الأسبوع:
2025-06-18@06:19:54 GMT

تاريخ شم «شم النسيم»

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

تاريخ شم «شم النسيم»

شم النسيم أو عيد الربيع الذي يحتفل به العالم أجمعه على اختلاف جنسياته وأديانه وعقائده ومختلف أسماء ومسميات العيد، من عيد الربيع والنيروز في الشرق أو الأستر والأوستر في الغرب هو هدية مصر، مهد الحضارات ومهبط الأديان، هدية مصرإلى مختلف شعوب العالم القديم والحديث.

جميع ما يرتبط بالاحتفال بعيد الربيع من عادات وتقاليد اجتماعية وعقائدية، جذور شجرتها ثابتة في أعماق تاريخ مصر الذي ينبت براعم الحضارات.

.

شم النسيم الذي اتخذ اسمه من " عيد شحوا. أي عيد الخلق، نشأت فكرة الاحتفال به مع نشأة عقيدة التوحيد المصرية التي ظهرت من 5

آلاف سنة، من قبل عصر الأسرات.

شم النسيم، له جذور فخلق الحياة في عقيدة الفراعنة كما وصفتها كتب العقيدة، بدأت ببعثها في الربيع (موسم الخلق والتناسل والتكاثر) وحددوا موعده بالانقلاب الربيعي الذي تحدد به التقويم الشمسي الذي أهدته مصر للعالم باليوم والشهر والفصل، حددوه بالعيد الأول من السنة في الدولة القديمة، وهو العيد الذي لم يجد له بديلًا إلى اليوم، فالاحتفال بعيد الربيع أو عيد الخلق ورمزوا له بالبيضة كما ورد في نصوص العقيدة "خلق الإله الحياة من الجماد، فأضحى الكتكوت من البيضة والكتكوت رمز للجنين وجميع أجنة الكائنات خرجت من البويضات".

فاتخذوا من البيضة رمزًا لعيد الخلق أو عيد الربيع، ميعاد الخلق أو عيد شم النسيم، أي النسمة التي ينفخها الإله في المخلوقات ليهبها الحياة.

يبدأ الاحتفال بيوم شم النسيم، كما عهدناه ونشاهده اليوم، وما ارتبط به من عادات وتقاليد بالخروج إلى الحدائق والمزارع واستقبال فجر اليوم بمائدة شم النسيم المعروفة بمأكولاتها التقليدية الموروثة التي تشكل من خماسية وكلمات تقليدية تعود إلى التقليد والتقاليد: البيض والفسيخ والبصل والخص والملانة، ولكل عضو من تلك الخماسية تاريخ وأصل وجذور تربطه بالأرض والعقيدة.

إن بداية الاحتفال بقضاء يوم العيد في أحضان الطبيعة والتمتع بنسمة. الربيع، تنبع أصلا من متون العقيدة نفسها، حيث يخرج الناس في يوم عيد الخلق لاستقبال نور الاله" رع قرص الشمس، عندما يشرع ويطل بوجهه على جنته الأرضية في يوم خلقها وهي الحدائق والمزارع التي تفتح زهورها وتنبت براعم أشجارها لتشارك الناس في استقبال الإله، ويسبق ظهوره نسمة الربيع التي تعلن عن مجيئه أو حضوره التي يتسابقون لشمها شم النسيم، أنفاس الإله التي وهبتهم الحياة والتي يشمونها في عيد الربيع لتهبهم الصحة وبركة الإل.

وكانوا يستقبلون مشرق الشمس أو نور الإله بالأغاني والأناشيد والرقص وهي التقاليد التي لا زالت متبعه إلى الآن في مصر ومختلف أنحاء العالم في الاحتفال بأعياد الربيع والاحتفاظ بالبيض كرمز لعيد الربيع.

أما خماسية مائدة شم النسيم المكونة من البيض والفسيخ والبصل والخس والملانة والتي صوروها في كثير من نقوش وبرديات موائد القرابين التي كانت تقدم في أعياد الربيع وتزينها بالزهور وزعف النخيل، فلكل غصن من أغصان تلك الخماسية مرجع وسند تاريخي كما ارتبط كل منها بأكثر من أسطورة.

فالبيض تصدر المائدة لأهميته كرمز للخلق عندما خلق الإله الأرض نفسها على شكل البيضة، ودارت حول نفسها وحول الشمس عندما نفخ فيها الإله الروح من نسمة أنفاسه، فدبت فيه الحياة وخرج من باطنها النباتات والزهور والكائنات التي بعثت في الربيع.

أما الفسيخ فقد ظهر في الدولة القديمة عندما طالب كهنة النوبة اتخاذه بجانب البيضة كرمز للخلق تأكيدا لقول الإله لأن الحياة خرجت من الماء كما أطلقوا على النيل نهر الحياه. فقاموا بصيد سمكة "البوري" وحفظه وإعداده بتمليحه وتجفيفه ليتصدر مائدة شم النسيم بجانب البيض.

