أوهام المرتزقة.. خديعة “النصر” في خضم المؤامرات!
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
يمانيون ـ يحيى الربيعي
في خضم غياب الرؤية وفقدان البصيرة، تجد قادة فصائل المرتزقة أنفسهم عالقين في دوامة من الأوهام الساذجة. بعد شهر من الغارات الأمريكية التي زعمت واشنطن أنها تهدف إلى حماية الملاحة في البحر الأحمر، ظهرت خيوط مؤامرة جديدة، لكن هؤلاء القادة يعودون إلى الوهم وكأنها بشرى نصر زائف، يتناقلون أصداءها كما لو كانت وحيًا منزلًا.
لقد قرأوا ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” بشأن “مخطط لعملية برية”، وانطلقت أوداجهم منتفخة بتوهمات تتعلق بزمن الخلاص المزعوم. يعيشون في سكرة جهلهم، مخيلين أن هذه الغارات الأمريكية تعد تفويضًا مطلقًا لعملية غزو بري طال انتظاره في عقولهم المشوشة. يتوهمون أن قوات صنعاء قد ضعفت بفعل الضغوط الجوية، مما يفتح أمامهم فرصة “استعادة” ما يتوقون إليه من عروش مصطنعة، وكأن التاريخ صفحة بيضاء يمكنهم إعادة كتابتها بأحلامهم الفارغة.
إنهم يتجاهلون الحقيقة المحورية، وهي أن ما يعتقدون أنهم يديرونه من أراض يمنية تحت وطأة الاحتلال السعودي والإماراتي، ما هو إلا وهم. كما أن أمريكا والسعودية والإمارات، سادتهم الذين يقتاتون على فتات مائدتهم، لن يدعموا فكرة التوغل البري، إذ يدركون العواقب الوخيمة التي ستجرهم إليها هذه الحماقة.
تتراقص في أذهانهم تصورات السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، ذلك الشريان الحيوي الذي يربط اليمن بالعالم. يتخيلون، بعمى بصيرتهم، أن قطع هذا الشريان سيؤدي إلى شلل صنعاء، دون إدراك أن اليمنيين أقوى وأكثر وعيًا من أن تنطلي عليهم هذه الأكاذيب السخيفة.
لكن الحقيقة القاسية، التي يعجز فهمهم عن إدراكها، هي أن المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة هو أخطر من مجرد السيطرة على ميناء. إنه مشروع يهدف إلى تفتيت المنطقة وزرع الفتن ونهب الثروات، وتأمين هيمنة الكيان الصهيوني. إن الزج بهم في معركة خاسرة في الحديدة هو مجرد فصل تافه في حرب لصالح الكيان الصهيوني، حيث يمثلون أدوارًا تؤدي إلى نهايتهم الحتمية.
لم يستوعب هؤلاء الحمقى دروس التاريخ المؤلم للصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه من قوى الاستكبار. لقد شهدوا بأعينهم كيف تحولت محاولاتهم للنيل من قوى المقاومة إلى كابوس مخيف لجيوش الغزاة. لقد رأوا كيف هزمت غزة الأبية آلة الحرب الصهيونية، وكيف تراجعت “إسرائيل” إلى وضعية الهشاشة، ترتعد خوفًا من أصوات الصواريخ والمسيرات اليمنية وكيف أن أمريكا باتت تصرخ بأقوى قوتها أنها “متورطة في عدوانها على اليمن”، فنظرتهم الساذجة تقودهم إلى استنتاجات خاطئة.
إنهم يتوهمون، بسفاهتهم، أن الدعم الأمريكي واستشاراتها الأمنية كافية لقلب الطاولة. لكنهم يفوتون على أنفسهم الحقيقة أن الشعب اليمني، في كل زاوية من هذا الوطن، يرى في هذا التدخل امتدادًا للاعتداء. يختبئون خلف الفنادق الفاخرة في عواصم الخزي، غير مدركين أن الولاء الحقيقي هو لحكومة صنعاء، الحامية الأساسية لسيادة اليمن وكرامته.
من المهرة إلى صعدة، ومن مأرب إلى الحديدة وعدن، ينتظر اليمنيون اللحظة الفاصلة التي يكشفون فيها زيف أوهام أولئك المرتزقة. كل يمني يتطلع إلى اليوم الذي يعلن فيه ولاءه الكامل لحكومة صنعاء، التي تمثل صوت الشعب وضميره الحي. إن هذه “الفرصة الذهبية” التي يعتقدون أنهم يمتلكونها لن تكون سوى “فخ جديد” يُحكم عليهم بالمزيد من الخزي والخيبة، وهو ما يدركه جيدًا أعداؤهم، لكن عقول هؤلاء المرتزقة أضيق من أن تستوعب هذا الدرس البسيط.
