لجريدة عمان:
2025-06-10@00:59:10 GMT

لولا كلمة..

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

تذهب الفكرة هنا إلى أمرين أساسيين؛ الأمر الأول: الالتزام «المادي» بما تعهد به المرء أمام الآخر من قول، وهي العلاقة التشاركية بينه وبين الآخرين من حوله، والأمر الثاني: الالتزام «المعنوي» بما تعهد به المرء أمام ذاته؛ وهي العلاقة الضمنية بينه وبين نفسه، وهذا الالتزام فـي كلا الحالتين، هو التزام يعبر عن مستوى عال من الصدق والأمانة، اللتين يتحلى بهما المرء، وهما الأمران اللذان يقاس عليهما الحقيقة الإنسانية التي يتحلى بها هذا المرء أو ذاك، ولأهمية هذا الأمر، فإنه لا يمكن أن يقاس على فترة زمنية معينة دون أخرى، بمعنى لا يمكن تعطيل هذه الحقيقة فـي فترة زمنية ما، على اعتبار أن الزمن تغير، وأن الجيل؛ ربما؛ قد تجاوز هذه الثقافة المتوارثة، ويحمل ذلك الزمن، حيث يقال: الزمن الآن لا يتسع لمثل هذه هذه المثاليات، فمثل هذه القناعات تتقاصر عن تأثير ثقلها على واقع الناس، فالناس ملتحمون بهذه المثل، مهما كان الزمن قاسيا فـي تجاوزها، حيث لا يمكن إنكار تأثيرها على حياة الناس فـي التعامل فـيما بينهم.

الكلمة سيف مسلط على رقاب العباد، مهما تغيرت ظروف الحياة، ومهما تبدلت القناعات بين الأفراد، فمسار العلاقات بينهم قائمة على كلمة، فالحق كلمة، والباطل كلمة، وما بين العفو والانتقام كلمة، وما بين الرضا والسخط كلمة، ولذلك يشدد فـي الماضي؛ كما هو الحال؛ فـي الحاضر على ضرورة حفظ اللسان، وعدم التفريط فـي القول، والأمثلة كثيرة، والمواقف أكثر فـي صور وقوع الناس فـي مآزق التفريط، وتحمل المسؤوليات؛ فقط؛ لأنهم لم يضعوا للكلمة حقها من الحذر والاحترام، والتقدير، «وهل يكب الناس فـي النار على وجوههم فـي النار أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم» - كما جاء فـي نص الحديث - يحدث هذا فـي وقت كان الخطاب مباشرا، وربما يحتاط الإنسان على نفسه كثيرا؛ خاصة؛ فـي المجالس العامة والخاصة، ومع ذلك فمأزق السقوط فـي كلمة غير مقصودة متوقع وبدرجة كبيرة، فالإنسان بطبيعته يحب أن يسمع له الآخرون، وأن يكون على قائمة المتحدثين، وأن يروي قصصا وأخبارًا - صدقا أو كذبا - لمن يستمع له، حيث تأخذه نشوة الحديث إلى عدم التفريق بين الخطأ والصواب فـي قول الجواب، فـيقع فـي المحظور.

فكيف الحالة الآن عبر وسائل التواصل المختلفة، عندما يكون الفرد منزويا مع ذاته، لا مشاركة مادية مباشرة ترسل له إشارات استفهام، أو تعجب، أو عدم استحسان، كيف الأمر الآن، والجميع يُنَظِّرْ على طول الأرض وعرضها، لا يفرق بين صالح وطالح، ولا بين صديق وعدو، ولا بين حاكم ومحكوم، ليس أمامه إلا تلك الشاشة الصغيرة يتفنن من خلالها إرسال التهم، والأباطيل، والقذف، والسب، واللعن، ولا يترك لنفسه مساحة للمراجعة، إلا بعد «وقوع الفأس على الرأس» حيث يثور هذا وذاك، وهذه وتلك، عليه، يطالبون بالقصاص من لسانه؛ الذي لم يوفر لهم مظلة للأمان، من جراء تسلسل التهم الباطلة، والله إنها لكبيرة من الكبائر، والناس عنها غافلون.

(لولا كلمة).. قد تردع هذه الكلمة سلوكًا؛ ربما سيكون شائنا؛ فـي حق آخرين، وربما قد يؤدي إلى ظلم آخرين، وربما قد يؤدي بآخرين إلى مهالك لا أول لها ولا آخر، كلمة حفظت سرا، وأغمضت عينا، وسَمَّرَتّْ قدما، وأحيت نفسا، وأوقفت حربا، وجلت قدرا، وأوقفت نزيفا، وحافظت على ماء وجه؛ كاد أن يراق على أرصفة الضياع.

