القاهرة: «الشرق الأوسط» ضبطت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا 262 شخصاً في مناطق مختلفة من البلاد، كانوا يخططون للهروب عبر البحر إلى الشواطئ الأوروبية، بالإضافة إلى تحرير 34 آخرين من قبضة عصابة تمتهن «الاتجار بالبشر».

وبشكل شبه يومي، تعلن الأجهزة الأمنية في ليبيا ضبط «أفواج» من المهاجرين بعد تسللهم من الحدود المترامية، وذلك بموازاة تسارع دعوات تطالب بـ«طرد» الآلاف منهم من البلاد، مخافة «توطينهم» بالنظر إلى تزايد أعدادهم بشكل كبير.



وقالت الإدارة العامة للعمليات الأمنية بغرب ليبيا إن الدوريات الصحراوية، التابعة لجهاز حرس الحدود والعاملة ضمن الغرفة الأمنية، نفذت عملية تمشيط واسعة، شملت عدداً من الأودية والمناطق الصحراوية الممتدة بين نسمة، سكريج، ومنطقة الأُصّ، وأسفرت عن ضبط 62 مهاجراً غير نظامي من جنسيات مختلفة، نصفهم تقريباً من النيجر، والباقون من السودان وتشاد ومصر.

وأشارت الإدارة العامة إلى أنه تم التعامل مع المهاجرين «وفقاً للمعايير الإنسانية»، حيث قُدمت لهم الرعاية والمساعدات الأساسية قبل نقلهم إلى مقر غرفة حرس الحدود، تمهيداً لإحالتهم إلى مركز إيواء العسة، بعد استيفاء الإجراءات القانونية المعمول بها.

وقال مصدر أمني إن المهاجرين الذين تم ضبطهم كانوا يحاولون الانتقال إلى مدن ساحلية بقصد «ركوب البحر، في رحلة هجرة غير قانونية» نحو أوروبا، مشيراً إلى أن قوات مكافحة الهجرة «تضبط العشرات من وقت إلى آخر قبل هروبهم بهذه الطريقة».

في السياق ذاته، قالت رئاسة جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا، إن قواته ضبط 200 مهاجر غير قانوني من جنسيات أفريقية عدة، وذلك «تنفيذاً لخطة أمنية أمر بها رئيس الجهاز، اللواء صلاح الخفيفي، لإخلاء الأماكن والمنازل المستأجرة بشكل عشوائي وغير صحي وقانوني». وأضاف الجهاز، اليوم الخميس، أن الوافدين الذين يخالفون القوانين «يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم».

وفي نهاية عام 2023، تم رصد وجود 704 آلاف و369 مهاجراً غير نظامي في ليبيا، 79 في المائة منهم رجال، و11 في المائة نساء، و10 في المائة أطفال.

وفيما يتعلق بعمليات «الاتجار بالبشر»، قال جهاز البحث الجنائي بشرق ليبيا، إنه تمكن من «تحرير» 34 مهاجراً غير نظامي، كانوا محتجزين في مخزن بمدينة سلوق (جنوب بنغازي)، مشيراً إلى أن فرق التحريات داهمت المكان بعد تلقيها معلومات عن المخزن، وتحديد هوية صاحبه، لتكتشف احتجاز 12 مهاجراً مصرياً، و22 آخرين من جنسيات أفريقية.

ونوه المركز إلى أنه تم تحرير المهاجرين، ونقلهم إلى مقر الجهاز لاستكمال إجراءات الاستدلال، تمهيداً لإحالتهم إلى جهات الاختصاص المعنية بمتابعة الإجراءات القانونية والتنظيمية المطبقة على الأجانب، بما يشمل تحديد وضعهم القانوني، واتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل معهم.

وتعاني ليبيا من تدفق أفواج المهاجرين غير النظاميين عليها من حدودها المتّسعة، وسط مخاوف من تفاقم تداعيات هذا الملف المُثقل باتفاقيات دولية، على البلد الذي يعاني أصلاً انقساماً سياسياً وحكومياً.

من جهة ثانية، لقي 12 شخصاً، من بينهم 10 مصريين وليبيين، حتفهم في حادث سير وقع، الأربعاء، على الطريق الصحراوي، الرابط بين مدينتي أجدابيا وطبرق شمال شرقي ليبيا، إثر اصطدام شاحنة بحافلة ركاب.

