سوريا- شارك عشرات الصحفيين بمدن مختلفة في وقفات احتجاجية وتضامنية مع إعلاميي غزة وصحفييها الذين يستهدفهم القصف الإسرائيلي بشكل شبه يومي، وآخرهم طاقم قناة الجزيرة بمراسليه ومصوريه في مدينة غزة وشمال القطاع.

وانضم صحفيون سوريون إلى وقفات صامتة، مساء الاثنين، في مدن إدلب وطرطوس ودمشق وحمص حلب تضامنا مع صحفيي غزة، واستنكارا لاغتيال طاقم قناة الجزيرة وعلى رأسه المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع.

وقال المشاركون إن الاحتلال الإسرائيلي لم يغتل الصحفيين بعينهم، إنما استهدف الحقيقة بذاتها، والأعين التي ترصد إجرامه منذ بدء الحرب على القطاع قبل نحو عامين.

ووثّق منتدى الإعلاميين الفلسطينيين استشهاد 237 صحفيا منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، آخرهم طاقم قناة الجزيرة، في تجاوز تام لكل القوانين والأعراف الدولية وشرائع حماية المدنيين ومنهم الصحفيون.

مراسل الجزيرة صهيب الخلف (يمين) خلال وقفة تضامنية مع زملائه الشهداء بغزة في مدينة إدلب (الجزيرة)

وخلال وقفة لصحفيين سوريين بمدينة إدلب شمال غربي سوريا، قال مراسل الجزيرة صهيب الخلف إن اغتيال طاقم الجزيرة في غزة أنس ومحمد وباقي الزملاء شكّل صدمة كبيرة، لأن صوتهم كان يبعث الأمل والثقة بأن ما يحدث في غزة يسمعه العالم ويشاهده وسيكون سببا في تغيير الحال إلى الأفضل في غزة.

ورغم اغتيالهم، قال الخلف إن "هذه الرسالة سيتابعها من تبقى ولن يوقف القتل صوت الحقيقة وعينها".

وتقدم الخلف بالتعزية لأهل أنس وذويه وفريقه وجميع الإعلاميين والصحفيين في غزة وقناة الجزيرة التي واصلت نقل الحقيقة بأصوات أبناء غزة، التي لن تسكت رغم استمرار الاغتيالات.

أما الإعلامي أحمد حموش من إدلب فقال -للجزيرة نت- إن اغتيال الصحافة بشكل مباشر في غزة يأتي فقط لأنهم عين الحقيقة والمصدر الوحيد الذي يشاهد العالم من خلاله كمية الإجرام والقتل الذي ينفذ بحق أهل غزة وأطفالها ونسائها وحتى الصحفيين فيها.

الصحفية مها اليوسف تحمل صورة مراسل الجزيرة الشهيد أنس الشريف في وقفة بمدينة طرطوس الساحلية (الجزيرة)هذا ما عشناه

أما الصحفية ريم المصطفى، فاستهلّت تعليقها قائلة إن "الصحافة ليست جريمة"، مشددة على الأثر المهم الذي تتركه الكلمة الحرة في "مقارعة الطغيان والاحتلال الذي يعمل على طمس الجرائم بحق الإنسانية"، والتي لا يمكن إسكات صوتها وصورتها إلا باغتيال صوت الصحافة، وهذا ما تسعى إليه آلة الحرب الإسرائيلية باغتيال فريق الجزيرة وقبله العشرات من الصحفيين.

إعلان

واستذكرت المصطفى ما كان يواجهه الصحفيون السوريون في عهد النظام السابق، وقالت "هذا ما كنا نعيشه في إدلب من قتل متعمد من قبل النظام البائد لإسكات صوتنا ولم يسكت حتى نال حريته، وهذا الذي سيحدث في غزة، وسينتصر صوت الحقيقة".

صحفيون سوريون يتضامنون مع زملائهم الشهداء في غزة وسط مدينة طرطوس (الجزيرة)

في مدينة طرطوس الساحلية، غربي سوريا، وقف صحفيون وناشطون إعلاميون دقيقة صمت على أرواح شهداء الإعلام والصحافة في غزة، وعلى رأسهم أنس الشريف ومحمد قريقع وزملاؤهم الذين قضوا بعد استهدافهم بصاروخ موجّه من طائرة مسيرة أول أمس الأحد.

وقالت الصحفية مها اليوسف للجزيرة نت إن "العدوان الإسرائيلي استهدف بشكل مباشر نور الحقيقة لإطفائه، ولذلك لم يتوقف القتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والمدنيين جوا وأرضا".

صحفيون سوريون بمدينة دمشق يحملون صور طاقم الجزيرة الذي اغتاله الاحتلال في غزة (الجزيرة)في دمشق

وفي ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، ساد الصمت وسط عشرات الصحفيين تضامنا مع زملائهم في غزة الذين يُقتلون فقط لأنهم صحفيون ولأنهم يرسلون صورة الموت والتجويع التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة في كل لحظة.

وقال الصحفي عبد الباسط دعيمس من دمشق، للجزيرة نت، إن "الصحافة ليست جريمة" و"السترة الزرقاء التي تحمل شعار الصحافة (PRESS) هي لتميز من يرتديها وتوقف عنه الرصاص والاستهداف لا لتكون علامة لقتله بشكل مباشر بصواريخ موجّهة لإسكات صوته وإغلاق عدسته التي لا يمكن أن تموت لأن الإجرام لا يمكن أن ينتصر".

