وسط التنافس مع أميركا.. الرئيس الصيني يدعو إلى الاكتفاء الذاتي في تطوير الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ "بالاعتماد على الذات وتعزيز الذات" لتطوير الذكاء الاصطناعي في الصين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية يوم السبت، في الوقت الذي تتنافس فيه البلاد مع الولايات المتحدة على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مجال استراتيجي رئيسي.
وأكد الرئيس الصيني، أن "تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي توفر فرصاً كبيرة"، محذّراً "في الوقت ذاته، من أنها تحمل أيضا مخاطر وتحديات غير مسبوقة".
وذكر شي، في تصريحات نقلتها قناة "الصين المركزية"، أن "الذكاء الاصطناعي يجلب معه فرصاً تنموية غير مسبوقة، لكنه يجلب معه أيضاً مخاطر وتحديات غير مسبوقة".
تغيير الإنتاج وأسلوب الحياة البشرية
وأضاف أن "تقنيات الذكاء الاصطناعي ستغير الإنتاج وأسلوب الحياة البشرية بشكل جذري"، مشدداً على "ضرورة تسريع تطوير وتحسين القوانين واللوائح ذات الصلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن المبادئ الأخلاقية في البلاد".
إلى ذلك، أشار الرئيس الصيني إلى "أهمية إنشاء نظام لمراقبة التكنولوجيات والتحذير من المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ، فضلًا عن ضمان سلامة وموثوقية وإمكانية التحكم في الذكاء الاصطناعي".
وأوضح أنه "من أجل أن تستحوذ الصين على المبادرة وتحصل على المزايا في مجال الذكاء الاصطناعي، من الضروري تحقيق اختراق في النظريات والأساليب والأدوات الأساسية".
خطوة أميركية لتعزيز الذكاء الاصطناعي
وهدد التقدم السريع للصين في مجال الذكاء الاصطناعي الريادة التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة سابقاً في صناعة الذكاء الاصطناعي، ويعود ذلك بشكل كبير إلى شركة ديب سيك DeepSeek الصينية.
وطورت الشركة الصينية نموذج ذكاء اصطناعي بقدرات تضاهي نماذج التفكير الخاصة بشركة أوبن إيه آيOpenAI، ودربت نموذج "R1" الخاص بها بتكلفة زهيدة. وتسببت "ديب سيك" في صدمة لأسهم شركات التكنولوجيا الأميركية، ودفع ذلك الرئيس ترامب إلى القول آنذاك إن "إطلاق ديب سيك، وهو ذكاء اصطناعي من شركة صينية، يجب أن يكون (بمثابة) جرس إنذار لصناعاتنا بأن علينا إلى التركيز الشديد على المنافسة للفوز".
وفي خطوة تعزز المنافسة الأميركية، وقّع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً جديداً يهدف إلى تعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس من الروضة إلى الصف الثاني عشر، وإعداد الطلاب لسوق عمل يزداد اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
ويتمثل الهدف الرئيسي للأمر التنفيذي الجديد، الذي وقعه ترامب يوم الأربعاء، في "ضمان بقاء الولايات المتحدة رائدة عالميًا في هذه الثورة التكنولوجية".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الذکاء الاصطناعی الرئیس الصینی
إقرأ أيضاً:
ما هو Perplexity؟.. محرك بحث يقتحم ساحة الكبار ويشعل سباق الذكاء الاصطناعي
- ما هو Perplexity وما الذي يميزها؟- اهتمام متزايد بـ Perplexity رغم التحديات القانونية- لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟- مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكبار
كشفت تقارير إعلامية أن Perplexity، هي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز عمرها 3 سنوات، باتت محط أنظار كل من ميتا وآبل، في خطوة تعكس اشتداد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، أجرت شركة ميتا– المالكة لـ فيسبوك وإنستجرام– محادثات مع Perplexity في أبريل أو مايو الماضيين بشأن إمكانية الاستحواذ عليها، لكنها لم تفض إلى صفقة نهائية.
وفي المقابل، ذكرت وكالة “بلومبرج”، أن آبل ناقشت داخليا فكرة الاستحواذ، إلا أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى ولم تتطور بعد إلى خطوات ملموسة.
وتأتي هذه التحركات في وقت ينظر فيه إلى كل من “آبل” و"ميتا" على أنهما متأخرتان في سباق تطوير خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بمنافسين مثل “جوجل” و"OpenAI".
