شارك صندوق أبوظبي للتنمية في حفل تدشين محطة الطاقة الشمسية في جمهورية القمر المتحدة، والتي مولها الصندوق بتكلفة 25.7 مليون درهم، ما يعادل 7 ملايين دولار، في خطوة محورية تدعم تنمية الاقتصاد الوطني، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في جمهورية القمر.
وتساهم المحطة، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 6.

3 ميغاواط، في رفع كفاءة قطاع الطاقة في البلاد واستدامتها من مصادر متجددة، الأمر الذي يسهم بشكل إيجابي في تعزيز بنية الطاقة الكهربائية في العاصمة “موروني” والمناطق المحيطة بها، ورفع مستوى جودة الحياة المعيشية للسكان، كما يهدف المشروع إلى خفض الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من تأثيرات التغير المناخي.
دشن المشروع، فخامة عثمان غزالي رئيس جمهورية القمرالمتحدة، بحضور سعادة جمعة راشد الرميثي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية القمر المتحدة، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين.
وأكد فخامة عثمان غزالي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك سجلاً حافلاً من الإنجازات الاستثنائية في مجال دعم المشاريع النوعية في الطاقة المتجددة، إلى جانب دورها المتقدم في العمل المناخي، ويجسد ذلك الدور الريادي الذي يقوم به صندوق أبوظبي للتنمية وحرصه على ترسيخ المفاهيم العالمية للاستدامة، وتعزيز الحلول المبتكرة وتوظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة، سعياً لدعم مشاريع الطاقة على مستوى عالمي.

وقال فخامته : فخورون بالعلاقة المتميزة مع الصندوق، والتي ساهمت في تحقيق أهدافنا التنموية والتزامنا المشترك في حماية كوكبنا، هذه العلاقة تشكل أساساً قوياً لتقدمنا، وإن تمويل محطة الطاقة الشمسية يتجاوز كونه مشروعاً عادياً، بل يشكل لنا علامة فارقة تدعم مسيرتنا في التحول نحو الطاقة النظيفة واستدامة مواردها، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة تدعم النمو المستدام في البلاد.

من جهته، قال سعادة جمعة راشد الرميثي، إن هذا المشروع الهام يأتي في إطار العلاقات الوثيقة التي تربط دولة الإمارات بجمهورية القمر المتحدة، كما يعكس التزام دولة الإمارات الثابت بدعم التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات الإستراتيجية في المجالات الحيوية، وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة، واصفا المشروع بأنه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية، حيث تلتزم دولة الإمارات بدعم مشاريع الطاقة النظيفة، مما يعكس حرصها على تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

وقال سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، إن هذا المشروع الريادي يشكل ركيزة أساسية تدعم تحفيز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، واستدامة مشاريع الطاقة المتجددة في جمهورية القمر المتحدة، مؤكدا الحرص على العمل مع الشركاء “يداً بيد” على تحقيق الغايات المرجوة من تنفيذ هذه المحطة الإستراتيجية، التي ستلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لتنعم بأثرها الإيجابي الأجيال الحالية والقادمة.

وأكد السويدي أن تمويل محطة الطاقة الشمسية يعكس التزام صندوق أبوظبي للتنمية بتعزيز الشراكات مع مختلف الدول، مشيرا إلى أن الاستثمار في مشاريع الطاقة يأتي في مقدمة اهتمامات الصندوق وأولوياته الرئيسية، نظراً لتأثيراتها الجوهرية من حيث تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يسهم في تحقيق الأهداف البيئية، وبناء مستقبل مزدهر ومستدام للمجتمعات.

ويعمل مشروع محطة الطاقة الشمسية في جمهورية القمر المتحدة على زيادة إنتاج الكهرباء في البلاد، حيث سيتم ربط المحطة من خلال خطوط الضغط المتوسطة بسعة 20 كيلو فولت لنقل الكهرباء بشكل مستدام، مما يسهم في استقرار إمدادات الطاقة الكهربائية في المنطقة.

