مناورات ترامب تخلط أوراق الأسواق: وول ستريت تحتفل والذهب ينزف والدولار يتنفس مجددًا
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
يمانيون../
في حلقة جديدة من مسلسل التأثيرات المباشرة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء تقلبات حادة، كانت كفيلة بإعادة تشكيل مشهد التداول خلال ساعات قليلة، حيث قفزت مؤشرات الأسهم بقوة، وتهاوت أسعار الذهب، بينما التقط الدولار أنفاسه وسط ترقب مشوب بالحذر من المستثمرين.
الحدث المفصلي تمثل في تصريحات مفاجئة لترامب خفف فيها من حدة هجومه المعتاد على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مؤكدًا أنه لا يعتزم إقالته، رغم تكرار انتقاداته السابقة له ووصفه بـ”الخاسر الكبير”. هذه التصريحات اعتبرها مراقبون بمثابة تهدئة للأسواق التي كانت تئن تحت ضغوط الشكوك حول استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
قفزات وول ستريت
مباشرة بعد تصريحات ترامب، حلّق مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 3%، وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة (2.5%)، بينما قاد مؤشر ناسداك المكاسب بصعود بلغ 4.2%، مدفوعًا بعودة التفاؤل بشأن إمكانية تقليص الرسوم الجمركية المفروضة على الصين.
تقارير إعلامية أمريكية، وعلى رأسها “وول ستريت جورنال”، نقلت عن مصادر مطلعة نية البيت الأبيض خفض معدل الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى ما بين 50% و65%، ما عزز شهية المستثمرين للمخاطرة وأعاد الثقة لأسواق المال.
الذهب يتهاوى
في المقابل، لم يكن الذهب بمنأى عن هذه التحولات. فمع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتراجع القلق بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، تراجع الذهب بنسبة 3.14% ليصل إلى 3275 دولاراً للأونصة، بعد أن لامس رقماً قياسياً في جلسة الثلاثاء. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 3.8% لتسجل 3288 دولاراً.
الدولار يتنفس.. والنفط يخسر
في ظل هذه الأجواء، شهد الدولار الأمريكي انتعاشاً حذراً أمام سلة العملات الرئيسية، مستفيداً من تراجع التوترات حول مصير رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ومن التفاؤل بشأن مفاوضات التجارة مع الصين والهند، بحسب تصريحات نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخزانة سكوت بيسينت.
أما النفط، فرغم استمرار العقوبات الأمريكية على إيران، فقد تراجع بنحو 1%، متأثراً بموقف كازاخستان المتحدي بشأن رفع إنتاجها النفطي، وهو ما ضغط على الأسعار وأفقد السوق جزءاً من مكاسبه السابقة. وهبط خام برنت إلى 66.33 دولاراً للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 62.47 دولاراً.
هشاشة السوق في قبضة ترامب
تجدد هذه التحركات التساؤلات حول مدى هشاشة الأسواق أمام مزاج الرئيس الأمريكي، إذ بات واضحًا أن أي تصريح من ترامب، سواء كان تهدئة أو تصعيدًا، كفيل بإعادة تشكيل اتجاه الأسواق، وهو ما يزيد من حالة التوتر والغموض التي تسيطر على المتعاملين وصناع القرار المالي حول العالم.
ووسط هذه الديناميكية السريعة، يرى مراقبون أن الأسواق لم تعد فقط رهينة الأرقام الاقتصادية أو تقارير الأرباح، بل أصبحت ساحة تتأرجح مع كل إشارة أو تغريدة من البيت الأبيض، في ظل تصاعد القلق من تدخل السياسة في مسار الاقتصاد العالمي.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الذهب يلمع والنفط يتأرجح وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية
ارتفع الذهب اليوم الاثنين مدعوما بتراجع الدولار مع تصاعد توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع، في حين تذبذبت أسعار النفط في التعاملات الصباحية.
وبحلول الساعة 9:43 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.3% إلى نحو 4210 دولارات للأوقية (الأونصة).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أميركا تحقق مع سلسلة توريد الأغذية بشبهة الإضرار بالمنافسةlist 2 of 2الاقتراض المتزايد باليورو يهدد هيمنة الدولارend of listبالمقابل، تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول إلى 4236.4 دولارا للأوقية.
