سيطر مسلسل “شارع الأعشى” على جُل الحوارات والنقاشات المتصلة بالأعمال التلفزيونية طوال فترة ما بعد شهر رمضان المبارك.
الملفت أن معظم منتقدي المسلسل هم من الرجال، فيما وجدنا تعاطف النساء مع المسلسل! فهل لهذا علاقة في كون كاتبة الرواية الأساسية هي إمرأة؟!
في حوار نُظمَ الاربعاء الماضي 16 إبريل في أحد مقاهي الرياض جرى نقاش حول مسلسل شارع الأعشى زُبدته أن المتحدثة وهي أستاذة أكاديمية وصفت المسلسل بعبارة صريحة واضحة وهي أن: “المسلسل يمثلنا”.
فهل اتفق الجميع على أن المسلسل يمثلنا؟ وما الذي مثلنا فيه؟
رأى البعض أن المسلسل تمت كتابته بعين نسائية ، ولو كان الكاتب رجلاً
ممن عاصروا تلك الفترة لكان له رأي وإضافة ولمسات مهمة.
ويضيف: لو تم عرض المسلسل على كبار السن ممن عاشوا تلك الفترة،
لأضافوا عليه وقائع وأحداث ولمسات مهمة تجعله قريباً من الواقع أو يلامس الواقع.
نؤمن أن المبالغة في الحبكة الفنية وفي السيناريو والحوار هي سمات
الأعمال الفنية بهدف خلق تشويق للعمل التلفزيوني، وهذا الأمر غير مستغرب في الأعمال الفنية والسينمائية، بل قد يكون جزءاً مهماً فيها لكي تصل للنجاح الذي يتوق له المنتج وتحقق مشاهدات مرتفعة.
ومثال ذلك كثير من المسلسات والأفلام المصرية في السبعينات والثمانينات هل كانت تمثل طبيعة المجتمع المصري وعاداته وتقاليده؟ ألم تتضمن مبالغات ولقطات أول من استنكرها المصريون أنفسهم لكنها أسهمت بطريقة ما في خلق حوارات ونقاشات في الأوساط كافة.
كذلك مقولة “أنت فيذا” في مسلسل شارع الأعشى هل كانت رائجة في مجتمع الأعشى في ذلك الوقت؟
المؤكد أن هناك من سينفي، وآخرون سيبدون استغرابهم منها، لكن فريقاً ثالثاً سيُقر أن هذه العبارة كانت موجودة بهذه الكلمات أو بصيغة أخرى.
ونعود إلى المسلسل نفسه لنقرر أن الأعمال الروائية طابعها دوماً التخيُّل والمبالغة في تصوير المشاهد ولولا المبالغة ما شدت اهتمام القراء.
كما أن كتابة سيناريو المسلسلات والأفلام يتطلب تقنيات لغوية يضاف لها مهارات وخبرات معينة من أبرزها مقدرة عالية على تصوير الأحداث وخلق حوارات داخل المسلسل مقتبسة من بيئة المجتمع الذي تتحدث عنه ولهجته المحلية وعباراته الدارجة أو العامية لخلق إيحاء لدى المتلقي أن هؤلاء منا ويتحدثون عن حياة كانت هنا أو كما وصفت المتحدث المسلسل بأنه “يمثلنا”.
ودون خوض في الاتفاق أو الاختلاف مع قولها إنه “يمثلنا”، فإن مجرد إثارة النقاش تعد حالة إيجابية للمجتمع توصله إلى زوايا اتفاق أو تفاهم بشأن القضايا المجتمعية وتعمّقُ لغة الحوار والتواصل بأسلوب حضاري، وهو ما ينبغي الانتباه له والتركيز عليه بعيداً عن إسقاطات غير محببة أو تسفيه لآراء مختلفة. (يتبع).
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: شارع الأعشى
إقرأ أيضاً:
انطلاق مسلسل «فات الميعاد» بعد 50 عامًا من رحيل أم كلثوم
انطلقت على منصة watch it، أولى حلقات مسلسل "فات الميعاد" قبل يوم من عرضه عبر شاشة dmc، حيث جاء تتر الحلقة على أنغام إحدى الأغاني الكلاسيكية الخالدة لكوكب الشرق أم كلثوم.
أغنية التتر التي تم غناؤها بصوت أم كلثوم حملت نفس اسم المسلسل "فات الميعاد"، وبذلك يكون ذلك أول تتر يتم غناؤه بصوت الفنانة الكبيرة بعد رحيلها عن عالمنا قبل 50 عامًا.
أغنية "فات الميعاد" هي من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان بليغ حمدي، وغنتها أم كلثوم لأول مرة عام 1967.
مسلسل "فات الميعاد" مكون من 30 حلقة، يشارك في بطولتها أسماء أبو اليزيد، أحمد مجدي، أحمد صفوت، ولاء الشريف، فدوى عابد، محمد علي رزق، محمود البزاوي، هاجر عفيفي، محمد أبو داود، سلوى محمد علي، محمد السويسي، وغيرهم من النجوم.
المسلسل من إخراج سعد هنداوي، والمنتج إبراهيم حمودة، وأشرف على الكتابة محمد فريد، وسيناريو وحوار ناصر عبد الحميد، عاطف ناشد، إسلام أدهم، مدير التصوير زكي عارف، إشراف فني وديكور رضوى شعبان، موسيقى تصويرية عزيز الشافعي، مونتاج سامح أنور، منتج فني محمد عبد الحفيظ، إشراف على الإنتاج وليد حمودة، إنتاج شركة سكوير ميديا للإنتاج الإعلامي.
العمل هو دراما اجتماعية، وخلال الحلقات تبدأ القصة بحدث يبدو عاديا، كأن تطلب زوجة الطلاق من زوجها لاستحالة العشرة بينهما، ولكن هذا الطلب يتحول إلى كرة ثلج تتعاظم ويتفاقم أثرها على حياة كل أبطال المسلسل، ليتورطوا جميعا في صراع درامي شيق تتبدل فيه حيواتهم ويتكشف مع كل تطور في الأحداث خبايا عما تخفيه نفس كل منهم، كأن ضغط الأحداث يلقى بأضواء ساطعة على مناطق لم تكن مكتشفة أو ظاهرة في شخص كل منهم أمام الآخرين وربما أمام أنفسهم، وذلك وسط عوالم مليئة بالرومانسية والحب وما تفرضه من ود وشجاعة أحيانا، ومن خوف وجبن وتناقض في أحيان أخرى.