يذكر أن صندوق أبوظبي للتنمية، بدأ نشاطه التنموي في جمهورية القمر المتحدة عام 1979، حيث تم تقديم قروض ميسرة ومنحة حكومية بقيمة إجمالية تبلغ 439.4 مليون درهم، خصصت لتنفيذ مشاريع تنموية ضمن قطاعات حيوية كالصحة والتعليم، والكهرباء، والنقل وغيرها، الأمر الذي ساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الناصر في حوار مع “بلومبيرغ”: دور السعودية سيظل رئيسياً في ضمان أمن الطاقة

البلاد (جدة)

جاء ذلك في الحوار التلفزيوني”أسبوع بلومبيرغ وول ستريت”بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الشركات في أرامكو السعودية أشرف الغزاوي، والنائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر، وكبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم.
وفي إجابة على سؤال حول خفض الكربون، ودعوات تحول الطاقة، شدد المهندس أمين الناصر على ضرورة اعتماد نهج أكثر واقعية وبراغماتية في مسار التحول العالمي للطاقة؛ حيث إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تلبي احتياجات الطلب اليوم أو المستقبلي، مؤكدًا أن النفط الخام والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، مضيفًا أن الهدف على المدى الطويل ليس التخلي عن الطاقة التقليدية، وإنما تحسينها.
وقال: لقد ذكرنا دائمًا، أننا بحاجة إلى “إعادة ضبط مفهوم تحول الطاقة في العالم”، أو واقعية عملية التحول؛ لتحقيق طموحنا المتمثل في الوصول إلى “صافي صفر” انبعاثات مع ضمان أمن الطاقة. ما نحتاجه هو حلول عملية لتحقيق ما نهدف إليه جميعًا.
وأضاف: من المتوقع أن يكون نحو 70 % إلى 80 % من الطاقة العالمية في عام 2050 في الجنوب العالمي، وليس الشمال العالمي؛ لذلك، لن ينجح نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”. وأعتقد أن هذا مدفوع بشكل كبير بالحوافز لكنها غير مستدامة، وبمجرد اختفاء هذه الحوافز، سيتم تمرير هذه التكلفة الإضافية إلى المستهلك. وهذا هو المكان الذي نشهد فيه زيادة في التكلفة. ما نحتاجه هو شيء يكون مستدامًا وميسور التكلفة، وآمنًا في الوقت نفسه. لقد تحدثنا دائمًا عن مزيج مختلف من الطاقة؛ سيكون مطلوبًا.
وأكد رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، أن النفط والغاز يظلان مهمين للاقتصاد العالمي؛ حيث يدور الحديث عن 200 إلى 230 جيجاوات من الطاقة الشمسية والرياح، التي لا تلبي احتياجات العالم في المدى المنظور، مع الأخذ في الاعتبار أن معدل استهلاك الكهرباء العالمي سيتضاعف بحلول عام 2050.
وأضاف: نحن نهتم بالهيدروجين، ولدينا أحد أكبر المشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر في نيوم. وسنكون أكثر من سعداء لبناء المزيد من الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق في المملكة. وفي الوقت نفسه لا نهمل الهيدروكربونات، ونعمل في مجال حجز الكربون وتخزينه، ولدينا قدرة إنتاجية قصوى مستدامة تبلغ 12 مليون برميل، كما ننمي الغاز لدينا بأكثر من 60 % بحلول عام 2050؛ لذلك نحن نركز على مصادرنا التقليدية وننميها؛ بينما نقوم بإزالة الكربون في الوقت نفسه، ونبني الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وغيرها؛ لذا تعتبر أرامكو السعودية شركة تكنولوجيا تقدم الطاقة.

الغزاوي: نستثمر في مجالات الطاقة وتقنيات الكربون
قال أشرف الغزاوي نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية، وتطوير الشركات في أرامكو السعودية: إن أعمال الغاز ستنمو بنسبة 60 % بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، وهي حاليًا تستثمر في مختلف مصادر الطاقة؛ ومنها الطاقة المتجددة، والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى تكنولوجيا حجز الكربون وتخزينه، وستواصل استثماراتها في ذلك. ناهيك عن الرقمنة لأهميتها الكبيرة في سلسلة القيمة، وتوفير منفذ للموارد الهيدروكربونية الهائلة. وكذلك التركيز على الكيماويات؛ باعتبارها اللبنة الأساسية لجميع الاقتصادات الحديثة. والمجتمعات تحتاج دائمًا إلى سلع ومواد؛ مثل البلاستيك والبوليمرات لأي نوع من التنمية الاقتصادية في المستقبل.
وأضاف في إجابة على سؤال بشأن هدف أرامكو “صافي صفر” انبعاثات بحلول عام 2050، وامتلاكها أدنى كثافة كربونية مقارنة بشركات الطاقة الأخرى: إن النفط الخام ليس كله متساويًا. نحن نفخر كثيرًا بحقيقة أننا أقل المنتجين كثافة كربونية في المراحل الأولية، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة؛ نتيجة لعقود من العمليات المسؤولة والمستدامة، ومن المهم لنا أيضًا الالتزام بتعهداتنا تجاه طموح “صافي صفر” ومراقبة آليات إزالة الكربون المتاحة لنا، وقد قمنا بتشغيل برامج تقليل اللهب لأربعة عقود، ولدينا كثافة ميثان هي الأقل في السوق. كل هذا يجعلنا نضع أنفسنا كقائد بلا منازع، عندما يتعلق الأمر بكثافة الكربون والمقاييس البيئية.

