كشفت إحصائيات رسمية عراقية عن وجود نحو مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء وتلقي الرعاية الصحية والتعليم، وارتفاع معدلات عمالة الأطفال والعنف ضدهم.

وبحسب وزارة التخطيط العراقية فإن الأطفال من بين أكثر الفئات تضرراً من الظروف التي مر بها العراق خلال السنوات الأخيرة، جراء الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية.

إحصائيات مقلقة

وقالت المتحد باسم وزارة التخطيط  العراقية عبد الزهرة الهنداوي إن "الأطفال يمثلون شريحة مجتمعية تقارب 40% منه، إذ تعد شريحة هشة متأثرة بظروف البلاد الصعبة خلال السنوات الأخيرة، تتمثل في الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية وانعكست سلباً على الأطفال"، بحسب موقع "السومرية نيوز" العراقي.

وأضاف أن "مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى زج 5% منهم في العمل، وهذا يفسر أيضاً العنف الذي يتعرض له الأطفال في المجتمع"، مشيراً إلى أن الفقر هو السبب الرئيس في دفع العائلات لأطفالها إلى العمل.

أحدثها رضيعة حديثة الولادة! تكرر حوادث تعنيف الأطفال في #العراق يثير الغضب ومطالبات بأشد العقوبات#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/pczcGQfnzc

— فيديو 24 (@24Media_Video) August 21, 2023

وأوضح أن "الوزارة تعمل على إعداد إستراتيجية خمسية لمكافحة الفقر، سبقتها بإطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية التي تضمنت محوراً خاصاً عن الطفولة، وحقوق ومتطلبات هذه الشريحة".

تدخلات محدودة     

وقالت رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة النيابية دنيا الشمري: "نركز على القوانين التي تصب في مصلحة الطفل وكل ما يؤثر إيجاباً في تعليمه وما يمنع زجه في العمل بسبب العامل الاقتصادي لبعض الأسر".

وترى مديرة مكتب هيئة رعاية الطفولة غادة الرفيعي أن "الخطة التنفيذية الثانية لسياسة حماية الطفل للأعوام من 2022 وإلى 2025 تضمنت إنشاء الجهاز المركزي للإحصاء بدعم من (يونسيف) منصة وطنية لبيانات الطفل"، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تنفيذ الخطة التنفيذية الثانية.

#العراق.. دعوات لإقرار تشريعات تمنع العنف ضد المرأة

https://t.co/HVegM0vlMu

— 24.ae (@20fourMedia) August 19, 2023 وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في وقت سابق، من تأثيرات ارتفاع نسب الفقر على أطفال العراق، داعية إلى العمل لبناء بيئة شاملة لحماية الأطفال في العراق، حيث يشكل الأطفال الغالبية من أصل حوالي 4.5 ملايين عراقي معرضين لخطر الفقر من جراء تداعيات النزاعات. تحولات اجتماعية

يرى أستاذ العلاقات الدولية العراقي رعد قاسم العزاوي، أن "المجتمع العراقي والنظام الأسري في البلاد مر بعدة تحولات بعد الحرب على العراق عام 2003".

وقال: "كل الدول قائمة على أنظمة سياسية وتعليمية وصحية وأمنية وتشريعية، تعطي محصلتها صورة لمدى تنظيم وقوة الدولة أو هشاشتها وضعفها، وكلها ترتكز على النظام الأسري الذي يعد عمود وغاية بقية الأنظمة".

وأضاف "في العراق عند تحليل المجتمع والنظام الأسري نجد أن لدينا أكثر من مليون أرملة بسبب الحروب والتناحرات العرقية والمذهبية والطائفية، وأكثر من خمسة ملايين يتيم من دون رعاية، وانتشار لظواهر التفكك الأسري، كما أن هناك أكثر من ثمانية ملايين عاطل عن العمل، ضمن نطاق الأعمار المؤهلة للعمل التي تمثل قوة المجتمع".

#العراق يضبط أكبر كمية مخدرات في تاريخه https://t.co/Q60pqxRFmT pic.twitter.com/k2eSqYBj6J

— 24.ae (@20fourMedia) August 6, 2023 وأوضح أن هذه الفئات "يغزوها الفقر والجهل والبطالة وغياب التأمين الصحي والاجتماعي، كما أن المدارس لا تتناسب مع عدد السكان في العراق الذي يقترب من 45 مليوناً". انشغال حكومي

وقال العزاوي  إن "النظام السياسي في العراق منهمك في صناعة السلطة وبناء السلطة، وليس صناعة أنظمة متطورة وحديثة تحاول أن تصلح ما يمكن إصلاحه من النظام الأسري".