هل الأمر صعب؟ قد يجاب بـ «نعم» وقد يجاب بـ «إطلاقا» وفـي كلا الحالتين يحتاج الأمر إلى كثير من الصمت، ومن السمت، ومن التعقل، ومن ممارسة ضبط النفس، فمآلات حصائد الألسنة - أغلبها - مصائب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إيران لم تُعلنها... كلمة واحدة كانت كفيلة بنزع سلاح الحزب

فيما رحّب البعض بموقف وزير الخارجيّة الإيرانيّة عباس عراقجي تجاه سلاح "حزب الله"، عبر الإشارة إلى أنّ هذا شأنٌ لبنانيّ، رأت أوساط سياسيّة أنّ كلمة السرّ من طهران إلى قيادة "الحزب" لم تأتِ بعد كيّ يقوم بتسليم سلاحه إلى الدولة، بهدف تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، وانسحاب العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي الجنوبيّة المُحتلّة، ومُباشرة إعمار ما تدمّر في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان.
 
ويُمكن تفسير الموقف الإيرانيّ بتوفير المزيد من الوقت لـ"حزب الله" والإبقاء على سلاحه، ريثما تتوضّح المُفاوضات النوويّة بين طهران وواشنطن. فإيران، ترغب في أنّ يكون ملف سلاح الفصائل المُواليّة لها في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، ورقة رابحة في مُحادثاتها مع إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، وخصوصاً بعد تراجع نفوذها في الشرق الأوسط اثر سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتلقي "الحزب" ضربات قويّة بسبب إسناده لحركة "حماس".
 
وبعدما شهدت المنطقة تبدلات كثيرة بعد 7 تشرين الأوّل 2023، بدأ الحديث فعليّاً في لبنان عن الرغبة بنزع كافة السلاح من الفصائل الفلسطينيّة ومن "حزب الله"، وإطلاق رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لحوارٍ ثنائيّ مع "الحزب"، لتحقيق هذا الهدف الذي لا تزال حارة حريك تُصرّ على أنّه غير منطقيّ في الوقت الراهن، للمُحافظة على "شيء من القوّة" لمُواجهة أيّ إعتداء إسرائيليّ، إضافة إلى طموحات العدوّ الإحتلاليّة والتوسعيّة في الجنوب.
 
وبينما يرفض "حزب الله" الإملاءات الخارجيّة بنزع سلاحه، وبعدما أشار عراقجي إلى أنّ هذا الموضوع لا يعني إيران بل فقط لبنان، قالت مصادر سياسيّة إنّ طهران لا يُمكنها التنصّل من هكذا ملف مهمّ، وهي أكثر المعنيين به، طالما وأنّها لا تزال تعمل رغم تشديد الرقابة الأمنيّة على حركة "الحزب"، على إسناده بالمال والسلاح والخبراء، لإعادة بناء قدراته العسكريّة.
 
وأضافت المصادر عينها لـ"لبنان 24"، إنّ "كلمة واحدة" من إيران حيال سلاح "حزب الله" ستكون كفيلة بحلّ هذه المُشكلة التي قسّمت اللبنانيين ولا تزال منذ سنوات. لكن يتبيّن أنّ طهران تطمح إلى تحسين شروطها في المُفاوضات مع الولايّات المتّحدة، كيّ تُحافظ على برنامجها النوويّ أقلّه لأغراض سلميّة، وترفع العقوبات الغربيّة عن إقتصادها.
 
أمّا بالنسبة لـ"حزب الله"، فقد اشترى له عراقجي الوقت، حتّى يتمّ إيجاد صيغة لبنانيّة جامعة لنزع سلاحه، بعد التأكّد من الحصول على ضمانات بتوقّف الإعتداءات والخروقات الإسرائيليّة على لبنان، واسترجاع الأسرى اللبنانيين من سجون تل أبيب، وبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وبشكلٍ خاصّ في الجنوب، وتقويّة الجيش ووضع استراتيجيّة دفاعيّة لمُواجهة أيّ خطر من إسرائيل.
 