الخويطر: استثمار الذكاء الاصطناعي في منظومة أرامكو

وحول سؤال عن اهتمام أرامكو السعودية بالذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، قال النائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر- الذي يقود قسم التكنولوجيا والابتكار في الشركة: إن الذكاء الاصطناعي يعد اليوم أحد أهم التطورات التقنية في هذا القرن؛ لذا سارعنا إلى نشر الذكاء الاصطناعي في عملياتنا وتطبيقه على أعمالنا.
وأوضح أن أي بيانات من منشآت الشركة وعملياتها تنتهي هنا في مركز الثورة الصناعية الرابع الخاص بها؛ مشيرًا إلى أن أرامكو عملت على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي واسع النطاق، يسمى”أرامكو ميتابرين” وهو نموذج يحتوي على 70 مليار بارامتر. والسبب الذي جعلنا نختار بناء نموذج لغوي كبير خاص بنا، هو الحرص على أن نستخدم بياناتنا الخاصة؛ ما يمنحنا ميزة تنافسية.
ويضيف: لذلك قمنا بتدريب هذا النموذج بجميع بياناتنا التاريخية، وتقارير الهندسة، والمعايير. ويستخدم هذا النموذج الآن لتقديم المشورة لمهندسينا ومشغلينا، وكل موظف في الشركة، وقد قمنا بنشر هذا النموذج على 70 ألف محطة عمل عبر منشآتنا، وفي مكاتبنا . وإلى جانب المشورة، يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات لاتخاذ قرارات أفضل؛ ولهذا يعد الأساس للعديد من التطبيقات، التي نقوم بها والتحسين وتشغيل منشآتنا، وبالتالي نستطيع بها جلب الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى ميدان العمل.

كارلا: أرامكو تعزز التنوع الاقتصادي في المملكة

حول تطلع أرامكو إلى إعادة تعريف دورها، في الوقت الذي تعيد فيه المملكة العربية السعودية تخيل مستقبلها، قالت كبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم، التي يغطي عملها منطقة الشرق الأوسط: في الماضي، كانت إستراتيجية التنويع، تتمثل في استثمار معظم عائدات البترو دولار بالخارج؛ بحيث لا ترتبط بأسعار النفط، وعلى مدى السنوات التسع الماضية، ساهمت أرباح أرامكو بشكل غير مباشر في تمويل جزء كبير من إستراتيجية التنمية المستدامة، وتنويع الاقتصاد المحلي؛ من خلال تعدد استثماراتها في مصادر الطاقة والصناعات التكريرية والبتروكيمائية داخل المملكة وخارجها؛ لذلك تعد جزءًا مهمًا جدًا في تنوع الاقتصاد السعودي والإيرادات؛ من أجل دعم تمويل الإنفاق الحكومي والاستثمار التنموي.
وأكدت كارلا أن السعودية ستظل منتجًا رئيسيًا للطاقة في الاقتصاد العالمي، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي؛ ما يعزز استمرار دورها القوي في مجال السلع على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وقدرتها كعضو بارز ومؤثر بمجموعة العشرين في إحداث تحولات اقتصادية إيجابية، وجاذبية استثمارية متنامية في سوقها الضخم، والمشروعات الكبرى لرؤيتها 2030.

مقالات مشابهة

  • الناصر في حوار مع “بلومبيرغ”: دور السعودية سيظل رئيسياً في ضمان أمن الطاقة
  • “فلكية جدة”: القمر يقترن ويحجب نجم الثريا
  • تفقد سير العمل في عدد من مشاريع الطاقة الشمسية في الحديدة
  • مستقبل وطن: تصنيع مستلزمات الطاقة الشمسية انطلاقة قوية لصالح الاقتصاد
  • 340 مليون ريال لـ16 مشروعاً بلدياً بفرسان
  • إيران تحذر: أي دولة تدعم الكيان الصهيوني عسكرياً ستكون هدفاً مشروعاً لقواتنا
  • سعيد الطاير: «هب ريح» تسهم في تسريع تبني الطاقة الشمسية
  • ورشة تفاعلية حول "الطاقة الشمسية للمنازل" بسناو
  • تركيب منظومات للطاقة الشمسية لآبار مياه الشرب في ريف درعا الشرقي  
  • الرباط تُنجز 11 مرحاضًا ذكيًا بـ19.9 مليون درهم وجدل حول الكلفة