استشاري: مركز الحوسبة السحابية مكّن مصر من مواكبة التحديات العالمية
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية والذكاء الاصطناعي، ومستشار عام النظم الأمنية بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن العالم شهد تحولًا جذريًا في شكل المواجهات بين الدول، حيث أصبحت المعلومات والتكنولوجيا أدوات الصراع الجديدة بدلًا من الأسلحة التقليدية، وقد كشفت الحملة الرقمية المُمنهجة التي استهدفت العلامات التجارية الأمريكية عقب تصريحات سياسية حساسة عن مدى خطورة الحروب المعلوماتية، وأبرزت أهمية امتلاك أدوات ذكاء اصطناعي متطورة ومنصات استجابة فورية للتصدي لمثل هذه التهديدات.
وأضاف “حامد”، في مداخلة هاتفية ببرنامج “من القاهرة”، المذاع على قناة “النيل للأخبار”، أنه في هذا الإطار يبرز الدور الفعال لإنشاء والاستثمار في مركز الحوسبة السحابية الوطني في مصر، والذي يعكس رؤية الدولة الاستباقية في مواكبة المتغيرات العالمية وتعزيز سيادتها الرقمية؛ فوجود هذا المركز لم يكن رفاهية تقنية، بل يُمثل بنية تحتية استراتيجية مكنت مصر من مواكبة التحديات العالمية بكفاءة، وأكدت أنها ليست فقط حاضرة في مشهد التحول الرقمي، بل سباقة في بناء قدرات وطنية قادرة على حماية أمنها المعلوماتي والاقتصادي من أي حملات تضليل ممنهجة، وما تجربة التصدي للحملة الصينية إلا دليل يؤكد أن من يمتلك زمام التقنيات الذكية يمتلك زمام المبادرة في حروب المستقبل غير التقليدية؛ ولقد أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا حيويًا في منظومة الدفاع الرقمي، ومفتاحًا للتفوق الاستراتيجي في مواجهة التحديات المعلوماتية وبه تستمر الدول في أداء رسالتها بثقة وحصانة أمام عواصف المعلومات المضللة.
توظيف التقنيات الذكية لكشف مثل هذه الحملات والتصدي لها يكون عبر عدد من المحاور
وأوضح أن توظيف التقنيات الذكية لكشف مثل هذه الحملات والتصدي لها يكون عبر عدد من المحاور؛ أولها رصد الحسابات الوهمية والسلوكيات المنسقة، والتي تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل أنماط تفاعل المستخدمين لرصد الحسابات التي تنشر محتوى مكررًا أو متزامنًا بشكل منسّق، ومثل هذه الأنماط غير الطبيعية تُعتبر بصمات رقمية تشير إلى نشاط منظم، ويساعد ذلك في تتبع وإغلاق الحسابات المزيفة قبل توسع تأثيرها، فضلًا عن تحليل الخطاب المضلل، ويستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتحليل النصوص وتحديد المحتوى التحريضي والمضلل، ويفكك السياق اللغوي ويُميز بين النقد الموضوعي والدعاية الموجهة، ويعتمد على تصنيف العبارات وفق نماذج تدريب مسبقة، ويُساهم ذلك في تصفية المحتوى الضار قبل انتشاره على نطاق واسع.
الخوارزميات المتقدمة تعتمد على تحليل الإطارات الرقمية لاكتشاف التعديلات المخفية في الصور والفيديوهات
ولفت إلى أنه إضافة إلى ذلك كشف التزييف البصري، حيث تعتمد الخوارزميات المتقدمة على تحليل الإطارات الرقمية لاكتشاف التعديلات المخفية في الصور والفيديوهات، وتحدد التزييف من خلال مؤشرات دقيقة مثل تحريف الإضاءة أو حركة الوجه غير الطبيعية، وتُستخدم تقنيات التعلم العميق للكشف الدقيق عن التلاعبات البصرية، وتُطلق تنبيهات تلقائية عند رصد محتوى مشكوك فيه، إضافة إلى التنبؤ بالحملات المعلوماتية؛ حيث تُحلل الأنظمة الذكية البيانات الضخمة وسلوك المستخدمين لرصد بوادر الحملات الممنهجة قبل تصاعدها، وتراقب التغيرات المفاجئة في الوسوم والكلمات المفتاحية والأنشطة الرقمية، وترصد الأنماط الزمنية والمكانية لتحديد مصادر التهديد مبكرًا، وتمكن الجهات المختصة من التحرك الاستباقي وتوجيه الاستجابة.
وأكد أن آخر محور يتمثل في الإنذار المبكر ودعم القرار؛ حيث يوفر الذكاء الاصطناعي إشعارات فورية عند رصد محتوى ضار أو سلوك مشبوه، ويدمج البيانات من مصادر متعددة ويعرضها في لوحات تحليلية تدعم القرار الأمني، ويُساعد ذلك في اتخاذ إجراءات دقيقة في الوقت المناسب، فضلا عن أنه يُعد ركيزة أساسية ضمن منظومات الاستجابة السريعة للأزمات الرقمية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المعلومات والتكنولوجيا العلامات التجارية الأمريكية الذکاء الاصطناعی مثل هذه
إقرأ أيضاً:
بعد حصولها على جائزتين دوليتين: في المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
مسقط- الرؤية
حصلت الطالبة في بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.
وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".
وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.
وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.
المشاركة في المعرض الدولي
وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.
وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.
الدعم والتدريب
وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.
وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.
وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.
الطموح والتطوير
وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.
وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.