في نهاية المطاف، ستتلاشى أوهام هؤلاء الأغبياء كما يتبدد الدخان في مهب الريح. سيستفيق هؤلاء المرتزقة من سكرتهم ليكتشفوا أنهم مجرد أدوات قذرة في يد مشروع استعماري إجرامي، وأن أحلامهم المريضة قد تحطمت على صخرة الوعي اليمني الصلب.
إن وعي الشعب اليمني، بما يحمله من صبر وعزيمة، سيكون دائمًا شامخًا في وجه جميع التحديات. هذا الوعي هو الذي يجعل من الحكومة الحكيمة في صنعاء رمزًا للكرامة والسيادة، وكابوسًا يطارد الغزاة والمرتزقة على حد سواء.
إن النصر في النهاية هو حليف اليمن، بينما الخزي الأبدي هو مصير العملاء وأسيادهم. هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها، فالتاريخ يثبت أن الشعوب التي تقاوم وتتمسك بحقوقها ستظل صامدة في وجه قوى الاستكبار.
اليمنيون، بكافة أطيافهم، يدركون تمامًا أن كرامتهم تعلو على أي مكسب زائف، وأن حريتهم لا يمكن أن تُشترى عبر الأوهام. ومع تزايد الوعي والتضامن، ستظهر الحقيقة جلية وتنقلب الموازين، فالشعب اليمني مستعد لدحر أي تدخل خارجي، مهما كان.
وفي هذا السياق، فإن التجارب المريرة للغزو والاحتلال ستظل تحفز الأجيال القادمة على الاستمرار في النضال من أجل حريتهم وسيادتهم، مؤكدين أن اليمن، رغم كل الصعوبات، سيظل نبراسًا للنضال الوطني ومثالاً للمقاومة الحقيقية.
إنها رسالة لكل من يظن أن بإمكانهم العبث بمصير أمة غالية، مفادها أن الأمة اليمنية سوف تبقى جاهزة، موحدة وقوية، في وجه كل من يحاول النيل من عزتها وكرامتها.
ستظل كلمة اليمني مسموعة، وكلمتهم عادلة، ولن تذوب عزيمتهم في أتون الصراعات أو تتلاشى أمام المغريات. في النهاية، ستبقى إرادة الشعوب هي السند الحقيقي للنصر، وهو ما يعيه الجميع، إلا أولئك الذين فقدوا بوصلتهم في زحمة الخداع والأوهام.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تورط جهة عربية في تدريب عناصر المرتزقة في غزة
#سواليف
كشفت #منصة_الحارس، عن #تورط #جهة_عربية في #تدريب #عناصر_المرتزقة في قطاع #غزة في مجالي الصحافة والإعلام، وذلك بعد أيام من تسليم مجموعة من المرتزقة أنفسهم لأمن المقاومة.
ووفق الحارس، فقد اعترف أحد #العملاء الذين سلّموا أنفسهم خلال حملة “فتح باب التوبة” أنّ شخصية عربية تتحدث بلهجة خليجية قامت بعقد ورشٍ تدريبية لعناصر المرتزقة في مجالي الصحافة والإعلام.
ووفقًا لاعترافات العميل، فقد جرت تلك الورش تحت غطاء مؤسسة إعلامية تحمل اسم “جسور نيوز”، والتي كانت تقدّم للعناصر توجيهات حول كيفية الظهور أمام وسائل الإعلام، إضافة إلى إرشادات تتعلق بإبراز الجوانب الإنسانية والمدنية والاجتماعية، بهدف تلميع صورة المرتزقة ومحاولة ترغيب المواطنين بالانتقال إلى ما تُسمى بالمنطقة الصفراء.
مقالات ذات صلةوقبل أيام، كشف ضابط في أمن المقاومة لمنصة “الحارس” أنّ عددًا من العملاء المنتسبين للمرتزقة المدعومة من الاحتلال قد بادروا بتسليم أنفسهم خلال المهلة الجارية البالغة 10 أيام، وأدلوا باعترافات أولية تؤكّد حالة التفكك والانهيار التي تضرب بنية هذه المرتزقة.
وأفاد عدد من العملاء بأنّ مسؤولي المرتزقة فرضوا قيودًا صارمة على عناصرهم بعد إعلان “فتح باب التوبة”؛ شملت تلك القيود عزلًا اجتماعيًا بين عائلات عناصر المرتزقة، وتقييدًا للاتصالات والإنترنت، في محاولة يائسة لمنع المزيد من الانشقاقات واحتواء حالة التوتر والتخبط الداخلي.
وروى أحد العملاء الذين سلّموا أنفسهم أنّ عصابات المرتزقة أقدمت على إعدام شاب حاول الفرار من مناطق سيطرتها، وذلك أمام زوجته وأطفاله، في حادثة تعكس مستوى الانهيار الأخلاقي والوطني وتآكل الثقة داخل المرتزقة.
وحذر ضابط أمن المقاومة وسائل الإعلام من نشر معلومات من مصادر غير رسمية، مؤكدًا أنّ منصتَي “الحارس” و”رادع” هما المصدران الرسميان الوحيدان لنشر مستجدّات هذا الملف.