سودانايل:
2025-07-27@08:31:17 GMT

سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” 2-4 

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

الدكتور ضيو مطوك ديينق وول

 إنَّ الذي حَدَثَ في معظم المدن السودانية وخاصة مدينة ود مدني في الآونة الآخيرة من استهدافِ أبناءِ جنوب السودان الذين كانوا يعملون في المشاريعَ الزراعيةِ بالجزيرةِ بعد تحريرها، و ردودِ الأفعالِ الغاضبةِ من قبل الجنوبيين ضدَّ إخوانِهم الشماليين الأبرياء الذين لجؤوا إلي جنوبِ السودانِ فاريين من الحربِ في بلادهم، خطأً كبيرًا يتحملُ مسؤليتَه بصورةٍ كاملةٍ السياسيون والمثقفون في البلدين، لأنَّ هذه الأحداث ظلت تطاردُ أهلنا بصورةٍ متكررةٍ طيلةٍ هذه الفترة ونتيجةً لسكوتِنا عن تناولها أو مناصرتها أو أحيانا انتقاء ما نريده، يفاقمُ الأوضاعَ فتخرجُ عن السيطرةِ.

يجبُ أنْ نطَّلع بدورنا في مناهضة هذه الأعمال غير الإنسانية بالتجرد.
إن التمركز خلف الأيدلوجيات السياسية التي لا تحترم التنوع الفكري والعرقي والثقافي والديني سيضر بالمصالح الكبري سواء كان في السودان أو جنوب السودان.
 المواطنُ البسيطُ في البلدين حتي الآن لم يستوعبْ الانشطار الذي حدثَ في السودانِ وأصبح بلدين، ولذلك نجد جنوب السودان يحوي ملايين السودانيين الذين يعملون في الأعمالِ الحرةِ وحتي في دواوين الدولة قبل الحربِ، وهو نفسُ الأمرِ في السودان حيث إنه عندما اندلعت الحربُ في أبريل 2023 كان هناك أكثرُ من مليونين من أبناءِ جنوبِ السودانِ. كلُّ هذا يجعلُنا نتصدي لدعاةِ الفتنة والعنصريةِ التي لا تتماشي مع موروثاتِنا والمواثيقِ الدوليِة.
الكثيرُ يعتقدون بأنَّ مهرَ الانفصالِ هو استقرارُ الدولتيين، يتعايشان جنبًا إلى جنبِ، ويتصديا سويا للمشاكل الإقليمية والدولية، لكنَّ استمرارَ معاناةِ الشعبيين في البلدين يكذبُ هذا الاعتقاد و يدعو للقلق.
إنَّ أكثرَ البلدان تماسكًا هي تلك التي يوجدُ فيها تنوعٌ في الجنسِ واللونِ والديانةِ والعرقِ وحتي الطبيعة. نتكاثرُ لأننا جنسين مختلفين، نحبُ قوسَ قزح، لأنَّه متعددَ الألوانِ . ليس هناك جريمةٌ في الاختلاف إطلاقًا،  فالاختلافُ قوةٌ إذا أُحسنَ استخدامُه، ونجدُ ذلك في الولايات  المتحدة الأمريكية ، وكثيرًا من البلدان التي نجحت في إدارةِ التنوعِ. فماليزيا مثلًا تشبه السودانَ من حيثُ التنوعِ الدينيِ والعرقيِ، لكنْ استطاعت أنَّ تديرَ هذا التنوع لمصلحةِ شعبِها وأصبحتْ من أقوي البلدان في العالم. هذا لم يكنْ ممكنًا لولا السياساتُ التي انتهجها مؤسسُ الدولةَ الحديثةَ في ماليزيا مهاتير محمد. فلماذا فشلنا في إدارةِ التنوعِ في بلداننا رغم نتائجه الكارثية؟ إننا سنظل في هذا المستوي المتدني إذا لم نجد إجابة شافية لهذا السوال المحوري.
أحد التعليقات اللافتة لا تمت بصلة للنقد الأدبي هي تلك التي قدمها المهندس بدر الدين العتاق وهو يعلق علي مقالات الأستاذ الصادق علي حسن، حيث كتب:
" تحياتي لك أستاذي الفاضل
سؤال مهم للغاية سعادتك بخصوص الكتاب:
كيف صنفت الكتاب في خانتي الأدب العربي والسياسي؟
متين أصنف الكاتب بأنه أديب، بالتحديد ضيو مطوك؟" انتهى الاقتباس.