ووفق محللين عسكريين، لم يعدّ "حزب الله" وإيران يملكان الكثير من نقاط القوّة، ولعلّ السلاح هو ورقتهما الأخيرة كيّ يُحصّلا بعض المكاسب، في ظلّ توجّه المنطقة نحو التطبيع والسلام مع إسرائيل، وفقدان "المُقاومة" لأسباب وجودها. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة ترقب لبناني لانعكاسات جولة ترامب وقمة الرياض.. اورتاغوس: طريق السلام بنزع سلاح الحزب من كل لبنان Lebanon 24 ترقب لبناني لانعكاسات جولة ترامب وقمة الرياض.. اورتاغوس: طريق السلام بنزع سلاح الحزب من كل لبنان 07/06/2025 11:00:44 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لوفاة إبراهيم رئيسي ورفاقه Lebanon 24 كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لوفاة إبراهيم رئيسي ورفاقه 07/06/2025 11:00:44 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 المبعوث الألماني لسوريا: نقف إلى جانب السوريين والمحاكمات العادلة كفيلة بكشف فظائع نظام الأسد Lebanon 24 المبعوث الألماني لسوريا: نقف إلى جانب السوريين والمحاكمات العادلة كفيلة بكشف فظائع نظام الأسد 07/06/2025 11:00:44 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح "حزب الله" Lebanon 24 أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح "حزب الله" 07/06/2025 11:00:44 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً أزمة النفايات الى الحل.. بعد العيد Lebanon 24 أزمة النفايات الى الحل.. بعد العيد 03:45 | 2025-06-07 07/06/2025 03:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "فضيحة كبيرة في بيروت".. ماذا قال جعجع عن "قصف الضاحية"؟ Lebanon 24 "فضيحة كبيرة في بيروت".. ماذا قال جعجع عن "قصف الضاحية"؟ 03:27 | 2025-06-07 07/06/2025 03:27:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وسط التوتر.. نواف سلام يغادر لبنان Lebanon 24 وسط التوتر.. نواف سلام يغادر لبنان 03:10 | 2025-06-07 07/06/2025 03:10:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "تفجير ذخائر" في منطقة لبنانية.. بيانٌ من الجيش Lebanon 24 "تفجير ذخائر" في منطقة لبنانية.. بيانٌ من الجيش 03:05 | 2025-06-07 07/06/2025 03:05:54 Lebanon 24 Lebanon 24 إليكم حالة طقس لبنان اليوم وغداً.. هكذا ستكون الحرارة Lebanon 24 إليكم حالة طقس لبنان اليوم وغداً.. هكذا ستكون الحرارة 03:00 | 2025-06-07 07/06/2025 03:00:23 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "ما كنت أحلم شوف هيدا المبلغ قدامي"... تعرفوا إلى الفائز بجائزة "اللوتو" الأولى Lebanon 24 "ما كنت أحلم شوف هيدا المبلغ قدامي"... تعرفوا إلى الفائز بجائزة "اللوتو" الأولى 07:04 | 2025-06-06 06/06/2025 07:04:25 Lebanon 24 Lebanon 24 أفيخاي أدرعي يردّ على نادين الراسي... هذه رسالته لها Lebanon 24 أفيخاي أدرعي يردّ على نادين الراسي... هذه رسالته لها 05:52 | 2025-06-06 06/06/2025 05:52:09 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة للمواطنين... فاتورة في يوم العيد! Lebanon 24 مفاجأة للمواطنين... فاتورة في يوم العيد! 10:06 | 2025-06-06 06/06/2025 10:06:29 Lebanon 24 Lebanon 24 صباحاً.. هذا ما شهدته الضاحية Lebanon 24 صباحاً.. هذا ما شهدته الضاحية 01:12 | 2025-06-07 07/06/2025 01:12:27 Lebanon 24 Lebanon 24 صُنفت من بين أفضل المواقع السياحية العالمية.. محمية جبل موسى لوحة طبيعية خلابة في قلب كسروان (صور) Lebanon 24 صُنفت من بين أفضل المواقع السياحية العالمية.. محمية جبل موسى لوحة طبيعية خلابة في قلب كسروان (صور) 11:00 | 2025-06-06 06/06/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب كارل قربان Karl Korban أيضاً في لبنان 03:45 | 2025-06-07 أزمة النفايات الى الحل.. بعد العيد 03:27 | 2025-06-07 "فضيحة كبيرة في بيروت".. ماذا قال جعجع عن "قصف الضاحية"؟ 03:10 | 2025-06-07 وسط التوتر.. نواف سلام يغادر لبنان 03:05 | 2025-06-07 "تفجير ذخائر" في منطقة لبنانية.. بيانٌ من الجيش 03:00 | 2025-06-07 إليكم حالة طقس لبنان اليوم وغداً.. هكذا ستكون الحرارة 03:00 | 2025-06-07 لبنان الرسمي يصعّد: انقلاب في الموقف أم إعادة تموضع؟ فيديو بعد "فضيحة" طلاقه.. أحمد السقا يؤدي مناسك الحج وهذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 بعد "فضيحة" طلاقه.. أحمد السقا يؤدي مناسك الحج وهذا ما قاله (فيديو) 04:12 | 2025-06-06 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) 02:56 | 2025-06-05 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين 01:47 | 2025-06-05 07/06/2025 11:00:44 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • رجعنا نحبّ كما في الزمن الجميل
  • أحمد الأخرس.. حارس ذاكرة الأردن يعيد أجيال السبعينيات والثمانينيات إلى الزمن الجميل
  • حُلم العودة
  • الرئيس البرازيلي يقترح مبادرة جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا
  • كلمة ركن قلوب حائرة بمناسبة عيد الأضحى..
  • بينهم 3 سنين.. محمد صلاح ينشر صورتين من الغردقة: البحر شاهد على تفاصيل الزمن
  • موعد أذان المغرب في ثاني أيام عيد الأضحى.. اغتنم بركاته بـ11 كلمة
  • إيران لم تُعلنها... كلمة واحدة كانت كفيلة بنزع سلاح الحزب
  • صفقة اللحظة الأخيرة.. دورتموند يسابق الزمن لضم جوب بيلينغهام
  • أفضل عبارات الرد على كلمة أبشري أو أبشر