وقد اتخذ فسيخ البوري اسمه من اسم البوري أي السمك من اللغة المصرية "وجعلنا من الماء كل شيء حي ".

أما الخس، فهو رمز الإله، من أومني رمز التناسل رمز للإخصاب وينبت عادة مع بداية موسم الربيع، موسم الإخصاب، وقد اكتشف أحد العلماء في السويد أخيرا، أن زيت الخس يحتوي على مادة هرمونية منشطة

أما البصل فقد احتل مكانا بجانب الفسيخ الذي لايفارقه ابتداء من الأسرة السادسة، تحكي الأسطورة أن الابن الوحيد لأحد ملوك الأسرة السادسة أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة، وحار الأطباء والسحرة في تشخيص مرضه، وعلاجه حتى قام الكاهن الأكبر بمعبد ابتاح بزيارته فوصف مرضه بأن روحا شريرة تمكنت منه وطلب من رجال القصر إحضار نبات البصل الأخضر الناضج الذي ينموفي الربيع من حديقة مزارع القصر، ووضعه تحت وسادة الأمير الطفل وطلب من الملك أن يوقظ الطفل عند شروق الشمس في الفجر وتعصر رأس البصلة في أنفه بعد دشها وتمت المعجزة، فلم يتوسط الإله "قرص الشمس" في قبة السماء حتى غادر الطفل فراشه وخرج للعب في الحديقة.

كما أمر الكاهن بتعليق ثمار البصل الأخضر على أبواب القصر حتى يمنع الأرواح الشريرة من الاقتراب منه أو دخوله.

وتصادف حدوث معجزة البصل قبل حلول عيد شم النسيم بأسبوع وطلب الكاهن ألا يتغيب البصل عن مائدة شم النسيم ليبعد الأرواح الشريرة عن مائدة الطعام.

إن جميع العادات والتقاليد التي ارتبطت بقصة البصل ابتداء من عصير البصل في أنف الأطفال ووضعه تحت وسادتهم ليلة شم النسيم أو تعليقه على أبواب غرفهم وغيرها من الطقوس لا زالت تعيش في تقاليد كثير من مجتمعاتنا، الريفية إلى اليوم.

وهكذا احتل البصل مكانته المرموقة على مائدة شم النسيم ليبعد الأرواح الشريرة عن بقية المأكولات ويطلق على البصل باللغة المصرية القديمة "بصر". وهو الذي اشتق منه البصل اسمه الحالي.

وآخر القائمة، الخماسية لمائدة شم النسيم، ثمار الملانة أو الحمص الأخضر التي أطلق عليها الفراعنة اسم أجراس حورس التي تعلق قدوم الربيع فثمار الملانة التي تشبه رأس الصقر" حورس"، عندما يحرك سيقانها نسيم الفجر تهتز حبات الحمص داخل رؤوسها وتحولها إلى أجراس، يعلن بها حورس بدء الاحتفال بعيد الربيع.

أما ظهور زعف النخيل في العيد ويصنعون منه "المشنات" التي ترص فيها البيض ويلوحون به في الرقص ويصنعون منه الضفائرالتي تزين بها حجرات المنازل ويضعونه مع الزهور في يوم العيد على قبور موتاهم فيرجع ذلك إلى اعتقادهم، كما ورد في كتاب العقيدة بأن النخلة أو لشجرة أهداها لإله الخالق من الجنة إلى أهل الأرض، ولذا، عندما خرجت من الأرض ارتفع فرعها عاليا لتقترب من السماء وترفع أيديها أو زعفها في وضع الدعاء وشكر الإله.

قد انتقل الاحتفال بشم النسيم أو عيد الخلق من مصر إلى أرجاء العالم. القديم بداية من الدولة القديمة عبر موجات من الغزو وجذره من الفرس الى الهكسوس والرومان إلى الإغريق - فانتقل الاحتفال بالعيد الى بابل وآشور ليطلق عليه اسم عبد النيروز وعيد البعث وعيد الربيع وانتقل إلى فلسطين (البلستينيون وفينيقيا) مع فتوحات تحتمس ورمسيس التي وصلت الى مشارف البحر الأسود مع فتوحات تحت

قد تصادف حلول عيد شمو أثناء وجود القوات المصرية في فلسطين. فاحتفل أهل البلاد بالعيد مشاركة للمصريين.

کا ن القاسم المشترك في تلك الأعياد جميعها ( البيضة ) رمز الخلق كان المصريون فى أعياد شم النسيم ينقشون البيض بنصوص الدعاء بالحبر الأسود والأحمر ولما كانت الكتابة الهيروغليفية تصور حروفها بأشكال الطيور والنبانات والتشكيلات الهندسية، فقد ظن البعض أنها تمثل الزخارف الفنية التي ابتكرت لتزيين البيضة في الأعياد.