  الملاحظة السريعة لهذه النصوص تجزم علي إن المهندس بدر الدين ليس له معرفة بالشخص الذي يتحدث عنه، مما يضعه في خطاء فادح لأن مثل هذه الكتابات نوجهها لأشخاص نعرفهم حتي نتفادي المساجلة ذات الطابع الشخصي. المهندس بدر الدين لم يصادفني في ساحات العمل العام أثناء تواجدي ضمن الطاقم الرئاسي في القصر الجمهوري بالسودان، كما يبدو أيضا بانه لم يقرا عني قط وكان بالأحري أن يتعرف علي شخصيتي ولو عن طريق محرك غوغل حتي يستثنيه من التساؤل، كيف صنف ضيو مطوك كسياسي.                              نريد أن نذكر المهندس بدرالدين بأن عملًا فكريًّا واحدًا أو رواية يمكن أن يتوج كاتبه ليكون مفكرًا أو أديبًا ولدينا أمثلة كثيرة، "موسم الهجرة الي الشمال" كانت علامة فارقة لأديبنا الطيب صالح وكذلك "طائر الشؤم" للدكتور فرانسيس دينق وكثير منهم. فالعلة ليس في الإنتاج الغزير لكن نوعية العمل الأدبي الذي قدم للمجتمع.
 كتبت كتابين مهمين في فض النزاعات وبناء السلام، لكن لم يثيرا الضجيج مثلما اثارته رواية إعدام جوزيف.   هذا يدل علي أن الأدب أقرب لوجدان الشعوب ويستطع المجتمع أن يتجاوب ويتفاعل معه.
 ما زلت أذكر مقترح الدكتور مدحت حماد سكرتير عام المنتدي الثقافي المصري أثناء مناقشة الكتاب، حيث قال "يجب أن يخرج هذا الجمع بمقترح يقدم للسيد رئيس جمهورية جنوب السودان بتكليف الدكتور ضيو مطوك بحقيبة الثقافة بدلا عن الاستثمار لما قدمه من عمل أدبي". هذا رأي سكرتير عام المنتدي الثقافي المصري ووجد قبولًا واسعًا من الحضور، وعندما طلب مني الرد علي ذلك اتفقت معه فيما ذهب اليه، لكن أيضا يممكنني تسيير العمل الثقافي والأدبي والفني من خلال حقيبة الاستثمار لأن الاستثمار محفز لكل أنشطة المجتمع.           لمعلومية المهندس بدر الدين والقارئ الكريم، هذا التصنيف الأدبي لم ياتِ من الأستاذ الصادق بل كان رأي كثير من النقاد الذين شاركوا في مناقشة الرواية. الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين الشمس ورئيس ملتقي السرد العربي وآخرون ذكروا أن الأسلوب الذي كتبت به رواية" إعدام جوزيف"فريد بحيث يتناول القضية السياسية ويضعها في قالب أدبي وهو نهج مميز في كتابة الروايات التي تنتقد الأنظمة السياسية في العالم المعاصر.
النقطة الاخري محل الاهتمام في رسالة المهندس بدر الدين هي محاولته لشخصنة النقد الأدبي بقوله ( بالتحديد ضيو مطوك). هذه الرسالة اعتبرها تجاوزاً خطيراً لخطوط النقد الأدبي العلمي والأكاديمي. وورود هذه العبارة من شخص يدعي أنه ناقد، شيء يدعو للقلق ويتطلب وقفة. لماذا هذا السؤال وسط زخيرة من الأفكار طرحها الأستاذ الصادق علي حسن؟ هل هذا ليس دليلًا علي ان المهندس بدر الدين يتناول الرواية من منظور عرق كاتبها؟ ماذا يقصد بهذه الكلمة؛ " كيف صنفت الكتاب في خانتي الأدب العربي والسياسي"؟                 هذا التساؤل العنصري يوحي بجاهل عن تطور اللغة العربية في مراحلها المختلفة. فمعظم فطالحة اللغة العربية الذين ساهموا في وضع علومها وتلقينها وبناء وتوضيح علاقتها بالعلوم الحديثة ليسوا عربًا علي سبيل المثال؛ سيبويه، الجرجاني، الفراهيدي، الجبائي، ابو حيان التوحيدي، ابن منظور، السيوطي، ابن جني، الفيروزابادي الجزولي وغيرهم. هؤلاء هم أئمة النحو والبلاغة والمعاجم والعروض والأدب، أيضا دور العلماء المصريين في توطيد أركان اللغة العربية رغم الجدل الكثيف حول هويتهم العربية. فلماذ يريد بدرالدين ان يكون ضيو مطوك عربيا حتي يتلقن اللغة العربية؟

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: اللغة العربیة جنوب السودان ضیو مطوک

إقرأ أيضاً:

مظاهرات السودان.. رسائل في بريد “الرباعية الدولية”

متابعات- تاق برس-  أعلنت جماهير الولاية الشمالية في السودان الخروج في مظاهرات، اليوم عقب صلاة الجمعة؛ تنديدا بما اعتبروه تدخلا أجنبيا  سافرا في الشأن السوداني.

