من التضامن إلى “النفير”….حين تتقنّع الأيديولوجيا المتطرفة بالأخلاق
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
زنقة 20. طنجة – بقلم : ذ. محمد الإدريسي
يحاول الإسلاميون التمويه المزدوج للدوافع الحقيقية وراء محاولتهم، أول أمس، اقتحام ميناء المسافرين بطنجة المدينة، و مرافىء مغربية أخرى.
يزعمون أن الأمر يتعلق بواجب “أخلاقي” تجاه “القضية الفلسطينية”، لكن هذا الادعاء ينهار عند أول تفكيك للخطاب. فالمناورة لا تكمن فقط في التحوير الماكر لإطار هذا “الواجب”، بل كذلك لموضوعه.
ما جرى هو “مُظاهرة”، بالمعنى الديني للكلمة: “فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ” (الصف 14). إنها مظاهرة عقائدية لصالح حركة حماس الإسلاموية، تندرج ضمن عقيدة “الولاء والبراء”، ولا علاقة لها بدعم “أخلاقي” للشعب الفلسطيني.
ما وقع هو “فزعة” دينية، لا تضامنًا إنسانيًّا. “نفير” بدافع العقيدة لا منطلق له من القيم الإنسانية الكونية. ولو كان الفلسطينيون من ديانة أخرى، لما نزل إسلامي واحد إلى الشارع.
النقد هنا لا يستهدف مبدأ التضامن في حد ذاته، بل الشكل الذي يُمارس به، حين يتحول إلى أداة تنكر مفهوم الدولة-الأمة. وهو تأمل في الدولة كمفهوم سوسيولوجي، لا كجهاز سياسي يتحدث باسمه الرسميون.
حتى مبدأ التضامن السلمي تمّ تجاوزه. فقد انتقل الإسلاميون، المدعومين من اليسار المتطرف التائه، من الاحتجاج الحضاري إلى ممارسة مادية تهدد مصالح المغرب الاقتصادية وتضر بموقعه في منظومة التجارة الدولية.
حتى مفهوم الأخلاق الذي يتخفّى وراءه الإسلاميون في تعبئتهم، ليس إلا قناعًا دعائيًّا. فكما يُقال، “حق أُريد به باطل”. في العلاقات الدولية، لا مكان للأخلاق المجردة، بل للمصالح المُدارة بأعلى درجات العقلانية.
الهوية الثقافية والانتماء الديني لا ينبغي أن يكون لهُما عُلوّ على رابطة المواطَنة، ولا أن يحلّا محل مفهوم الدولة-الأمة. كما لا يجوز توظيف “الأخلاق” لتبرير اصطفافات تخريبية تهدد الاستقرار وتسيء لمفهوم التضامن ذاته.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
هيئة الرقابة النووية: الحماية من الإشعاع تعتمد على 3 مبادئ أساسية
الرياض
أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أن الحماية من الإشعاع تستند إلى ثلاثة مبادئ أساسية تهدف إلى ضمان السلامة العامة والتقليل من المخاطر المرتبطة بالتعرض للإشعاعات.
وأوضحت الهيئة أن مبدأ التبرير يشترط أن يكون هناك مبرر واضح لأي تعرض إشعاعي، بحيث تفوق فوائده مخاطره ، أما مبدأ التحسين فينص على ضرورة تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الجرعة الإشعاعية، مع تقليل الأضرار المحتملة إلى أدنى حد ، في حين يركّز مبدأ التقييد على ضرورة عدم تجاوز الجرعات الإشعاعية المسموح بها، وفقًا لما تحدده الأنظمة الوطنية واللوائح المعتمدة.
وفي سياق متصل، شدّدت الهيئة على أهمية إبلاغ النساء الحوامل طبيبهن وأخصائي الأشعة عن الحمل قبل الخضوع لأي فحوصات إشعاعية، وذلك لضمان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الجنين من أي تعرض محتمل.
وتأتي هذه التوجيهات ضمن جهود الهيئة المستمرة في تعزيز الوعي المجتمعي بالإجراءات الوقائية المتعلقة بالتعامل مع الإشعاعات، بما يضمن سلامة المواطنين والمقيمين في المملكة.