رجل دين كاثوليكي وُلد في روما عام 1955 ورُسّم كاهنا عام 1981. وشغل منصب نائب كاهن في كنيسة سانت ماريا في تراستيفيري مدة 19 عاما، وانخرط في جماعة سانت إيجيديو، ثم أصبح لاحقا مرشدها الكنسي العام. وعام 2012، عيّنه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا مساعدا لأبرشية روما، ثم رُقي عام 2015 على يد البابا فرانشيسكو لمنصب رئيس أساقفة بولونيا، وعام 2022 اختاره رئيسا لمجلس الأساقفة الإيطاليين.

المولد والنشأة

وُلد ماتيو ماريا زوبي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 1955، في العاصمة الإيطالية، لعائلة تربطها علاقات وثيقة بالفاتيكان.

وكان والده إنريكو زوبي يعمل صحفيا ومصورا، وعيّنه الكاردينال جيوفاني باتيستا مونتيني -الذي أصبح لاحقا البابا بولس السادس- رئيسا لتحرير مجلة "لوسيرفاتوري ديلا دومينيكا" وهي نسخة يوم الأحد من صحيفة "لوسيرفاتوري رومانو".

أما من جهة والدته كارلا فوماغالي، فينحدر زوبي من إرث كنسي وازن، فهي ابنة شقيقة الكاردينال كارلو كونفالنيري أحد كبار رجال الكنيسة في القرن الـ20 والذي تولى مناصب بارزة من بينها سكرتير البابا بيوس الحادي عشر ورئيس مجمع الأساقفة.

وقد التقى زوبي أثناء دراسته الثانوية بالمؤرخ والمفكر أندريا ريكاردي مؤسس جماعة "سانت إيجيديو" وهي حركة كنسية علمانية انطلقت من قلب روما. واعتبرها بمثابة "إنجيل آخر وكنيسة أخرى" وانخرط في صفوفها وأصبح أحد أبرز وجوهها ومرشديها الروحيين.

زوبي تبنى رؤية البابا فرانشيسكو وسعى لتحقيقها (غيتي) الدراسة والتكوين العلمي

عام 1977 حصل زوبي على شهادة في الأدب والفلسفة من جامعة "لا سابينزا" وقدّم فيها أطروحة عن تاريخ المسيحية.

ولاحقا التحق بإكليريكية بالسترينا، ثم تابع دراسته في الجامعة البابوية اللاتيرانية ونال درجة البكالوريوس في اللاهوت.

إعلان الفكر والتوجه الأيديولوجي

تبنى زوبي نهج ورؤية البابا فرانشيسكو، كما سعى في تحقيقها انطلاقا من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وحتى وثيقة "الأخوّة الإنسانية" التي وُقّعت في أبو ظبي عام 2019.

وعُرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع اهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.

وقد جعله هذا النهج الاجتماعي والانفتاحي يُصنّف ضمن التيار اليساري في إيطاليا، لدرجة أن الإعلام المحلي علق ساخرا عند تعيينه كاردينالا بالقول "كاهن الحزب الاشتراكي الإيطالي أصبح كاردينالا".

واشتهر بمواقفه المعارضة لحزب "ليغا" اليميني، وإشادته العلنية أثناء جنازات شخصيات يسارية معروفة بمواقفها المؤيدة للإجهاض، إلى جانب موافقته على خدمة كاهن شيوعي ترشّح سابقا للبرلمان الأوروبي ضمن أبرشية بولونيا.

زوبي عينه البابا بنديكت السادس عشر عام 2012 أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا (غيتي)

وقد تصاعد الجدل حوله بسبب علاقته بجويلي ماغالدي أحد كبار رموز الماسونية التقدمية في إيطاليا، والذي صرّح عام 2020 بأن زوبي "أكثر الكرادلة الذين يقدّرهم".

كما أثارت مواقفه جدلا داخليا داخل الكنيسة، خاصة في ما يتعلق بترحيبه بالشواذ دون اشتراط توبتهم أو تغيير نمط حياتهم، مما جعله في مرمى انتقادات بعض التيارات المحافظة داخل الكنيسة.

التجربة الدينية

رُسّم زوبي كاهنا في 9 مايو/أيار 1981 في كاتدرائية القديس أغابيتوس، ثم عُيّن على الفور نائبا لكاهن رعية بازيليك سانت ماريا في تراستيفيري. وعام 2000، تولى منصب الكاهن الرئيسي في الكنيسة ذاتها، وظلّ في هذا المنصب عقدا من الزمن.

وعام 1992 كان له دور حيوي في التوسط لإنهاء الحرب الأهلية في موزمبيق، مما أسهم في توقيع اتفاقيات السلام ومنحه الجنسية الفخرية لهذه البلاد. كما شغل منصب المرشد الكنسي العام لجماعة "سانت إيجيديو" بعد نجاحه بهذه الوساطة.

إعلان

وعمل كاهنا في كنيسة "سانتا كروتشي ألا لونغارا" الفترة بين عامي 1983 و2012، وانضم رسميا إلى كهنة أبرشية روما في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988. وكان عضوا بمجلس كهنة الأبرشية من عام 1995 وحتى 2012.

وعام 2006، منحه البابا بنديكت السادس عشر لقب "كاهن فخري" تكريما لخدماته.

وخلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، شغل منصب رئيس دائرة كنيسة المنطقة الثالثة في روما. وفي 31 يناير/كانون الثاني 2012، عينه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا ومساعدا لأسقف روما، وتلقى رسامته الأسقفية في 14 أبريل/نيسان من العام نفسه.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عينه البابا فرانشيسكو رئيسا لأبرشية بولونيا. وفي 12 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، دخل كاتدرائية سان بيترونيو.

