بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.
في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.
وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.
الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.
التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.
ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.
وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.
في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.
واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إعلام أمريكي يتحدث عما سيدفع واشنطن لإجبار كييف على تقديم تنازلات لموسكو
الولايات المتحدة – كشفت مجلة “أمريكان كونسيرفاتيف” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يجبر فلاديمير زيلينسكي على قبول شروط روسيا في حال “إهدار المساعدات”.
وذكرت المجلة أن ترامب قد يرد بقوة على أي إهدار أوكراني للمساعدات العسكرية الأمريكية، مما قد يدفع زيلينسكي للتنازل لتسوية الصراع.
ونقلت المجلة أن “ترامب إذا توصل لاستنتاج أن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا قد أهدرت، فقد تكون ردة فعله سريعة وحازمة. وقد يدفع زيلينسكي لقبول شروط روسيا لبدء المفاوضات”.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكي ربما لا يهتم كثيرا بما يحدث مع مكتب مكافحة الفساد الأوكراني والنيابة الخاصة لمكافحة الفساد، لكن العديد في محيطه يحتقرون زعيم النظام في كييف ويعتقدون أن على الولايات المتحدة الابتعاد عن الصراع الأوكراني، وتركه لأنها “حرب الرئيس السابق جو بايدن” وليس حرب ترامب.
وفي سياق متصل، أيد البرلمان الأوكراني الثلاثاء مشروع قانون يلغي استقلال هيئتي مكافحة الفساد، وقام زيلينسكي بتوقيعه لاحقا. واعتبر نواب أوكرانيون هذا القانون بمثابة تصفية لهياكل مكافحة الفساد في البلاد.
وأفادت تقارير إعلامية ببدء احتجاجات في كييف ولفوف ودنيبرو وأوديسا ومدن أخرى، حيث تجمع متظاهرون قرب مكتب زيلينسكي. وأعلن النائب الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك أن النواب يعتزمون الطعن في القانون أمام المحكمة الدستورية.
وردا على الاحتجاجات، قدم زيلينسكي الخميس مشروع قانون وعد فيه بدعم استقلالية هذه الهيئات، متضمنا جهاز “كشف الكذب” للموظفين الذين لديهم أقارب في روسيا.
المصدر: نوفوستي