهيل كوكبة من المعيدين الذين التحقوا بالتعليم العالي وحصلوا على شهادات علمية من مختلف الجامعات العربية والعالمية، ليعودوا لحقل التعليم الجامعي في رحاب جامعة ذمار، وسط حالة من الارتياح التي كان يشعر بها، وكان يشعر بالسعادة وهو يشاهد جامعة ذمار تنافس الجامعات اليمنية في كثير من المجالات والمعايير حتى بعد مغادرته لها وتعيينه في مجلس الشورى.
إنه البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد -رضوان الله عليه- الوطني الغيور، والأكاديمي الحصيف، والإداري المحنك ، الذي كان يمثل مرجعية إدارية فريدة من نوعها، جمع بين الذكاء والفطنة والفراسة والنباهة والنشاط والحيوية والعزيمة والإصرار وقوة الشخصية، وهي سمات قلَّ أن تجتمع في شخص واحد، ومما لا شك فيه أن كل هذه السمات والسجايا التي تحلى بها الفقيد المجاهد خلال رئاسته جامعة ذمار كان لها أبلغ الأثر في مسار بناء جامعة ذمار، حيث نجح بامتياز مع مرتبة الشرف، في إدارة هذا الصرح العلمي الشامخ، بكل كفاءة واقتدار، رغم التعقيدات والمنغصات التي كانت حاضرة في المشهد الذماري حينها، والتي كانت كفيلة بتثبيط عزيمته وتسلل اليأس والإحباط إلى داخله، ولكنه كان قوياً وأكثر صلابة، وتغلب عليها بدهاء الأكاديمي المستنير، والإداري المحنك، ونجح في تطويع وترويض تلكم البيئة وتحويلها إلى بيئة حاضنة للعلم والمعرفة، لتبدأ جامعة ذمار رسالتها التنويرية المتميزة والرائدة، وهو إنجاز يحسب له ولكل المخلصين من أبناء جامعة ذمار الذين كانوا عند مستوى المسؤولية.
لقد غادرنا البروفيسور المجاهد بعد أن ترك بصمة كبيرة، وسفراً خالداً في مسيرة جامعة ذمار، ستظل تتناقله الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل، لن تنسى ذمار المحافظة، وذمار الجامعة، هذه القامة الوطنية الخالدة في تاريخها، كل الشواهد اليوم تحكي عن عظمة هذا الرجل، الذي حمل ذات يوم بندقيته للدفاع عن حرم جامعة ذمار لأنه كان يرى في هذا المشروع بوابة النهوض والتطور والرقي والتقدم قياساً على المخرجات التي سترفد بها الوطن، لم يقتطع له أرضاً من حرمها، ولم يبنِ له بيتاً عليها، بل كان حريصاً على كل شبر من أرضها، وعلى كل حجرة من أحجار مبانيها، وكأنها جامعته الخاصة.
وفي ذكرى أربعينيته، فإننا مهما قلنا، ومهما كتبنا، لن نفي البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد حقه، وهكذا حال العظماء، دائماً يخلد التاريخ ذكرهم، بمواقفهم التي سطروها في حياتهم، ومآثرهم التي خلدوها بعد وفاتهم، والمار من أمام جامعة ذمار، يستوقفه سورها الكبير، وبنيتها التحتية الضخمة، والمتابع للتصنيفات العلمية والأكاديمية والبحثية التي وصلت إليها هذه الجامعة يقف احتراماً وتقديراً لكل من أسهم في صنع هذا التميز، وتحقيق هذا الإنجاز، وفي مقدمتهم الرئيس المؤسس البروفيسور عبدالله محمد المجاهد، رحمة الله تغشاه، وطيب الله ثراه، وجعل الجنة سكناه.
خلاصة الخلاصة: في ذكرى أربعينية فقيد الوطن الكبير البروفيسور عبدالله محمد المجاهد مؤسس وأول رئيس لجامعة ذمار، وأبرز المؤسسين لكلية الزراعة بجامعة صنعاء، وأحد أبرز الأعضاء الفاعلين بمجلس الشورى، أتطلع إلى أن تبادر جامعة ذمار بإطلاق اسم الفقيد على قاعة من قاعاتها الكبرى وإقامة فعالية تأبينية وفاء وتخليداً للفقيد الراحل يتم خلالها طباعة كتاب يسلط الضوء على مآثره ومواقفه الوطنية المشهودة التي ستظل شواهدها وبصماتها حاضرة في كل المواقع والمهام والمسؤوليات التي تولاها الفقيد المجاهد والتي ستظل ملهمة للأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل.