أوضاع مأسوية في الفاشر بسبب حصار الدعم السريع.. شبه مجاعة (شاهد)
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تعيش مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي شنت قوات الدعم السريع هجوما عنيفا عليها قبل أيام وتمكنت من حصارها، أوضاعا مأسوية.
وأظهرت فيديوهات أن النازحين في مخيمات الفاشر، وأبرزها زمزم، وأبوشك، وأبوجا، يعانون شحا شديدا في الغذاء والدواء.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن المصابين داخل الفاشر يضطرون لمعالجة أنفسهم بطرق بدائية، ويضمدون جراحهم بقطع قماش بسبب عدم وجود مستلزمات إسعافات أولية.
يقول عيسى سعيد (27 عاما) والد محمد لوكالة فرانس برس، في اتصال عبر الأقمار الصناعية ستارلينك، في ظل انقطاع الاتصالات في المنطقة بشكل كامل: "بمساعدة جارتنا التي كانت سابقا تعمل في مجال التمريض، أوقفنا النزيف لكن اليد فيها تورّم ولا ينام (محمد) ليلا من الألم".
وكما هو حال سكان آخرين في مدينة الفاشر المحاصرة من قوات الدعم السريع منذ أيار/ مايو 2024، فإنّ عيسى لا يمكنه نقل ابنه إلى غرفة الطوارئ في أي مستشفى.
وقد أدّت الهجمات المتكرّرة التي شنّتها قوات الدعم السريع على العاصمة الإقليمية لمنطقة دارفور الشاسعة، إلى جعل أي تحرّك للمدنيين محفوفا بالمخاطر.
فضلا عن ذلك، تعرّضت جميع المرافق الصحية فيها لقصف أو لهجوم.
ويقول محمد وهو منسّق مساعدات إنسانية نزح إلى الفاشر هذا الأسبوع، إنّ مئات الجرحى يجدون أنفسهم محاصرين حاليا في المدينة.
هذا الفيدو يوثق معاناة النازحين الفارين من الفاشر ومعسكراتها ابوشوك وأبوجا وزمزم للنازحين للحصول علي المياه الصالحة للشرب ١٩ ابريل ٢٠٢٥م، تناشد منظمتي مناصرة ضحايا دارفور و الملاذ الآمن جميع المنظمات للتدخل العاجل لتوفير مياه الشرب، علما بأن هناك عدد من النازحين ماتوا في الطريق… pic.twitter.com/czshVxS1TQ — Darfur Victims Support (@DVSorg) April 19, 2025
"العلاج بما هو موجود"
وكان هو نفسه قد أُصيب في فخذه خلال الهجوم الدامي الذي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوبي الفاشر.
وبحسب مصادر إنسانية، فإنّ مئات آلاف الأشخاص فرّوا من مخيّم زمزم الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه يعاني من مجاعة، وذلك للجوء إلى مدينة الفاشر.
ويضيف محمد الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، إنّ "الناس فاتحة بيوتها وكلّ الناس يتلقّون العلاج بشكل خصوصي في البيوت".
في الفاشر، يحاول الناس تقديم الإسعافات الأولية وعلاج الحروق أو الجروح الناجمة عن الرصاص وشظايا القذائف، بالاعتماد على مواد بدائية للإسعافات الأولية وباستخدام نباتات طبية.
ويروي محمد أبكر (29 عاما) أنه كان يحاول إحضار الماء لأسرته عندما أُصيب بطلق ناري في رجله.
ويقول: "حملني جيراني إلى داخل المنزل واستدعوا جارنا الذي لديه خبرة في معالجة الكسور بالجبيرة وهو نوع من العلاج الشعبي... باستخدام أخشاب وقطع قماش".
ويضيف: "المشكلة أنّه حتى لو تعالج الكسر، فما زالت الرصاصة في رجلي".
وفيما أصبح وجود المعدّات الصحية محدودا للغاية في المدينة، يشير محمد إلى أنّه لو كان هناك مال لكان من "الممكن إرسال من يشتري شاشا أو مسكّنا، هذا إن كان موجودا ولكن بشكل عام لا توجد مستلزمات، يتم العلاج بما هو موجود".