أما فكرة تلوين البيض الذي أصبح في مقدمة التقاليد المتبعة في الاحتفال بأعياد الربيع فلها أيضا مرجع تاريخي، حيث بدأت فكرة تلوين البيض على أرض فلسطين حيث كانوا يحتفلون بعيد شم النسيم المصري الذى يحتل فيه البيض بلونه الأبيض و نقوشه الرخرفية حتى قام اليهود بصلب السيد المسيح، فطلب أتباع السيد المسيح الاحتفال بالعيد حدادا على صلبه فعارضهم أحمد القديسين وطلب منهم الاستمرار في الاحتفال مع صباغة البيض وتلوينه باللون الأحمر ليذكرهم بدم المسيح على مدى الأجيال.

وهكذا بدأت فكرة صباغة البيض وتلونيه، وانتقلت مع انتقال المسيحيين إلى روما وأوروبا فبدأ تلوين البيض كرمز لعيد الربيع وبمرور الأيام ودورة الزمن نسي الناس في أوروبا حكمة اللون الأحمر فتدخلت معه مختلف الألوان لتعبر عن أفراح العيد بدلا من الحداد في العيد.

و ينساب صوت الكاهن سنب حتب يوم شم النسيم من أرجاء معبد امون وهو ينشد للربيع بصوته " خلقه الإله الربيع بالحب وأركان ثالوث الحب حب الإله، وحب الناس، وحب العمل الذي يرضى الإله وينفع الناس الذي أصبح شعار شم النسيم عند الفراعنة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفراعنة شم النسيم تاريخ شم النسيم عید الربیع عید شم أو عید

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للتصحر والجفاف

/العُمانية/ تشارك سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يُوافق 17 يونيو من كل عام، وذلك تحت شعار "استعادة الأرض.. إطلاق العنان للفرص".

وتأتي مشاركة سلطنة عُمان ضمن الجهود الدولية الرامية إلى رفع الوعي بالتحديات البيئية، وتحفيز المجتمعات على تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتعزيز السياسات المحلية والدولية لحماية الموارد الطبيعية، إلى جانب تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التصحر وتدهور الأراضي.

ويُسلط الاحتفال الضوء على دور إصلاح النظم البيئية في توفير فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي والمائي ودعم الجهود المناخية وبناء الاقتصادات المستدامة

وتقوم هيئة البيئة بمجموعة من المبادرات والمشروعات والاستراتيجيات التي تهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء، وحماية التنوع الأحيائي، وتعزيز الاستدامة البيئية، ومن أبرز هذه الجهود: "المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة"، وتم إطلاق هذه المبادرة في 8 يناير 2020 بهدف زيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر واستعادة الأراضي المتدهورة، ومشروع المسح الوطني للغطاء الشجري والذي يعمل على حصر أعداد الأشجار وتطبيق أحدث نظم الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي لتوفير قائمة بيانات مسح الغطاء الشجري على مستوى سلطنة عُمان بالإضافة إلى مشروعات "استزراع أشجار القرم" حيث تعد أشجار القرم (المانجروف) من أهم النظم البيئية الساحلية في سلطنة عُمان، وتمتد على مساحة 1,030 هكتار.

كما تنفذ الهيئة مشروعًا لاستزراع مليون شتلة من أشجار القرم بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، بهدف حماية التنوع البحري وامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتعزيز السياحة البيئية، بالإضافة إلى إعداد "الخطة الوطنية لمكافحة التصحر" والتي يتم تحديثها كل 10 سنوات بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، فضلًا عن المشاركة الدولية والمبادرات المجتمعية مثل مشاركة سلطنة عُمان في المؤتمرات العالمية كمؤتمر الأطراف (COP16) لمكافحة التصحر، حيث تعرض تجاربها في هذا المجال وتنظم حملات توعوية وتوزيع شتلات مجانية على الأفراد والمؤسسات لتشجيع التشجير.

مقالات مشابهة

  • الربيع يُفاجئ الجميع.. انخفاض غير معتاد في درجات الحرارة وتحذيرات من شبورة ورياح
  • الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم بمحافظة مسندم
  • هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟ دار الإفتاء تجيب
  • انخفاض درجات الحرارة مستمر.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس آخر أيام الربيع حتى الأحد المقبل
  • سلطنة عُمان تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للتصحر والجفاف
  • أسعار طبق البيض اليوم الثلاثاء 17-6-2025 في قنا
  • بعد هبوط الدواجن.. أسعار البيض اليوم في الأسواق
  • الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى
  • البيض.. قتيلان وجريحان بعد حادث مرور أليم
  • منها البيض والحلويات.. أطعمة غير مرغوب في تناولها بالصيف