ويؤكد الاهتمام المتزايد بـ Perplexity مدى احتدام الصراع على استقطاب المواهب وتطوير المنتجات في هذا القطاع الحيوي، الذي يتوقع أن يكون المرحلة التالية من تطور الإنترنت.
تعد Perplexity محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، يستخدم نماذج متقدمة لتحليل محتوى الإنترنت وتقديم إجابات مختصرة مدعومة بمصادر موثوقة، تأسست الشركة في أغسطس 2022، وطرحت أول نسخة من محركها البحثي في ديسمبر من نفس العام.
توفر المنصة وضعين للبحث الأول “بحث سريع” للعمليات البسيطة، والثاني “بحث احترافي” يقدم نتائج أكثر تفصيلا ومعالجة معمقة، وهو ما يقتصر في النسخة المجانية على 3 عمليات بحث فقط يوميا.
كما تتيح المنصة خدمات أخرى تشمل الإجابة على أسئلة تتعلق بملفات المستخدم، تخطيط الرحلات، إعداد قوائم تشغيل، وإنشاء الصور، إلى جانب صفحات محتوى منسقة حسب اهتمامات المستخدم، على غرار ما تقدمه ChatGPT.
وتتوافر معظم هذه الميزات ضمن اشتراك شهري بقيمة 20 دولارا، يمنح المستخدمين وصولا غير محدود إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتحميل الملفات، وإنشاء الصور، وتعمل Perplexity أيضا على تطوير متصفح ويب جديد يحمل اسم Comet.
رغم النجاح النسبي الذي حققته المنصة، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شرسة، خاصة من تطبيق ChatGPT الذي استحوذ على 45% من تحميلات تطبيقات الدردشة الذكية في الربع الثالث من عام 2024، بحسب شركة “Sensor Tower”، فيما أدرجت Perplexity ضمن فئة أخرى.
كما واجهت الشركة اتهامات بانتهاك حقوق المحتوى، إذ هددت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، باتخاذ إجراءات قانونية ضدها بزعم استخدام محتواها دون إذن. وفي العام الماضي، رفعت “داو جونز” – الشركة المالكة لصحيفة “وول ستريت جورنال” – و"نيويورك بوست" دعاوى قضائية ضد المنصة لذات السبب.
لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟يعتقد أن استحواذا محتملا على Perplexity قد يخدم خطط كل من آبل وميتا في توسيع حضورهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
فبالنسبة لـ آبل، سيكون ذلك دعما إضافيا لدمج ميزات البحث الذكي ضمن متصفح “سفاري”، خاصة في ظل الشكوك القانونية التي تحيط باتفاقها مع جوجل لجعل الأخير محرك البحث الافتراضي، وهو اتفاق تُقدر قيمته بالمليارات.
وقد أعلنت آبل مؤخرا عن تحديثات لأدوات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها، لكنها لا تزال متأخرة في إطلاق نسخة معززة من مساعدها سيري، رغم الإعلان عنها منذ أكثر من عام.
أما ميتا، فتسعى بشكل محموم إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال، وعرضت حزم توظيف تصل إلى 100 مليون دولار لبعض الكفاءات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
كما استثمرت مؤخرا في شركة “Scale AI” الناشئة، التي تساعد في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وعينت مؤسسها ألكسندر وانج ضمن صفوفها.
ورغم النجاحات التي حققتها ميتا في بعض المشاريع مثل نظارات Ray-Ban المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونماذج Llama المستخدمة على نطاق واسع، إلا أنها تواجه تحديات أخرى، منها تأجيل إطلاق نموذجها المتقدم الجديد، إضافة إلى مخاوف الخصوصية في تطبيقها الجديد للدردشة الذكية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكباريرى مراقبون أن الذكاء الاصطناعي يمثل القفزة الكبرى التالية بعد الإنترنت والهواتف الذكية – وهما مجالان لعبت فيهما آبل وميتا دورا رياديا.
ومع التطورات المتسارعة، يبدو أن مستقبل الشركتين بات مرهونا بمدى قدرتهما على الابتكار والمنافسة في هذا المضمار الجديد، الذي سيعيد تشكيل طريقة عمل الناس وتواصلهم وبحثهم عن المعلومات.