وتراجع الدولار ليحوم بالقرب من أدنى مستوياته في شهر والذي لامسه في 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي، مما يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أرخص لحائزي العملات الأخرى.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم": جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية دون أن تحدث تغيرات مما يجعل مجلس الاحتياطي الفدرالي يتجه لخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع. مضيفا أن "توقع ظروف التيسير النقدي يدفع الذهب للصعود".
وتابع "الخفض المتوقع لأسعار الفائدة هذا الأسبوع يبقي الدولار تحت السيطرة، وفي الوقت نفسه يمنح سعر الذهب بعض المساحة للتحرك نحو الأعلى".
وارتفع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل معتدل في سبتمبر/أيلول الماضي بعد نمو قوي لـ3 أشهر متتالية مما يشير إلى فقد القوة الدافعة في الاقتصاد في نهاية الربع الثالث حين أدى ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة إلى كبح الطلب.
وجاء ذلك في أعقاب بيانات وظائف القطاع الخاص التي أظهرت أكبر انخفاض في أكثر من عامين ونصف العام الشهر الماضي.
وعززت التعليقات التي تميل للتيسير النقدي من عدد من مسؤولي البنك المركزي الأميركي التوقعات بخفض أسعار الفائدة.
ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة ل "سي إم إي" من المحتمل بنسبة 88% خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي 9 و10 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
إعلانوتميل أسعار الفائدة المنخفضة إلى دعم الأصول التي لا تدر عوائد مثل الذهب.
وبالنسبة للمعادن الأخرى:
ارتفعت الفضة 0.2% عند 58.4 دولارا للأوقية بعد أن صعدت لمستوى قياسي بلغ 59.32 دولارا الجمعة الماضي. ومنذ بداية العام وحتى الآن، ارتفعت قيمة المعدن بأكثر من المثلين. ارتفع البلاتين 1.1% إلى 1663.2 دولارا للأوقية. تقدم البلاديوم 1% إلى 1476.5 دولارا للأوقية.حومت أسعار النفط عند أعلى مستوياتها في أسبوعين اليوم الاثنين في وقت يتوقع فيه المستثمرون خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع مما سيعزز النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة، كما يتابعون عن كثب المخاطر الجيوسياسية التي تهدد إمدادات النفط من روسيا وفنزويلا.
وبحلول الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.22 % إلى 63.89 دولارا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.25% إلى 60.23 دولارا للبرميل، لكن الخامَين عادا ليخسرا من جديد خلال تداولات الصباح.
واختتم العقدان جلسة يوم الجمعة الماضي عند أعلى مستوياتهما منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي.
وتظهر بيانات مجموعة بورصات لندن أن الأسواق تتوقع الآن بنسبة 84% خفض الفائدة الأميركية بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وفي أوروبا، لا يزال التقدم في محادثات السلام الأوكرانية بطيئا، إذ لا تزال الخلافات حول الضمانات الأمنية لكييف ووضع الأراضي التي سيطرت عليها روسيا دون حل.
وقال محللو "إيه إن زد" في مذكرة للعملاء "قد يكون لنتائج المفاوضات الحالية تأثير كبير على سوق النفط".
وأضافوا "قد تؤدي النتائج المختلفة المحتملة من مساعي ترامب الأحدث لإنهاء الحرب إلى تأرجح في إمدادات النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا".
وفي الأثناء، تجري مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي محادثات لفرض حظر كامل على الخدمات البحرية ليحل محل سقف الأسعار على صادرات النفط الروسية، حسبما أفادت مصادر مطلعة لرويترز، مما قد يحد من الإمدادات من ثاني أكبر منتج في العالم.
كما كثفت الولايات المتحدة من ضغوطها على فنزويلا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وقالت مصادر تجارية ومحللون إن شركات التكرير الصينية المستقلة كثفت مشترياتها من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات من صهاريج التخزين البرية باستخدام حصص الاستيراد الصادرة في الآونة الأخيرة، مما خفف من وفرة الإمدادات.