23 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: انتقدت صحيفة كيهان الإيرانية، في افتتاحيتها بقلم رئيس تحريرها حسين شريعتمداري، ما وصفته بـ”النهج المتساهل” في مواجهة السياسات الأمريكية، معتبرة أن الرد الإيراني يجب أن يكون حازماً ورادعاً، لا أن يقتصر على “إزالة صورة العلم الأمريكي من مداخل بعض الكليات”.

وقال شريعتمداري: “يجب أن نُعلن بوضوح أنه إذا أقدم العدو على أي اعتداء، فإننا سندمر قواعده ومصالحه.

لا أن نقوم بتغطية صورة العلم الأمريكي أمام كلية ما في جامعة طهران بالسجاد، ثم نطمسها بالطلاء!”.

وأشار الكاتب إلى الإجراءات الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة قبيل بدء جولات التفاوض، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة والاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلاً: “لو كانت أمريكا صادقة في نيتها للتوصل إلى اتفاق، لما كانت هذه الخطوات الأربعة – وفي خضم المفاوضات – منطقية بأي حال. ألم يؤكد ستيف ويتكوف، ممثل ترامب، في الجولتين السابقتين على ضرورة حل القضايا والوصول إلى اتفاق مرضٍ للطرفين؟ إذاً، فما تفسير هذه السلسلة من العقوبات وتصريحات ترامب خلال اتصاله مع ذلك السفاح الصهيوني؟!”.

وأضاف شريعتمداري أن الوقائع والتجارب السابقة تشير إلى أن واشنطن “لا تسعى لاتفاق حقيقي مقبول من جانب إيران”، بل تواصل سياساتها الاستعلائية وابتزازها السياسي، متهماً الإدارة الأمريكية بأنها “تفاوض لمجرد التفاوض”، وأن ترامب يحاول استغلال ذلك في سجله خلال الـ100 يوم الأولى من ولايته، للتباهي بإحضار إيران إلى طاولة الحوار.

وأكد الكاتب أن “إصرار إيران على التفاوض غير المباشر يعد خطوة ذكية، لأنه يعكس عدم الثقة بالطرف الآخر، بل ويحمل رسالة ازدراء ضمنية له”، على حد تعبيره.

وفي ما يخص موقف إيران من التصعيد الأمريكي، دعا شريعتمداري فريق التفاوض الإيراني إلى قراءة الرسائل الحقيقية خلف العقوبات والاتصالات مع نتنياهو، والرد بالمثل برسائل قوية، قائلاً: “من الضروري أن يوجّه المسؤولون الإيرانيون رسائل حازمة توضح الطبيعة الاستكبارية والدموية للولايات المتحدة، وأن يعلنوا بصراحة عدم التراجع عن البرنامج النووي السلمي، بل ويدرجوا خيار الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) ضمن الردود المحتملة”.

كما دعا الكاتب إلى استخدام أوراق الضغط الاستراتيجية، قائلاً: “إذا حاول العدو حرماننا من تصدير النفط، فعلينا استخدام اتفاقيات جنيف 1958 وجامايكا 1982 الخاصة بحقوق الملاحة في المضائق الدولية، وإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط والسفن التجارية والعسكرية للدول المعادية”.

وختم بالتحذير من بعض الظواهر الداخلية التي وصفها بـ”الانهزامية”، قائلاً: “لا يجوز أن ينبهر البعض في الصحف والمواقع والفضائيات بالمواقف الغربية، ولا أن يضيق معيشة الناس بسبب التلاعب بأسعار السوق من قبل مفسدين اقتصاديين ذوي أيادٍ خفية”.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الصحافة الأصولية في إيران تهاجم تهاجم إصلاحيين سابقين يطالبون بتغيير نمط الحكم 

9 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: هاجمت الصحافة الأصولية في إيران بياناً صدر مؤخراً عن مجموعة من كبار الخبراء في الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، طالبوا فيه بتغيير “نمط الحكم” وإعادة النظر في السياسات الداخلية والخارجية للبلاد.