رسائل الصحفيين السوريين لزملائهم المستهدفين في غزة (الجزيرة)

أما الصحفي أمير عبد الباقي، فقال إن "الكلمة أقوى من الرصاص حتى لو قتلت الرصاصة الكلمة". وكانت هذه إحدى الرسائل التي رفعها الصحفيون السوريون بساحة الساعة في مدينة حمص وسط البلاد، تضامنا مع فريق الجزيرة الذي اغتالته يد العدوان الإسرائيلي.

وقال عبد الباقي إن القضية الفلسطينية ستبقى "قضية العرب الأولى"، وإن القتل واستهداف أي مدني أو صحفي هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها أو طمس معالمها، ولا سيما أن الصحفي لا يحمل السلاح بل يحمل العدسة التي تنقل مشاهد من الواقع فقط للعالم ليرى ما يحدث في أي بقعة جغرافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات فی مدینة لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تؤبن طاقم الجزيرة بغزة

نظمت غرفة الأخبار في الجزيرة نت وقفة تنديد بإغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم الجزيرة في غزة، وهم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل.

وتعهد الزملاء المشاركون المضي في نقل الحقيقة بثبات وشجاعة على الدرب ذاته مؤكدين أن الصحافة ليست جريمة ومطالبين بمحاسبة القتلة وفضح حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بكل مهنية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجزيرة "تقف" تنديدا باغتيال فريق التغطية بغزة وتدعو إلى محاسبة القتلةlist 2 of 2السنغال تحقق في انتهاكات مظاهرات 2021-2024 وسط تحركات حقوقيةend of list

وقال عثمان كباشي رئيس التحرير المناوب في غرفة أخبار الجزيرة نت " كنا نردد دائما أن الصحافة ليست جريمة وأن حامل الرسالة لا يقتل ولا يعذب ولا تنتهك حقوقه" مضيفا اليوم أصبحنا على "واقع مخالف لكل تلك المقولات بإغتيال إسرائيل أنس الشريف رفقة مجموعة من فريق تغطية الجزيرة في غزة" مضيفا أن "إسرائيل تغال الحقيقة".

بدوره قال الزميل حبيب أبو محفوظ مراسل الجزيرة نت في عمان إن عملية الاغتيال والاستهداف الجبانة والمتعمدة من الجيش الإسرائيلي "لم تكن مفاجأة "مضيفا أن الاحتلال عندما يستهدف الصحفيين داخل قطاع غزة فإن ذلك " مقدمة لمجازر سيرتكبها لأنه هدفه إيقاف الصوت الذي ينقل هذه المعاناة وهذه المجازر".

وأكد الزميل علي صبري المحرر في غرفة الأخبار أن غزة كانت على الدوام منطقة خطرة على العمل الصحفي، مضيفا أنها أصبحت ،بعد طوفان الأقصى، الأخطر في العالم بدليل إرتقاء مئات الشهداء من الصحفيين، مؤكدا أن الاحتلال يخشى الكلمة ويخشى الصورة التي تفضح جرائمه.

بدورها الزميلة عبير الموسى الصحفية في غزة الأخبار عاهدت الشهداء بالمضي على طريقهم في إيصال الرسالة ونقل الحقيقة، وأضافت أن اغتيال إسرائيل للصحفيين في غزة "محاولة يائسة لطمس الحقيقة وغدا سيولد ألف أنس الشريف ومحمد قريقع وغيرهم من الصحفيين".

وقال محمد العلي المحرر في الجزيرة نت "ما حدث أمر متوقع من طرف دولة محتلة تسعى لتجويع وإبادة الشعب الفلسطيني"، وأضاف "نحن صحفيين مهنيين نقوم بواجبنا والتصدي لهذه المهمة التي استمر عليها الزميلان أنس الشريف ومحمد قريقع ورفاقهم لأخر لحظة".

إعلان

بدوره قال عبدالصمد درويش الصحفي في الجزيرة نت إن هذه الحادثة "لا يمكن الحديث عنها بمعزل عن السياق الاجرامي المتواصل في غزة وفلسطين ككل"، وأضاف سبق الشهيدين الشريف وقريقع ثلة من الصحفيين يصل عددهم من شبكة الجزيرة11 صحفيا، فيما يصل عدد الصحفيين الإجمالي الذين استشهدوا في القطاع 238 زميلا بنيران الاحتلال.

وأكدت خولة فرج الله المشرفة في قسم الملتيميديا إن الزملاء الشهداء في غزة ادوا الأمانة لأخر نفس بكل ثبات ومهنية وجرأة. وأكدت المضي على طريقهم في نقل أخبار الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وقفة لإعلاميي إدلب تنديداً باغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة الجزيرة العامل في غزة
  • صحفيو دمشق ينظمون وقفة، تنديداً باغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة الجزيرة العامل في مدينة غزة
  • وقفة لإعلاميي ونشطاء إدلب تنديداً باغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة الجزيرة العامل في مدينة غزة
  • الجزيرة نت تؤبن طاقم الجزيرة بغزة
  • نقابتا الصحفيين في مصر وتونس تدينان اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة بغزة
  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • اتحاد الصحفيين البريطاني يدين استهداف إسرائيل صحفيي الجزيرة بغزة
  • هيئات مغربية تدين اغتيال طاقم الجزيرة في غزة.. جريمة صهيونية لإسكات الحقيقة
  • مجزرة بحق الصحفيين في غزة.. مقتل 5 من طاقم الجزيرة بقصف إسرائيلي