ونال زوبي لقب كاردينال "سانت إيجيديو" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2019. وفي 22 مايو/أيار 2022، تولى منصب رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين بموجب المادة 26 من النظام الأساسي للمؤتمر.

وفي 2023 عُيّن قاضيا في المحكمة العليا لدولة الفاتيكان، وفي مايو/أيار من العام ذاته، كلفه البابا فرانشيسكو بقيادة البعثة الدبلوماسية للكرسي الرسولي ومحاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البابا فرانشیسکو سانت إیجیدیو

إقرأ أيضاً:

أحمد عبد الجواد: نخوض انتخابات مجلس الشيوخ بروح وطنية خالصة

انطلقت منذ قليل، فعاليات ختام المؤتمرات الجماهيرية التي نظمها حزب مستقبل وطن لدعم مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، والمقامة الآن في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، وسط حضور شعبي حاشد ومشاركة كافة قيادات الحزب.

ووجه النائب أحمد عبدالجواد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن والأمين العام، التحية والتقدير للشعب المصري على المشاركة الواسعة والدعم الكبير الذي حظيت به مؤتمرات الحزب في مختلف المحافظات، مؤكدًا أن الحضور الشعبي والمشاركة في الانتخابات المقبلة هو الرهان الأكبر على وعي المواطن وإدراكه لأهمية المرحلة الراهنة.

النائب عصام هلال: حزب مستقبل وطن وضع قواعد أساسية لاختيار المرشحيناجتماع تنظيمى لهيئة مكتب أمانة حزب مستقبل وطن بكفر الشيخ .. صورننشر أسماء ورموز مرشحي حزب مستقبل وطن والمتحالفين في انتخابات مجلس الشيوخ

وأضاف "عبدالجواد" في كلمته، أن هذه المؤتمرات كانت بمثابة رسالة سياسية قوية تؤكد أن الشارع المصري يقف داعمًا لمسار الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أرسى دعائم الجمهورية الجديدة وفتح الباب أمام مشاركة حقيقية في صنع القرار السياسي والتشريعي.

وأكد الأمين العام لحزب مستقبل وطن، أن الحزب يخوض انتخابات مجلس الشيوخ بروح وطنية خالصة، ومن خلال مرشحين لديهم رصيد من العمل الميداني والخدمة المجتمعية، مشددًا على أن القائمة الوطنية "من أجل مصر" تجسيد للتوافق السياسي وتغليب مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات حزبية.

وأوضح النائب أحمد عبدالجواد، أن الحشود الجماهيرية الكبيرة التي رأينها على مدار مؤتمرات حزب مستقبل وطن في مختلف المحافظات، تعكس ثقة المواطن في حزب مستقبل وطن، وارتباطه بمشروع وطني جاد يهدف إلى بناء دولة قوية ومتماسكة، مشيرًا إلى أن المشاركة الشعبية هي الضمان الحقيقي لعبور المرحلة الراهنة، واستكمال مسيرة الاستقرار والبناء التي يقودها الرئيس السيسي بكل حكمة واقتدار.

وقال: "نحن اليوم أمام مرحلة فارقة تتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نثبت للعالم أن مصر دولة مؤسسات، وأن شعبها واعي ومدرك لما يحاك ضده، ويقف خلف قيادته السياسية وجيشه وشرطته بكل وعي وإخلاص".

كما أكد النائب أحمد عبدالجواد، أن مجلس الشيوخ المقبل سيكون له دور فاعل ومحوري في دعم السياسات الوطنية والتشريعات المرتبطة بمستقبل الدولة المصرية، خاصة أن المرحلة المقبلة تتطلب غرفة تشريعية تمتلك الخبرة والرؤية العميقة، لتكون داعمًا حقيقيًا لمجلس النواب وللجهود التنفيذية المبذولة على كافة المستويات، لا سيما أن مجلس الشيوخ يمثل رافدًا مهمًا للعمل التشريعي، يساهم في صياغة السياسات العامة وتقديم الرأي المتخصص في القوانين المصيرية.

ووجه نائب رئيس حزب مستقبل وطن، الشكر لكل أعضاء وكوادر الحزب على مستوى الجمهورية، مشيدًا بالجهد التنظيمي الذي ظهر في كافة المؤتمرات والدور الكبير الذي قامت به اللجان النوعية وأمانات المحافظات، مؤكدًا أن الحزب لا يخوض الانتخابات فقط من أجل المنافسة، بل من أجل بناء وطن قادر على مواجهة التحديات.

ودعا "عبدالجواد"، المواطنين في ختام كلمته، إلى المشاركة الإيجابية في انتخابات مجلس الشيوخ كواجب وطني، ورسالة دعم للمسار الديمقراطي والاستقرار السياسي، لافتًا إلى أن صوت المواطن في صناديق الاقتراع هو من يرسم مستقبل أفضل لمصر.

طباعة شارك حزب مستقبل وطن انتخابات مجلس الشيوخ استاد القاهرة الدولي الصالة المغطاة

مقالات مشابهة

  • القصير: حزب الجبهة الوطنية سيكون صوت العقل والحكمة تحت القبة
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة غدًا في مقر مجلس الوزراء بـ العلمين الجديدة
  • أحمد عبد الجواد: نخوض انتخابات مجلس الشيوخ بروح وطنية خالصة
  • نائب:منصب السفير يجب أن لايخضع للمحاصصة الحزبية والطائفية
  • خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء
  • ما الذي يجري في شركة مساكن كابيتال ؟
  • جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟
  • الحزب الاشتراكي يبارك إعلان القوات المسلحة المرحلة الرابعة من إسناد غزة
  • أخبار جنوب سيناء| ساحة السلام بسانت كاترين تكتسي بالأعشاب.. وأسماء أوائل الثانوية الأزهرية