الملح كمطهّر
أسفرت الهجمات الأخيرة التي شنّتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيّمات النازحين المحيطة بها، عن مقتل أكثر من 400 شخص، بحسب ما أفادت به الأمم المتحدة الاثنين.
ويمكن لأي هجوم واسع النطاق قد تشنّه قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة، أن يترك آثارا تدميرية عليها.
وفي السياق، تتزايد التحذيرات من مخاطر مثل هذه العملية في منطقة الفاشر حيث يجد 825 ألف طفل على الأقل أنفسهم محاصرين في "جحيم"، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وبعد 11 شهرا من الحصار وعامين من الحرب، بنى الكثير من سكان الفاشر ملاجئ مرتجلة وكثيرا ما حفروا على عجل حفرا غطوها بأكياس رمل لحماية أنفسهم من القصف.
ولكن لا يتمكّن الجميع من الوصول إلى الأمان في الوقت المناسب.
الأربعاء، سقطت قذيفة على منزل هناء حماد، ما أدى إلى إصابة زوجها في بطنه.
وتقول المرأة البالغة 34 عاما لـ"فرانس برس": "حاولنا بمساعدة جارنا إيقاف النزيف ومعالجة الجرح باستخدام ملح الطعام كمطهّر".. لكنّه "في الصباح التالي، توفي".
من جانبه، يناشد محمد الذي يجد نفسه طريح الفراش "التدخّل العاجل من كل من يستطيع إنقاذ الناس".
والجمعة، دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى إرسال مساعدات إنسانية.
وقال رئيس البعثة راسماني كابوري: "رغم إغلاق الطرق المؤدية إلى الفاشر، فإنه يجب إطلاق عمليات جوية لإيصال الغذاء والدواء إلى مليون شخص محاصرين هناك ويعانون الجوع".
هذا الفيدو يوثق توافد النازحين من الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك بأعداد كبيرة إلى منطقة الطويلة حيث الأمان، لكن التحدي الأكبر يتمثل في نقص الخدمات الأساسية.
Displaced people from El Fasher and the Zamzam and Abu Shouk camps are flocking to the Tawila area en masse, where there is… pic.twitter.com/CrL5qiW1Gw
تتواصل عمليات توافد المدنين من الفاشر ومعسكراتها ابوشوك وأبوجا وزمزم إلي وحدة ادارية كورما معسكر سلك للنازحين ولاية شمال دارفور الفاشر ١٨ ابريل ٢٠٢٥م، تطلق منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنساني عاجل لكل المنظمات وصول ٧٠٠ أسرة معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن حوالي ٦٠ ألف شخص… pic.twitter.com/eaiVOjfGLs
— Darfur Victims Support (@DVSorg) April 19, 2025المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفاشر الدعم السريع السودان الخرطوم الدعم السريع الفاشر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي شامل في الضفة.. اعتداءات للمستوطنين واقتحامات واعتقالات (شاهد)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين، السبت، ارتكاب سلسلة من الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين، في مناطق متفرّقة من الضفة الغربية، وذلك في تصعيد لافت يتزامن مع المجازر المستمرة في قطاع غزة، والتي تدخل شهرها التاسع.
وشملت الانتهاكات اعتداءات عنيفة بالضرب، واقتحامات ليلية لمنازل المواطنين، واعتقالات واسعة، وعمليات تخريب للممتلكات الزراعية والمنشآت المدنية.
وفي السياق نفسه، أصيب ستة مواطنين فلسطينيين، بينهم سيدة، صباح السبت٬ في محافظة الخليل جنوب الضفة، إثر اعتداء وحشي نفذته مجموعة من المستوطنين في منطقة إشكارة القريبة من خربة سوسيا بمسافر يطا.
لليوم الثاني.. جيش الاحتلال يواصل اقتحام بلدة عارورة شمال غرب رام الله ويتخذ عدة منازل ثكنات عسكرية ويجري تحقيقا ميدانيا مع الشبان. pic.twitter.com/54zgg99wjK — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 21, 2025
وذكرت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو"، عبر بيان لها، أنّ: "المستوطنين قد هاجموا المواطنين "بالضرب المبرح"، ما أسفر عن إصابتهم بجروح ورضوض، نقلوا على إثرها إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج".
وأوضح المشرف العام للمنظمة، حسن مليحات، أنّ: "الاعتداء شمل أيضاً تدمير ممتلكات خاصة، حيث حُطمت ثلاث مركبات وثُقبت إطاراتها، كما أُتلفت كميات من الأعلاف، وتعرضت منشآت لتربية الدواجن (بركسات) للتخريب، إلى جانب تدمير عدد من خزانات المياه، وتكسير أشجار مزروعة في المنطقة".
أيضا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 مواطناً في محافظة الخليل، عقب حملة مداهمات واسعة طالت عدداً من القرى والبلدات، أبرزها بلدة دورا، حيث داهمت قوات الاحتلال حي الناموس الفوقا واعتقلت المواطن جهاد الصبار ونجليه فيصل وفادي، كما استولت على مواد زراعية من مشتله الخاص.
وفي خربة اسكاك التابعة لدير العسل التحتا، اعتُقل عدد من المواطنين من عائلة أولاد محمد، بينهم أشقاء، في حملة وصفت بـ"الانتقامية والعنيفة"، رافقتها اعتداءات بالضرب وتخريب لمحتويات المنازل.
مستوطنون يقتحمون منزلاً ويسرقون الأثاث منه في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل، بالضفة الغربية. pic.twitter.com/So4PXNDHiF — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 20, 2025
وفي بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، اعتُقل المواطنان عثمان وبلال مسالمة، فيما طالت الاقتحامات بلدة حلحول شمالاً، حيث اعتُقل كل من رضا محمد الواوي وراسم يونس محمد حسن هرماس.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على بعض المعتقلين أثناء مداهمة منازلهم، في مشهد يتكرر يومياً في الضفة الغربية. فيما امتدت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى محافظة طوباس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة سندس فالح سعد أبو ناصر (39 عاماً) من منزلها.
كما اقتحمت بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، وشرعت بتفتيش عدد من المنازل دون الإبلاغ عن اعتقالات. كذلك طالت الاقتحامات بلدات العبيدية وزعترة والشواورة ودار صلاح شرق بيت لحم. وفي محافظة طولكرم شمال الضفة، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات المداهمة في بلدات عتيل وبلعا ودير الغصون، وكذلك في بلدات عبوين ومزارع النوباني وعارورة بمحافظة رام الله والبيرة، وسط انتشار عسكري كثيف.
وعلى الصعيد ذاته، نصبت قوات الاحتلال عدداً من الحواجز العسكرية على مداخل الخليل وبلداتها، وأغلقت عدة طرق رئيسية وفرعية بواسطة البوابات الحديدية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والتنقل بين القرى والمدن.
ووفق هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، فقد بلغ عدد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر أيار/ مايو الماضي فقط، نحو 1691 اعتداءً، من بينها 415 اعتداء ارتكبه مستوطنون.
وتوزعت هذه الانتهاكات بين عمليات إطلاق نار، وتخريب للمنازل والأراضي الزراعية، واقتلاع أشجار، واستيلاء على أراضٍ وممتلكات، إضافة إلى تنفيذ عمليات إغلاق واسعة وحواجز تعيق الحياة اليومية للفلسطينيين.
إلى ذلك، يأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن مقتل أكثر من 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وتهجير جماعي لمئات آلاف المدنيين وسط مجاعة تهدد القطاع المحاصر منذ ما يقارب العقدين.
ووفق معطيات رسمية صادرة عن مؤسسات حقوقية فلسطينية، فقد استشهد في الضفة الغربية ما لا يقل عن 980 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 7 آلاف آخرين، منذ اندلاع الحرب، فيما تجاوز عدد الأسرى في سجون الاحتلال 17 ألفاً و500 معتقل، غالبيتهم من النشطاء والشبان والطلبة، فضلاً عن النساء والأطفال.
ويُعد تصاعد وتيرة هجمات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية امتداداً لسياسة الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، وفرض مزيد من القيود الأمنية والعقوبات الجماعية، في ظل صمت دولي مطبق، وتواطؤ أمريكي واضح، كما تؤكد مؤسسات حقوقية ومراقبون دوليون.