12 ولاية أميركية تقاضي ترامب بسبب التعريفات الجمركية
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
طعنت 12 ولاية أميركية أمام القضاء أمس الأربعاء بالرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، متهمةً إياه بتجاوز سلطاته الدستورية من دون الرجوع إلى الكونغرس وتهديد استقرار الاقتصاد الأميركي.
ورفعت المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس، ونظراؤها من 11 ولاية أميركية، دعوى قضائية ضد ترامب على خلفية الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها مؤخرا.
ووفقا لوثائق المحكمة التي كشفت عنها صحيفة بوليتيكو، تؤكد الولايات الـ12 -وهي نيويورك، أريزونا، كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، إلينوي، مينيسوتا، نيفادا، نيو مكسيكو، أوريغون، فيرمونت، وأيضا كاليفورنيا- أن ترامب "قلب النظام الدستوري رأسا على عقب" عبر فرض ضرائب ضخمة دون موافقة الكونغرس.
اتهامات بتجاوز الصلاحياتوتستند الدعوى إلى أن قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية لعام 1977، الذي استخدمه ترامب كذريعة لفرض رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، لا يمنحه سلطة فرض رسوم جمركية عامة وشاملة من دون تفويض صريح من الكونغرس.
وجاء في نص الدعوى "من خلال ادعائه امتلاك صلاحية فرض رسوم جمركية شاملة ومتغيّرة على أي منتج لأي سبب، عطّل الرئيس النظام الدستوري وأغرق الاقتصاد الأميركي في فوضى".
إعلانوقالت المدعية العامة لأريزونا كريس مايس في مؤتمر صحفي "هذه الرسوم ليست فقط متهورة اقتصاديا، بل غير قانونية أيضا. الضرر ليس نظريا، إنه يحدث فعليا، والأسعار بدأت ترتفع، وحركة التجارة والسياحة تراجعت بشكل ملحوظ".
أثر اقتصادي ملموسوأفادت الولايات بأن الرسوم الجمركية المفروضة أحدثت زيادات كبيرة في أسعار المعدات والإمدادات الأساسية، مما أدى إلى اضطرابات في سلاسل التوريد ورفع تكلفة المعيشة على المواطنين.
وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول "هذه أكبر زيادة ضريبية فدرالية في تاريخ الولايات المتحدة، ونيويورك لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يدفع ترامب البلاد نحو الركود".
وبحسب الدعوى، فإن ميناء لوس أنجلوس، أحد أكبر مراكز التجارة الدولية في البلاد، شهد انخفاضا حادا في حركة الشحن، بينما بدأت شركات كبرى بتقليص استيرادها من الخارج تجنبا للتكاليف الإضافية.
رد إدارة ترامبفي المقابل، دافع المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، عن سياسة ترامب الجمركية، قائلا إن الرئيس "يستخدم سلطاته القانونية الكاملة لمواجهة تهديدات طارئة، من ضمنها الهجرة غير الشرعية وتدفق الفنتانيل والعجز التجاري المتزايد".
وأضاف "مرة أخرى، يفضل الديمقراطيون مثل ليتيتيا جيمس ملاحقة ترامب قضائيا بدلا من حماية ناخبيهم من التهديدات الحقيقية".
ويصر ترامب على أن الرسوم الجمركية أداة تفاوض فعالة لإعادة التوازن إلى علاقات التجارة الدولية، قائلا في خطاب سابق هذا الشهر: "لقد نُهبت بلادنا لعقود من دول صديقة وعدوّة على حد سواء، وهذا لن يحدث بعد الآن".
وتعد هذه أول مرة يُستخدم فيها قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية لفرض رسوم جمركية بهذا الشكل الواسع، ما يفتح الباب أمام معركة قضائية قد ترسم حدود صلاحيات الرئيس في القضايا الاقتصادية. ورغم أن المحكمة الأميركية للتجارة الدولية رفضت طلبا طارئا لوقف تحصيل الرسوم، فإن المحاكمة الرئيسية لا تزال قائمة.
إعلانويُتوقع أن تستغرق الدعوى القضائية عدة أشهر، وربما سنوات، خصوصا أن فترة التوقف المؤقت لبعض الرسوم تنتهي في يوليو/تموز المقبل، وهو ما يضع النظام القضائي أمام اختبار غير مسبوق في رسم حدود السلطة التنفيذية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد
خلصت قاضية أميركية إلى أن الرئيس دونالد ترامب ليس مخولا بمنع وفود طلاب أجانب إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة هارفارد، في وقت يسعى الرئيس الجمهوري إلى اتفاق محتمل مع تلك المؤسسة التعليمية العريقة.
وسبق أن حصلت جامعة هارفارد -التي رفضت الامتثال لتوجيهات الحكومة الأميركية- على تعليق مؤقت من القضاء الأميركي لهذه التدابير التي تستهدف الطلاب الأجانب باعتبارها غير قانونية وغير دستورية.
وعلّقت القاضية أليسون بوروز -التي سبق لها أن مددت وقف العمل بقرار الرئيس- تطبيق الحظر إلى أجل غير مسمى.
ويحافظ الأمر الصادر أمس الجمعة عن القاضية أليسون على قدرة جامعة هارفارد على استضافة الطلاب الأجانب ريثما يتم البت في القضية.
ويمثل هذا الأمر انتصارا جديدا للجامعة العريقة، حيث يطعن في عقوبات حكومية متعددة بخضم معركة مع البيت الأبيض.
ترامب يهدئوبعد أسابيع من شد الحبال بين المؤسسة التعليمية والإدارة الأميركية بدا أن الرئيس ترامب يسعى إلى تهدئة الوضع.
وأشار ترامب في منشور له على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إلى مناقشات مع هارفارد قد تفضي إلى "اتفاق قريب سيكون في حال التوصل إليه اتفاقا "تاريخيا وجيدا جدا لبلدنا".
وكانت جامعة هارفارد أثارت سخط الرئيس الأميركي برفضها الامتثال لرغبته في الإشراف على التعيينات ومحتويات برامجها وتوجهاتها في مجال الأبحاث.
وينتقد ترامب خصوصا سياساتها في مجال التنوع وسماحها بتنظيم مظاهرات احتجاجية على حرب إسرائيل في غزة قال إنها تنطوي على "معاداة السامية".
وألغى ترامب منحا فدرالية وعقودا مع الجامعة بقيمة نحو 3.2 مليارات دولار.
وكثّفت الإدارة الأميركية التدابير في أواخر مايو/أيار الماضي ومطلع يونيو/حزيران الجاري لحظر التحاق طلاب أجانب جدد بالمؤسسة التعليمية.
ويشكل هؤلاء الطلاب نحو 27 % من إجمالي المنتسبين إلى هذا الصرح التعليمي النخبوي، ويمثلون مصدر دخل كبير له، ويساهمون في تألقه على الصعيد العالمي.
إعلانواتهمت جامعة هارفارد في مستندات ملحقة بملفها الإدارة الأميركية بـ"أعمال ثأرية لممارسة حقها في التعديل الأول" من الدستور الأميركي الذي يضمن حرية التعبير.
وردّت الجامعة "طلبات الحكومة الإشراف على حوكمتها وبرامجها التعليمية وعقيدة الجسم التعليمي والطلابي".