وتأتي مظاهرات اليوم رفضا لمخرجات اجتماع الرباعية الدولية المرتقب أواخر الشهر الجاري. لاسيما الحلول التي تصب في صالح الإمارات وقوات الدعم السريع.

حيث رشحت أنباء عن مساع دولية لإبقاء قوات الدعم السريع في المشهد السياسي بالسودان مستقبلا، برغم الفظائع التي ارتكبها بحق السودانيين..

 

وترفض قطاعات واسعة من الشارع السوداني وجود “الدعم السريع” مستقبلا باعتباره سببا في قتل ونزوح ملايين السودانيين. حيث مازالت قوات الدعم السريع ترتكب مجازر دموية في قرى إقليم كردفان الكبرى.

وتجيء مظاهرات اليوم في وقت رفضت فيه قوى سياسية سودانية، مشاركة دولة الإمارات ضمن المجموعة الرباعية في اجتماع واشنطن المزمع يوم 29 يوليو الجاري لبحث حل للأزمة في السودان.

وضمت القوى السياسية كلا من “قوى الحراك الوطني، تحالف سودان للعدالة، تنسيقية العودة لمنصة التأسيس، الحزب الاتحادي الديمقراطي- الهيئة القيادية العليا، المؤتمر الشعبي، الوطني الاتحادي، تجمع نساء السودان.

 

وقالت التنظيمات السياسية في بيان مشترك، إن “الإمارات غير مؤهلة أخلاقيًا أن تكون جزءًا من وساطة ترمي إلى إيجاد حل للأزمة في السودان، باعتبارها الطرف الرئيسي الداعم للمليشيات ــ في إشارة للدعم السريع ــ بالسلاح والعتاد والمرتزقة”.

وأشارت إلى أن الإمارات تُعتبر شريكة في العدوان والدمار والخراب الذي لحق بالسودان عبر استخدامها لـ”قوات الدعم السريع والمرتزقة الأجانب”.

 

ورفضت الحكومة سابقًا مشاركة أبو ظبي في مباحثات تفضي إلى تسوية النزاع في البلاد، حيث تتهمها الخرطوم بتمويل وتقديم السلاح والعتاد الحربي إلى الدعم السريع، وهي اتهامات معززة بتقارير منظمات حقوقية دولية.

 

وأفاد البيان بأن القوى السياسية تقف ضد التدخلات الأجنبية السالبة في الأزمة السودانية، حيث تُناهض أي تدخلات تنتهك سيادة البلاد وقرارها الوطني.

 

وأعلنت القوى السياسية تمسكها بالحلول الوطنية، بمساعدة الأشقاء والأصدقاء في المحيطين الإقليمي والدولي، مشددة على أن حل الأزمة يتمثل في حوار سوداني ــ سوداني لا يستثني أي تنظيم، لضمان وحدة وسيادة وأمن البلاد

الدعم السريعرفض مخرجات اجتماع الرباعية الدوليةمظاهرات في السودان

مقالات مشابهة

  • “السودان لم يكن يوما مستعمرة انجليزية”
  • غدا.. مسوؤل “أممي” رفيع في السودان  
  • تحذير هام بشأن واقيات الشمس التي تستخدم “مرة واحدة في اليوم”
  • شاهد بالفيديو.. بسبب القطوعات التي تشهدها مدينة بورتسودان.. شيبة ضرار يمنح مدير الكهرباء مهلة 12 ساعة ويهدد بإقتحام المكاتب بــ”الفرشات” و “البطاطين”
  • مواطن من جزيرة “نقزو” بولاية نهر النيل شمالي السودان، يتمكّن من اصطياد تمساح – صور
  • مسيرة “صنعت في السودان” أطلق عليها اسم SAFAROOG سفروك
  • “أطباء بلا حدود” تتدخل لمساعدة السودان في مكافحة الكوليرا
  • مظاهرات السودان.. رسائل في بريد “الرباعية الدولية”
  • “الصناعات الدفاعية” تكشف عن سلاح جديد بديباجة “صُنِع في السودان”
  • “بوابة الجحيم” في تركمانستان.. ما سر الفوهة المشتعلة التي لا يمكن إخمادها؟ / شاهد