وأشعل البيان، الذي وقّعه شخصيات بارزة مثل عباس آخوندي ومسعود نيلي ومحمد ستاري فر، جدلاً واسعاً ليس بسبب مضامينه، بل بسبب خلفيات موقّعيه.

ووَجّهت الصحف المحافظة سهام النقد لا إلى محتوى البيان، بل إلى تاريخه وأصحابه، معتبرة أنهم “أعمدة الوضع الراهن”، متناسية أن كثيراً من هؤلاء استُبعدوا منذ سنوات من دوائر القرار أو اختاروا الصمت أمام مسارات أُجهضت فيها محاولات الإصلاح مراراً.

ووصف مراقبون هذا السجال بأنه “صراع الذاكرة السياسية مع الواقع الاقتصادي”، إذ تتكشّف الأرقام الرسمية عن مزيد من التراجع: تجاوز التضخم 47%، وسجل الريال الإيراني هبوطاً جديداً أمام الدولار خلال النصف الأول من عام 2025، في وقت تعاني فيه الأسواق من ركود وندرة في السلع الأساسية.

وأشارت تقارير تحليلية صادرة عن مركز الدراسات الاقتصادية بطهران إلى أن السياسات الحالية في التجارة الخارجية والعقوبات الداخلية على رواد الأعمال أدت إلى هجرة واسعة لرؤوس الأموال نحو تركيا وأرمينيا، في مقابل تزايد مؤشرات الفقر والبطالة في الأقاليم.

وانتقد البيان المثير “استمرار منطق العزلة” في الدبلوماسية الإيرانية، ودعا إلى “إحياء التفاعل مع العالم وإطلاق يد الكفاءات المحلية”، وهو ما واجهته صحيفة “جوان” بوصفه “خداعاً لغويًا يهدف لتدوير النخب الفاشلة”.

وسبق أن كشفت تجربة الرئيس السابق حسن روحاني أن الانفتاح على العالم الخارجي يمكن أن يُترجم إلى نتائج اقتصادية ملموسة، ولو جزئياً، كما حدث بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015، قبل أن تنقلب المعادلة بفعل الانسحاب الأميركي وتصاعد الخطاب المتشدد في طهران.

ورفضت دوائر محافظة الإقرار بأن نقد السياسات السابقة لا يعني نفي أهلية الناقدين، بل قد يكون تعبيراً عن خبرة عميقة دفعتهم إلى دق ناقوس الخطر.

ويعكس الهجوم على البيان روحاً سلطوية تخشى مناقشة البدائل، وتصر على أن الإصلاح لا يجب أن يبدأ ممن خبروا النظام وعرفوا مفاصله، مع أن تجارب سياسية كثيرة في العالم أثبتت أن التغيير غالباً ما يبدأ من الداخل، حين تفقد الحلول التقليدية فعاليتها.

وظهر في تفاعل الإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي، وسم “#فرصت\_آخر” بشكل متكرر، في إشارة إلى أن قطاعاً من المجتمع يرى في هذا البيان محاولة أخيرة لتدارك الوضع الحرج لا لتبرئة الذات.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لافروف: الضربات الأمريكية لإيران خرق للقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي
  • روسيا تدعو لتمديد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دون أي انقطاع
  • ضياء رشوان: إيران فرضت معادلة «العين بالعين».. وترامب لا يرى حلاً مع طهران سوى التفاوض
  • ضياء رشوان: إيران فرضت معادلة العين بالعين.. وترامب لا يرى حلا مع طهران سوى التفاوض
  • إيران تدعو للتحقيق في استخدام إسرائيل للمرتزقة
  • الصحافة الأصولية في إيران تهاجم تهاجم إصلاحيين سابقين يطالبون بتغيير نمط الحكم 
  • اتفاقية البحار تعوق غلق  هرمز.. المضيق ورقة خطيرة في القيد الدولي
  • عبر تسجيلات مسربة ..ترامب يهدد بقصف موسكو وبكين
  • تسجيل مسرّب يكشف تهديد ترامب بقصف موسكو وبكين
  • في تسجيلات مسربة.. ترامب يهدد بقصف موسكو وبكين