ووقع الحادث، وفق الأجهزة الأمنية بشرق البلاد في منطقة نائية تُعرف بوعورة الطريق. وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لضحايا الحادث من المصريين، وهم يوارون الثرى، بعضهم ينتمون إلى محافظة الفيوم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی لیبیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مكافحة الاتجار بالبشر واجب أخلاقي.. ومصر حافظت على التزاماتها

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، كلمة مسجلة، بمناسبة اليوم العالمي لمُكافحة الاتجار بالبشر، الذي يُصادف الثلاثين من يوليو من كل عام، مشيراً إلى أن هذه المناسبة تأتي هذا العام تحت شعار "الاتجار بالبشر جريمة مُنظمة ــــ أوقفوا الاستغلال"، الذي يستهدف جهات إنفاذ القانون، لاسيما وأن هذا العام يتواكب والذكرى الخامسة والعشرين لبروتوكول الأمم المتحدة المعني بمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر؛ وبخاصة النساء والأطفال، الذي يُمثل حجر الزاوية في الإطار القانوني الدولي لمكافحة الاتجار بالبشر، وكانت مصر من أوائل الدول المُنضمة إليه.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر حافظت على التزاماتها التعاقدية المُترتبة على هذا الانضمام من خلال سن القانون رقم 64 لسنة ۲۰۱۰ الخاص بمكافحة الاتجار بالبشر، الذي جاء مُتسقاً مع أهداف ومبادئ هذه الوثيقة الدولية المُلزمة، مُجدداً  التأكيد على الالتزام الكامل بالتصدي الحاسم لهذه الجريمة، التي تنتهك الكرامة الإنسانية وتُهدد أمن المجتمعات واستقرار الدول.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن جريمة الاتجار بالبشر أصبحت أحد أخطر التحديات التي تواجه العالم، بما تشمله من تهديدٍ حقيقي لحياة وآمال ملايين الضحايا حول العالم، مُستطرداً أنه إيماناً من الدولة المصرية بمسئوليتها الوطنية والإنسانية، فإنها تُواصل جهودها على كافة المُستويات لحماية الإنسان، لاسيما الفئات الأكثر عُرضة للاستغلال، حيث حرصت مصر خلال العام المنصرم على استكمال محور الوقاية والحماية وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال إجراءات تشمل زيادة عدد دور الإيواء في المحافظات تأكيداً على اللامركزية في تقديم هذه الخدمات، مع تكثيف التدريبات للقائمين على إدارة دور الإيواء، وكذا تنفيذ القرار رقم 349 لسنة 2024 المُنظم لعمل صندوق مساعدة ضحايا الاتجار بالبشر، الذي يضطلع بتقديم المساعدات المالية وتمويل برامج الدعم النفسي والصحي وإعداد برامج رعاية وتعليم وتدريب لضحايا جرائم الاتجار بالبشر، وتمويل البحوث والدراسات وبرامج التدريب والبرامج الثقافية في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، فضلاً عن تمويل الأنشطة المنصوص عليها في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.

وبهذه المناسبة، ثمن رئيس الوزراء الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وكذلك مؤسسات إنفاذ القانون، وجهات تقديم خدمات الرعاية، في العمل على تفكيك الشبكات الإجرامية، وتقديم الجُناة للعدالة، وتوفير الدعم والرعاية اللازمة للضحايا.

وأشار مصطفى مدبولي إلى أن الحكومة المصرية تؤكد على المحاور التي تشكل ركيزة أساسية في جهود الدولة لمكافحة الاتجار بالبشر، والتي تشمل تعزيز قدرات الجهات الأمنية في التصدي للجريمة المنظمة المرتبطة بالاتجار بالبشر، إلى جانب تطوير التشريعات الوطنية بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، فضلاً عن رفع الوعي المجتمعي والتثقيف الوقائي، وتوسيع قنوات الإبلاغ الآمن، بالإضافة إلى توسيع الشراكات الإقليمية والدولية لتحقيق تنسيق فعال ونتائج ملموسة في مكافحة هذه الظاهرة.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر تؤمن بأن مكافحة الاتجار بالبشر ليست مجرد التزام قانوني، بل هي واجب أخلاقي وإنساني، تفرضه القيم التي تعتز بها كدولة تحترم الإنسان وتصون كرامته.

وفي ختام كلمته قال رئيس الوزراء: "وفي هذا اليوم ندعو إلى مزيد من التضامن والتعاون بين الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، لبناء عالم خالٍ من الاتجار بالبشر، ووضع الضحايا في قلب جهودنا".

طباعة شارك رئيس الوزراء مدبولي اليوم العالمي لمُكافحة الاتجار بالبشر

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو لعالم لا يباع فيه أحد أو يشترى
  • الاتجار بالبشر والمسؤولية الأخلاقية
  • اليمن يُحيي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
  • تونس تتخذ إجراء عاجلا بشأن الحدود مع ليبيا
  • مدبولي: مكافحة الاتجار بالبشر واجب أخلاقي.. ومصر حافظت على التزاماتها
  • مقتل 18 مهاجراً وفقدان العشرات بعد غرق قارب قبالة ليبيا
  • مصر.. السلطات الأمنية تلقي القبض على رمضان صبحي لهذا السبب
  • مصرع وفقدان 68 مهاجراً بعد غرق قاربهم قبالة السواحل الليبية
  • الدفاع من خارج الحدود.. وفد دبلوماسي سوداني يصل الكفرة الليبية