وأضاف "إذا ما بقيت هذه الحالة واستمرت أعداد البطالة، سوف تغزو ظواهر الجريمة المنظمة والجريمة الاجتماعية والإرهابية المجتمع العراقي، ناهيك عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتحول العراق لبؤرة تنتج الأزمات والتوترات داخلياً وخارجياً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني العراق غزو العراق

إقرأ أيضاً:

مسؤول طبي بغزة: 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام

الجديد برس| أكد مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة د. محمد أبو سلمية، أن ️مستشفيات القطاع في أسوأ حالاتها، وأن السعة السريرية في مجمع الشفاء فاقت 250%، مشيرًا إلى أن الوفيات بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج وسوء التغذية في القطاع أصبحت بأعداد غير مسبوقة. وبين أبو سلمية في تصريحات صحفية، أن نحو 154 شهيداً، بينهم 89 طفلاً، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتجة عن الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، وأن أعداد الوفيات تزداد كل ساعة في القطاع مع اشتداد المجاعة وقلة الغذاء. وشدد على أن الفئة الأكثر تضرّراً هي الأطفال، إذ أنّ أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام، وليس لدى وزارة الصحة ما يبقي الأطفال الخدج أحياء، لعدم توفر الحليب أو المواد الغذائية، خصوصاً أن مستشفيات الأطفال تعجّ بآلاف المرضى جراء مستوى الجوع الذي لم يسجل من قبل. وقال أبو سلمية: “الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلاً في وجه المجاعة، ولا يحتملون الصيام لفترات طويلة ما يعرّضهم لخطر شديد، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، كما أن الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطراً كبيراً”، ولفت إلى أن بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء لهم ولأطفالهم، “وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فوراً، ستكون هناك مقتلة”. وأضاف أن ما نسبته 12% من الحالات التي تصل المستشفيات تعاني من سوء التغذية الحاد بسبب سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي على القطاع، وأن نحو 90% من الحالات لا تتلقى الغذاء بانتظام يوميّاً. وذكر مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم يستقبلون يوميّاً في المجمع ما لا يقلّ عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك وعدم التركيز بسبب سوء التغذية، تتراوح أعمارها بين 13 عاماً وما فوق، مشيراً إلى أن المعاناة الحقيقية تبدأ لدى الجرحى والمصابين والمرضى بعد إنقاذ حياتهم، إذ لا يتوفر لهم الغذاء أو العلاج اللازم لتعافي جروحهم وتطبيبهم، فالوضع مأساوي للغاية. ونوّه إلى أن المرضى لا يجدون شيئاً من الغذاء عالي البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن، إذ يمنع الاحتلال إدخالها لغزة بسبب الحرب المدمرة وسياسة التجويع الكارثية، مشدداً على أن نسبة حالات سوء التغذية الحاد بمجمع الشفاء وصلت إلى 12%، ونحو 25% من الحالات لديهم سوء تغذية ما بين متوسط وحاد. وتحدث أبو سلمية عن توفير وزارة الصحة مكملات غذائية خاصة للأطفال أقل من 8 سنوات لكن ذلك لا يلبي الحاجة، فالمرضى والمصابون بحاجة إلى تغذية ضرورية، خاصة للذين يعانون من سوء التغذية، من محاليل وريدية وفيتامينات ومعادن وتغذية أمينية ومكملات غذائية عالية الطاقة، وسط حاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، وللمرضى الذين يتهدّدهم الموت إذا لم يُنقلوا فوراً للعلاج. وشدّد على ضرورة إدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية مثل الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات، ومحاليل جلوكوز مركّزة، وأغذية علاجية جاهزة، ومضادات حيوية وريدية، وأطعمة فيها مصادر البروتين، مؤكداً تعمّد الاحتلال انتهاج سياسة التجويع سلاحَ حرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، مرجحاً ارتفاع أعداد الوفيات سريعاً خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار إلى مواجهة سكان القطاع كارثة إنسانية وصحية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ ما يزيد عن 150 يوماً على نحوٍ متواصل. وفي وقت سابق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، حاجة القطاع يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإلى نحو 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية. وأكد أبو سلمية أن الحل الجذري والعاجل لهذا الاحتياج الكبير، هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وضمان تدفق حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات. وحثّ المؤسّسات الإنسانية والدولية والأممية للاستجابة للمرضى والجرحى وتوفير المكملات الغذائية والأدوية اللازمة للسكان والأطفال تحديداً. كما طالب بتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضار وحليب الأطفال للحدّ من سوء التغذية وآثاره السلبية على صحة المواطنين. يُذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهرَي مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيَين؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة الذي يعيش حالة من المجاعة القاسية، في ما يوصف بأنه أسوأ كارثة إنسانية يعيشها الفلسطينيون، إذ تنعدم المواد التموينية والغذائية ومستلزمات الحياة كافّة. وتتزامن المجاعة مع تصعيد عسكري كبير ودموي تقوم به قوات الاحتلال عبر قصف المنازل والمنشآت والأماكن العامة ومخيّمات النازحين في القطاع، ما أوقع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفق ما تعلنه وزارة الصحة يومياً.

مقالات مشابهة

  • عمل الشرقية تعقد ندوات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بجامعة الزقازيق
  • مستثمر عراقي:العراق بيئة طاردة للاستثمار وانعدام الثقة بالدولة
  • التخطيط تؤكد انخفاض نسبة الفقر في العراق وتفاوتها بين المحافظات
  • مسؤول طبي بغزة: 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام
  • حملات تفتيش مكثفة على المنشآت السياحية بجنوب الغردقة
  • وزير التخطيط:(17.5%) نسبة الفقر في العراق
  • الحكومة تؤشر انخفاضاً بنسبة الفقر في العراق
  • عنف الدم يهدد صِلة الرحم.. الجرائم الأسرية تهز المجتمع العراقي
  • الجوع على مائدة النقاش بقمة الأمم المتحدة للغذاء بأديس أبابا
  • الأمم المتحدة: الجميع جوعى في غزة والأطفال الأكثر معاناة